يوسف الجزائري كتب:

شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا
هذه أسئلة أحد الإخوة

السّؤال الاول:
ما حكم الإسراف في حفلات الأعراس ؟ وهل من نصيحة لمن تساهل في ذلك.

السّؤال الثّاني: من المعلوم مشروعيّة الدّعاء والصلاة ليلة الدّخول، فما هي هذه الأدعية، وكيف تُصلّى هذه الصّلاة ؟

السّؤال الثالث:
هل من حقّ الزّوجة أن يتزيّن لها زوجها وأن يؤانسها ويلاطفها، أخذا من قوله تعالى:(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ.. ) ؟

السّؤال الرّابع:
ما الّذي يحلّ وما لا يحلّ في المعاشرة الزّوجية ؟

السّؤال الخامس :
ما هي الكتب التى تنصح كل شاب وشابة مقبلين على الزواج بقراءتها

السّؤال السادس:
ما حكم إفشاء الاسرار الزوجية للغرباء ؟

السّؤال الأوّل: ما حكم الإسراف في حفلات الأعراس ؟ وهل من نصيحة لمن تساهل في ذلك.

نصّ الجواب: الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فقد بيّنّا فيما سبق أنّ الإسراف مذموم في كلّ حال، وليس في الأعراس فحسب، ومن أمثال عوامّ الشّام:" إن كنت على بـيـر، فاصرف بتدبـيـر ".

والإسراف هو مجاوزة الحدّ، لذلك أمرنا الله تعالى بالاقتصاد قائلا:{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: من الآية: 31]

وأثنى الله تعالى على عباد الرّحمن فقال:{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } [الفرقان:67].

ونهى نهيا صريحا عن التّبذير، فقال تعالى:{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [الإسراء:27]..

وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ )) [متّفق عليه]، قال العلماء: إضاعة المال هي إنفاقه في غير طاعة الله،

أو بالتّوسع في الحلال المباح !!

وروى البخاري عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

وروى البخاري تعليقا والنّسائي وأحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ )).

وإنّ للإسراف في الأعراس خاصّة أسبابا كثيرة، أهمّها:

1- وضع المال بين أيدي النّساء يتصرّفن منه كيف شِئن !

حتّى إنّه قد شاع بين الرّجال أنّهم إذا سُئلوا عن المهر ومصاريف الأعراس قالوا: يا أخي دَعْ ذلك للنّساء !!

وهذا خطأ محض، فلا بدّ للرّجال أن يكونوا على دراية بمصاريف الأعراس حتّى إذا رأوا تجاوزا للحدّ حجزوا النّساء عن ذلك، لأنّ أهل الإسراف في الشّريعة هم السّفهاء،

وقد قال تعالى:{ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } [النساء: من الآية 5]، حتّى إنّ سعيد بن جبير، وقتادة، والضحّاك، ومقاتلا، والفرّاء، وابن قتيبة، والحسن

عندما سُئِلوا عن معنى الآية قالوا: هم: النّساء والصّبيان.

ويقصدون عوامّ النّساء، لأنّهنّ يتّبعْن العواطف.

ودواء هذا الدّاء: هو الوعي، وأن يكون الرّجل هو القائم على نفقات الأعراس - لا مباشرة - ولكن يكون على علم بذلك.

2- المباهاة: وهو داء خطير وشرّ مستطير انتشر بين الأمّة، فإذا ما أنفق فلان في عرسه كذا وكذا من الملايين، اتّبع النّاس منهجه، وساروا على طريقه،

وكأنّه وحيٌ منزّل، وقرآن مرتّل.

ودواء هذا الدّاء: هو خوف الله تعالى، والوعي بأنّ العبرة بكمال النّهاية لا بنقص البداية.

فعلى المسلم والمسلمة المقبلين على الزّواج أن يضعا نصب عينيهما، ويستمسكا بكلتا يديهما، ويعضّا بناجذيهما على قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ ؟ )).

السّؤال الثّاني: من المعلوم مشروعيّة الدّعاء والصلاة ليلة الدّخول، فما هي هذه الأدعية، وكيف تُصلّى هذه الصّلاة ؟

نصّ الجواب:

فإنّ ما شرعه الله تعالى من الصّلاة مع الأهل والأذكار ليلة البناء يدخل تحت الاستعانة بالله تعالى، وذلك لأنّ الطّمأنينة المنشودة والمودّة المقصودة بيد الله تعالى وحده، لذلك

وصف سبحانه وتعالى عباد الرّحمن أنّهم سألونه متضرّعين:{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } [الفرقان: من الآية74].

