حفظنا منذ الصغر (( حب الوطن من الإيمان ))

وبالمناسبة هذا القول ليس بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

درسنا أهمية الوطن .. وتشربنا حب الوطن منذ الصغر

حب الوطن صار جزءا من سلوكياتنا

نؤمن بذلك مهما كان مستوانا الفكري أو المالي أو ..


لمواطنة سلوك يترعرع وينمو مع الإنسان منذ نعومة أظفارة

المواطنة قول باللسان وعمل بما ينفع الوطن والابتعاد عن كل مايسيء للوطن

المواطنة شعور داخلي لابد أن يظهر في التصرف والسلوك

المواطنة تعني كل مامن شأنه احترام البلد واحترام الناس

المساهمة في ترشيد استهلاك الماء سلوك حضاري (( وواجب وطني )).



خير من يعلمنا حب الوطن، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المعلم الأول، الذي أوتي جوامع الكلم، يعلمنا صلوات الله وسلامه عليه معنى حب الوطن ، وحتى لا أطيل عليكم الشرح بكلامي الممل، فتعالوا أنتقل بكم إلى كلام خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه.

قدم أصيل الغفاري إلى المدينة بعد الهجرة فدخل على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - قبل أن يفرض الحجاب - فقالت له: يا أصيل! كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيتضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك النبي فلم يلبث أن دخل النبي، فقال له:(يا أصيل! كيف عهدت مكة؟) قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وأسلت ثمامها، وأمشّ سلمها، فقال: (حسبك يا أصيل لا تُحْزِنَّا)، وفي رواية: (ويها يا أصيل! دع القلوب تقر قرارها).



فداك أبي، وأمي، ونفسي، وروحي، يا رسول الله، وصلى الله عليك على رقة قلبك، وحنينك إلى وطنك، لقد علمتنا الوطنية بكل معانيها.


كما يتجلى حب الوطن بأعلى صوره يوم الهجرة، بعد أن خرج من مكة، وقف على حدودها، والتفت إليها وقال: (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك).



أيها الإخوة المؤمنون…

إن علينا أن نسهم في بناء المجتمع الإسلامي المختصر القائم على مبدأ الشورى الذي جاء به الدين الحنيف، وإن تعددنا صيغ الشورى وأساليبها في عصرنا عبر ما يسمى بالانتخاب والديمقراطية وغير ذلك.. وهذا صنيع حضاري يدل على وعي الأفراد بمصير أمتهم وإدراكهم لواجبهم نحوها، وإنهم يحصلون على عواتقهم مهمة قيادتها نحو الطريق المستقيم والسبيل القويم.

اللهم أجعل بلادنا أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، وأجعل سائر بلاد المسلمين أرض رخاء وأمان وسعادة واطمئنان.

اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، وفيض لهم بطانة حسنة تعينهم على فعل الخيرات ورد المنكرات، وأجعل اللهم بلادنا الجزائر موطن رفاهية ورقي وإزدهار، وأجعلها أرض سلام ومحبة ووئام، عامرة بالخيرات، وأرزق أهلها من كل الثمرات، وقيض لها من الرجال الصالحين المصلحين من يحفظ عزها ويصون مجدها لتبقى رايتها عالية خفاقة، وأحفظها يا ربنا برعايتك واشملها بفضلك وعنايتك.


واخيرا أقوال عالمية في حب الوطن:

قال هوميروس: ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن.

وقال بليكو: أنا مغرم جدا ببلادي، ولكنني لا أبغض أي أمة أخرى.

وقال كاريل: جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن.

وقال جالينوس: يستروح العليل بنسيم أرضه، كما تستروح الأرض المجدبة بوابل المطر.

وقال آخر: تعرف قيمة الأوطان عند فراقها.

