مراجعة مع محمد بن بريكة حول كلام نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقلم الشيخ نبيل ناصري حفظه الله

07/04/2008

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه الأبرار الأخيار والتابعين ومن استن بطريقتهم ونهجهم إلى يوم الدين أما بعد فقد تابعت حوارا لبعض الأساتذة في التصوف أمس الجمعة يتحدث فيه عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم –وهو الأستاذ محمد بن بريكة المدرس بجامعة الجزائروالمنسق الأعلى للطريقة القادرية بالجزائروعموم أفريقيا- وعن فضائله ومنزلته الشريفة ودرجته الرفيعة عند ربه عز وجل وبيان اهتمامه بمحبته وتعظيمه للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعنايته بالكتب التي ألفها أفاضل العلماء وأئمة الملة في بيان قدر الرسول الأعظم والنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ككتاب –الوفا بحقوق المصطفى-للإمام ابن الجوزي رحمه الله والذي أشار إليه الأستاذ خلال حديثه وبين أنه لم يكتب له من الشهرة ما كتب لكتاب –الشفا بتعريف حقوق المصطفى-للعلامة الكبير الشيخ القاضي عياض السبتي المالكي رحمه الله والذي أحضر منه الأستاذ نسخة مخطوطة نادرة جليلة القدر كتبها بعض العلماء بخط يده من شرق أرض الجزائر.ولا شك أن سعي الأستاذ للحديث عن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار مكانته وبيان حقوقه مشكور له في الوقت الذي تكالب فيه أعداء الإسلام على الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم والانتقاص من قدره وثلب الشريعة التامة العامة العظيمة التي بعث بها وتهاون كثير من المسلمين عن دراسة سنته والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدين والدنيا فإن هديه صلى الله عليه وسلم هو أكمل الهدي وأفضله ومن أراد معرفة ذلك بقضه وقضيضه فليرجع إلى كتاب –زاد المعاد في هدي خير العباد-للإمام العلم ابن قيم الجوزية رحمه الله فإن فيه جملا عظيمة النفع يظهر بها لكل عاقل فضل النبي صلى الله عليه وسلم وعلو مرتبته على سائر الخلق .وقد كان من جملة ما ذكره الأستاذ محمد عند تعرضه لذكر مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أن قال-إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أشار إلى جواز ذلك في كتابيه –اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم-و-منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية-أوهكذا يفهم من كلامه أن ابن تيمية رحمه الله يثني على من يحتفل بالمولد ولاينكر ذلك لأنه ساق ذلك في مساق الرد على من ينكر الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم .وظني –والله أعلم-أن الأستاذ محمدا لم يتأمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بتأن وروية أو لعله نقل عمن يثق به نسبة هذا الكلام إلى شيخ الإسلام وإلا فكلام شيخ الإسلام رحمه الله مختلف تماما عن ما ذكر .وحتى يتضح الأمر أكثر نقول إن عنوان الكتاب الذي ألفه شيخ الإسلام هو-اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم-ومضمون هذا العنوان العريض واضح جدا وهو أن المرء لا يكون على الهدي القويم والصراط السوي إلا إذا سلك مسلكا يخالف فيه مسالك وطرق أهل الجحيم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة كما قال مؤلفه –رحمه الله –في مقدمته –وبعد فإني قد نهيت –إما مبتدئا وإما مجيبا-عن التشبه بالكفار في أعيادهم وأخبرت ببعض ما في ذلك من الأثر القديم والدلالة الشرعية وبينت بعض حكمة الشرع في مجانبة هدي الكفار من الكتابيين والأميين وما جاءت به الشريعة من مخالفة أهل الكتاب والأعاجم ...