· أمّا الدّعاء: فقد سنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأمّته الدّعاء من أوّل يوم يلتقي فيه الزّوجان، ففي سنن أبي داود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه

وسلّم قَالَ: (( إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا

وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ )).

· أمّا الصّلاة – وهي من أعظم أسباب الإعانة – فقد جاء فيها أثران:

الأوّل: عن أبي سعيد مولى أبي أسيد رضي الله عنه قال: تزوّجت وأنا مملوك، فدعوت نفراً من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيهم ابن مسعود وأبو ذرّ وحذيفة رضي الله

عنهم، قال: وأقيمت الصّلاة، قال: فذهب أبو ذرّ ليتقدّم، فقالوا: إليك ! قال: أَوَ كَذلك ؟ قالوا: نعم، قال: فتقدّمت بهم وأنا عبد مملوك وعلّموني فقالوا:" إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ أَهْلُكَ

فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلِ اللهَ مِنْ خَيْرِ مَا دَخَلَ عَلَيْكَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ شَرِّهِ، ثُمَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ أَهْلِكَ ".

[أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنّف "، وعبد الرزّاق، وقال الألباني رحمه الله في " آداب الزّفاف "(22):"سنده صحيح"].

الثّاني: ما رواه الطّبرانيّ وابن أبي شيبة وعبد الرزّاق بسند صحيح عن أبي وائل قال: جاء رجل من بَجِيلة - ويقال له أبو حريز - إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:

إنّي تزوّجت جارية بكرا، وإنّي خشيت أن تفرَكني ؟

فقال عبد الله رضي الله عنه: إنّ الإِلف من الله، وإنَّ الفَرْك من الشّيطان يُكرّه إليهما، فإذا دخلت عليها فمُرها فلتصلِّ خلفك ركعتين، وقل: اللَّهمَّ بارك لي في أهلي، وبارك لهم

فِيَّ، اللهمّ ارزقهم منّي وارزقني منهم، اللهمّ اجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرِّق بيننا إذا فرّقت إلى خير.


السّؤال الثالث: هل من حقّ الزّوجة أن يتزيّن لها زوجها وأن يؤانسها ويلاطفها، أخذا من قوله تعالى:(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ.. ) ؟

نصّ الجواب:

بعض الرّجال يظنّون أنّ هذا خاصّ بالنّساء فقط، ولا شكّ أنّ هذا غلط وشطط.

ثمّ لو سلّمنا بذلك، فهذا لا يعني أبدا أن يكون حال الرّجل كحال من خرج من مستنقع برائحة تزكم الأنوف، وتُبعِدُ عنه المئات والمألوف ؟ والله قد قال:{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ

بِالْمَعْرُوف } [البقرة: من 228].

قال ابن عبّاس رضي الله عنه: إنّي لأتزيّن لامرأتي كما تتزيّن لي، لأنّ الله يقول: .. وذكر الآية.

ولقد روى مسلم عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ ؟ قَالَتْ: " بِالسِّوَاكِ ".

قال العلماء: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يفعل ذلك لأنّه يستقبل زوجاته بالتّقبيل.

وقال يحيى بن عبد الرّحمن الحنظليّ: أتيت محمّد بن الحنفيّة، فخرج إليّ في ملحفة حمراء، ولحيته تقطر من الغالية [وهي أنفس الطِّيب]، فقلت: ما هذا ؟ قال: إنّ هذه الملحفة

ألقتها عليّ امرأتي، ودهنتني بالطِّيب، وإنّهن يشتهين منّا ما نشتهيه منهنّ.

وفي بعض آثار من قبلنا: اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم، واستاكوا، وتزيّنوا وتنظّفوا، فإنّ بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك، فتفحّشت نساؤهم.

وليحرص الزّوج خاصّة على سنن الفطرة، ففي الحديث الّذي رواه مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الْأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الْإِبِطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ )).

قال الرّاوي: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ. وقال القاضي: ولعلّه الختان، قال النّووي: وهو أولى.

