الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرابطة

المرابطة

عدد الرسائل :
34

تاريخ التسجيل :
04/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالجمعة 21 أغسطس 2009 - 1:41

الحمد لله ذي المنِّ والتوفيق والإنعام، شرع لعباده شهر رمضان للصيام والقيام، مرة واحدة كلّ عام، وجعله أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، ومطهّرا للنفوس من الذنوب والآثام، والصلاة والسلام على من اختاره الله لبيان الأحكام، واصطفاه لتبليغ شرعه للأنام، فكان خير من قام وصَام، ووفىّ واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان على الدوام، أما بعد:
فلقد فرض الله تعالى الصيام على جميع الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، وفي السنة الثانية من الهجرة أوجب الله على هذه الأمة صيام رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإن كان صحيحًا مقيمًا وجب عليه أداءً، وإن كان مريضًا وجب عليه قضاءً، وكذا الحائض والنفساء، وإن كان صحيحًا مسافرًا، خُيِّر بين الأداء والقضاء، وقد أمره سبحانه وتعالى أن يصوم الشهر كلّه من أوّله إلى منتهاه، وحدّد له بداية الصوم بحدٍّ ظاهر لا يخفى عن أحد وهو رؤية الهلال أو إكمال عدّة شعبان ثلاثين يومًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»(١- متفق على صحته: أخرجه البخاري: (4/119)، ومسلم: (7/189،190،191)، وأبو داود: (2/740)، وابن ماجه: (1/529)، والنسائي: (4/134)، وأحمد: (2/5، 13، 63)، ومالك في الموطإ: (1/269)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، كما حدّد له بداية الصوم بحدود واضحة جليّة، فجعل سبحانه بداية الصوم بطلوع الفجر الثاني، وحدّد نهايته بغروب الشمس في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾[البقرة: 187]، وبهذه الكيفية والتوقيت تقرّر وجوبه حتميًا في قوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185]، وصار صومه ركنًا من أركان الإسلام، فمن جحد فرضيته وأنكر وجوبه فهو مرتدّ عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلاّ قُتِلَ كفرًا، ومن أقرَّ بوجوبه، وتعمّد إفطاره من غير عذر فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا وإثمًا مبينًا يستحقّ التعزير والردع.
هذا، وشهر رمضان ميّزه الله تعالى بميزات كثيرة من بين الشهور، واختصّ صيامه عن الطاعات بفضائل متعدّدة، وفوائد نافعة، وآداب عزيزة

