بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله منجي المؤمنين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين محمد بن عبد الله النبي الأمين، ثم أما بعد : لقد توالت الضربات الصهيونية الصليبية الموجعة وتتابعت القاذفات المؤلمة على أمتنا الغراء بفلسطين، وكثرت عليهم الجبهات المفتوحة، وتضاعفت ضدهم الضغوطات العصيبة، وأحاطت بهم المناوشات المهلكة والمحن المدمرة والأزمات الممزقة، وتكالبت عليهم جيوش بني صهيون بسكوت العالم عن جرائمه، وتواطأ قوى الصليب عن حرب أهلنا بفلسطين، فهذا بصمته ومطره ودهائه، وذاك بمعونته ومساندته، والآخر بتأييده ونصره لهم، وغيره بتصفيقه وتبرير هجمات اليهود أنها حق، فمنهم من يزعم أن قتل الصهاينة للفلسطينيين يدخل في إطار الدفاع عن النفس وحماية لأمن إسرائيل؟ وأن اليهود شعب لا أرض لهم على وجه الأرض فلابد من إشراكهم مع شعب فلسطين في أرضه ؟ ودول كبرى أخرى نافذة القرار تقول : " أن شعب فلسطين يمارس العنف والإرهاب ضد العزل من الإسرائيليين" [ فالذي يملك أكبر ترسنة نووية وأقوى عنجهية عسكرية في المنطقة تستطيع أن تواجه10 دول عربية مجتمعة فهل يسمى شعبه المسلح المحارب أعزلا ]، وماذا تفعل الآلة الصهيونية في تلك الدار المباركة ؟ وهي تعتقل من؟ وتقتل من ؟ وترجم بالصواريخ من ؟ وتضرب بالراجمات من؟ وتقصف من البحر من؟ وتلقي القنابل عمن؟ وتجوع من؟ وتعذب من؟ وتضطهد من؟ وتدمر بيوت من؟ وتقطع الدواء عمن؟ وتمنع دخول المؤن والأقوات والأرزاق عمن؟ وتمنع الوقود عمن؟ وغير ذلك من الحرب الشرسة الضروس المفتوحة عن شعب أعزل لا قوة ولا حيلة له في دفع شر الصهاينة وحلفاءهم من قوى الشر عن نفسه وأهله وبلده، ودول أخرى في زعم الغرب معتدلة في طرحها وحلولها تقول إن المقاومة تصيب اليهود الأبرياء بأرض فلسطين [وفي الحقيقة هم الشعب المجند المسلح المحارب المقاتل بجميع شرائحه وأطيافه ومذاهبه، يقاتلون المسلمين بكل شراسة وعداوة وبغضاء، وهم جاؤوا وسكنوا أرضنا واغتصبوا بلادنا وقتلوا رجالنا ونسائنا منذ 1948 فهم في الحقيقة يمارسون القتل المبرمج وسفك الدماء المنظم بلا رحمة ولا شفقة، وهم يفعلون ذلك كابر عن كابر رجالا ونساء]، ودول صديقة [وأي صداقة ؟ يحرق جسدك ويعالجه في آن واحد] ، وتزعم هي وغيرها : أن الفلسطينيين لا يريدون التعايش السلمي الحضاري مع اليهود، وإنما تقوم فكرتهم وعقلياتهم على مبدأ الحرب العنصرية والقتال التمييزي ضد اليهود، ولقد أجاب القادة المجاهدون المقاومون الأحرار للأمة الفلسطينية عن هذا الكذب والافتراء المزعوم : " إنك أيها المحتل المستعمر تدخل بلدي بغير حق ولا شرعية، وتغتصب أرضي ظلما، وتقتل شعبي بالعدوان، وتنتهك عرضي وشرفي احتقارا، وتهجر أولادي تعسفا، وتسجن أبنائي قهرا، وتستغل ثرواتي جبرا، وتطلب مني ترك المقاومة الشرعية التي أقرتها جميع الشرائع الإلهية والمواثيق الدولية، وتلزمني بحربك وضغطك للاستسلام "، فالأمة المسلمة المحمدية بأرض فلسطين تواجه هجمات شرسة تستهدف الإسلام وأهله الموحدين، فالمشكلة في الحرب الضروس الدائرة بأرض فلسطين ليست مشكلة أرض فحسب بمنأى عن المعتقد الديني الإيماني وإلا فما كل ما تفعله دولة صهيون اليهودية العنصرية التمييزية بالمؤمنين إلا بسبب منطلقات عقائدية صهيونية وعقائد يهودية ضد الإسلام والمسلمين، وهم في الحقيقة يعلمون أنهم لا يملكون شبرا من تلك الأرض المباركة بعد لعنهم في الكتب الإلهية وطردهم من رحمة الله، وإقصائهم وإبعادهم منها إلى غيرها من الديار كما قال الله تعالى في الكتاب الكريم :{ وقطعناهم في الأرض أمما..}، فأرض فلسطين لنا شرعيا وتاريخيا وجغرافيا واستراتيجيا وقوميا وعقليا فهي لنا لا لغيرنا، فهذه الأرض أرضنا وأرض أجدادنا وأرض الأنبياء والمرسلين الذين فتحوها بالتوحيد وسكنوها وعمروها به، فقد كانت للموحدين قبلنا، وهي للموحدين في زماننا وهي باقية للموحدين بعدنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهي خير الوارثين، فيا رباه رحماك بأهل فلسطين المسلمين الموحدين