الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

  رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الجزائر

محب الجزائر

عدد الرسائل :
428

تاريخ التسجيل :
05/06/2009


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالخميس 12 أغسطس 2010 - 13:26

الحمد
لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين،
وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أما بعد:

فشهرُ
رمضانَ موسمُ خيرٍ وبركةٍ، تُرْجَى فيه التّوبةُ والمغفرةُ، وتُزَكَّى فيه
النّفسُ بطاعةِ اللهِ فيما أمر، والانتهاءِ عمّا نهى وزجر، وتُدَرَّب على
كمالِ العبوديّةِ للهِ تعالى، فالصّيامُ يحفظ للصّائمِ صحّةَ بدنِه،
ويُشْعِره بنعمةِ اللهِ عليه، فيُقْبِل على رمضانَ بالصّيامِ، ويجتهد في
حُسْنِ عبادتِه استجابةً لنداءِ المنادي:
«يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»
(١-
أخرجه التّرمذيّ في «الصّوم» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (682)، وابن
ماجه في «الصّيام» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1642)، من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (759).)
،
فيطوِّع نفْسَه الأمّارةَ بالسّوءِ بكسرِ شهواتِها والتّحرُّرِ مِنْ
مألوفِها حتّى تصيرَ مطمئنّةً، فيَتدرّج بها في منازلِ الطّاعةِ ويرتقي
بها إلى مصافِّ أهلِ التّقوى والدّينِ. قال ابنُ القيّمِ –رحمه الله-:
«فالصّومُ يحفظ على القلبِ والجوارحِ صحّتَها، ويُعيد إليها ما استلبتْه
منها أيدي الشّهواتِ، فهو مِنْ أكبرِ العونِ على التّقوى كما قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
[البقرة: 183]، وقال النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّم: «الصِّيامُ جُنَّةٌ»
(٢- أخرجه البخاريّ في «الصّوم» باب فضل الصّوم (1/ 454)، ومسلم في «الصّيام» (1/ 511) رقم (1151)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)،
وأمَرَ مَنِ اشتدَّتْ عليه شهوةُ النّكاحِ ولا قُدرةَ له عليه بالصِّيامِ،
وجعله وِجَاءَ هذه الشّهوةِ. والمقصودُ: أنّ مصالِحَ الصّومِ لَمَّا كانت
مشهودةً بالعقولِ السّليمةِ والفِطَرِ المستقيمةِ شَرَعَه اللهُ لعبادِه
رحمةً بهم، وإحسانًا إليهم، وحِمْيةً لهم وجُنَّةً»
(٣- «زاد المعاد» لابن القيّم: (2/29).).
هذا،
والنّومُ معدودٌ مِنَ السّننِ الفطريّةِ التي يحتاج إليها البدنُ للرّاحةِ
والتّقوِّي على الأعمالِ الدّينيّةِ والطّاعاتِ، وعلى الأعمالِ
الدّنيويّةِ مِنَ التّكسُّبِ والاحترافِ والاسترزاقِ، لأنّ للبدنِ حقَّه
مِنْ ملاذِّ الحياةِ والرّاحةِ، فله أنْ يأخذَ حقَّه مِنَ النّومِ
باللّيلِ ويَقِيلَ بالنّهارِ، لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم:
«قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لاَ تَقِيلُ»
(٤-
أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 195)، والطّبرانيّ في «الأوسط» (1/
13)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»
(1647).)
،
غيْرَ أنّ الإسرافَ في النّومِ وسائرِ المباحاتِ والإكثارَ منها مَضَرّةٌ
للنّفسِ والبدنِ، والعلماءُ وإنْ أجمعوا على أنّ الصّائمَ إذا استيقظ في
النّهارِ ولو لحظةً واحدةً وكان قد نوى الصّيامَ مِنَ اللّيلِ فإنّ صيامَه
صحيحٌ، فإنِ استغرقَ جميعَ النّهارِ بالنّومِ فالجمهورُ على أنّ صيامَه
صحيحٌ، لأنّ النّومَ لا يُنافي الصّيامَ
(٥- انظر: «المجموع» للنّوويّ (6/346)، «المغني» لابن قدامة (3/98).)،
إلاّ أنّ ترجيحَ مذهبِ الجمهورِ مِنْ حيثُ الحكمُ لا يعني جوازَ الإسرافِ
في النّومِ تجاوُزًا لمقدارِ حاجةِ البدنِ إليه، لِمَا في الإكثارِ مِنَ
النّومِ مِنْ تفويتٍ عريضٍ لمطالبِ الدّينِ والحياةِ، وتعويدِ النّفسِ على
الخمولِ والكسلِ والرّكونِ إلى الرّاحةِ، الأمرُ الذي يُفْضي إلى استثقالِ
العباداتِ، وصعوبةِ أداءِ الطّاعاتِ، والتّخلِّي عنِ المستحبّاتِ،
والقصورِ في المهمّاتِ ومصالِحِ الحياةِ.