- التعلق بالأرض أمر فطري طبيعي:
في صحيح الجامع قول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة:(ما أطيبَكِ من بلد و أحبّك إليّ، و لولا أنّ قَومي أخرجُوني منكِ ما سكنْتُ غيرَكِ),,
إنها تلك الوشيجة التي تربط الواحد منا بأرضه التي فيها نشأ و كبر، فهي فطرة و طبيعة في النفس لا يمكن ردها أو دفعها,فكيف إذا كانت الأرض طيبة صالحة!؟,, إنها حنين الفرد إلى أهله و دياره و قومه وعشيرته,,حيث تشترك ثمة عوامل بيئة اجتماعية ثقافية لغوية في هذا الكيان المجتمعي الذي يُدعى "الوطن"
قال ابن الرومي:- ميزان المواطنة؟
نرى من خلال تصرفات الكثيرين و تعبيرهم قولَ الشاعر :

فقد أعماهم التعصب و الغلو في انتمائهم للوطن عن النظرة المعقولة المنصِفة و السلوك السوي, حتى قادهم ذلك إلى وصف غيرهم ممن لا ينهجون طريقتهم بكونهم"غير وطنيين" و أنهم سلبيون اتجاه بلدهم، لأنّ تفاعلهم ليس مثل تفاعل غيرهم، فإن كانت الحركة غير المنضبطة و الطيش و الانفعال بارزة على الكثير من "الوطنيين"، فإنّ التعقّل و الرزانة والحكمة سمة غيرهم من "الوطنيين" الذين لا يرضون بأي تصرف غير محسوب لصالح بلدهم.كيف ذلك؟ لأنّ انتماءهم إنما هو أولا للدين، و دينهم علّمهم أنْ ليس كل سلوك مسموح!، بل يوزن بميزان الشرع: أجائز أم لا؟ أفيه مصلحة محققة أم لا؟,,,
ثم إنّ الولاء يكون للعقيدة، و الأخوة الإيمانية مقدَّمة على الأخوة "الوطنية"، و بهذا وردت النصوص:(إنما المؤمنون إخوة)،(إنما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا)،(و أنّ هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون)، وفي الحديث (المسلم أخو المسلم ,,)،(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد,,) و في السليلة الصحيحة قوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا الكعبة:(ما أطيبكِ و أطيبَ ريحكِ، ما أعظمكِ و أعظمَ حرمتك، و الذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظمُ عند اللهِ حرمة منك، ماله و دمه، و أنْ يُظن به إلا خيرا),, فالإيمان قبل الوطن، وقد أُمِر المؤمن المستضعف بالهجرة من وطنه الذي لا يتمكّن فيه من إقامة شعائر الدين (يا عِبادِيَ الذين آمنُوا إِنّ أَرضي واسِعةٌ فإياي فاعبدون)، فالوطن عزيز و حبيب، و الدين أحبّ و أعزّ (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم).
كيف أخدم وطني؟ :
يجيبنا رائد النهضة الجزائرية رحمه الله قائلا:"..وما مثلنا في وطننا الخاص-وكل ذي وطن خاص-إلا كمثل جماعة ذوي بيوت من قرية واحدة. فبخدمة كل واحد لبيته تتكون من مجموع البيوت قرية سعيدة راقية, ومن ضيّع بيتَه فهو لما سواها أضيع. وبقدر قيام كل واحد بأمر بيتِه تترقى القرية وتسعد، وبقدر إهمال كل واحد لبيته تشقى القرية وتنحط.."

