الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 الرافعي .. بقلم محمود شاكر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


الرافعي .. بقلم محمود شاكر Empty
مُساهمةموضوع: الرافعي .. بقلم محمود شاكر   الرافعي .. بقلم محمود شاكر I_icon_minitimeالسبت 16 يناير 2010 - 18:10

[size=24]
[size=24]بسم الله الرحمن الرحيم

وإيّاه أستعين
فاتحة الكتاب


محمود محمد شاكر
إن كنت لست معي فالذكر منك معي
.................................... يراك قلبي وإن غيّبت عن بصري
العين تبصر من تهوى وتفقده
.................................... وناظر القلب لا يخلوا من النظر
رحمك الله يا (أبا سامي) ورضي عنك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وجزاك خيرا عن جهادك ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم (12)) [ 57 سورة الحديد : الآية : 12 ] .
كتب (سعيد) – لا أخلى الله مكانه وخطّيء عنه السوء – هذا الكتاب الذي يسعى بين يديه يردّ به إلى الحياة حياة استدبرت الدنيا وأقبلت على الآخرة بما قدّمت من عمل وثم الميزان الذي لا يخطئ والناقد الذي لا يجوز عليه الزيف والحاكم الذي لا يقدح في عدله ظلم ولا جور والبصير الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور قد استوت عنده دجنّة السّرّ ونهار العلانيّة وقد فرغ الرافعي –رحمه الله- من أمر الناس إلى خاصّة نفسه ولكنّ الناّس لا يفرغون من أمر موتاهم ولو فرغوا لكان التّاريخ أكفانا تطوى على الرّمم لا أثوابا تلقى على الميت لتنشره مرّة أخرى حديثا يؤثر وخبرا يروى وعملا يتمثّل وكأن قد كان بعد إذ لم يكن.
وهذا كتاب يقدّمه (سعيد) إلى العربية وقرّائها يجعله كالمقدّمة الّتي لابدّ منها لمن أراد أن يعرف أمر الرافعي من قريب.
لقد عاش الرّافعي دهرا يتصرّف فيما يتصرّف فيه الناس على عاداتهم وتصرّفه أعمال الحياة على نهجها الذي اقتسرته عليه أو مهّدته له أو وطّأت به لتكوين المزاج الأدبي الّذي لا يعدمه حيّ ولا يخلوا من مسّه بشر .
وأنا – ممّا عرفت الرّافعي رحمه الله ودنوت إليه ووصلت سببا منّي بأسباب منه – أشهد لهذا الكتاب بأنّه قد استقصى من أخبار الرافعي كثيرا إلى قليل ممّا عرف عن غيره ممّن فرط من شيوخنا وكتابنا وأدبائنا وشعرائنا وتلك يد لسعيد على الأدب العربي وهي أخرى على التاريخ ولو قد يسر الله لكلّ شاعر أو كاتب أو عالم صديقا وفيّا ينقله إلى الناس أحاديث وأخبارا وأعمالا كما يسر الله للرافعي لما أضلّت العربية مجد أدبائها وعلمائها ولمّا تفلّت من أدبها علم أسرار الأساليب وعلم وجود المعاني التي تعتلج في النفوس وترتكض في القلوب حتّى يؤذن لها أن تكون أدبا يصطفى وعلما يتوارث وفنّا يتبلّج على سواد الحياة فتسفر عن مكنونها متكشّفة بارزة تتأنّق للنفس حتى تستوي بمعانيها وأسرارها على أسباب الفرج ودواعي السرور وما قبل وما بعد .
