حياكِ الله يا أم الحسين
قد أثار موضوعك ثمة تساؤلات في ذهني,,فمتى كان وصف "الطيب" عيبًا..؟؟ و القرآن يًثني على هذه الصفة في جميع أحوالها: الطيّب من القول و الطيّب من النفس والطيب من الأكل,,,
لكن أعود فأقول بأنّك لم تجانبي الواقع في كلامك، إذْ إننا نرى مثل تلك التعليقات في معاملاتنا و مخالطتنا: "فلانة مسكينة إنها طيبة",,"إنك لن تعيشي بطيبتك هذه، فيلزم أن تتغيّري",,
- هل طيبة القلب تعني ضعف الشخصية :؟؟
عند البعض هي كذلك، تمثل لهم ضعفا و هشاشة في النفس، و عدم قدرة على المواجهة، لأنهم بصدد نفس كريمة سمحة،ليّنة، غير حقود، معطاءة، مشفقة، تصغي إلى الغير، سرعان ما ترجع إذا أخطأت,,,
و عند البعض الآخر هي منحة ربانية، و يتمنى لو أعطيها!!!,, فليس يقدّر قيمة طيبة القلب إلا من حُرمها!!
فهل صحيح ما يقوله البعض: طيبة القلب =ضعف الشخصية؟؟
ليس صحيحا، و إنْ كان صاحب القلب الطيب يعاني و يكابد، فغيره يعاني أكثر و يشقى، يعاني ويلات القساوة و الغلظة و الحقد و الجفاء,,, وقد رأيتُ هذا الصنف في ضنك و ألم,,و ليست طيبة القلب ضعفًا لأنه لا أيسر و لا أسهل من القسوة و من رد الصاع صاعين!,, لكن الطيِّب ينأى بنفسه عن هذه الفعال، فكيف إذا احتسب الأجر و الثواب!؟ فالطيبة يمكن أن تكون خلقا مكتسبا بمجاهدة النفس و معالجة طباعها، و هي حينئذ تؤجَر على طيبتها و تفوق صاحب القلب الطيّب جبلة، لأنّ الأجر يكون على حسب النصب و استشعار الأجر,,
و مهما تكن نظرة الناس إلى طيب القول، فإنه ما ينبغي الاكتراث لها,,لماذا؟ لأنّ من ينصت إلى اقاويلهم و ينتبه لها فإنه يتعب!، بل يمضي على ما هو عليه ناظِرٌ إلى ربّه، يرجوه وحده أن يجازيه على طيبته و نيته,
و قد قيل: "لا تكن ياسبا فتُكسَر و لا رطبًا فتُعصر"!,, لكن أكرّر أنه حتى لو بالغ الإنسان في طيبته و لينه، فإنّ مصيره النجاة و السلامة، و قد رأيتُ هذا بمخالطتي لفتاة جد طيبة، كثيرا ما نصحتها بالتخلي عن بعض طيبتها و أن تكون شديدة مع فئة تستغلها، فلم تستطع ذلك، فكانت تنجو من ألاعيبهم و مكرهم، كانت تقول لي: أنا هكذا مرتاحة!!!
ختاما: يحضرني قوله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن غِرّ كريم و الفاجر خبّ لئيم)
[size=24]قال ابن الأثير المؤمن غرّ كريم أي: ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقيادِه ولينه وهو ضد الخب)
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: القضية النصف شهرية ـ2ـ للنقاش**هل طيبة **القلب **ضعف الشخصيه؟** 
الجمعة 15 أبريل 2011 - 13:32