ميزة شهر رمضان
ومن ميزة هذا الشهر العظيم ما يلي:
•صوم رمضان: هو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه العظام لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ الله، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ الحَرَامِ»(٢- أخرجه البخاري: (8)، ومسلم: (16)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقد وقع في صحيح البخاري تقديم الحجّ على الصوم، وعليه بنى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن ابن عمر بتقديم الصوم على الحج، قال: فقال رجل: والحج وصيام رمضان، فقال ابن عمر: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [فتح الباري لابن حجر: 1/50]) وهو معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين على أنّه فرض من فروض الله تعالى.
•إيجاب صيامه على هذه الأمة وجوبًا عينيًّا لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185].
•وإنزال القرآن فيه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى سبيل الحقّ وطريق الرشاد، وإبعادهم عن سُبل الغيّ والضلال، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم بما يكفل لهم السعادة والفلاح في العاجلة والآخرة قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185].
•ومنها أنه تُفتّح فيه أبواب الجنّة لكثرة الأعمال الصالحة المشروعة فيه الموجبة لدخول الجنّة وأنّه تُغلق فيه أبواب النار لقلّة المعاصي والذنوب الموجبة لدخول النّار.
•أنه فيه تُغَلُّ وتوثق الشياطين فتعجز عن إغواء الطائعين وصرفهم عن العمل الصالح قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(٣- أخرجه البخاري: (1898)، ومسلم: (2547)، والنسائي: (2112)، ومالك في الموطإ: (686). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ لله تعالى في شهر رمضان عتقاء من النار، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ»(٤- أخرجه ابن ماجه:(1643)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وأحمد: (22859)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(2166)).
•ومنها أنّ المغفرة تحصل بصيام رمضان بالإيمان الصادق لهذه الفريضة واحتساب الأجر عليها عند الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥- أخرجه البخاري: (1901)، ومسلم: (760)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّه تسنّ فيه صلاة التراويح اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٦- أخرجه البخاري: (37)، ومسلم: (759)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ فيه ليلة خير من ألف شهر وقيامها موجب للغفران لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ هَذاَ الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرُهَا إِلا مَحْرُومٌ»(٧- أخرجه ابن ماجه: (1644)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترغيب: 989)/(صحيح سنن ابن ماجه: 1341))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٨- أخرجه البخاري: (35)، ومسلم: (1815)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ صيام رمضان إلى رمضان تكفير لصغائر الذنوب والسيئات بشرط اجتناب الكبائر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(٩- أخرجه مسلم:(233)، وأحمد: 2/400 ، 414 ، 484، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
وفضلاً عن ذلك، فإنّ من أبرز الأحداث النافعة الأخرى الحاصلة في رمضان: غزوة بدر الكبرى التي فرّق الله فيها الحقّ من الباطل فانتصر فيها الإسلام وأهله وانهزم الشرك وأهله وكان هذا في السنة الثانية للهجرة، كما حصل فيه فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وقضي على الشرك والوثنية بفضل الله تعالى، فصارت مكة دار الإسلام بعد أن كانت معقل الشرك والمشركين وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان من سنة 584ﻫ في معركة حطين واندحر الصليبيون فيها، واستعاد المسلمون بيت المقدس وانتصروا -أيضا- على جيوش التتار في عين جالوت حيث دارت وقائع هذه المعركة الحاسمة في شهر رمضان في سنة 658ﻫ. هذا مجمل ميزة شهر رمضان وفضائله العديدة وبركاته الكثيرة، والحمد لله ربِّ العالمين.
يتبع ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إسلام الجزائري

إسلام الجزائري

عدد الرسائل :
62

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالجمعة 21 أغسطس 2009 - 19:06

جزاكم الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المرابطة

المرابطة

عدد الرسائل :
34

تاريخ التسجيل :
04/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس الجزء الثاني   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالإثنين 24 أغسطس 2009 - 0:36

فضائل الصيام
أمّا فضائل الصيام فمتعدّدة منها:
تضاعف فيه الحسنات مضاعفة لا تنحصر بعدد، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لما رواه الشيخان من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ يقُولَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»(١٠- أخرجه ابن ماجه: (1638)،
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1335)، وفي صحيح الترغيب: (968)) فيتجلى من هذا الحديث أنّ الله اختصّ الصّيام لنفسه عن بقية الأعمال، وخصّه بمضاعفة الحسنات -كما تقدّم- وأنّ الإخلاص في الصيام أعمق فيه عن غيره من الأعمال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى»، كما أنّ الله سبحانه وتعالى يتولى جزاء الصائم الذي يحصل له الفرح في الدنيا والآخرة، وهو فرح محمود لوقوعه على طاعة الله تعالى كما أشارت إليه الآية: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ﴾[يونس:58]، كما يستفاد منه أنّ ما ينشأ عن طاعة الله من آثارٍ فهي محبوبة عند الله تعالى على نحو ما يحصل للصائم من تغيّر رائحة فمه بسبب الصيام.
ومن فضائل الصيام:
أنّه يشفع للعبد يوم القيامة ويستره من الآثام والشهوات الضارّة، ويقيه من النّار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِى فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ»(١١- أخرجه أحمد: (6785)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3776). وفي صحيح الترغيب:(1429)). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»(١٢- أخرجه أحمد: (9463)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3774)، وفي صحيح الترغيب:(980)).
من فضائله:
أنّ دعاء الصائم مستجاب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً»(١٣- أخرجه أحمد: (7658)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2165))، وقد جاء في أثناء ذكر آيات الصيام ترغيب الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾[البقرة:186].
ومن فضائل الصيام:
أنّه موجب لإبعاد النار على الصائم يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»(١٤- أخرجه مسلم: (2767)، والنسائي:(2260)، والدارمي: (2454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
كما أنّ من فضائله:
اختصاص الصائمين بباب من أبواب الجنة يدخلون منه دون غيرهم إكرامًا لهم وجزاء على صيامهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»(١٥- أخرجه البخاري: (1896)، ومسلم: (2766)، والنسائي: (2248)، وابن ماجه: (1709)، من حديث أبي حازم بن سهل رضي الله عنه) وفي ذكر بعض هذه الخصائص والفضائل ما يؤذن على الكل.


