عن ليلى امرأة بشير قالت : أردت أن أصوم يومين مواصلة فمنعني بشير و قال: (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه قال : يفعل ذلك النصارى ولكن صوموا كما أمركم الله وأتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فأفطروا ))
الوصال: هو مواصلة الصوم بعد الفطر، أي بعد دخول وقت الفطر، إما إلى الفجر، أو مواصلة يوم ثان.
أحاديث في النهي عن الوصال :
ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : نهى عن الوصال قالوا : إنك تواصل ، قال : (( إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى ))
ـ و في لفظ من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تواصلوا : قالوا : إنك تواصل قال : لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى أو إني أبيت أطعم وأسقى ))
ـ و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :(( لَا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ قَالُوا : فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ ))
ـ و عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ رَحْمَةً لَهُمْ فَقَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: لَمْ يَذْكُرْ عُثْمَانُ رَحْمَةً لَهُمْ ))
أي عثمان بن أبي شيبة شيخ البخاري رحمه الله
ـ و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لا تُوَاصِلُوا . قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي . فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ ، قَالَ : فَوَاصَلَ بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ رَأَوْا الْهِلالَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلالُ لَزِدْتُكُمْ ، كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ ))
حكم الوصال :
اختلف العلماء في حكم الوصال بين من قال بالتحريم ، ومن قال بالكراهة ، ومن قال بالجواز ، و الذي تؤيده الأدلة و عليه أكثر أهل العلم القول بالتحريم و إليك أقوال أهل العلم .
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: والوصال مكروه في قول أكثر أهل العلم اهـ
قال النووي رحمه الله في المجموع: أَمَّا حُكْمُ الْوِصَالِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ بِلا خِلافٍ عِنْدَنَا , وَهَلْ هِيَ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ أَمْ تَنْزِيهٍ ؟ فِيهِ ْوَجْهَانِ . . (أَصَحُّهُمَا) عِنْدَ أَصْحَابِنَا وَهُوَ ظَاهِرُ نَصِّ الشَّافِعِيِّ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ اهـ
و قال الترمذي رحمه الله في السنن : و العمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا الوصال في الصيام ، وروي عن عبد الله الزبير : أنه كان يواصل الأيام و لا يفطر .
و قال الصنعاني في سبل السلام : وهو دليل على تحريم الوصال لأنه الأصل في النهي وقد أبيح الوصال إلى السحر لحديث أبي سعيد ( فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر ).
و قال أيضا : وفي الحديث دلالة على أن الوصال من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم وقد اختلف في حق غيره فقيل : بالتحريم مطلقاً وقيل : محرّم في حق من يشق عليه ويباح لمن لا يشق عليه و الأول رأي الأكثر للنهي وأصله التحريم .
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع : والذي يظهر في حكم الوصال التحريم اهـ
رواه عبد بن حميد في مسنده (4/202) و صححه الألباني كما في جلباب المرأة المسلمة (176)
رواه مسلم ( 1102)
رواه أحمد في المسند ( 12799) و قال : الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
رواه البخاري في الصحيح ( 1866)
رواه البخاري في الصحيح ( 1863) و مسلم (1105)
البخاري (7299) ومسلم (1103)
4/436
(6/357)
(3/121)
(1/84)
(6/443)

كتبه أبو هاني

بارك الله في الشّيخ على ما يقدّمه لأبنائه وإخوانه , وجعله في موازين حسناته