والتّاريخ ضربان يترادفان على معناه ولكلّ فضل : فأوّله رواية الخبر والقصة والعمل وما كان كيف كان وإلى أين انتهى وهذا هو اّلذي انتهى إلينا من علم التاريخ العربيّ في جملته وعمود هذا الباب صدق الحديث وطول التّحرّي والاستقصاء والتّتبع وتسقط الأخبار من مواقعها وتوخّي الحقيقة في الطلب حتّى لا يختلط باطل بحقّ . وأمّا التاريخ الثاني فإيجاد حياة قد خرجت من الحياة وردّ ميت من قبر مغلق إلى كتاب مفتوح وضمّ متفرّق يتبعثر في الألسنة حتى يتمثّل صورة تلوح للمتأمل وهذا الثاني هو الذي عليه العمل في الإدراك البياني لحقائق الشعراء والكتّاب ومن إليهم ومع ذلك فهو لا يكاد يكون شيئا إلاّ بالأوّل وإلاّ بقي اجتهادا محضا تموت الحقائق فيه أو تحيا على قدر حظّ المؤرّخ والناقد من حسن النّظر ونفاذ البصيرة ومساغه في أسرار البيان متوجّها فع الدّلالة مقبلا ومدبرا متوقّيا عثرة تكبّه على وجهه متابعا مدرجة الطّبائع الإنسانية – على تباينها واختلافها - حتّى يشرف على حيث يملك البصر والتمييز ورؤية الخافي وتوهّم البعيد ويكون عمل المؤرّخ يومئذ نكسة يعود بها إلى توهّم أخبار كانت وأحداث يخالها وقعت ويجهد في ذلك جهدا لقد غني عنه لو قد تساوقت إليه أخبار حياة الشّاعر أو الكاتب واجتمعت لديه وألقيت كما كانت أو كما شاهدها من صحبه واتّصل إلى بعض ما ينفذ إليه الإنسان من حال أخيه الإنسان.
وبعد فإنّ أكثر ما نعرفه من أدب وشعر في عصور الاندحار التي منيت بها العربية يكاد يكون تلفيقا ظاهرا على البيان والتّاريخ معا حتّى ليضلّ النّاقد ضلال السّالك في نفق ممتد قد ذهب شعابا متعانقة متنافرة في جوف الأرض ثمّ جاء العصر الذي نحن فيه فأبطلت عاميّته البيان في الأدب والشعر من ناحية ودلّسهما ما أغري به الكثرة من استعارة العاطفة واقتراض الإحساس من ناحية أخرى فإنّي لأقرأ للكاتب أو الشاعر وأتدبّر وأترفّق وأترقّى .... وإذا هو عيبة ممتلئة قد أشرجت على المعاني والعواطف فلو قطع الخيط الذي يشدّها لانقطعت كلّ شاردة نافرة إلى وطنها هاربة تشتدّ وبمثل هذا يخوض المؤرّخ في ردغة مستوحلة يتزلّق فيها ههنا وثمّ ويتقطّع في الرأي وتتهالك الحقائق بين يديه حتى يصير الشاعر وشعره والأديب وأدبه أسمالا متخرّقة بالية يمسح بها المؤرّح عن نفسه آثار ما وحل فيه
وقد ابتلي الأدب العربيّ في هذا العصر بهؤلاء الذين أوجفت بهم مطايا الغرور في طلب الشهرة والصّيت والسّماع فخبطوا وتورّطوا ظلماء سالكها مغتّر وقد كان احتباسهم وإمساكهم عمّا نصبوا وجوههم له واصطبارهم على ذلّ الطّلب وممارستهم معضل ما أرادوه وتأنّيهم في النيّة والبصر والعزم عسى أن يحملهم على استثارة ما ركبه الإهمال من العواطف التي تعمل وحدها إذا تنسّمت روح الحياة واستنباط النّبع القديم الّذي ورثته الإنسانية من حياتها الطبيعية الأولى ثمّ طمت عليه المدنيّات المتعاقبة.
والشّعر والأدب كلاهما عاطفة وإحساس ينبعان من أصل القلب الإنسانيّ هذا القلب الذي أثبت من داخل بين الحنايا والضّلوع ليكون أصفى شيء وأطهر شيء وأخفى شيء وليمسّ كلّ عمل من قريب ليصفّيه ويطهّره ويسدل عليه من روحه شفّا رقيقا لا يستر بل يصف ما وراءه صفة باقية بقاء الرّوح ويبرّئها من دنس الوحشيّة التي تطويها في كفن من بضائع الموتى فأيّما شاعر أو أديب قال فإنّما بقلبه وجب ن أ أن يقول ومن داخله كتب عليه أن يتكلّم وإنّما اللسان آلة تنقل ما في داخل إلى خارج حسب فإنّ كلّفها أحد أن تنقل على غير طبيعتها في الأداء – وهي الصلة التي انعقدت بينها وبين القلب على هذا القانون – فقد أوقع الخلل فيها ووقع الفساد والتخالف والإحالة والبطلان فيما تؤدّيه أو تنقله.