فوائد الصيام
أمّا فوائد الصوم فعظيمة الآثار في تطهير النفوس وتهذيب الأخلاق وتصحيح الأبدان، فمنها ما يعوِّد نفسه على الصبر والتحمّل على ترك مألوفه، ومفارقة شهواته عن طواعية واختيار، بحيث يكبح جماح شهوته ويغلب نفسه الأمارة بالسوء فيحبسها عن الشهوات لتسعد لطلب ما فيه غاية سعادتها وقبول ما تزكو به ممّا فيه حياتها الأبدية، فيضيق مجاري الشيطان بتضييق مجاري الطعام والشراب، ويُذكّر نفسه بما عليه أحوال الجائعين من المساكين، فيترك المحبوبات من المفطرات لمحبة ربِّ العالمين، وهذا السّرّ بين العبد ومعبوده هو حقيقة الصيام ومقصوده، ومنها أنّه يُرقّق القلب ويلينه لذكر الله فيسهل له طريق الطاعات،
ومن فوائد الصيام: أنّه موجب لتقوى الله في القلوب وإضعاف الجوارح عن الشهوات قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، في معرض إيجاب الصيام لأنّه سبب للتّقوى لتضييق مجاري الشهوات وإماتتها، إذ كلّما قلَّ الأكل ضعفت الشهوة، وكلّما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي، ومن فوائده الطبّيّة صحّة البدن لأنّه يحمي من اختلاط الأطعمة المسبّبة للأمراض ويحفظ -بإذن الله- الأعضاء الظاهرة والباطنة كما قرّره الأطبّاء.


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالإثنين 24 أغسطس 2009 - 0:59

السلام عليكم

حفظك الله للنفع والإفادة

اللهم اجعلنا من الثابتين على الحق والسائرين على هداه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالإثنين 24 أغسطس 2009 - 1:01

بارك الله فيكم و جزى الشيخ فركوس خير الجزاء.

لقد تم دمج الجزء الأول و الجزء الثاني من هذا الموضوع القيم.

في المتابعة من أجل التتمة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المرابطة

المرابطة

عدد الرسائل :
34

تاريخ التسجيل :
04/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس الجزء الثالث والاخير   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 1:28

آداب الصيام

لصيام آداب ينبغي التخلّق بها ليحصل التوافق مع أوامر الشّرع ويرتّب عليه مقصوده منه، تهذيباً للنّفس وتزكيتها، فيجتهد الصائم في أدائها كاملة، والمحافظة عليها تامّة، إذ كمال صيامه موقوف عليها وسعادته منوطة بها، فمن هذه الآداب الشرعية التي يراعيها في صيامه:

أولاً: استقبال شهر رمضان بالفرح والغبطة والسرور، لأنّه من فضل الله ورحمته على الناس بالإسلام، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:85]، ويحمد الله على بلوغه، ويسأل الله تعالى إعانته على صيامه، وتقديم الأعمال الصالحة فيه، كما يستحبّ له الدعاء عند رؤية أي هلال من السَّنَةِ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللهُ أَكْبَر، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَترْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ»(١٦) على أن لا يستقبل الهلال عند الدعاء ولا يرفع رأسه إليه ولا ينتصب له وإنّما يستقبل بالدعاء ما يستقبل به الصلاة.

