الحلقة الثالثة
الغيبة :
أما الغيبة فقد جاء تفسيرها في السنة كما في رواية أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ :« ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ». قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ :« إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ »[url=#_ftn1][1][/url].
سوء الظن :
وأما الظن السيئ فقد ورد في الحديث أيضا الحث على اجتنابه لأنه أكذب الحديث وسبب للتباغض والتحاسد فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا )[url=#_ftn2][/url][2]
قال النووي رحمه الله مبينا المراد بالظن الذي ينبغي أن يجتنب : المراد النهي عن ظن السوء . قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ؛ فإن ذلك لا يملك . ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ، ويستقر في قلبه ، دون ما يعرض في القلب ، ولا يستقر ؛ فإن هذا لا يكلف به[url=#_ftn3][3][/url]
التجسس وتتبع العورات :
وأما البحث والتجسس والتفتيش عن عورات المسلمين وتتبعها ففي الحديث عَنِ ابن عُمَرَ ، رضي الله عنهما قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يُفْضِ ( أي يدخل) الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ "[url=#_ftn4][4][/url]
والواجب على المسلم نحو أخيه المسلم أن يستره ولا يفضحه ، لأن هذا مقتضى الإيمان والأخوة وفي الحديث : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ )[url=#_ftn5][/url][5]
الجزاء من جنس العمل
من أحسن إلى غيره أحسن الله إليه ، ومن أساء إلى غيره ابتلاه الله بمن يسيء إليه قال بعض السلف : " أدركت بهذه البلدة _ يعني المدينة _ أقواماً ليس لهم عيوب ، فعابوا الناس فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيتْ عيوبهم "[url=#_ftn6][/url][6] ونسب هذا القول إلى الإمام مالك رحمه الله .
[url=#_ftnref1]
[1][/url]
أخرجه مسلم ( 2589)[url=#_ftnref2]
[2][/url]
أخرجه البخاري ( 6064) ومسلم (2563) [url=#_ftnref3]
[3][/url]
شرح مسلم ( 8/357)[url=#_ftnref4]
[4][/url]
أخرجه الترمذي في السنن (2032) وقال : حديث حسن غريب وحسنه الألباني[url=#_ftnref5]
[5][/url]
أخرجه ابن ماجه في السنن (2546 ) وصححه الألباني كما في الصحيحة ( 2341 )[url=#_ftnref6]
[6][/url]
ذكره الجرجاني في " تأريخ جرجان " 1/251 ترجمة ( 406 ) عن أحمد بن الحسن بن هارون / عالم الكتب – بيروت الطبعة الثالثة ، 1401
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: حقوق المسلم 
الأربعاء 10 فبراير 2016 - 12:54
