منصف القبائلي
عدد الرسائل : 121
تاريخ التسجيل : 05/04/2009
 |  موضوع: هل هو تنصير وتدمير أم تبشير؟ للشيخ نبيل بن حسن ناصري - حفظه الله -  الجمعة 7 مايو 2010 - 1:29 | |
| الحمد لله حمدا لا ينفد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد، وعلى آله وصحبه ومن تعبد، أما بعد:
فهذا جواب لسؤال أورده أخونا إبراهيم -أمنه الله وعافاه- حول موضوع التنصير وهل يصح أن يطلق عليه عبارة التبشيركما يطلقها دعاة الكفر من أمة الضلال؟
والجواب سهل يسير وقد ضمنته في مبحث أمس حين قلت:- إن هذا المقال المختصر أردته أن يكون سلاحا للعامي قبل المتعلم يدفع به في وجه دعاة التنصير المبشرين، لكن بعذاب الله الأليم-فيقال:نعم هم مبشرون لكن بالناروبئس القرار،والبشارة في القرآن تقع على وجهين :
الأول: البشارة بما هو سار ومفرح كما في قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون}البقرة 25،وقوله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } الأحزاب 45 ،وهذا معنى البشارة حيث أطلقت.
والثاني:البشارة بما يسوء ويضر على سبيل الاستعارة التهكمية التي يراد بها التنكيت والتوبيخ، كما في قوله تعالى عن الكفرة والمكذبين في مواضع متعددة { فبشرهم بعذاب أليم } الانشقاق 24 ،وحينئذ تكون البشارة مقيدة لا مطلقة،قال ابن منظور الأفريقي في لسان العرب مادة -بشر-: ( والبِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلاَّ بالخير، وإِنما تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعالى: فَبَشِّرْهُم بعذاب أَليم ) ؛ قال ابن سيده: ( والتَّبْشِيرُ يكون بالخير والشر كقوله تعالى: فبشرهم بعذاب أَليم ) ؛ وعلى هذا يقال هم مبشرون بنار جهنم وبئس المصير،بالتقييد لا بالإطلاق وهذه هي طريقة القرآن الكريم وهذا هو فهم السلف الكرام العلماء بكلام الله وأسراره الفقهاء لبيان العرب وبلاغتهم.
ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} الأنعام 121أن رجلا قال لابن عمر رضي الله عنهما:إن المختار-وهوابن أبي عبيد الثقفي الكذاب مدعي النبوة-يزعم أنه يوحى إليه،قال:صدق،وتلا هذه الآية{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } ثم أورد أثرا آخرعن أبي زميل قال:( كنت قاعدا عند ابن عباس ،وحج المختار ابن أبي عبيد،فجاءه رجل فقال:يا ابن عباس،زعم أبوإسحاق أنه أوحي إليه اليلة،فقال ابن عباس:صدق،فنفرت،وقلت:يقول ابن عباس:صدق؟فقال ابن عباس:هما وحيان:وحي من الله ووحي من الشيطان ،فوحي الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ووحي الشيطان إلى أوليائه ،ثم قرأ { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم }) .انتهى،فهذان وحيان وذانك بشارتان والفرق بينهما جلي لمن له عينان والحمد لله على البيان والفرقان الذي ضمنه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد،وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبها أبو الطاهرنبيل ناصري في صباح يوم الثلاثاء5جمادى الأولى1431هجرية الموافق لليوم20أفريل 2010ميلادية . |
|
سمير زمال
عدد الرسائل : 6494
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 07/04/2008
| | موضوع: رد: هل هو تنصير وتدمير أم تبشير؟ للشيخ نبيل بن حسن ناصري - حفظه الله - السبت 8 مايو 2010 - 13:20 | |
| |
|
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
