قدر المولى عز وجل أن أكون مرافقا للشيخ محمد الطاهر آيت علجات وجليسا له في رحلة من بلعباس إلى وهران برا، ثم من وهران إلى العاصمة جوا يوم
الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق لـ 16 ذي القعدة 1429هـ
وذلك أثناء سفري للمشاركة في ندوة علمية ببلعباس حول دور جمعية العلماء في ثورة التحرير التي شارك فيها ثلة من أهل العلم ، فاغتنمت فرصة الانفراد به لطرح بعض الأسئلة على الشيخ واستأذنته في التدوين، وقد تمحورت الأسئلة في الغالب حول موضوع الحرب التحريرية الكبرى التي كانت الندوة العلمية في.
س1: بودنا أن تحدثنا شيئا عن العقيد عميروش رحمه الله تعالى الذي كانت تربطك به علاقة خاصة؟
ج : عميروش رحمه الله تعالى كان يمتاز ببعد النظر ، ومن دلائل ذلك أنه الوحيد من بين القياديين الذي كان يفكر في الجزائر فيما بعد الاستقلال من يقودها ومن يشغل المناصب في دولتها ، ولأجل ذلك بعث جموعا من الطلبة إلى تونس وغيرها من البلاد الإسلامية والاشتراكية من أجل التكوين في مختلف العلوم والتخصصات العسكرية والسياسية والتربوية وذلك ابتداء من أواخر 1957م، كان يرسل الطلبة ويبعث بنفقة تعليمهم أيضا رحمه الله تعالى.
س2: هل كان لكم من دور في هذه العملية؟
ج: خرجت إلى تونس بتكليف من عميروش في أوائل 1958م من أجل الإشراف توزيع هؤلاء الطلبة، وكذلك على تعليمهم في تونس ، وقد كان كثير منهم من لا يحسن شيئا ، فكان لابد من تأهليهم قبل توجيههم، وفي سنة 1961 انتقلت إلى ليبيا للغرض نفسه وبقيت هناك حتى سنة 1963م.
س3: هل يمكن أن تسمي لنا بعض هؤلاء الطلبة الذين أرسل في تلك البعثات، وكان لها شأن بعد الاستقلال؟
ج: الطلبة الذين أرسلوا كثيرون، ومنهم من استشهد قبل الوصول إلى تونس، وممن أذكر الشيخ محمد شريف قاهر العضو في المجلس الإسلامي الأعلى، وأرزقي كتَّاب وكان في قطاع التعليم في سطيف، وسعيد بو داود وكان نائبا في البرلمان في عهد بن بلة.
س4: هل من طلبة آخرين حاول أن تتذكر؟
ومنهم الجنرال بن معلم وهو متقاعد ، وآيت مسعودان الذي كان قائدا للطيران ، وخليفته في هذا المنصب محمد الطاهر بو زغبوب ، وهذا الأخير كان ضمن حكومة مرباح في عهد الشاذلي وكان نائبا في البرلمان قبل مدة.
س5 : هل من ميزات أخرى كان يتميز بها عميروش رحمه الله تعالى؟
ج: من خصاله رحمه الله أنه كان يثق في العلماء ثقة مطلقة(الشيخ قال عمياء) ويستشيرهم، وكان أبغض الأشياء إليه عبادة الشخصيات والزعامات، كان برى الناس أنهم سواسية كأسنان المشط.
س6: هذا سؤال عن سبب توجهه إلى تونس ، هل كان حقيقة بسبب منع الإمداد بالسلاح؟
ج : نعم من أسباب خلافه من الجماعة التي كانت في تونس قضية السلاح وقضية التنظيم أيضا، أن يكون للجماعة في الداخل رأي مثل الجماعة في الخارج .
س7 : في حديثنا قبل أمس عن التنصير جرى ذكر مركز آيت وعبان فتعجبت لذلك لماذا ؟
ج : تعجبت لأني كنت أسمع عنها قديما أنها منطقة محافظة فيها علم ، وكانت فيها مدرسة لجمعية العلماء المسلمين، ومن أبنائها من كان ضمن البعثات العسكرية للدراسة في الخارج.