- و للسعدي رحمه الله كلام نفيس في تحقيق مصلحة البلد, قال في القواعد الحسان، (في طريقة القرآن في أحوالِ السياسة الداخلية و الخارجية: (طريقة القرآن في هذا أعلى طريقة، و أقربُ إلى حصول جميع المصالح الكلية، و إلى دفع المفاسد...و من الآيات الجامعة في السِّياسة قوله تعالى في سورة النساء: "إنّ الله يأمركم أن تُؤدوا الأمانات إلى أهلِها و إذا حكمْتُم بين الناس أن تحكموا بالعدل.إنّ الله نعمّا يعظكم به.إنّ الله كان سميعًا بصيرا". و الآية التي بعدها. فالأمانات يدخل فيها أشياء كثيرة، من أجلِّها: الولايات الكبيرة و الصغيرة و المتوسطة.الدينية و الدنيوية. لقد أمرَ اللهُ أن تُؤدى إلى أهلِها بأن يجعل فيها الأكفاء لها. و كل ولاية لها أكفاء مخصوصون. فهذا الطريق الذي أمر اللهُ به في الولايات من أصلحِ الطرق لصلاحِ جميع الأحوال. فإنّ صلاح الأمور بصلاح المتولّين و الرؤساء فيها و المديرين لها و العاملين عليها، فيجب تولية الأمثل فالأمثل(إنّ خير من استأجرت القويُّ الأمين). و لن يتمّ ذلك للأمة-على ما أرشد اللهُ و أمر-إلا بأنْ يشعرَ كلُّ واحد بالواجب عليه لنفسِه و ما لها و ما عليها من الأمانات و الواجبات عليه لأبنائه و زوجِه، و خدمه و مواليه و بهائمه، و أرضه و متجره، و كل شيء وضعه اللهُ تحت يدِه و استرعاه إياه، و يُقدّر المسؤولية أمام الله سبحانه:(يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون، إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم). فيقوم بكل ما في مكنته وجهده بهذا الواجب، غير متوانٍ و لا متواكلٍ، فعندئذ- و عندئذ فقط- تكون الأمة صالحة في أفرادِها و أسرِها و حكامها و أمرائها فصلاحُ المتولّين للولايات الكبرى و الصغرى عنوانُ صلاح الأمة و ضدّه بضدِّه. و أصدقُ البراهين على ذلك قول الله في سورة الرعد:(إنّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهم). فهل آنَ للذين يتجنّون بالشكوى من ولاةِ أمورِهم أن يعقِلوا عن الله سنّته و حكمته فيعلموا أنّ الداء ليس في الحكام و الولاة فقط، و إنما الداء في الأمة التي غفلت و غفل كلُّ فردٍ فيها عن الواجبِ عليه فيما استرعاه اللهُ من الرعية، و خيانته لما استأمنه الله من أمانات. و أنّ الولاة : إنما هم من أفرادِ الأمة و الصورة المصغرة التي تُمثّل الأمة و تصوّرها؟و لكن أكثر الناس لا يعقلون.."
[/font][/size][/right]

ام نور كتب:

, فقد أكد دستور الحزب على أن العرب يتغذون من الحضارة العالمية ويغذونها , وان الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة بين الأقطار العربية والتي تكفل الانسجام بين المواطنين وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية .
[/color][color=green]
وأخيرا يقول بعض المفكرين أن ما فعله الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) كان نموذجا متميزا لمجتمع المواطنة الحقة بغض النظر عن المعتقدات الخاصة بالمواطن وذلك عندما وضع دستورا ينظم العلاقات بين مواطني المدينة بمختلف أعراقهم ومن بنوده (أن المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم امة واحدة من دون الناس
[/size]

حياك الله أختي أم نور
لا أعتقد أنّ الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة التي تكفل الانسجام بين الأقطار العربية و مواطنيها، فإنّ ذلك نسبي، بل قد دلّ الواقع على خلاف ذلك، فإنّ العرب ما يزالون متناحرين متعصبين متنافرين و إنْ ادّعوا أنّ القومية تربطهم!,,و الحق الذي أثبته التاريخ و حكاه، أنّ العرب ما كانوا أمة واحدة إلا برابطة واحدة هي رابطة الدين التي تكافح سائر العصبيات!!!!! ( و اذكروا إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم),,و أنّ العرب من غير إسلام لا أمة لهم,,, هذا الذي اراه أختي الكريمة,
- أما ما يقوله بعض المفكرين عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم،و أنه كان نموذج المواطنة الحق بغض النظر عن المعتقدات الخاصة,,ففيه نظر!,,حيث ينقضه القول الذي بعده (أن المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم امة واحدة من دون الناس)، فأين هنا اليهود أو النصارى؟ بل في هذا البند التأكيد على الانتماء العقَدي,,أما ما يستدل بعض البعض و هو الحديث "لهم ما لنا و عليهم ما علينا"، فقد قال الشيخ الألباني رحمه الله معلقا:( لهم ما لنا وعليهم ما علينا . يعني أهل الذمة ].( باطل لا أصل له )، وقد جاء ما يشهد ببطلان الحديث فقد ثبتَ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، ليس في أهل الذمة وإنما في الذين أسلَمُوا من أهل الكتاب والمشركين . رواه مسلم وغيره. وهو في الارواء برقم 1247 وغيره. ( انظر الشرح في الكتاب ونقد الكتاب الإسلاميين لإعتمادهم هذا الحديث الباطل ) . انتهى كلامه
السلسلة الضعيفة,المجلد:5 رقم 2176)