كما
أنّ أخْذَ النّفْسِ بالمشقّةِ وحرمانَها مِنَ النّومِ زهادةً وعبادةً
يُعَدّ -مِنْ جهةٍ أخرى- خروجًا عنِ السّنّةِ المطهَّرةِ والفطرةِ
السّليمةِ، فقدْ كان مِنْ هديِ النّبيِّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم أنّه
ينام ويصلِّي ويصومُ ويُفْطِر، فقدْ ثبت مِنْ حديثِ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي
اللهُ عنه أنّه قال: «جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا
كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي
أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ
وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ
أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:
«أَنْتُمْ
الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟! أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ
للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي
وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي
فَلَيْسَ مِنِّي»
(٦- أخرجه البخاريّ في «النّكاح» باب التّرغيب في النّكاح (3/3)، ومسلم في «النّكاح» (1/ 631) رقم (1401).).

والسّببُ الرّئيسُ في استغراقِ ساعاتِ نهارِ رمضانَ في النّومِ يرجع إلى
استهلاكِ لياليه بالسّهَرِ والسّمَرِ، وقد يُسْتَتْبَع ذلك باللّهوِ
والباطلِ ممّا للإنسانِ فيه ميولٌ وشهوةٌ، أو التّشاغُلِ بما لا يُرضي
اللهَ تعالى مِنْ آفاتِ اللّسانِ والجوارحِ والخوضِ مع الخائضين، وغيرِها
ممّا فيه مَضَرَّةٌ مجرَّدةٌ عَنِ المنافعِ.

ولا يُساوِرُني شكٌّ في
أنّ المبادَرةَ إلى النّومِ بتزويدِ الجسدِ بما يستحقّه منه أفضلُ مِنَ
التّشاغُلِ بالسّهَرِ والسّمَرِ والحديثِ فيما لا طائلَ تحْتَه، إلاّ إذا
كان السّمَرُ لِمُصَلٍّ أو مسافرٍ أو لإصلاحِ ذاتِ البينِ أو لأمرٍ مِنْ
أمورِ المسلمين
(٧-
«وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ
مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَمْرِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ» [أخرجه
التّرمذيّ (169)، انظر: «فتح الباري» لابن حجر (1/213)، و«الصّحيحة»
للألبانيّ (6/ 284)].)
، لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «لاَ سَمَرَ إِلاَّ لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ»(٨- أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 444)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (5/ 561).)،
«فالسّمَرُ في العلمِ يُلْحَقُ بالسّمَرِ في صلاةِ النّافلةِ، وقدْ سَمَرَ
عُمَرُ مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مُذَاكَرَةِ الْفِقْهِ، فَقَالَ أَبُو
مُوسَى: الصَّلاَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا فِي صَلاَةٍ»
(٩- «فتح الباري»: (1/213).).
كما
يُلاحَظ –مِنْ زاويةٍ أخرى- أنّ استهلاكَ اللّيلِ بالسّهَرِ يُسْكِبُ
السّاهرَ فتورًا يدفعه إلى النّومِ طِوَالَ ساعاتِ النّهارِ، الأمرُ الذي
يخالف فيه السّنّةَ المطهَّرةَ –كما تقدّم- وتضيعُ منه مصالِحُ جمّةٌ،
ويجانبُ الفطرةَ البشريّةَ، فقدْ جعل اللهُ اللّيلَ سكنًا والنّومَ يغشى
النّاسَ لِتَسْكُنَ حركاتُهم الضّارّةُ وتحصلَ راحتُهم النّافعةُ، وجعل
النّهارَ للانتشارِ وطلبِ المعاشِ، قال تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النّبأ: 9-11]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ [الفرقان: 47]، وقال تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ [غافر: 61].