ومن ذلك استعمال الطّيب فإنّه نافع جدّا، ولذلك عظّمه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال - كما في الحديث الّذي رواه النّسائي وأحمد عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:

(( حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ )).

وروى أبو داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم سُكَّةٌ يَتَطَيَّبُ مِنْهَا. والسكّة نوع عزيز من الطِّيب.

ولذلك كلّه ولخطورة الطّيب جاء النّهي عن أن تخرج المرأة متطيّبة، وعدّها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم زانية.
السّؤال الرّابع: ما الّذي يحلّ وما لا يحلّ في المعاشرة الزّوجية ؟

نصّ الجواب:

إنّ الأصل في النّكاح جواز الاستمتاع ما لم يأت نصّ يحرّم ذلك، كتحريم إتيان المرأة من الدّبر، وإتيانها في الحيض.

ويؤيّد ذلك ما رواه مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ فِيهِمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ } الْآيَة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ )). فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ فَقَالُوا مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ.

وعلى المسلمين أن يُراعوا آداب الإسلام وأهل الحياء في المعاشرة الزّوجيّة، فلا ينبغي لهم أن يطالب كلّ زوج من الآخر بأفعال لا يقرّها الحياء ولا الأدب، وليعلم كلّ

منهما أنّ مباشرة بعض الأفعال الّتي صِرنا نُسأل عنها وما كان آباؤنا ولا علماؤنا يعرفونها، فإنّها من أعظم ما يُذهب هيبة المرأة والرّجل.
السّؤال الخامس : ما هي الكتب الّتي تنصح كلّ شاب وشابة مقبلين على الزواج بقراءتها ؟

نصّ الجواب:

الكتب في هذه الأيّام كثيرة جدّا، لذلك على المسلم والمسلمة أن ينتقيا أصحّها، الّتي تنطلق في معالجة أمور العشرة الزّوجيّة من كتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

الصّحيحة، وهذه الكتب نوعان:

1- ما يهتمّ بتأصيل العشرة الزّوجية شرعا، ومن أحسن الكتب:" آداب الزّفاف " للشّيخ الألباني رحمه الله، و" الانشراح في آداب النّكاح " للشّيخ أبي إسحاق ............حفظه الله.

2- ومنها ما يهتمّ زيادة على ما ذُكر، بذكر الأمور الّتي من شأنها أن توطّد العلاقة بين الزّوجين، وتدلّهما على ما يزيد في استقرارها، ومن أحسن الكتب في الباب كتاب "

تحفة العروس " للشّيخ محمود مهدي استانبولي، ولكن من الأحسن ألاّ يقرأه من يريد الزّواج إلاّ قبيل زواجه بأيّام، والله الموفّق لا ربّ سواه.
السّؤال السادس: ما حكم إفشاء الأسرار الزوجية للغرباء ؟

وبارك الله فيكم

نصّ الجواب:

قد أجبنا – حفظك الله – عن هذا السّؤال بما فيه كفاية، فارجع إليه. وبارك الله فيك على اهتمامك.

والله الموفّق لا ربّ سواه

بارك الله فيك شيخنا
شيخنا الاسباب لا يوجد سبب الا انو الالدة تريد زواجه من ابنت اختها

هذا هوالسبب

نتمنى الرد عن الاسئلة

وجزاكم الله خيرا

أم الحسين كتب:

هناك من يسال كيف لهذا الشاب تفادي تاثير اصدقاء العزوبية عليه؟

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ القاعدة المقرّرة هي قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )).

فلا فرق بين الصّديق العزب والمتزوّج إلاّ بالتّقوى والعمل الصّالح، وحال المسلم أن يؤثّر في غيره، ولا يتأثّر هو بغيره.

وعلى الرّجل إذا كان لديه أصدقاء عزّاب، فعليه أن ينتقِي الحديث معهم انتقاءً:

· فإن علم أنّهم قادرون على الزّواج، فعليه أن يكون مرغّبا لهم في الحياة الزّوجيّة إمّا بقوله أو فعله:

أمّا بقوله، فواضح.

وأمّا بفعله: ذلك بأن يكون بيته خير مثال للبيت الإسلاميّ السّعيد.