وقد نشأ الرافعي من أوّليته أديبا يريد أن يشعر ويكتب ويتأدّب وسلخ شبابه يعمل حتى أمكنته اللغة من قيادها وألقت إليه بأسرارها فكان عالما في العربية يقول الشّعر ولو وقف الرافعي عند ذلك لدرج فيمن درج من الشعراء والكتّاب والعلماء الذين عاصروه ولو أنّه استنام إلى بعض الصيت الذي أدركه وحازه واحتمله في أمره الغرور لخفّ من بعد في ميزان الأدب حتى يرجح به من عسى أن يكون أخفّ منه ولكنّ الرّافعي خرج من هذه الفتن – التي لفّت كثرة الشعراء والأدباء وألتقمتهم فمضغتهم فطحنتهم ثم لفظتهم – وقد وجد نفسه و اهتدى إليها وعرف حقيقة أدبه وما ينبغي له وما يجب عليه فأمرّ ما أفاد من علم وأدب على قلبه ليؤدّي عنه وبرئ أن يكون كبعض مشاهير الكتاب والشعراء ممن يطيح بالقول من أعلى رأسه إلى أسفل القرطاس وللقارئ من قنابله بعد ذلك ما يتشظّى في وجهه وما يتطاير لهذا كان الرّافعي من الكتّاب والأدباء الّذين تتخذ حياتهم ميزانا لأعمالهم وآثارهم ولذلك كان كتاب (سعيد) عن حياته من الجلالة بالموضع اّلذي يسموا إليه كلّ مبصر ومن الضّرورة بالمكان الذي يلجأ إليه كلّ طالب.
عرفت الرافعي معرفة الرأي أوّل ما عرفته ثمّ عرفته معرفة الصّحبة فيما بعد وعرضت هذا على ذاك فيما بيني وبين نفسي فلم أجد إلاّ خيرا مما كنت أرى وتبدّت لي إنسانية هذا الرجل كأنّها نغمة تجاوب أختها في ذلك الأديب الكاتب الشاعر وظفرت بحبيب يحّبني وأحبّه لأنّ القلب هو اّلذي كان يعمل بيني وبينه وكان في أدبه مسّ هذا القلب فمن هنا كنت أتلقّى كلامه فأفهم عنه ما يكاد يخفى على من هو أمثل منّي بالأدب وأقوم على العلم وأبصر بمواضع الرّأي.
وامتياز الرافعي بقلبه هو سرّ البيان فيما تداوله من معاني الشعر والأدب وهو سرّ حفاوته بالخواطر ومذاهب الآراء وسرّ إحسانه في مهنتها وتدبيرها وسياستها كما يحسن أحدهم مهنة المال وربّه والقيام عليه وهو سرّ علوّه على من ينخشّ في الأدب كالعظمة الجاسية تنشب في حلق متعاطيه لا يبقي عليه من هوادة ولا رفق وبخاصة حين يكون هذا الناشب ممّن تسامى على حين غفلة يوم مرج أمر الناس واختلط أو كان مرهّقا في إيمانه متّهما في دينه إذ كان الإيمان في قلب الرافعي دما يجري في دمه ونورا يضيء له في مجاهل الفكر والعاطفة ويسنّى له ما أعسر إذا تعاندت الآراء واختلفت وتعارضت وأكذب بعضها بعضا.
هذا وقد أرخيت للقول حتّى بلغ وكنت حقيقا أن أغور إلى سرّ البيان واعتلاقه من العاطفة والهوى في قول الشّاعر والكاتب والأديب لأسدد الرأي إلى مرماه وقد يطول ذلك حتى لا تكفي له فاتحة كتاب أو كتاب مفرد فإنّ البيان هو سرّ النفس الشاعرة مكفوفا وراء لفظ وما كان ذلك سبيله لا يتأتّى إلاّ بالتفصيل والتّمييز والشرح ولا تغني فيه جملة القول شيئا من غناء . وحقيق بمن يقرأ هذا الكتاب أن يعود إلى كتب الرّافعي بالمراجعة فيستنبئها التفصيل والشّرح وبذلك يقع على مادة تمدّه في دراسة فنون الأسلوب وكيف يتوجّه بفن الكاتب وكيف يتصرّف فيه الكاتب بحسّ من قلبه لا يخطيء أن يجعل المعنى واللفظ سابقين إلى غرض متواطئين على معنى لا يجوران فيجاوزانه أو يقعان دونه.
رحمة الله عليه لقد شارك الأوائل عقولهم بفكره ونزع إليهم بحنينه وفلج أهل عصره بالبيان حين استعجمت قلوبهم وارتضخت عربيّتهم لكنة غير عربيّة ثمّ صار إلى أن أصبح ميراثا نتوارثه وأدبا نتدارسه وحنانا نأوي إليه.
رحمة الله عليه ..