ثم قال –رحمه الله-ثم بلغني بأخرة أن من الناس من استغرب ذلك واستبعده لمخالفة عادة قد نشأوا عليها وتمسكوا بعمومات وإطلاقات اعتمدوا عليها فاقتضاني بعض الأصحاب أن أعلق في ذلك ما يكون إشارة إلى أصل هذه المسألة لكثرة فائدتها وعموم المنفعة بها ولما قد عم كثيرا من الناس من الابتلاء بذلك حتى صاروا في نوع جاهلية فكتبت ما حضرني الساعة ... إلى أن قال –ولم أكن أظن أن من خاض في الفقه ورأى إيماآت الشرع ومقاصده وعلل الفقهاء ومسائلهم يشك في ذلك بل لم أكن أظن أن من وقر الإيمان في قلبه وخلص إليه حقيقة الإسلام وأنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه إذا نبه على هذه النكتة إلا كانت حياة قلبه وصحة إيمانه توجب استيقاظه بأسرع تنبيه ولكن نعوذ بالله من رين القلوب وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه.انتهى محل الشاهد من كلامه .وعلى هذا فمبنى كلامه في هذا الكتاب هوالتحذير من التشبه بالمشركين وقد تعرض-رحمه الله-في جمل وافرة من فصوله إلى ذكر التشبه بهم في أعيادهم وأن ذلك من المحرمات المنكرة والمحاذير الخطيرة ومن أراد معرفة ذلك فدونه هذا الكتاب العظيم فليغرف من بحاره الدرر واللآليء.وفي ضمن كلامه عما أحدثه بعض المسلمين من الاحتفال بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو نوع تشبه بالنصارى لاحتفالهم بميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام قال-رحمه الله-في الصفحة-294-296وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له.والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه ولو كان خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص .وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه .وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه أو يصلي فيه قليلا وبمنزلة من يتخذ المسابح والسجادات المزخرفة وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها كما جاء في الحديث-ما ساء عمل أمة قط إلا زخرفوا مساجدهم-.وقول شيخ الإسلام-والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع-ليس مدحا لنفس الاحتفال بالمولد بل هو مدح لحسن النية والقصد ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال-لا على البدع-وقد تضمن كلامه –رحمه الله-مسائل لا بد من الانتباه إليها وهي أولا أن الناس في الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم نوعان فمنهم من يفعل ذلك تشبها بالنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام وهؤلاء واقعون في بلية عظيمة وداهية دهياء ومنهم من يحتفل به محبة له وتعظيما وهذا دون الأول في الإثم لسلامة قصده وحسن نيته ولا مانع من أن يجتمع في العمل خير باعتبار وشر باعتبار آخركما هو معلوم في مواضعه .وثانيا أن المؤرخين من علماء المسلمين قد اختلفوا في يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام فالمشهور عند الجمهور أن ميلاده كان لاثني عشر خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل وهو ما يقابل السنة571ميلادية وقال بعض العلماء إن ميلاده كان في اليوم التاسع من الشهر المذكور وعلى هذا فلا يمكن الجزم باليوم الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام ولا القطع بذلك لثبوت الاختلاف وعدم المرجح. وأما الأمر الثالث فهو أن الاحتفال بالمولد لو كان خيرا خالصا أوراجحا مقدما لفعله أفضل القرون الصحابة والتابعون وأتباعهم والعلة في ذلك أنهم كانوا أشد حبا و تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير ممن جاء بعدهم وهم المفضلون المشهود لهم بالخيرية بنص القرآن والسنة المطهرة.وبناء على ما سبق فليس في كلام شيخ الإسلام ما يدل على جواز الاحتفال بالمولد فضلا عن مشروعيته وعلى هذا نرجوا من الأستاذ المحترم محمد بن بريكة أن يعبر عن تراجعه عما نسبه إلى شيخ الإسلام حتى لا يتهمه الناس بتحريف كلام العلماء ويرموه بالافتراء عليهم .وأما ما ذكره الأستاذ محمد من أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر ذلك في كتابه-منهاج السنة النبوية-فالذي نعلمه أن الكتاب المشار إليه ليس فيه تعرض لذكر أعياد المشركين ولا الاحتفال بالمولد وإنما هو كتاب ألفه في الرد على كتاب لابن المطهر الحلي المسمى ب-منهاج الكرامة في معرفة الإمامة-وبين فيه فساد ماتنتحله الرافضة والقدرية والله أعلم. وكتبه أبو الطاهر نبيل ناصري

