الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

  الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الجزائر

محب الجزائر

عدد الرسائل :
428

تاريخ التسجيل :
05/06/2009


 الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول  Empty
مُساهمةموضوع: الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول     الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول  I_icon_minitimeالثلاثاء 25 ديسمبر 2012 - 23:10



الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


إنّ الاجتماع على العلم سُنّة ماضية، وهيئة راسخة، وعبادة فاضلة، ندب إليها الشارع ورتب عليها أجراً.


خرّج مسلم في صحيحه (4974) من حديث أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ".



فالاجتماع على تحصيل العلم طريقة عتيقة مألوفة عند الأسلاف، ولا يزال العمل بها جارياً في وقتنا الحاضر، غير أنها أخذت نمطاً جديداً من حيث الترتيب والتنظيم، وهو ما بات يُعرف بالدورات العلمية.



فيا ترى ما هي الدورات العلمية؟ وما فائدتها؟ وهل هي كافية في مواجهة الأخطار المحدقة بالدعوة المباركة؟ وكيف هو واقع هذه الدورات عندنا في الجزائر؟ وما هي الطرائق المثلى في إنجاح مثل هذه الدورات؟



هذا ما سنحاول الكشف عنه - إن شاء الله - من خلال هذه المقالة المتواضعة.



الدورة العلمية:

مصطلح (الدورات العلميّة) مركب من كلمتين:

(الدورة) ويُقصد بها الدروس المكثفة المحصورة في زمن محدّد.



(العلميّة) وصف للمادة الملقاة في هذه الدورات، فهي دروس علميّة متينة تُعنى بتأصيل العلوم الشرعية.



فالدورات العلميّة إذن: هي عبارة عن مجموعة من الدروس العلميّة الشرعية المتخصصة المكثفة، والتي تهدف إلى تغطية قسم كبير من المقررات في مدة وجيزة عادةً ما تدوم أسبوع أو أسبوعين.



قيود واحترازات:

قولنا (مجموعة) قيد أول احترازاً من المحاضرة الواحدة فلا تسمى دورة لا عرفاً، ولا اصطلاحاً.



وقولنا (العلميّة) قيد لازم للاحتراز من الدروس والمحاضرات العامة، فهي غير معنية بهذا الوصف.



وقولنا: (الشرعيّة) قيد ثالث لإخراج العلوم الدنيوية، كالطب، والهندسة، وعلم الاجتماع..، فليست موضوع كلامنا.



وقولنا: (المتخصّصة) قيد رابع ذُكر احترازاً مما يلقيه المحاضر غير المختص من الكلام العام العاري عن الدقة والتأصيل.



وقولنا: (المُكثّفة) قيد خامس لإخراج الدروس العلميّة المتفرقة زمناً، مثل ما يُلقى في المناسبات العامة.



وقولنا: (تهدف إلى تغطية قسم كبير من المقررات) إشارة إلى خاصيّة التأصيل في هذه الدورات، وأنّ مواضيعها مقررّة مسبقاً إما على مستوى المساجد أو المعاهد والجامعات الدينية.



وقولنا: (في مدة وجيزة) قيدٌ سادس ذُكر احترازاً من الدروس والشروحات المطولة المستمرة الملقاة في المساجد والمعاهد خلال السنة كلها.



إنّ المتأمل في حدّ الدورات العلميّة، وما ذُكر عليه من قيود واحترازات يدرك مدى تساهل البعض في إطلاق هذا المصطلح واستعماله؛ حيث صار يُطلق على المحاضرة الواحدة غير المتخصصة!



فائدة الدورات العلمية:

إنّ للدورات العلمية فوائد جمّة، ومنافع متعددة، يُمكن إجمالها في الآتي:

- أنها من مجالس الذكر التي يحصل بها الأجر والثواب لمن حضرها.

- أنها من الطرائق الجادة في درس العلم وتعلمه.

- أنها سبب مبارك في إشاعة العلم وإيصاله إلى جهات متباعدة، ومناطق متباينة.

- أنها فضاء مناسب للالتقاء بأهل العلم والاستفادة منهم علماً وعملاً.

- أنها فرصة طيبة للتعارف بين طلبة العلم وبثّ روح المودة بينهم.

- أنّ في إقامتها إحياء لسنة الرحلة في طلب العلم.

- أنها من الوسائل المهمة في الدعوة إلى الله تعالى.



