بسم الله الرحمن الرحيم
14-أنا أكرم على ربي من أن يدعني في قبري بعد ثلاث
لا أصل له
قال ولي الدين العراقي –و هو ابن العراقي صاحب الألفية- في ٌ الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية ٌ (ص 104) :
ٌ هـذا الكلام لا أصل له عن النبي صلى الله عليه و سلم و لم يخرجه أحد من الحفاظ و لا من غيرهم و ليس له إسناد أصلا لا صحيح و لا ضعيف و إنما يقال على الألسنة ثم إنه باطل في نفسه و النبي صلى الله عليه و سلم الآن في قبره و قد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: ٌ أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ٌ و هو ثابت في الصحيحين و له عدة طرق و هذا أمر لا شك فيه و الله أعلم
و قال ابن الملقن في ٌ البدر المنير ٌ (5/283) :
ٌ هذا الحديث تبع الرافعي في إيراده الإمام –أي إمام الحرمين الجويني- فإنه أورده كذلك في ٌ نهايته ٌ ثم قال بعد : و روي أكثر من يومين و لا أعلم من خرجه بعد البحث الشديد عنه و ذكره بعض من أدركناه ممن صنف في حياة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام في قبورهم و لم يعزه و في كتاب ٌ حياة الأنبياء في قبورهم بعد موتهم ٌ للحافظ أبي بكر البيهقي ..... ٌ ثم أطال في ذكر حياة الأنبياء في قبورهم إلى أن قال : (5/292) :
ٌ و قد أطلنا في هذا الموضوع لكونه من المواضيع المهمة فلا تسأم من طوله ثم رأيت بعد ذلك أمرا غريبا في كلام الغزالي في كتاب ٌ كشف علوم الآخرة ٌ فإنه ذكر الحديث الذي أورده الرافعي بلفظ قال النبي صلى الله عليه و سلم :
ٌ إني أكرم عند الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث ٌ ثم قال : و كأن الثلاث عشرات لأن الحسين قتل على رأس الستين فغضب على أهل الأرض و عرج به إلى السماء . هذا لفظه و هو عجيب غريب دكرته ليعرف ٌ
و ذكر الحافظ في ٌ التلخيص ٌ (2/126) ما نقله ابن الملقن عن الغزالي و قال : ٌ أمر يطول منه التعجب ٌ
و قال عن الحديث : ٌ لم أجده هكذا ٌ
و ذكره الحافظ في ٌ الفتح ٌ (6/547) قال :و ذكر الغزالي ثم الرافعي حديثا مرفوعا : ٌ أنا أكرم على ربي أن يتركني في قبري بعد ثلاث و لا أصلي له ٌ ثم قال :
ٌ إلا إن أخذ من رواية ابن أبي ليلى هذه و ليس الأخذ بجيد لأن رواية ابن أبي ليلى قابلة للتأويل ٌ
و ذكره في ٌ التلخيص ٌ بدون زيادة ٌ و لا أصلي له ٌ . أما رواية ابن أبي ليلى المشار إليها فهي ما أخرجه البيهقي من طريق ابن أبي ليلى بلفظ :
ٌ إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة و لكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور ٌ
و هو بهذا اللفظ في ٌ الضعيفة ٌ (رقم 202)
و أما قول الحافظ أنها قابلة للتأويل كأنه يشير إلى حديث أنس مرفوعا :
ٌ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ٌ و هو في ٌ الصحيحة ٌ (رقم 621) و قال الشيخ هناك :
ٌ ثم اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة و السلام ، إنما هي حياة برزخية ، ليست من حياة الدنيا في شيء ، و لذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها و محاولة تكييفها و تشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا . هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد : الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة و الآراء كما يفعل أهل البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادعاء أن حياته صلى الله عليه وسلم في قبره حياة حقيقية ! قال : يأكل و يشرب و يجامع نساءه ! ! . و إنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها
إلا الله سبحانه و تعالى .ٌ
و الله أعلم
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: الأحاديث الضعيفة و الموضوعة مما ليس في سلسلة الألبانيٍٍ(14) 
الأربعاء 28 يوليو 2010 - 0:31