لذلك كان جديرًا
بالصّائمِ بعد أنْ يسّر اللهُ له حظَّه مِنْ قيامِ اللّيلِ أن يتركَ
السّهَرَ والسّمَرَ ويُبادِرَ إلى النّومِ التماسًا للسُّحورِ فإنّ فيه
بركةً
(١٠- وفي الحديث: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أخرجه البخاريّ (1923) ومسلم (1095) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.)،
ولشهودِ الخيراتِ، ومِنْ أعظمِها قدْرًا عند اللهِ الصّلواتُ في أوقاتِها
ومع الجماعةِ ، فقد سُئِلَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «أَيُّ
الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟»، قَالَ:
«الصَّلاَةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»
(١١-
أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في المحافظة على وقت الصّلوات (426)، من
حديث أمّ فروة رضي الله عنها. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (1093).)
،
وتضييعُ الصّلواتِ عنْ وقتِها خطرٌ عظيمٌ ينبغي الحذرُ منه ومِنْ تفويتِها
بنومٍ أو بغيرِه مِنَ المنافعِ المباحةِ، بلْهَ إذا كان التّشاغُلُ عنها
بشيءٍ مِنَ الذّنوبِ والمعاصي، فإنّ الجريمةَ أكْبَرُ وأعْظَمُ، وقد رتّب
اللهُ تعالى الوعيدَ الشّديدَ على إضاعةِ الصّلواتِ والغفلةِ عنها، فقال
تعالى:
﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ
غَيًّا﴾
[مريم: 59]، وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾
[الماعون: 4-5]، ولم يرخِّصْ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم
للضّريرِ في أنْ يصلِّيَ في بيتِه فقال له:
«لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً»
(١٢-
أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في التّشديد في ترك الجماعة (552)، من
حديث ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه. وصحّحه النّوويّ في «المجموع» (4/ 191)،
والألبانيّ في «صحيح أبي داود» (3/ 71).)
، وغيرُه ممّنْ لا عُذْرَ له مِنْ بابٍ أَوْلى.

وإذا كانتِ الصّلاةُ أهَمَّ ركنٍ بعد التّوحيدِ، فهي عمادُ الدّينِ الذي
يقوم عليه، فلا يُعْقَلُ صومٌ بلا صلاةٍ ولا صلاةٌ بلا صومٍ؛ لأنّ
الواجباتِ المفروضةَ تمثِّل وحدةً متماسِكةً لا تقبل التّجزِئةَ، فهي
كالبنيانِ المرصوصِ يشدّ بعضُه بعضًا، لذلك يَبْعُدُ أنْ يكونَ صومُ
المفرِّطِ في الصّلاةِ بالتّضييعِ والتّركِ امتثالاً لأمرِ اللهِ، بل
صيامُه أقربُ إلى تقليدِ النّاسِ أو متابعةٍ لأهلِه أو محاكاةٍ لأهلِ
بلدِه، لأنّ الممتثِلَ خائفٌ مِنَ الوعيدِ، وراجٍ لرحمةِ اللهِ تعالى،
يصومه إيمانًا بأنّ اللهَ تعالى فَرَضَه عليه، واحتسابًا لِمَا عند اللهِ
مِنْ ثوابٍ وأجرٍ، وعلى الحريصِ على ما ينفعه أنْ يتّخِذَ الأسبابَ التي
تُوقِظُه للصّلاةِ، ومنها المبادرةُ إلى النّومِ وتركُ الإسرافِ فيه
واتّخاذُ منبِّهٍ يحسّسه بأمرِ الصّلاةِ.