تاريخ الدورات العلمية:

لعلّ أوّل من سنّ الدورات العلميّة على نحو ما هي عليه الآن هو الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله، فقد رتبها منذ أوائل الثمانينات الهجرية، حيث كان يُنظم دروساً ضحوية خلال الإجازة الصيفية.



ثم اتخذت هذه الدورات شكلاً آخر من جهة زمنها، فكانت الانطلاقة من الرياض من جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في صيف 1414هـ وتلتها دورة في مسجد علي بن المديني في صيف 1415هـ، وهي لا تزال مستمرة في المسجدين المذكورين إلى يومنا هذا.



ثم انتقل العمل بهذا التقليد إلى بعض دول الخليج كالكويت والإمارات،ثم إلى مصر والأردن والجزائر.



والذي يعنينا هنا هو معرفة واقع الدورات العلميّة المُقامة عندنا في الجزائر، وبيان أوجه الخلل فيها، واقتراح الحلول المناسبة لتقويمها وإصلاحها.



واقع الدورات العلمية المقامة في الجزائر:

انتقل العمل بهذه الدورات إلى الجزائر في السنوات الأخيرة، وتضاعف عددها مؤخراً حتى صرنا نسمع بإقامة ثلاث دورات في بلدة واحدة وفي آنٍ واحدٍ!



ولعلّ البعض يخالفني الرأي، فينظر إلى هذه الكثرة نظرة إعجاب و استحسان، ويرى أنها ظاهرة صحيّة ونتيجة طبيعيّة لنجاح الدعوة ونضجها.



والصواب: أنّ مشكلة الدعوة عندنا في الجزائر لا تكمن في الكمّ والعدد؛ فأئمة المساجد كُثر ولله الحمد، إلا أنّ التنظيم والترتيب يبقى هو الغائب الأكبر في ظلّ ما تعيشه الدعوة من فوضى وتشتت، وذلك راجع في اعتقادي إلى ثلاثة أسباب رئيسية:



أحدها: غياب التنسيق بين أئمة المساجد فيما بينهم، فلكلٍ برنامجه ونظرته إلى واقع الدعوة ومتطلباتها والثاني: غياب الإشراف المباشر من الجهات المختصة المؤهلة، فلا أحد يعلم بعددهم، ولا بطبيعة برامجهم، ولا بالمشاكل التي تعترض طريقهم، فالإمام هو من يواجه بمفرده تحديات الدعوة المتزايدة، والتي تكبره في بعض الأحيان، ومع ذلك فإنه يسقط عند أول خطأ يرتكبه أو يُخيّل لغيره أنه ارتكبه!



والثالث: مزاحمة الشباب المستقيم لأئمة المساجد في أدوارهم المنوطة بهم.



وعودة إلى موضوعنا يمكن إيجاز نقاط الخلل في الدورات العلميّة المُقامة عندنا في الآتي:

1- الارتجال والعشوائية في ترشيح مواد الدورة.



لقد أصبح - وللأسف الشديد - تنظيم الدورات العلميّة في الجزائر أمر مشاع بين الجميع، فالقاسم المشترك بين أغلب الدورات المقامة: الارتجالية والعشوائية، فالكلّ له القدرة والحق في إقامة الدورات واختيار موادها ودعوة من يشاء إليها من غير دراسة ولا تخطيط.



2- تجزئة العلم الشرعي:

وذلك بالتركيز على إحدى الجوانب على حساب الأخرى، فالمتأمّل في المادة المرشحة في الدورات العلمية المُقامة عندنا يلحظ الاقتصار على مواد معينة وأفانين محصورة تتكرر في مجملها في كل مناسبة 3- تكرار مواضيع الدورات في أكثر من مناسبة:



يحدث وأن يتكرر طرح الموضوع الواحد أكثر من مرة، حتى صار العنوان معروفاً بمجرد ذكر اسم الشيخ المحاضر، فما يُلقى في غرب البلاد سوف يُعاد في شرقها بعد أيام، ومن طرف الملقي نفسه! فمثلاً موضوع الحقوق تكرر في دورات عديدة وكانت بداية طرحه في دورة المدينة، ثم أُعيد عندنا مراراً حتى ملّته الأسماع.