ثانيا: ومن الآداب المهمة أن لا يصوم قبل ثبوت بداية الشهر على أنّه من رمضان ولا يصوم بعد نهايته على أنّه منه، فالواجب أن يصومه في وقته المحدّد شرعاً فلا يتقدّم عليه ولا يتأخّر عنه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»(١٧)، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»(١٨).

ثالثا: المداومة على السّحور لبركته واستحباب تأخيره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِِ بَرَكَةً»(١٩)، وقد ورد في فضله وبركته -أيضا- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «البَرَكَةُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»(٢٠) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِين»(٢١)، وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممَّا يميّز أهل الإسلام عن أهل الكتاب فقال: السَّحَرِ«فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ»(٢٢). والأفضل أن يتسحّر الصائم بالتمر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ سَحُورِ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»(٢٣)، فإن لم يتيسّر له التمر تحقّق سحوره ولو بجرعة من ماء لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٢٤).

ويبدأ وقت السّحور قبيل الفجر وينتهي بتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وإذا سمع النداء والإناء في يده، أو كان يأكل، فله أن يقضي حاجته منهما ويستكمل شرابه وطعامه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ فِي يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»(٢٥)،
ففي رخصة الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، وإلزام التعبد بتوقيت الإمساكية الموضوعة بدعوى خشية أن يدرك الناس أذان الفجر وهم على سحورهم لا أصل له في أحكام الشريعة وآدابها.
هذا.
ويستحبّ تأخير السحور لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا بِتَعَجيِلِ فِطْرِنَا وَتَأْخِيرِ َسُحُورِنَا وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ»(٢٦).وكان من فعله صلى الله عليه وآله وسلم تأخير قدر خمسين آية متوسطة، فقد روى أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحور؟ قَالَ: قَدْرَ خَمْسِينَ آيَةً»(٢٧)،
وكان دأب الصحابة رضي الله عنهم تأخير السحور، فعن عمرو بن ميمون الأودي قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَ النَّاس إفْطَارًا وَأَبْطأَهُمْ سحورًا»(٢٨).
رابعًا: المحافظة على تعجيل الفطر لإدامة النّاس على الخير لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»(٢٩) وقوله عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ»(٣٠)وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(٣١)، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، -من جهة الشرق- وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»(٣٢).-

آداب الفطـر:
هذا، وتقترن بالفطر جملة من الآداب الشرعية يستحبّ للصائم الالتزام بها اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي:

١- تقديم الفطر على الصلاة لقول أنس بن مالك رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَطُّ صَلَّى صَلاَة َالمَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٣٣).

٢- فطره على رُطَبات فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى الماء لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»(٣٤).

٣ دعاء الصائم عند الفطر بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يقول -عند فطره-: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ -إِنْ شَاءَ اللهُ-»(٣٥).[color=red]
خامسا:[/
col استحباب المحافظة على السواك مطلقاً سواء كان المكلَّف صائماً أو مفطراً أو يستعمله رطبًا أو يابسًا أو كان في أوّل النهار أو في آخره للحضّ عليه عند كلّ صلاة، وعند كلّ وضوء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ»(٣٦) وفي رواية: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(٣٧). ولم يخصّ الصائم من غيره، قال ابن عمر رضي الله عنه: «يُسْتَاكُ أَوَّل النَّهَارِ وَآخِرهُ»(٣٨)، وضمن هذا الحكم يقول ابن تيمية -رحمه الله- :" ...وأمّا السواك فجائز بلا نزاع، لكن اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورين، وهما روايتان عن أحمد، ولم يقم على كراهيته دليل شرعي يصلح أن يخصّص عمومات نصوص السواك "(٣٩).