في ظهر يوم السبت 17ربيع الأول1430هجرية الموافق لليوم14مارس2009ميلادية

والحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا.

18/03/2009

بارك الله فيك***وحفظ الله الشيخأبو الطاهر نبيل ناصري

18/04/2009

جزاك الله خيرا على المقال النافع

جاء في المقال قول صاحبه :

والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع ":

كلام ابن تيمية رحمه الله جدير بالنظر و التامل، مع كون هذا الاحتفال بدعة من البدع، إلا أن الشيخ رحمه الله
قد فرّق بين الحكم على العمل و الحكم على نية الشخص...!!
و أنّ الجهل سببٌ عظيم من اسباب الوقوع في البِدع
فكان لزاما تعليم الناس و إرشادهم
إلى سنّة النبي و أصحابه و منهج السلف
من غير تجريح و الوقيعة فيمن يأتون هذه الأفعال,,فتأنل!!!

07/04/2008

جزاك الله خيرا

.. محمد بن بريكة اسم لامع في سماء التصوف،بل وحامل رايته في الجزائر/ المنسق الأعلى للطريقة القادرية الصوفية في الجزائر الحكومة إلى إنشاء هيئة عليا (مشيخة) تجمع كافة الطرق الصوفية./ إنخدع بكلامه العديد من الجزائريين لبلاغته وكثرت إطلاعه - يجمع كل ما في طريقه من إسرائيليات وخرافات ويجعلها ركائز في دعوته -
ينتصر لدعاة الطرقية والقبورية ويعلل أفعالهم وعرف أيضا بمحاربته لمنهج السلف علانية ..لذا فهو على طريقة شمس الدين بوروبي يسير فأحذروا من تلبيساته ..

18/04/2009

محمد بن بريكة اسم لامع في سماء
التصوف،بل وحامل رايته في الجزائر/ المنسق الأعلى
للطريقة القادرية الصوفية في الجزائر الحكومة إلى إنشاء هيئة عليا (مشيخة)
تجمع كافة الطرق الصوفية./ إنخدع بكلامه العديد من الجزائريين
لبلاغته وكثرة إطلاعه - يجمع كل ما في طريقه من إسرائيليات وخرافات ويجعلها
ركائز في دعوته -
ينتصر لدعاة الطرقية والقبورية ويعلل أفعالهم وعرف أيضا
بمحاربته لمنهج السلف علانية ..لذا فهو على طريقة شمس الدين بوروبي يسير
فأحذروا من تلبيساته ..
---------------------------------
جزاك الله خيرا على التنبيه
و الأمرُ كما ذكرتم، فقد انخدع أناسٌ كثيرون بالأستاذ، و ما ذلك إلا لفصاحة لسانه و عذب كلامه، فقد أوتي بيانا ساحرا، و عدم التسلّح بالعلم الشرعي يفعل فعلَه حتى في حاملي الشهادات. و قد كنتُ مع أخت لي قبل ايام قليلة، تُحدثني عن "ملتقى الأديان" الذي انعقد مؤخرا بدار الإمام فيما أذكر، و الأخت ممن حضر الملتقى، فجعلتْ تُثني على الدكتور بن بريكة، و أنه الوحيد من استطاع أن يُقنع "ممثلَ النصارى" عندنا في كيفية تطبيق شعائرهم الدينية ....فقلتُ لها"أجل هو كما ذكرتِ في حسن بيانه، و لكن احذري، فالرجل صوفي العقيدة، و له شركيات في تفسيره و استنباطاته"، و لأنّ الأخت استغربت ذلك، لأنها لم تسمع للدكتور، قلتُ لها:"ما تقولين في غلوّه في النبي صلى الله عليه و سلم؟ و أنّ الكون كله إنما خُلق من أجله صلى الله عليه و سلم!..قالت الأخت:"أو ليس الأمر كذلك؟"، قلتُ لها:"جواب ذلك في القرآن.فقد قال ربنا:"هوالذي خلق لكم ما في الأرض جيمعا"، "و ما خلقتُ الجن و الإنس إلا ليعبدون"، و شرحتُ لها الأمر..فأقرت الأخت و عقلت خطأ من يزيغ عن بيان القرآن الكريم و تفسير النبي صلى الله عليه و سلم و الابتعاد عن هديه القويم..
و قلتُ لها: عليك بالعلم، فلا عِدل له، فهو نور و بصيرة!! حتى لا يُغرر بك أحد بحسن كلامه و جميل نطقه

07/04/2008

ومن الطرفة انه منذ ايام وأنا في جلسة اخوية مع احد غخواننا خريجي الجامعة الإسلامية الامير عبد القادر ذكر لي موقف غريب شاهذه في قناة القرآن الكريم - والتي للأسف خاب ظننا فيها فبعدما كنا نسأل الله تعجيل ظهورها أصبحنا ندعوه بتعجيل زوالها - محمد بن بريكة في حصة حول التصوف الإسلامي - زعم - والمؤسف أن محاوره ألا وهو بلال جعفر تغير 360 درجة فمنذ سنوات كان منافح ومجادل عن السنة - على طريقت بعض إخواننا ممن إتخاذه ديدن فيمسي عليه ويصبح عليه - في الجامعة الإسلامية ..والان أصبح يحاور أحد رؤوس التصوف ومخالفي السنة ومنهج السلف بإنبهار وإندهاش ويتودد إليه ..فسبحان الله

نسأل الله الثبات على السنة
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ومنهج نبيك

» jتحميل مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله
» كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية فيه رد على الدعاوى الداعشية
» الخلوة العليوية هل هي من الإسلام ؟ بقلم الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي - رحمه الله -
» حكم المظاهرات في الإسلام. بقلم الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
» كتاب ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) بقلم الشيخ محمّد السّعيد الزاهري رحمه الله تعالى

مراجعة مع محمد بن بريكة حول كلام نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقلم الشيخ نبيل ناصري حفظه الله

مراجعة مع محمد بن بريكة حول كلام نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقلم الشيخ نبيل ناصري حفظه الله

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة