السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم*·~-.¸¸,.-~*آية وتفسير*·~-.¸¸,.-~* 3- آداب استئذان دخول البيوت ...
هَذِهِ آدَاب شَرْعِيَّة أَدَّبَ اللَّه بِهَا عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ فِي اِسْتِئْذَان أَمْرهمْ أَنْ لَا
يَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتهمْ حَتَّى يَسْتَأْنِسُوا أَيْ يَسْتَأْذِنُوا قَبْل الدُّخُول وَيُسَلِّمُوا بَعْده وَيَنْبَغِي أَنْ
يَسْتَأْذِن ثَلَاث مَرَّات فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا اِنْصَرَفَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّ أَبَا مُوسَى حِين اِسْتَأْذَنَ عَلَى
عُمَر ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَن لَهُ اِنْصَرَفَ ثُمَّ قَالَ عُمَر : أَلَمْ أَسْمَع صَوْت عَبْد اللَّه بْن قَيْس يَسْتَأْذِن ؟
اِئْذَنُوا لَهُ فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ قَدْ ذَهَبَ فَلَمَّا جَاءَ بَعْد ذَلِكَ قَالَ : مَا أَرْجَعَك ؟ قَالَ : إِنِّي اِسْتَأْذَنْت
ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَن لِي وَإِنِّي سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : "
إِذَا اِسْتَأْذَنَ أَحَدكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَن لَهُ فَلْيَنْصَرِفْ "
سَبَب نُزُول هَذِهِ الْآيَة
مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَغَيْره عَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت أَنَّ اِمْرَأَة مِنْ الْأَنْصَار قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّه , إِنِّي
أَكُون فِي بَيْتِي عَلَى حَال لَا أُحِبّ أَنْ يَرَانِي عَلَيْهَا أَحَد , لَا وَالِد وَلَا وَلَد فَيَأْتِي الْأَب فَيَدْخُل
عَلَيَّ وَإِنَّهُ لَا يَزَال يَدْخُل عَلَيَّ رَجُل مِنْ أَهْلِي وَأَنَا عَلَى تِلْكَ الْحَال , فَكَيْفَ أَصْنَع ؟ فَنَزَلَتْ الْآيَة .
فَقَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : يَا رَسُول اللَّه , أَفَرَأَيْت الْخَانَات وَالْمَسَاكِن فِي طُرُق الشَّام لَيْسَ
فِيهَا سَاكِن ; فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى : " لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ
تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر مَسْكُونَة " [ النُّور : 29 ] .
.......................
يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَىَ تَسْتَأنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىَ
أهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ (27) فَإِنْ لم تَجِدُوْا فِيْهَا أحَدَاً فَلا
تَدْخُلُوْهَا حَتَّىَ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإنْ قِيْلَ لَكُمْ ارْجِعُوْا فَارْجِعُوْا هُوَ أزْكَىَ لَكُمْ وَاللهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ عَلِيْمْ (28)
]لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَدْخُلُوا بُيُوْتاً غَيْرَ مَسْكُوْنَةٍ فِيْهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللهَ يَعْلَمُ مَا تُبْدُوْنَ وَمَا تَكْتُمُوْنَ (29) [النور]
§¤°~®~°¤§تفسيروبيان§¤°~®~°¤§(
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غيربيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على
أهلها) : خطاب من الله تعالى للمؤمنين، ينهاهم فيه عن دخول بيوت الآخرين دون أن
يستأنسوا ويسلموا على أهلها، وللمفسرين في معنى (
الاستئناس) قولان:
الأول :أنه من الاستئناس الذي هو ضدّ الاستيحاش، و(
تستأنسوا[color=red]:أي تطلبوا الأنس بكم، وهذا يكون بالاستئذان؛ ذلك أن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له
أم لا ؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه، فإذا أُذن له استأنس(13)، فالاستئناس ملازم
للإذن، إذا وُجد الإذن وُجد الاستئناس، ويُفقد إنْ فُقد الإذن.
الثاني: (تستأنسوا) : تستعلموا، أي: تستعلموا من
في البيت وتستبصروا، تقول: آنست إذا علمت عن حسّ وإذا أبصرت، ومنه قوله تعالى: ([color:16f3=red
]فإن آنستم منهم رشداً) [النساء:6]، أي: علمتم(14) .
ويمكن الجمع بين القولين، فيكون (
الاستئناس): إزالة الوحشة من نفس
المستأذن، ويكون ذلك بعد أخذ العلم بإذن أهل البيت له بالدخول.
(
ذلكم خير لكم)، أي: الدخول بالاستئذان خير لكم من دخول البيوت بغتة
بغير إذن أصحابها، والتسليم خير لكم من تحية الجاهلية، والخير للطرفين: للمستأذن ولأهل
البيت. (لعلكم تذكرون)، أي: قلنا لكم، أو أنزلنا عليكم ذلك لكي تتذكروا مواعظ الله،
فتعملوا بها .
(
فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤدن لكم)، أي: فإنْ لم
تجدوا في البيوت أحداً مطلقاً، أو إنْ لم تجدوا فيها أحداً ممن يملك الإذن كالنساء والولدان
فلا تدخلوها، لأنها ليست لكم، فلا يحلّ لكم دخولها إلا بإذن أربابها، وفي دخول البيوت بغير
إذن أصحابها وقوف على الأحوال التي يطويها الناس في العادة عن غيرهم، ويتحفظون من اطلاع أ
حد عليها، وفيه تصرف في ملك الآخرين بغير إذنهم(15).
(
وإنْ قيل لكم ارجعوا فارجعوا)، أي: إنْ أُمرتم من جهة أهل البيت ب
الرجوع فارجعوا، ولا تُلحّوا بتكرير الاستئذان، ولا تقفوا على الأبواب منتظرين، وذلك لأنه كما
يكون الدخول مكروهاً لصاحب الدار، فكذا الوقوف على الباب، فإن ذلك مما يجلب الكراهة في
قلوب الناس، ويقدح في المروءة أي قدح(16).
(
هو أزكى لكم)، أي: "الرجوع أطهر مما لا يخلو عنه اللجّ والعناد،
والوقوف على الأبواب من دنس الدناءة والرذالة "(17).
(
والله بما تعملون عليم) : الله يعلم طاعتكم أو مخالفتكم لما أمركم به و
نهاكم عنه من آداب دخول البيوت، فيحصي عليكم أعمالكم، ويجازيكم عليها .
ثم ذكر تعالى حكم البيوت غير المسكونة، فقال: (
ليس عليكم جناح أن تدخلوا
بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم)،أي: ليس عليكم جناح أيها المؤمنون أن تدخلوا
بيوتاً غير موضوعة لسكنى طائفة مخصوصة دون أن تستأذنوا، إذا كان لكم حاجة ومنفعة في
دخولها، فكل بيت مُعَدّ لمصالح الناس كافّة كالفنادق والحوانيت والحمامات . . . فإن لمن
أراد دخوله أن يدخل بغير استئذان لمتاع له يؤويه إليه.
ثم حذّر تعالى من تجاوز القيود التي أشارت إليها الآية، وهي كون البيوت غير مسكونة، وكون
الداخل محتاجاً إلى دخولها، فقال: (
والله يعلم ما تبدون وما تكتمون)،
فهذا "وعيد لمن يدخل مدخلاً من هذه المداخل لفساد أو اطّلاع على عورات"(18) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا والله اعلم
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: *·~-.¸¸,-~آية وتفسير ... آداب اجتماعية في كتاب الله تعالى .. 
الأحد 14 يونيو 2009 - 19:27