محمود محمد شاكر
(1) – هذه هي فاتحة كتاب (حياة الرافعي) لمحمد سعيد العريان رحمه الله
(2) – كذلك كانت كنيته واسم ابنه البكر : محمود سامي الرافعي وإنّما سمّاه كذلك تشبيها له باسم الشاعر محمود سامي البارودي وإليه كان ينظر في صدر أيامه .
كلمة وكليمة تأليف محمد صادق الرافعي بعناية بسّام عبد الوهاب الجابي طبعة دار ابن حزم عن الجفان والجابي للطباعة والنشر ص 173 وما بعدها نسخه على الجهاز أخوكم العاصمي من الجزائر يوم الجمعة بين صلاة العصر والمغرب
[/size]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


الرافعي .. بقلم محمود شاكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرافعي .. بقلم محمود شاكر   الرافعي .. بقلم محمود شاكر I_icon_minitimeالأحد 17 يناير 2010 - 0:07

موضوع قيم ويعكس مدى تقييم الأدب وعلى أي الأسس وكان التمثيل برائد الإصلاح القلمي مصطفى الصادق الرافعي الذي جند يراعه لغرس المثل الإسلامية والقيم الخلقية للرفع من أخلاقيات أبناء الأمة الإسلامية في فترة عويصة مر بها العالم العربي إثر التواجد الإستدماري الذي تفنّن في تشويه السلوك الإسلامي عن طريق ما غرسه خاصة في مصر من اللهو والمجون وبحكم الفقر والظلم انساق العديد إلى مالا يحمد عقباه

فلولا الحركة الإصلاحية على يد المصلحين ومنهم الأدباء كالرافعي لحدثت الكوارث

بارك الله فيك على هذا التوجه النير فالرافعي يُقتدى بع في اللغة والبلاغة والدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


الرافعي .. بقلم محمود شاكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرافعي .. بقلم محمود شاكر   الرافعي .. بقلم محمود شاكر I_icon_minitimeالثلاثاء 19 يناير 2010 - 18:47

كتبَ "شاكر" رحمه الله :