3- العشوائية في اختيار المحاضرين:

تزخر بلادنا ولله الحمد بطبقات واسعة من المتخصصين الأكفاء في شتى الفنون الشرعيّة، غير أنّ تنشيط الدورات العلميّة ما يزال حِكراً على أسماء معينة تُستدعى في كل مناسبة، وتُشارك في كل دورة! والواجب هو إشراك كل من كان قادراً على الإفادة بغض النظر عن اسمه و شهرته.



وسبب هذه العشوائية راجع في نظري إلى أمرين:

الأول: غياب المعايير الموضوعية في الاختيار، والتركيز على أمور فرعية، كشهرة الشيخ المحاضر، ومصدر تزكيته وغيرها من الأمور الجانبية.



والثاني: عدم تسطير الأهداف المرجوة من تنظيم الدورة.



4- الاقتصار على المواضيع العامة وإغفال التأصيل العلمي.



إنّ المتأمل في طبيعة ما يُلقى في الدورات العلمية يجد أنها لا تخرج - في الغالب - عن إطار المحاضرة العامة، التي يمكن تكليف إمام المسجد بتنشيطها، بدل إرهاق الشيخ المحاضر بالسفر، وإرهاق جيوب الإخوة بتغطية تكاليف هذا الحضور.



5- عدم استغلال تجمهر الطلبة واجتماعهم:

عادةً ما تستقطب الدورات العلميّة عدداً لا بأس به من الحضور، إلا أنه ليس من الحكمة تفويت هذه المناسبة من غير تنظيم نشاطات موازية تعزز فرص الاستفادة وتُكسر رتابة الدورة.



6- عدم تقييم الأعمال المنجزة:

بمجرد ما يُنهي المحاضرون كلمتهم حتى ينفضّ الجميع، بما فيهم القائمون على تنظيم الدورة، من غير إجراء تقييم لما أُنجز، الأمر الذي يؤدي إلى معاودة الأخطاء ذاتها فيما يُستقبل من الدورات.



7- إغفال طريقة الأسلاف في التدريس:

ليس مما يُعاب أنْ يستلهم المرء الفوائد من تجارب الغير واجتهاداتهم، إلا أنه من المؤسف أن يبلغ بنا هذا الاستلهام حدّ المحاكاة المطلقة والتقليد الأعمى حتى في الطرق والوسائل التي لا تخرج في أصلها عن الاجتهاد والتجربة.



وهذا الكلام ينطبق علينا نحن معاشر المغاربة، بل هي - وللأسف - عُقدتنا منذ القديم.



مقترحات لتطوير أداء الدورات العلمية:

1- التخطيط المدروس والإعداد الجيّد:

لا ريب أنّ تنظيم مثل هذه اللقاءات عمل دعوي مسئول يحتاج إلى أكفاء ومتخصصين لهم القدرة على تصوّر المتطلبات اللازمة، والأخطار المهدّدة.



ونحن إذا أخذنا على سبيل المثال الدورات العلميّة المُقامة في الحجاز نجد أنّ القائمين على تنظيمها وتأطيرها أناس متخصصون من ذوي الكفاءة والخبرة.



فلقد سُئل الشيخ خالد السبت - وهو أحد الناشطين في مجال الدورات العلمية بالحجاز - عن كيفية الإعداد والبرمجة للدورات، فأجاب بقوله: (نحن نُعدّ للدورات من وقت مبكر؛ فلدينا خطة كاملة على مدى سنوات ثلاث للمبتدئين، وسنوات أربع للمتقدمين، ومن الدروس ما أتممنا الاتفاق فيه مع بعض المشايخ على تقديمه منذ السنة الأولى بصورة منتظمة، ومنها ما يبتدئ الإعداد له قبل ستة أشهر). مجلة البيان الإسلامية الشهري العدد (213).



والذي نأمله في إصلاح هذا الخلل هذا ما يلي:

أ - تنظيم دروس علمية دائمة بالمساجد في مختلف الفنون، ثم تأتي الدورات العلمية للتوجيه والإرشاد، أما أن تُعطل المساجد السنة كلّها، ثم نكفّر عن قصورنا بجلب شيخ أو اثنين ليلقي محاضرة عامة، فهذا أمر غير كافٍ في نظري.



ب - تكوين مجلس علمي في كل ولاية من طلبة العلم ذوي الخبرة والكفاءة، تُناط بهم مهمة ترشيح مواد الدورات العلمية واختيار المتخصصين لتنشيطها.



