الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولاً: أكمل الوضوء ما كان ثلاثاً ثلاثاً.
ولكن يسن للمتوضئ أحياناً أن يتوضأ مرتين مرتين, أو مرة مرة, أو أن يخالف بين الأعضاء فيغسل بعضها مرة, وبعضها مرتين, وبعضها ثلاثاً, كلّ ذلك جائز أحياناً لا على سبيل المداومة.
وقال الشوكاني رحمه الله: "وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا، وبعض الأعضاء ثلاثا وبعضها مرتين، والاختلاف دليل على جواز ذلك كله، وأن الثلاث هي الكمال والواحدة تجزئ".
ثانياً: خلاف العلماء في حكم غسل اليدين عند القيام من النوم:
ثبت في الحديث الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يَغمِس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده" (رواه مسلم).
وقد اختلف العلماء في حكم غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم.
فذهب الجمهور: إلى أن غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم سنة.
وذهب أحمد وداود إلى وجوبهما.
والراجح -والله أعلم- قول الجمهور؛ لأن الأمر به في الحديث معلَّل بوهم النجاسة، ولا يجب غسل ما كان متوهم التنجس.
ثالثاً: من توضأ مرة أو مرتين يسنّ له أن يغسل يديه ثلاثاً:
مما تقدّم تقريره, فإن من قام من نومه (سواء في ذلك نوم الليل والنهار), وكان وضوءه من إناء (خلاف المتوضئ من الحنفية أو الصنبور) فإنّه يسنّ له أن يغسل يديه ثلاثاً ثلاثاً, ولا يكتفي بواحدة, لأنّ الحديث نصّ في غسل اليدين قبل إدخالهما للإناء ثلاثاً, ولا يقدح في ذلك كون الوضوء مرة مرة, لأنّ تقرر معنا أنّ المتوضئ له أن يخالف بين أعضائه في عدد مرات الغسل.
والله تعالى أعلم
كتبه وقرّره: أبو يزيد المدني
المدينة النبوية: الأحد 29 رجب 1431 هـ
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: سؤال 
السبت 19 يونيو 2010 - 19:21