- الشّعرُ و الأدبُ، كلاهما عاطفةٌ و إحساسٌ."
-"فأيّما شاعرٍ أو أديبٍ قال، فإنّما بقلبِه وَجَبَ أن يقولَ، و مِنْ داخِله كُتِبَ عليه أن يتكلّم، و إنّما اللسانُ آلةٌ تنقُل ما في داخلٍ إلى خارجٍ حسب.."
- "لكنّ الرّافعي خرج من هذه الفتن ..و قد وجدَ نفسَه و اهتدى إليها، و عرفَ حقيقةَ أدبهِ، و ما ينبغي له وما يجب عليه، فأمرّ ما أفادَ من علم و أدبٍ على قلبه ليُؤدّي عنه، وبرئ أن يكونَ كبعضِ مشاهير الكتابِ و الشعراءِ، ممن يُطيحُ بالقولِ من أعلى رأسه إلى أسفل القرطاس.."
- "لما تفلّتَ من أدبها علمُ أسرار الأساليب، و علمُ وجودِ المعاني التي تعتلج في النفوس، و ترتكِضُ في القلوب حتّى يُؤذَن لها أن تكونَ أدبًا يُصطفى، و علمًا يُتوارَث، و فنّا يتبلّج على سواد الحياة، فتُسفِر عن مكنونها متكشّفةً بارزةً تتأنّق للنفسِ حتى تستويَ بمعانيها وأسرارِها، على أسباب الفرح.."
- "و امتيازُ الرافعي بقلبه، هو سِرُّ البيانِ فيما تداوله من معاني الشعر والأدب"
- "وكنتُ حقيقا أن أغورَ إلى سرّ البيان، و اعتلاقِه من العاطفة و الهوى في قول الشّاعر و الكاتب و الأديب، لأسَدِّدَ الرأيَ إلى مرماه، و قد يطولُ ذلك حتى لا تكفي له فاتحةُ كتابٍ أو كتاب مفرد، فإنّ البيانَ هو سِرُّ النفسِ الشاعرة، مكفوفاً وراء لفظ.."
- ".. وكيف يتصرّفُ فيه الكاتبُ بحِسٍّ من قلبهِ لا يُخطيء أن يجعلَ المعنى و اللفظَ سابقَين إلى غرضٍ، متواطِئَين على معنىً، لا يجوران فيُجاوِزانه، أو يقعان دونه.."
---------------------------


السلام عليكم و رحمة الله

شكرَ اللهُ لكم نقلكم للموضوع القَيِّم، و زاده قيمة و متعة كون المكتوب عنه "الرافعي"، و الكاتِب عنه "شاكر"، رحمهما الله.

و قد أثنى "شاكر" على كتابِ "حياة الرافعي" لسعيد عريان، و أنّه صوّرَ الأديبَ الشاعر تصويرًا يُعين على معرفةِ حقيقة الأديب الراحل "الرافعي"، و إسهاماته في اللغة العربية و آدابها، بالاطلاع على أخباره ومواقفه وشؤون حياته، ما يسمح للقارئ بالوقوف من قريب على شاعرية الأديب و إنسانيّته، و سرّ أسلوبه و بيانه، و من هنا تكمن قيمة التاريخ الأدبي، و فضله على الناقد و الكاتب و القارئ.

و يُدندن "شاكر" في كلماته حول "سِرّ البيان"، و أنه مخبوء وراء "شاعرية الأديب"، و صدقه في تصوير خوالج نفسه و عواطفه، و أنّ الأدب هو "عملُ القلب" لا عمل القلم، و أنّ الأخير إنما هو ترجمان فقط تماما كترجمان اللسان، فإذا قُطعت الصلة بين عمل القلب و أداءالقلم، و كان العمل للذهن وحده، فثَمّ التكلّف و التلفيق و الصناعة كما يفعل الكثيرون!.. فالأسلوب يتأتى في أبهى صوره عندما يكون مصاحبا لحالات شعورية صادقة و عواطف حيّة، فحينئذ قلّ أن يُخطئ الكاتب تصويرَ المعاني، بل ثمة الإبداع البياني، و موافقة الألفاظ للمعاني التي اختلجتِ الكاتبَ، فكان الأداء اللغوي رائعا و التجارب الشعورية حية صادقة جلية للقارئ كأنما هو من عاشها، إنه "المزاج الأدبي الّذي لا يَعدمُه حيٌّ و لا يخلُو من مسِّه بشرٌ" كما قال شاكر .