وهذا من أجل سدّ الباب أمام المتطفلين من التجار وأشباه العامة الذين يستثمرون في مثل هذه التجمعات؛ تحقيقاً لأغراض شخصية ضيّقة، كتلميع الذات، وتحسين السّمعة ونحوها من المقاصد الدنيئة والغايات المشينة، فقد غدا جلب المشايخ والاقتراب منهم مطلباً يستهوي الجميع!



جـ – تسطير الأهداف المرجوة من إقامة الدورة تسهيلاً لعملية التقييم فيما بعد.



د - تحديد الفئة المستهدفة من الدورة، بغية وضع ما يُناسبها من البرامج.



2- شمولية المواد:

يجب أن يتمتع المنظمون للدورات العلمية بنظرة شاملة لما يحتاج إليه المدعوون إليها؛ لأنّ الاقتصار على مفردات معينة من العلم لا يبني طالب العلم بناءً متكاملاً، فنحن بحاجة إلى الدرس الذي يجمع بين الإيمان والعمل، والتأصيل والتطبيق، والتربية والتعليم، والحفظ والفهم..



ولعلاج هذا القصور أقترح أنْ تمس الدورات المجالات الآتية:

• إقامة دورات في علم الاقتصاد الإسلامي تُطرح فيها القضايا المالية المعاصرة كالأسهم والسندات والقروض.



• إقامة دورات في القراءات، والإملاء، والصرف، والبلاغة، وغيرها من الفنون المهجورة في بلادنا.



• إقامة دورات في محاربة التنصير في الجزائر واقتراح ما يُوقف زحفه.



• إقامة دورات في آداب المناظرة والحوار مع المخالف.



• إقامة دورات علميّة في التعريف بالتيارات الفكرية المعاصرة المناوئة للإسلام، كالعلمانية والليبرالية..



• تنظيم دورات لتعليم فن الخطابة والإلقاء للمشتغلين بالإمامة والدعوة.



• إقامة دورات في علم الاجتماع وعلم النفس من منظور شرعي ينشطها متخصصون في هذا الباب.



• إقامة دورات علميّة تُعنى بالمشاكل الاجتماعية المتفشيّة في بلدنا، كظاهرة العنوسة، و (الحرقة)، والانتحار، ومحاولة تكييفها والتأصيل لها.



• إقامة دورات نسائيّة تتضمن طرح المواضيع الخاصة بالمرأة، وترشيح المتميّزات منهنّ للاضطلاع بمهمة الدعوة إلى الله في الأوساط النسوية.



3- التجديد في المواضيع:

إنّ التحديات التي تشهدها الدعوة في الجزائر تفرض علينا العناية أكثر بتجديد الخطاب وتنويعه فلقد استجدت لنا أمور لم تكن معروفة عندنا قبل سنوات قليلة.



الأمر الذي يتحتم علينا التنويع في المواد المطروحة حتى تتناسب والمتغيرات الواقعة.



4- اعتماد المعايير الموضوعيّة العلميّة في اختيار المحاضرين:

من أهم عوامل نجاح الدورات حُسن اختيار المدرسين من ذوي الكفاءة والقدرة العلميّة الكافية لتأصيل المعلومة وإيصالها، فهناك عاملين أساسيين في عملية التدريس:



أولهما: القوة العلمية والتمكن من المادة المُلقاة.



والثاني: الأسلوب الجيّد في الإيصال.



ولذا نحن بحاجة في الحقيقة إلى من له دربة في تأصيل المادة العلمية وإيصالها.



5- العناية بالبناء والتأصيل:

إنّ المرء وهو يستعرض ما يُلقى عندنا في الدورات العلميّة يلحظ مدى افتقارها إلى التأصيل العلمي، فالمحاضرات العامة يحصل بها شيء من النفع، إلا أنها لا تضمن لنا خطاباً شرعياً مؤصلاً.



كما أنها غير قادرة على بناء شخصية الطالب بناءً سليماً مؤهلاً لمواجهة الأخطار المحدقة.



وأنت إذا أمعنت في خطابنا الدعوي عند المستجدات والحوادث أدركت حاجتنا إلى ما أشرنا إليه، فلقد أُحصيتُ لإخواننا الخطباء في نازلة غزة لوحدها أربع اتجاهات متباينة!