س8: ما مدى صحة ما يشاع أنه في مؤتمر الصومام وقع إقصاء العلماء وتحريف للجهاد عن مبادئه التي انطلق بها؟
ج : هذا غير صحيح ، الذي نظم المؤتمر عسكريا العقيد عميروش والشيخ إبراهيم مزهودي كان حاضرا في الصومام.
س9: ما يمكن أن تقوله في عبان رمضان رحمه الله ؟
ج : عبان رمضان رجل فاضل له الفضل في جمع كلمة الجزائريين ، وهو من دعا جمعية العلماء إلى المشاركة في الثورة، وأمر أحمد توفيق المدني والغسيري والعباس بالالتحاق بالقاهرة.
(هنا استطراد للشيخ)
محمد الغسيري رحمه الله رجل ذو علم وأخلاق وذكاء ومرح ، كان سفيرا في دمشق ، وقد زرته هناك عام 1961م.
والشيخ العباس كان سفيرا لدى السعودية أثناء الثورة ، في عهد الملك فيصل الذي ساند الثورة مساندة فعالة وكان يوصي حجابه أن يدخلوه إليه في أي وقت ليلا أو نهارا.
س10 : هناك من ينسب عبان رمضان إلى الشيوعية؟
ج : هذا كذب وافتراء .
س11: هناك من يقدح في تديُّن قيادات الثورة المنتمين لمنطقة القبائل (السؤال يعاد طرحه على الشيخ لأن الجواب ناقص)
ج: كريم بلقاسم كان يصلي، ومن أهل ذراع الميزان الذين أعرفهم الرائد رابح إيدير وأخوه كانا ملتزمين إلى أبعد حدود الالتزام.
س 12: والعقيد علي ملاح هل تعرفه؟
ج : لا، لا أعرفه
س13 : هل يمكن تحدثنا عن توجه محمد لمين الدباغين ؟
ج : توجهه إسلامي كان ملتزما متدينا متعبدا ، عندما عاد من القاهرة في أوائل الاستقلال مر علينا في ليبيا ودخل متأخرا واعتزل السياسة ولم يعقب رحمه الله تعالى .
من كلام الشيخ
كان مالك بن نبي دائما يتردد على مكتب البعثة في ليبيا وكان له مريدون هناك أساتذة كبار يتبنون فكره.
كان رئيس البعثة في ليبيا أحمد بودا متعبدا متنسكا شديدا على نفسه ، وكان تدينه عن علم ومعرفة فقد كان حافظا للقرآن متفقها.
أسئلة أخرى في الطائرة
س 14 : هل كانت دراستك في الزيتونة ؟
ج : درست على بعض مشايخ الزيتونة لما كنت ضمن البعثة الجزائرية كالشيخ الطاهر بن عاشور درست عليه الدراسات القرآنية ، والشيخ الزغواني درست عليه جمع الجوامع في أصول الفقه .
س15 : تكوينك إذن كان في الجزائر ؟
ج: نعم درست على الشيخ سعيد اليجري الفقه والأصول والتوحيد والنحو والصرف والفلك والحساب وغيرها لمدة ثمان سنوات ثم انتقلت إلى كلية الحملاوي في شلغوم العيد .
س16 : ما هو الكتاب الذي درستموه في علم الأصول؟
ج: درسنا كتاب الورقات.
س17 : هل درست كتاب التنقيح؟
ج: لا ولكني درَّسته مع حاشية الشيخ الطاهر بن عاشور.
س18 : لما جاء ذكر من يطعن في ابن باديس قبل أمس سمعتك تقول :"الجرح والتعديل"، فأريد أن أعرف موقفك من هذه الظاهرة؟
ج: أنا غير راض عنه لأنه جرح بلا تعديل، أهله يتتبعون الأخطاء ومن يسلم من الخطأ والعيوب؟!
ولما حدثه فضيلة الشيخ أبو سعيد بلعيد عن كتاب الرد النفيس على الطاعن في العلامة ابن باديس التفت إلي وقال: من ذب عن عرض أخيه رد عن وجهه النار يوم القيامة .
منقول
أجرى الحوار : محمد حاج عيسى الجزائري
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: حوار مع فضيلة الشيخ المربي الطاهر آيت علجت الجزائري - حفظه الله - 
السبت 20 مارس 2010 - 13:28