و قد كان "الرافعي" رحمه الله، أديبا بقلبه و روحه، غيورا على دينه و تراث أمته، مفارقا لأدباء عصره المغرورين المزهوّين..،صادقا في التعبير عن مكنون صدره: يتأثّر فيكتب، و يغضب فيردّ..فجاءت آثارُه ترجمان عن نفسه و أفكاره،و مُخبرة بصدقه و شاعريّته في حياته، مع امتلاكه لناصية اللغة.. و إذا وُجِد هذين العاملين :حِسّ مرهف و الاقتدار على اللغة، فقد نتج لنا: سحر البيان و فيض الخاطر.

و أستسمحكم أخي الفاضل، لهذا التعليق الذي أوردتُه،
مكافأةً لكم و شكرا، و تقديرا لجهدكم المبذول في نسخكم للموضوع
و أدري أني أكثرتُ، ولكن الموضوع قد صادف قارئة أبصرت اسمَ"شاكر" فلم تملك صبرا على "الثرثرة"..

و بارك الله فيكم




-------------------------

شرح بعض المفردات:

أضلّت :أضاعت
تعتلج : تتصارع و تتراكم
ترتكِض: تتحرك و تتقلب و تضطرب
يتبلّج :يظهر و يُشرق
ضربان: شكلان و صنفان
يترادفان : يتتابعان و يتعاونان
مساغُه :جوازه
البيان : الفصاحة و التعبير و الأداء
عَيْبَة: وعاء من جلد يكون فيه المتاع
أُشرجت :خاطه خياطة متباعدة
اقتراض الإحساس: تكلّفه كأن يستقيه من قصيدة قرأها، أو موقف عاشه غيره
ردْغَة :الطين الرقيق، الوحل الكثير
أسمالا : جمع السَّمَل :الثوب البالي
أوجفت : أوجفَ الفارسُ فرسَه: حثّه لكي يجدّ في السير، جعله يضطرب
مطايا: جمع مطيّة:الرّكوبة من الدواب.(مراكب الغرور)
مُعضِل: من المسائل :المشكلة المستغلقة ، الشديدة
طمتْ عليه: غمرته و غلبت عليه
يَنخش: يدخل
الجاسِية :الصلبة
تَنشب :تعلق
مَرِج:اختلط و اضطرب
المُرَهَّقُ :المُتَّهم الذي يُظنّ به السوء
نزَع: مال
فلجَ :غلب و استظهر
استعجمت:استعجمَ الرجلُ:سكتَ عجزا، و استعجم الكلامُ عليه :خَفِي و استبهم
ارتضخت :يُقال:هو يرتضخ لكنةً أعجمية،إذا نشأ مع العجم ثم صار الى العرب، فهو ينزع إلىالعجم في ألفاظ و لو اجتهد
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


الرافعي .. بقلم محمود شاكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرافعي .. بقلم محمود شاكر   الرافعي .. بقلم محمود شاكر I_icon_minitimeالأربعاء 20 يناير 2010 - 19:29

[size=24]أختاي الفاضتان : أحب أن أعتذر عن التأخرّ في التعليق على ما تفضّلتما به ذلك أنّي أدرك تمام الإدراك بأنّه أمر مزعج ولعلّ عذري أنّي لم أجد في نفسي القدرة على نسج الكلام والتعبير عن ما تثيره تلك الأسماء اللامعة في سماء الأدب والفكر بل في عمق الحضارة وامتداد التاريخ في نفسي فقد نشأة على كتب الرافعي أنهل من معينها وأسعد بما تنقله إلى نفسي من تلك الروح الجميلة والمعاني الرائقة التي كانت تصوّرها الكلمات بل التي كانت تصوغ الكلمات فينشرح لها الصدر واشعر بالأنس مع شخص لم ألقه يوما بل مات قبل أن أولد لكنّ كلماته كانت دوما النغمة التي تطرب لها روحي ويأنس إليها وجداني ومما زاد من إحترامي وتقديري لتلك الشخصية الفريدة هو تجشمها عناء المواجهة مع ما يتهدد أمتها من أخطار تجتث روحها وتفتك بثقافتها وعدم اغترارها بزيف الشهرة وفتنة الأضواء وأي فتنة أجلّ وأعظم من أن يرى فيها الإنسان نفسه على غير حقيقتها تنفخ فيه الأوهام نفخ الحمم في البركان فلا تلبث أن تسيل على لسانه أباطيلا وأسمارا ولعلّ هذا العنوان هو حلقة الوصل الكبرى في تعرفي على ( شاكر ) ويا لها من مصادفة غريبة تلك التي لم أزل أرويها لمعارفي كلمّا أشرقت من قلوبهم شموس الأنس فألقوا إلى أخيهم القلوب والأسماع ليفتك بقواعد سيبويه ويهيل على فرائد الفراهيدي التراب .. ترى أكنت أبحث عن الرافعي في معاصريه لأراه متمثلا متجسدا في شخص تلميذه وصديقه وحبيبه (شاكر) أم تراني كنت أبحث عن تلك الشاعرية المتدفقة والحس المرهف والقيم الراقية والأخلاق المتينة التي بثها الرافعي في أشعاره وخواطره ومؤلفاته لأجدها متجلية في أبهى الحلل يزيّن سماءها لافتة رفّافة كتب عليها .. ( شاكر ) ربمّا وربما هي وحدة المعركة والهدف تلك التي جعلت من ( شاكر ) حامل راية العربية بعد أن وارى صديقه التراب فكان بحقّ كاسر المستشرقين وحامل راية العروبة والدين فقد كانت العربية ولم تزل سياج الإسلام وجسره الذي تعبر من خلاله قيمه ومفاهيمه إلى الناس ولعلّ هذا هو الذي أشعر شاكرا ومن قبله الرافعي وغيرهما مثير بحتمية المواجهة وخطورة التأخر في فضح المؤامرة وكشف دسائسها إلاّ أنّي لا أجد في نفسي قوة على الكتابة تحملني على أن أفتح هذا الباب لضروف تلازمني هذه الأيام لعلّها سحابة وتمر فأرجوا أن تقبل الأختان الفاضلتان عذري ويكتفيان بما تقدّم من تعليق وليقبلا هذه الكلمات والخواطر التي كتبها العلامة (شاكر) رحمه الله والتي لم أجد أحسن منها قولا ولا أبلغ منها دلالة في وصف العلاقة والعاطفة الرّابطة بين (الرجلين) فلتتفضلآها وليتفضّلها القرّاء جميعا :
الرافعي