ولترسيخ ثقافة التأصيل في دوراتنا، يُمكن اقتراح الآتي:

أ- تقسيم الطلاب إلى مستويات، وتحديد برنامج مناسب لكل مستوى، حتى يُخاطب كل طالب بما يُناسبه.



ب - الاهتمام بالمتون العلميّة المقترحة و المجربة من طرف العلماء.



جـ - الاهتمام بكتب المتقدمين؛ لأنّ كتابات المعاصرين مفهومة في الجملة فلا تحتاج إلى معلم.



د - العناية بحفظ المتون والمقررات؛ لأنّ الحفظ هو مكنون الاجتهاد.



هـ - تصحيح المسار في طريقة التلقي، وبيان كيفية التعامل مع الكتب والمصادر.



و - العناية أكثر بالمصطلحات العلميّة المستعملة في كل فنٍ.



6- إقامة نشاطات موازية:

من المناسب تنظيم مناشط علميّة مساندة للدورات المُقامة، استغلالً لاجتماع الطلبة وتشجيعهم على مواصلة الحضور، وأقترح الآتي:



أ - تنظيم معارض للكتب والأشرطة الدينية، خاصة ما له علاقة بالدورة.



ب - تنظيم مسابقات علميّة موازية للدورة.



جـ - إصدار شهادات علمية للمواظبين على الحضور مختومة وموقعة من إدارة المجلس العلمي للدورات مع المشايخ المشاركين، حيث تكون هذه الشهادة بمثابة الإجازة المعروفة عند سلفنا.



د - انتقاء مجموعة من المتميزين في هذه الدورات، ومنحهم مزيداً من العناية والاهتمام.



7- التقييم والاستبيان:

إنّ عملية التقييم مهمة جداً في إنجاح أي عمل وتطويره، كما أنها وسيلة لتفادي الأخطاء السابقة، وبالرغم من فائدة التقييم وأهميته، إلا أننا نجده غائبة تماماً عن أذهان المنظمين للدورات العلميّة.



ولذا، فإني أقترح على الإخوة المنظمين أنْ يقوموا بعملية توزيع الاستبيانات على الطلبة في نهاية كل دورة، ثم يستخلصوا نتائجها فيما بعد، مقترحاً في ذلك النموذج الآتي:



نقاط الاستبانة رأي الطالب

• ما تقييمك للأمور التنظيمية للدورة؟

• ما هي المتون التي ترشحها للدورة المقبلة؟

• من هم المشايخ الذين تقترحهم للدورة المقبلة؟

• ما رأيك في زمان ومكان الدورة؟

• مقترحات أخرى.



8- إحياء سنة المغاربة في التدريس:

نحن وإن كنا نبارك التجربة السعودية في الدورات العلمية ونثمّن نتائجها، إلا أننا نجد أنفسنا غير ملزمين بمحاكاتها والإقبال في أسلوبها، فالعلم الشرعي له طرقه ووسائله المتعددة، وهي اجتهادات غير معصومة خاضعة في مجملها للتجربة، فلكلٍ قطر ما يُناسبه من الوسائل والطرق.



وليُعلم: أنَّ من أبرّ البرّ، وأقرب القُرب للعلم وأهله، هدايةُ الله لطالب العلم إلى الاهتمام بتراث قُطره، وكشف اللّثام عن أهله ورَبْعه، وإنّ من قمة الحرمان أن يزهد المرء في تراث بلده ويُغرق في محاكاة غيره.



فلقد كان لأسلافنا المغاربة طريق متميّزة في التدريس ونشر العلم، وذلك بإقامة مجالس دائمة في المساجد تُعرف بمجالس القراءة، حيث تتضمن القراءة في الصحيحين والسنن والموطأ وغيرها من كتب السنة، فهلا أحيا أئمة المساجد عندنا طريقة أسلافهم في التعليم والتدريس؟


هذا ما تيسر إيراده وأمكن إعداده ووفق الله لتسطيره والحمد لله أولاً وآخرا.

أحمد ذيب الجزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة
» الحرقة في الجزائر " الواقع المؤلم والعالم المجهول "
» جديد / جدول الدورة العلمية "مبارك الميلي" ببرج البحري -الجزائر-
» -مطوية للتحميل والنشر-هل السلفية خطر على الجزائر لمجموعة من دعاة الجزائر؟
» قصيدة : ( يا نساء الجزائر ) لأمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: الدعوة والدعاة في الجزائر :: الاخبار والمستجدات-