بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد السلام عليكم شيخنا الحبيب ...نرجوأن أن تكون بخير و ندعو الله أن يلبسك لباس الصحة و العافية و أن يبارك لنا فيك يارب ..و بعد شيخنا ما حكــــــــــم فتح ما يسمى بمقهـــــــــــى الأنترنـــــــت ...و بارك الله فيك شيخنا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّه يجوز فتح قاعات الإنترنت المذكورة، ولكن بمراعاة الشّروط الآتي ذكرها:

1- عدم السّماح باختلاط الجنسين بعضهم ببعض:

فلا بدّ لمن استأجر محلاّ لذلك أن يقوم بإعداد مكانٍ مخصّص للنّساء، وآخرَ للرّجال.

ولا يُعقل أن نمنع الاختلاط في المساجد الّذي هو مكان العبادة، وفي المدارس الّتي تعدّ حاجةً، ثمّ يُتساهل في مقاهي الانترنت !

2- عدم تمكينهم من الخلوة:

فلا يجوز أن بجعل السّتائر الحاجبة لكلّ زبون عن الآخر، فإنّ الخلوة من أعظم الأسباب الّتي تمكّن الشّيطان من الوسوسة بعمل المحرّمات وتزيين الشّهوات،

بخلاف ما لو لم يكن ذلك، فإنّه إن ضعُف في قلبه خوف الله يبقى الحياء يعمل عمله في القلب.

3- وضع البرامج المخصّصة لمنع الزوّار من الدّخول إلى المواقع الإباحيّة.

4- ألاّ تتقصّد النّظر فيما يكتبونه ويفعلونه، فالتجسّس محرّم، ولست مكلّفا إلاّ بما تعلمه.

ولكن بمجرّد علمك ( بالرّؤية أو السّمع ) أنّ هناك مخالفاتٍ في عملهم، فحينها يجب إيقافُهم، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ رَأى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ

))، وهذا الخطاب موجّه إلى صاحب الملك، والسّلطان، والمسؤول الأوّل عن المكان، فهو المكلّف بأن يغيّر المنكر بيده، وذلك بغلق البرامج غير المباحة، ونحوها،

كالشّات مع النّساء وغير ذلك.

5- أن يُغلق المحلّ للصّلاة:

لأنّ ترك الصّلاة منكر، وإخراجها عن وقتها محرّم، وتمكين الرّجال من تضييع الصّلاة في المسجد إعانةٌ على الإثم، والأصل هو العمل بقوله تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) } [المائدة]،

زِدْ على ذلك أنّ إغلاق المحلّ من أجل الصّلاة يُعدّ دعوة عمليّة مؤثّرةً جدّا للمحافظة على الصّلاة.

تنبيه:

ليعلم من أراد فتح مقهى الانترنت، أنّه إن راعى هذه الشّروط – الّتي يعدّها بعضهم صعبة – فيه من المنافع ما لا يُحصِيه إلاّ الله، من ذلك:

- أنّ الله يبارك في الرّزق الحلال، ويمحق الكسب الحرام، أو ما كُسِب بمعصية ربّ الأنام.

- أنّ في ذلك نشرا للخير بين النّاس، من بعد ما كاد يزيغ قلوب كثير منهم.

- فيه تمكين للصّالحين، الحريصين على الخير، أن يتوافدوا على عالم الشّبكة العنكبوتيّة في غير معصية الله، ومن غير أن تقع أعينهم على ما لا يُرضِي الله،

فكثير من إخواننا ما وضعوا أقدامهم قط في مثل هذه المحلاّت – وأخوك منهم – لما يعلمونه من المنكرات الّتي تصادفهم هناك.

- تكون قد سننت سنّة حسنةً إن شاء الله، فمن المعلوم أنّ أصعب الخطوات أوّلها، وكما يفرح الوالدان لأوّل خطوات ولدهما، كذلك يفرح الصّالحون لأوّل خطوات

الخير، و( أجرك على قدر نصبك )، و( من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ).

والله أعلم.

السلام عليكم و رحمة الله و براكاته شيخنا الحبيب بارك الله فيك على الجواب و الشرح المفصل و جعله الله في ميزان حسناتك ...و نسأل الله عز و جل أن يحفضك و يجعلك دائما في خدمة الإسلام و المسلمين و السلام عليكم و رحمة الله و براكاته