للأستاذ محمود محمد شاكر
رحمة الله عليك رحمة الله عليك
رحمة الله لقلب حزين وكبد مصدوعة
لم أفقدك أيّها الحبيب ، ولكنّي فقدت قلبي .
كنت لي أملا أستمسك به كلّما تقطّعت آمالي في الحياة .
كنت راحة قلبي كلّما اضطرب القلب في العناء .
كنت الينبوع الرّويّ كلّما ظميء القلب وأحرقه الصدى .
كنت فجرا يتبلّج نوره في قلبي وتتنفّس نسماته فوجدت قلبي .. إذ وجدت علاقتي بك .
لم أفقدك أيّها الحبيب ولكنّي فقدت قلبي .
جزعي عليك يمسك لساني أن يقول ، ويرسل دمعي
ليتكلّم . والأحزان تجد الدّمع الذي تذوب فيه لتهون وتضّاءل،
ولكنّ أحزاني عليك تجد الدّمع تروى منه لتنمو وتنتشر.
ليس في قلبي مكان لم يرف عليه حبّي لك وهواي
فيك فليس في القلب مكان لم يحرقه حزني فيك وجزعي
عليك.
هذه دموعي تترجم عن أحزان قلبي ،
ولكنّها دموع لا تحسن تتكلّم .
عشت بنفس مجدبة قد انصرف عنها الخصب ، ثم رحم الله نفسي بزهرتين ترفّان نضرة ورواء .
كنت أجد في أنفاسهما ثروة الروضة الممرغة فلا أحسّ فقر الجدب .
أمّا إحداهما فقد قطفتها حقيقة الحياة ،
وأمّا الأخرى فانتزعتها حقيقة الموت ،
وبقيت نفسي مجدبة تستشعر ذلّ الفقر .
تحت الثرى .. عليك رحمة الله التي وسعت كلّ شيء ،
وفوق الثرى .. عليّ أحزان قلبي قلبي التي ضاقت بكلّ شيء ؛
تحت الثرى تتجدّد عليك أفراح الجنّة ؛
وفوق الثّرى تتقادم عليّ أحزان الأرض ..
تحت الثّرى تتراءى لروحك كلّ حقائق الخلود .
وفوق الثّرى تتحقق في قلبي كلّ معاني الموت .
لم أفقدك أيّها الحبيب ولكنّي فقدت قلبي .
حضر أجلك . فحضرتني همومي وآلامي .
فبين ضلوعي مأتم قد اجتمعت فيه أحزاني للبكاء ؛
وفي روحي جنازة قد تهيّأت لتسير ؛
وعواطفي تشيّع الميت الحبيب مطرقة صامتة ؛
والجنازة كلّها في دمي – في طريقها إلى القبر .
وفي القلب .... في القلب تحفر القبور العزيزة التي لا تنسى .
وفي القلب يجد الحبيب روح الحياة وقد فرغ من الحياة .
وت جد الروح أحبابها وقد نأى جثمانها .
في قلبي تجد الملائكة مكانا طهّرته الأحزان من رجس اللّذات .
وتجد أجنحتها الرّوح اّلذي تهفهف عليه وتتحفّى به .
هنا .. في القلب ، تتنزّل رحمة الله على أحبابي وأحزاني .
ففي القلب تعيش الأرواح الحبيبة الخالدة التي لا تفنى .
وفي القلب تحفر القبور العزيزة التي لا تنسى .
لم تبق لي بعدك أيّها الحبيب إلاّ الشّوق إلى لقائك .
فقدتك وحدي إذ فقدك النّاس جميعا .
سما بك فرحك بالله ، وقعدت بي أحزاني عليك .
لقدت وجدت الأنس في جوار ربّك ، فوجدت الوحشة في جوار النّاس .
لم أفقدك أيّها الحبيب ولكنّي فقدت قلبي .
لم تبق لي بعدك إلاّ الشّوق إلى لقائك .
رحمة الله عليك ، رحمة الله عليك .


محمود محمد شاكر
....................................................................................
نشرت هذه الكلمة في (الرسالة) العدد:202 ، 7 شهر ربيع الأول سنة 1357 ه = 17 مايو/أيار سنة 1937 م ، السنة الخامسة ، الصفحة 721 (ص : 169 وما بعدها من كتاب كلمة وكليمة السابق الإشارة إليه )
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


الرافعي .. بقلم محمود شاكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرافعي .. بقلم محمود شاكر   الرافعي .. بقلم محمود شاكر I_icon_minitimeالأربعاء 27 يناير 2010 - 1:21

بارك الله فيكم على التعليق، و تبيان الصلة التي كانت بين الرافعي و شاكر من خلال القصيدة
و بهذا أخذ الموضوع بعض حقّه من الشرح و الإثراء
جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الرافعي .. بقلم محمود شاكر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» حيرة! .. أبو فهر محمود شاكر .
» " لا تسبُّوا أصحَابِي"... بين محمود شاكر و سيد قطب
» أذكري قلبي .. أبو فهر محمود محمد شاكر
» محاضرة للشيخ محمود محمد شاكر سنة1396هـ
» منهج البحث بين "محمود شاكر" و بين "طه حسين"..؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: اللّغـــات و علومها :: اللغة العربيــة وعلومهـا-