· أمّا إن كان بعلم أنّهم غير قادرين على الزّواج، فليجتنب الحديث عن موضوع الزّواج، ولا الحديث عن النّساء، لأنّه بذلك يرغّبهم فيما لا يقدرون عليه، فيكون ذلك وبالا علبهم.

والله أعلم

هناك فتاة تسال

هل الزواج نصيب ام اختيارو هل الفتاة دائما مظلومة عاطفيا ونفسيا؟

اتمنى الرد على الاسئلة من فضلكم شيخنا

وجزاكم الرحمان اعالي الجنان

وهذا اعتبره قضية مهمة


من فضلكم شيخنا



فَارِقُ العُمْرِ بَيْنَ المَرْأَةِ والرَّجُلْ ..!

الزَّوَاجُ هُوَ إِنْسِجَامـٌ فِكْرِيٌّ وتَوَافُقٌ إِجْتِمَاعِيٌّ بَيْنَ شَخْصَيْنِ
يَجْتَمِعَانِ عَلَىْ الحُبِّ والتَّفَاهُمِـ والإِتِّفَاقِ عَلَىْ تَكْوِينِ أُسْرَةٍ سَعِيدَةٍ يَسُودُهَا الإِحْتِرَامُـ والتَّعَاوُنُ مِنْ كِلاَ الطَّرَفَيْنِ
أَكْثَرُ مَايُثِيرُ الجَدَلَ فِيْ المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةِ هُوَ فَارِقُ العُمْرِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ
كَثِيرٌ مِنَ الرِّجَالِ مَنْ يُقْدِمُـ عَلَىْ الزَّوَاجِ بـِ إِمْرَأَةٍ تَصْغُرُهُ بـِ سَنَوَاتٍ عِدَّةٍ أَوْ عُقُودٍ وذَلِكَ لـِ أَسْبَابٍ مَا هُوَ مُقْتَنِعٌ بِهَا
وقَدْ تَكُونُ مَسْأَلَةُ الإِنْجَابِ هِيَ الأَهَمـْ بـِ النِّسْبَةِ لَهُ
وقَدْ يُبَرِّرُ إِقْدَامُـ الرَّجُلِ عَلَىْ الزَّوَاجِ بـِ إِمْرَأَةٍ تَكْبُرُهُ سِنًّا بـِ إِحْتِيَاجِهِ الخَاصِّ لِـ إِمْرَأَةٍ نَاضِجَةٍ ووَاعِيَةٍ تَفْهَمُهُ وتَحْتَوِيهِ عَلَىْ خِلاَفِ الصَّغِيرَةِ الَّتِيْ قَدْ لاَتَفْهَمُهُ
نَظْرَةُ المُجْتَمَعِ لـِ الرَّجُلِ مَقْبُولَةٌ لَكِنْ لـِ المَرْأَةِ الَّتِيْ تَتَزَوَّجُ بِـ رَجُلٍ أَصْغَرُ مِنْهَا نَظْرَةٌ قَاسِيَةٌ وتَكُونُ حَسَّاسَةٌ جِدًّا
يُحَمِّلُ المُجْتَمَعُ المَرْأَةَ الَّتِيْ تَتَزَوَّجُ بِـ رَجُلٍ يَصْغُرُهَا سِنًّا عِبْءَ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ ومَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنْ تَفَاقُمِـ المَسْؤُولِيَّةِ وتَحَمُّلِهَا مَسْؤُولِيَّةِ إِسْعَادِ أَوْ فَشَلِ ذَلِكَ الزَّوَاجِ
قَدْ تَبَايَنَتْ الآرَاءُ بِـ إِخْتِلاَفِ الأَعْمَارِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ
هُنَاكَ مَنْ يَرَىْ أَنَّ فَارِقَ العُمْرِ لاَيُؤَثِّرْ عَلَىْ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ
وهُنَاكَ مَنْ يَرَىْ أَنَّ الفَارِقَ لَهُ تَأْثِيرُهُ وخَلْفِيَّاتٌ قَدْ تَكُونُ السَّبَبَ فِيْ فَشَلِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ وعَدَمِـ السَّعَادَةِ لِـ كِلاَ الطَّرَفَيْنْ



هل توجد اضرار ومشاكل لمِثْلَ هَكَذَا زَوَاجْ ..؟!
ومَاهِيَ أَسْبَابُهُ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِكُمْـ ..؟!
مَاهُوَ الفَرْقُ المُنَاسِبُ بِـ الأَعْمَارِ بَيْنَ المُتَزَوِّجِينَ بـِ رَأْيِكُمْـ ..؟!
ومَانَظْرَةُ المُجْتَمَعِ بِـ هَكَذَا زَوَاجْ ..؟!
هَلْ فَارِقُ السِّنِّ لَهُ تَأْثِيرٌ فِيْ نَجَاحِ أَوْ فَشَلِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ ..؟!

السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا العمل الجبار .

نتمنى ان نرى التفاعل والعودة لإحياء هذه الصفحة



وعودة الشيخ في اقرب وقت

جزاكم الله كل خير يا شيخ

لقد إتصلنا بالشيخ فقال أن الاسئلة التي طرحت تم الإجابة عنها فيما سبق من الأجوبة

عبد الحليم توميات كتب:

المؤمنة تسلّم بذلك لأنّها سمعت الصّالحات يقلنَ:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}، وغيرها قُلْنَ: بل هما سواء !
[/color][/size][/b][/font]

قال تعالى: "و ليس الذكر كالأنثى" (آل عمران 36)، وقال :"أَومَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ" (الزخرف:18)
قال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " ألا ترى أنّ الضّعفَ الخِلقي و العجز عن الإبانة في الخِصَام عيبٌ ناقص في الرِّجال مع أنه يُعدّ من جملة محاسِن النِّساء التي تجذِبُ إليها القلوب.
قال جرير:
إنّ العيُـون التي في طرفها حـور – قتلتْـنا ثم لم يُحـيين قتلانا
يصْرَعْن ذا اللُّبِّ حتى لا حراك به – و هنّ أضعفُ خلقِ الله أركانا
و قال ابنُ الدمينة :
بنفسي و أهلي من إذا عَرضُوا له – ببعضِ الأذى لم يَدْرِ كيف يُجيبُ
فلم يعتذرْ عُذْرَ البرِيء و لم تزَلْ – به سكتـة حتى يُقـال مُريـب
فالأول تشبـيب بهن بضعفِ أركانهن، و الثاني بعجزهِنّ عن الإبانة في الخصام كما قال تعالى (وهو في الخِصَام غيرُ مُبين).
و لهذا التباين في الكمال و القوة بين النوعَيْن صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(اللعن على من تشبّه منهما بالآخر..)
و قال رحمه الله بعد أن ذكرَ بعض الأدلة على فضيلة الذكر على الأنثى:
"فإذا عرفت من هذه الأدلة أنّ الأنوثة نقصٌ خِلقي،و ضعفٌ طبيعي، فاعلَمْ أنّ العقلَ الصحيح الذي يُدرك الحِكَم و الأسرار يقضي بأنّ الناقص الضعيف بخِلقته و طبيعته يلزم أن يكون تحت نظر الكامل في خلقتِه، القوي بطبيعتِه، ليجلبَ له ما لا يقدر على جلبه من النفع، و يدفع عنه ما لا يقدر على دفعه من الضركما قال تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض."(1)
و قال صاحب أضواء البيان في تفسير قوله تعالى:
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى):"فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق؛ لأن الفوارق بين النوعين -كونا وقدرا أولا، وشرعا منزّلا ثانيا- تمنع من ذلك منعا باتا
و لقوة الفوارق الكونية والقدرية والشرعية بين الذكر و الأنثى، صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعَنَ المتشَبِّهَ من النوعين بالآخر.
ولا شك أن سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد التشبّه منهم بالآخر ، لتحطيم هذه الفوارق التي لا يمكن أن تتحطم .
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبِّهِين من الرجال بالنساء و المتشبِّهات من النساء بالرجال".
و قد قدّمنا هذا الحديث بسنده في سورة بني إسرائيل، وبينا هناك أن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ملعون في كتاب الله ، فلو كانت الفوارق بين الذكر والأنثى يمكن تحطيمها وإزالتها لم يستوجب من أراد ذلك اللعن من الله ورسوله .
ولأجل تلك الفوارق العظيمة الكونية القدرية بين الذكر والأنثى، فرَّق اللهُ جل وعلا بينهما في الطلاق، فجعله بِيَدِ الرجل دون المرأة، و في الميراث، وفي نسبة الأولاد إليه.
و فـي تعدد الزوجات دون الأزواج: صرّح بأن شهادة امرأتين بمنزلة شهادة رجل واحد في قوله تعالى:(فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان) الآية، فالله الذي خلقهما لا شك أنه أعلم بحقيقتهما، وقد صرح في كتابه بقيام الرجل مقام امرأتين في الشهادة.
وقد قال تعالى:(ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى)، أي غير عادلة لعدم استواء النصيبين لفضل الذكر على الأنثى.
ولذلك وقعت امرأة عمران في مشكلة لما ولدت مريم، كما قال تعالى عنها:(فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) الآية,
فامرأة عمران تقول:(وليس الذكر كالأنثى) ، وهي صادقة في ذلك بلا شك.
والكفرة وأتباعهم يقولون : إن الذكر والأنثى سواء.
ولا شك عند كل عاقل في صدق هذه السالبة وكذب هذه الموجبة.
وقد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى:إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وجه الحكمة في جعل الطلاق بيد الرجل وتفضيل الذكر على الأنثى في الميراث وتعدد الزوجات، وكون الولد ينسب إلى الرجل ، وذكرنا طرفا من ذلك في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى:وللرجال عليهن درجة ، وبينا أن الفوارق الطبيعية بينهما كون الذكورة شرفا وكمالا وقوة طبيعية خلقية، وكون الأنوثة بعكس ذلك.
و بينّا أن العقلاء جميعا مطبقون على الاعترافِ بذلك، و أنّ من أوضحِ الأدلة التي بينّها القرآنُ على ذلك اتفاق العقلاء على أنّ الأنثى من حين نشأتِها تُحلَّى بأنواع الزينة من حُليّ وحلل، وذلك لجبرِ النقص الجبلي الخلقي الذي هو الأنوثة كما قال الشاعر:
و ما الحلي إلا زينة من نقيصة -- يتمم من حسن إذا الحسن قصرا
وقد بينّا أن الله تعالى أوضح هذا بقوله:(أوَ مَنْ يَنْشَأ في الحِلْيَة وهو في الخِصام غيرُ مُبِين) ، فأنكَرَ على الكفار أنهم مع ادّعاءِ الولَد له تعالى جعلوا له أنقصَ الولدَيْن وأضعفَهما خِلقةً وجبلة وهو الأنثى.
ولذلك نشأَتْ في الحِلية من صغرِها، لتغطيةِ النَّـقص الذي هو الأنوثة وجبره بالزينة،
فهو في الخصام غير مبين:لأنّ الأُنثى لضعفِها الخلقي الطبيعي لا تقدِر أن تُبين في الخِصام إبانة الفحول الذّكور، إذا اهتُضمت وظُلمَت لضعفها الطبيعي.
و إنكار الله تعالى على الكفار أنهم مع ادعائهم له الولد جعلوا له أنقص الولدين وأضعفهما كثير في القرآن كقوله تعالى:(أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون) ، وقوله:(أفأصفاكم ربُّكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثًا إنكم لتقولون قولا عظيما) ، وقوله تعالى:(لو أراد اللهُ أنْ يتّخِذ ولدا لاصطفى مما يخلقُ ما يشاء) ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وأما الذكر فإنه لا ينشأ في الحلية، لأن كمال ذكورته وشرفها وقوتها الطبيعية التي لا تحتاج معه إلى التزين بالحلية التي تحتاج إليه الأنثى، لكماله بذكورته ونقصها بأنوثتها.
ومما لا نزاع فيه بين العقلاء أن الذكر والأنثى إذا تعاشرا المعاشرة البشرية الطبيعية التي لا بقاء للبشر دونها، فإن المرأة تتأثر بذلك تأثرا طبيعيا كونيا قدريا مانعا لها من مزاولة الأعمال كالحمل والنفاس وما ينشأ عن ذلك من الضعف والمرض والألم.
بخلاف الرجل فإنه لا يتأثر بشيء من ذلك، ومع هذه الفوارق لا يتجرّأ على القول بمساواتهما في جميع الميادين إلا مكابر في المحسوس، فلا يدعو إلى المساواة بينهما إلا من أعمى الله بصيرته.
وقد قدمنا في الموضعين اللذين أشرنا لهما من هذا الكتاب المبارك ما يكفي المنصف، فأغنى عن إعادته هنا".[/font]
------------
(1)"رسائل في أبواب متفرقة".محمد بن ابراهيم الحمد. الرسالة الثالثة عشرة:"من صور تكريم الإسلام للمرأة". ص200-201