سادسًا: الاجتهاد في فعل الخيرات وتكثيف العبادات، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان يكثر من أنواع العبادات وأفعال الخير وأضرب البرِّ والإحسان ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ -أي النَّبِىُّ صلى الله عليه وآلِهِ وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْر، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَم- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»(٤٠).

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من قراءة القرآن فيه، ويطيل قيام رمضان أكثر ممّا يطيله في غيره، ويجود بالصدقات والعطايا وسائر أنواع الإحسان، ويجتهد في العشر الأواخر -اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذكرًا- ما لا يجتهد في غيره ففي الحديث: وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ«إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، »(٤١).
ومن العبادات التي ندب إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم العمرة في رمضان فلها ثواب عظيم يساوي ثواب حجّة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً»(٤٢)،
ويُضاعف أجر الصلاة في مسجدي مكّة والمدينة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ»(٤٣)
فضلاً عن تكفير الذنوب والسيئات بتعاقب العمرات على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(٤٤).
سابعًا: اجتناب كلّ ما لا يحقّق الغاية من الصيام، وذلك بأنّ يحترز الصائم عن كلّ ما نهى الشرع عنه من سيّء الأقوال وقبيح الأفعال المحرمة والمكروهة في كلّ الأوقات وبالأخصّ في شهر رمضان التي يعظم قبحها في حقّ الصائم، لذلك وجب عليه أن يكفّ لسانه عمّا لا خير فيه من الكلام: كالكذب، والغيبة، والنميمة، والشتم، والخصام، وتضييع وقته بإنشاد الأشعار، ورواية الأسمار، والمضحكات، والمدح والذم بغير حقّ، كما يجب عليه أن يكفّ سمعه عن الإصغاء إليها والاستماع إلى كلّ قبيح ومذموم شرعًا، ويعمل جاهدًا على كفِّ نفسه وبدنه عن سائر الشهوات والمحرمات: كغضّ البصر ومنعه من الاتّساع في النّظر وإرساله إلى كلّ ما يذمّ ويكره، وتجنيب بقية جوارحه من الوقوع في الآثام، فلا يمدّ يده إلى باطل ولا يمشي برجله إلى باطل، ولا يأكل إلاّ الطيّبات من غير إسراف ولا استكثار ليكسر نفسه عن الهوى، ويقويها على التحفّظ من الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كلّه يبقى قلبه -بعد الإفطار وفي آخر كلّ عبادة- دائرًا بين الرجاء في قبول صيامه ليكون من المقربين، وبين الخوف من ردِّه عليه فيكون من الممقوتين.

هذا، وقد جاءت في هذه المعاني نصوص شرعية ترهب الصائم عن آفات اللسان والجوارح منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»(٤٥).وليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمّارة للنّفس المطمئنة لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ»(٤٦)،
فالصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الطعام، وجوارحه عن الآثام، ولسانه من الفحش ورديء الكلام، وسمعه عن الهذيان، وفرجه عن الرفث وبصره عن النّظر إلى الحرام، فإن تكلّم لم ينطق بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعًا وعمله صالحًا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِى، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ»(٤٧) وفي حديث آخر مرفوعاً: «لاَ تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِماً فَاجْلِسْ»(٤٨).هذا، وقد لا يحصل الصائم على ثواب صومه مع تحمله التّعب بالجوع والعطش، لأنّه لم يؤدِّ صومه على الوجه المطلوب بترك المنهيات، إذ ثواب الصوم ينقص بالمعاصي ولا يبطل إلاّ بمفسداته، وفي الأحاديث المتقدمة ترغيب الصائم في العفو عن زلات المخطئين والإعراض عن إساءة المسيئين.
ثامنًا: الإعداد في إفطار الصائمين، التماسًا للأجر والثواب المماثل لأجورهم، وقد صحّ في فضل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»(٤٩).
اسعًا: المحافظة على صلاة القيام وأدائها مع الجماعة، فينبغي الحرص عليها وعدم التخلف عنها أو تركها لأنّه يفوته خير كثير، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرغّب أصحابه في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ويقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥٠). وخاصة وأنّ في العشر الأواخر للشهر ليلة هي خير من ألف شهر، جعل الله فيها الثواب العظيم لمن قامها وغفران ما تقدّم من المعاصي والذنوب، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥١). وقد جاء في فضل إقامتها جماعة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مع الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(٥٢)، لذلك يحرص الصائم على المحافظة على قيام رمضان جماعة لئلا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم، والأجر العميم.

