الحلقة الخامسة
ـ السَّحور لمن أراد الصيام مخالفة لهم :
عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ))
و كان عمرو رضي الله عنه يأمر بالسحور و لا يأكل منه إلا قليلا لأجل تحقيق المخالفة لأهل الكتاب كما روى ذلك الدارمي عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال : كان عمرو بن العاص يأمرنا أن نصنع له الطعام يتسحَّر به فلا يصيب منه كثيرا فقلنا تأمرنا به ولا تصيب منه كثيرا قال إني لا آمركم به إني أشتهيه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحر ))
و قال النووي رحمه الله في بيان معنى الحديث : و معناه الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فإنهم لا يتسحَّرون ونحن يستحب لنا السحور وأكلة السحر هي السحور وهي بفتح الهمزة هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وهو المشهور في روايات بلادنا وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل كالغدوة و العشوة و إن كثر المأكول فيها وأما الأكلة بالضم فهي اللقمة....اهـ .
و قد جاء ما يفيد أن في السَّحور بركة كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تسحروا فإن في السَّحور بركة )) و رواه الترمذي في السنن و قال : و في الباب عن أبي هريرة و عبد الله بن مسعود و جابر بن عبد الله و ابن عباس و عمرو بن العاص و العرباض بن سارية و عتبة بن عبد الله و أبي الدرداء .

رواه مسلم في الصحيح ( 1096) و النسائي في السنن ( 2166)
سنن الدارمي ( 1697) و قال محققه : إسناده صحيح
انظر شرح مسلم ( 7/207)
رواه البخاري ( 1823) و مسلم ( 1095)
( رقم 708)

بارك الله فيك شيخ نصر الدّين