ومِنَ الخيراتِ التي ينبغي أنْ يُسارِعَ إليها الصّائمُ في كلِّ وقتٍ
-وخاصّةً في رمضانَ- مع اجتنابِ النّومِ الكثيرِ كي لا يكون عائقًا عنْ
نيلِ حظِّه بالقيامِ بها مِنْ حصولِ المغفرةِ والعتقِ مِنَ النّارِ:


الإكثارُ مِنْ ذكرِ اللهِ والاستغفارُ والدّعاءُ وتلاوةُ القرآنِ
بالاجتهادِ في ذكرِه وشكرِه وحُسْنِ عبادتِه، فقدْ قال صلّى اللهُ عليه
وآلِه وسلّم:
«مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ»
(١٣-
أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 239) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. وحسّنه
العراقيّ في «تخريج الإحياء» (1/ 237)، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع»
(5644).)
، وقد أمر اللهُ تعالى عبادَه بدعائِه فقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وأخبرهم أنّه قريبٌ يُجيب دعاءَهم فقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾
[البقرة: 186]، ومِنْ مقتضَيَاتِ استجابةِ الدّعاءِ الاستقامةُ على
الدّينِ، والعزمُ في المسألةِ، واختيارُ الأوقاتِ المناسِبَةِ المقتضِيَةِ
لاستجابةِ الدّعاءِ، واليقينُ بالإجابةِ، والإلحاحُ على اللهِ تعالى
بأسمائِه الحسنى وصفاتِه العُلَى، وأن يجتنبَ موانعَ الاستجابةِ مِنْ تركِ
الواجباتِ وفعلِ المحرَّماتِ والمعاصي، وأكلِ المالِ الحرامِ، والاعتداءِ
في الدّعاءِ، ونحوِ ذلك، كما يحرِصُ الصّائمُ في رمضانَ على الجودِ وفعلِ
الخيراتِ وبذلِ المعروفِ والإحسانِ وإطعامِ الطّعامِ، فقدْ
«كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ
بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ»
(١٤-
أخرجه البخاريّ في «الصّيام» (1/ 455) باب أجود ما كان النّبيّ صلّى الله
عليه وسلّم يكون في رمضان، ومسلم في «الفضائل» (2/ 1092) رقم (2308)، من
حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.)
،
وعليه أنْ يَغْتَنِمَ الأوقاتَ الفاضلةَ في الذّكرِ والطّاعةِ والجودِ ولا
يضيِّعَها بالنّومِ الكثيرِ المفوِّتِ لِمصالِحِ الدّينِ والحياةِ.


نسأل اللهَ أن يُصْلِحَ أحوالَنا ويُعْلِيَ همَّتَنا في الخيرِ
ويفقِّهَنَا فِي الدّينِ ويثبِّتَنا على الحقِّ ويُعينَنا على طاعتِه
وحُسْنِ عبادتِه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم
تسليما.

حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالسبت 14 أغسطس 2010 - 11:20

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالأحد 15 أغسطس 2010 - 11:38

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2011 - 14:23

حفظ الله الشيخ فركوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
أم أويس الجزائرية

avatar

عدد الرسائل :
29

العمر :
35

تاريخ التسجيل :
30/06/2011


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2011 - 23:01

جزاك الله خيرا وحفظ الله شيخنا فركوس وزاده الله علما وفضلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*أمير الخير*

*أمير الخير*

عدد الرسائل :
43

العمر :
37

تاريخ التسجيل :
11/07/2011


 رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "     رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "  I_icon_minitimeالخميس 21 يوليو 2011 - 16:03

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل" للشيخ محمد علي فركوس "

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد للشيخ ابي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
» بشرى:غدا ستناقش رسالة الدكتوراه للشيخ محمد حاج عيسى بإشراف الشيخ محمد علي فركوس
» دروس في فقه الصيام للشيخ محمد على فركوس
» نصيحة إلى مغرور للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس
» تربية الأولاد و أسس تأهيلهم للشيخ محمد علي فركوس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: الخـــيمة الرّمضانية-