حديث نقصان عقل المرأة

روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلّى اللهُ عليه وسلّم قَال- وذلك في خطبة العيد-:"يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَأَهْلِ النَّارِ", فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟! قَالَ:"تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُمِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ". قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَارَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:" أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا". ثمّ قال:"أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟", قُلْنَ: بَلَى. قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا"
و في رواية مسلم عن ابن عمر: (فقالت امرأة منهن, جزلة: و ما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟) ,,,,,,,,,
شروح الحديث:
1. فتح الباري شرح صحيح البخاري : (ج 5 – الصفحة 266)
باب شهادة النساء وقوله تعالى "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان" :
(حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها؟
قال ابن حجر رحمه الله: (ذكر المصنف حديث أبي سعيد مختصرا, و قد مضى بتمامه في الحيض ، والغرض منه قوله صلى الله عليه وسلم:"أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل "؟ قال المهلب:و يُستنبَط منه التفاضل بين الشهود بقدر عقلهم و ضبطهم ، فتُقدَّم شهادةُ الفطِن اليقظ على الصالح البليد..)
2. شرح مسلم للإمام النووي : (ج2ص67):
( قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ النِّساء تصدَّقن وأكثِرْنَ الاستغفارَ فإني رأيتُكُن أكثرَ أهلِ النار, فقالتْ امرأةٌ منهن جزلة: وما لنا يا رسولَ الله أكثرَ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللعنَ وتَكْفُرْنَ العشير, ما رأيتُ مِنْ ناقصاتِ عقل ودين أغلب لذي لب منكن " قالتْ: يا رسولَ الله وما نقصان العقل والدين؟ قال:" أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدِل شهادةَ رجل واحد، فهذا نقصانُ العقل, وتمكُثُ الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان, فهذا نقصانُ الدين).
‏و قوله (جَزْلة) ‏:بفتح الجيم وإسكان الزاي, أي ذات عقل ورأي.قال ابن دريد:الجزالة العقل والوقار . ‏‏وقوله صلى الله عليه وسلم: (فهذا نقصان العقل ) ‏‏أي علامة نقصانه .
‏‏قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله : ‏‏قوله صلى الله عليه وسلم : (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل) ‏‏تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على ما وراءه و هو ما نبّه اللهُ تعالى عليه في كتابه بقوله تعالى:{أنْ تَضِلَّ إحداهما فتذكِّر إحداهما الأخرى} أي أنهن قليلات الضّبط.
قال: و قد اختلف الناس في العقل ما هو ؟ فقيل: هو العلم , وقيل: بعض العلوم الضرورية, وقيل: قوة يميز بها بين حقائق المعلومات.هذا كلامه . ‏‏قلتُ: والاختلاف في حقيقة العقل وأقسامه كثير معروف لا حاجة هنا إلى الإطالة به, واختلفوا في محله. فقال أصحابنا المتكلمون: هو في القلب, وقال بعض العلماء: هو في الرأس. والله أعلم ....) شرح مسلم بتصرّف‏
3. شرح القرطبي في المفهم:
-قال القرطبي في شرحه للحديث:"والعقلُ الذي نُقِصَهُ النساء: هو التثبُّتُ في الأمور، والتحقيقُ فيها، والبلوغُ فيها إلى غاية الكمال، وهُنَّ في ذلك غالبًا بخلافِ الرجال.وأصل العقل: العلمُ، وقد يقال على: الهدوءِ والوقارِ والتثبُّتِ في الأمور... " وليس نقصانُ ذلك في حقِّهنَّ ذمًّا لهنَّ ؛ وإنَّمَا ذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك مِنْ أحوالهنَّ على معنى التعجيبِ من الرجال، حيثُ يغلبهم مَنْ نقَصَ عن درجتهم ، ولم يبلُغْ كمالهم".
----------
"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"، باب كفران العشير(1 /194)
- الاضافة التي جعلتُها لإثراء الموضوع و لتعضيد كلام الشيخ جزاه الله خيرا في هذا الباب,