هذا، وختامًا فعلى المسلم الاهتمام بدينه، والعناية بما يصححه على الوجه المشروع لتترتب فوائده عليه لاسيما أركان الإسلام ومبانيه العظام ومنها:

عبادة الصيام التي تتكرّر في حياة المسلم مرّة واحدة كلّ عام، فعلى المسلم الذي وفقه الله لصيام شهر رمضان وقيام لياليه على وجه الإخلاص والمتابعة أن يختمه بكثرة الاستغفار والانكسار بين يدي الله تعالى، والاستغفار ختام كلّ الأعمال والعبادات، فلا يغترّ المؤمن بنفسه ويعجب بعمله ويزكيه، بل الواجب أن يعترف بقلّة عمله في حقّ الله تعالى وتقصيره فيه، ودورانه بين القبول والرّد، فلذلك كان السلف يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثمّ يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من ردّه وهؤلاء وصفهم الله تعالى بأنهم: ﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾[المؤمنون: 60] أي: خائفة لا يأمنون مكر الله، فكانوا -مع الخوف من عدم القبول- يكثرون من الاستغفار والتوبة مع اهتمامهم بقبول العمل أشدّ اهتمامًا منهم بالعمل، لأنّ القبول عنوان التقوى قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾[المائدة: 27]

وإذا كان المنافق يفرح بفراق شهر رمضان لينطلق إلى الشهوات والمعاصي التي كان محبوسًا عنها طيلة الشهر، فإنّ المؤمن إنّما يفرح بانتهاء الشهر بعد إتمام العمل وإكماله رجاء تحقيق أجوره وفضائله ويستتبعه بالاستغفار والتكبير والعبادة. وقد أمر الله عزّ وجل بالاستغفار الذي هو شعار الأنبياء عليهم السلام مقرونًا بالتوحيد، والعبد بحاجة إليهما ليكون عمله على التوحيد قائمًا، ويصلح بالاستغفار تزكية عمله وإعجابه به وما يعتريه من نقص أو خلل أو خطأ، وفي هذا السياق من اقتران الأمر بالتوحيد والاستغفار يقول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾[محمد:19] وقال في شأن يونس عليه السلام:﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء: 87].

نسأل الله تعالى أن يرزقنا خيرات هذا الشهر وبركاته، ويرزقنا من فضائله وأجوره، ولا يحرمنا من العمل الصالح فيه وفي غيره، كما نسأله سبحانه التوفيق والسداد والقبول والعفو عن التقصير، والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليما
انتهي
وبارك الله في شيخنا فركوس ابي عبد المعز حفظه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 1:41

بارك الله فيكم و أثابكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إسلام الجزائري

إسلام الجزائري

عدد الرسائل :
62

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 16:34

جزاكم الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو همام عبد الحميد

أبو همام عبد الحميد

عدد الرسائل :
261

تاريخ التسجيل :
14/05/2009


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالسبت 29 أغسطس 2009 - 12:07

جزاك الله خيرا كثيرا....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس   ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس I_icon_minitimeالخميس 15 يوليو 2010 - 17:00

جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدبه للشيخ ابي عبد المعز فركوس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» كتاب: ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدابه
» ميزة شهر رمضان و فضائل الصيام وفوائده وآدابه
» نصيحة إلى مغرور للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس
»  رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "
» محاضرتين مرئيتين بعنوان " رمضان و القرآن "و"الصيام والجود " للشيخ عمر حمرون - حفظه الله -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: الخـــيمة الرّمضانية-