نصيحة لمن يرغب في الزّواج من فتاة ولا يستطيع.

07/04/2008

نصّ السّؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد:
فاسمي ... 21سنة، وأدرس السّنة الأولى علوم قانونية وإدارية بالمركز الجامعي بـ .............
أنا الآن واقع في حيرة من أمري، وسبب هذا هو إعجابي بفتاة تدرس معي في نفس الجامعة، وصدِّقني سيّدي أنّه أعجبني فيها خلقُها وحجابُها وحشمتُها وجمالُها، باختصار: كلّ المواصفات الّتي أحبّ أن تكون في زوجتي، فأنا أريد أن أحصِّن نفسي.
لكنّ المشكل هو أنّني من عائلة متوسّطة الدّخل، ولا أملك مالا ولا عملا، وبقي لي 3 سنوات على التخرّج.
فماذا أفعل ؟

نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فحبّ الرّجل للمرأة أو حبّ المرأة للرّجل أمرٌ لا يستأذن القلب، ولكنّ الشّريعة قوّمت هذا الشّعور وضبطته حتّى لا يكون بابا للفاحشة واستباحة ما حرّمه الله.
فالله تعالى قد حرّم اتّخاذ الأخدان –وهو أن يكون للرّجل عشيقة وأن يكون للمرأة عشيق-، فقال في حقّ المرأة: { فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ } [النّساء: من الآية 25]، والسّفاح هو الزّنا عيَاذا بالله، وقال في حقّ الرّجال: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [المائدة من الآية 5] فهذا سبيل الشّيطان، وهو أقرب الطّرق وأسهل السّبل للفواحش والعِصيان، قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً } [الإسراء:32]، فالزّنا من الفاحشة الظّاهرة، والعشق من الفاحشة الباطنة، وقد قال تعالى:{ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [الأنعام: من الآية151]، وقال:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: من الآية33]، وقال:{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام:120].
ولا يُعلم مرض يصيب القلوب بعد الشّرك بالله مثل العشق، لذلك ينبغي للمسلم والمسلمة خمسة أمور:
1- كتمُ هذه المشاعر وعدم البوح بها، لأنّها مفسدة من أعظم المفاسد، وتهدم صروح العفّة والطّهارة.
وسلْ نفسك إن بُحت لها بذلك أو انغمست في هذا المرض الفتّاك: أترضاه لأختك ؟ أترضاه لأمّك ؟ أترضاه مستقبلا لابنتك ؟
2- الصّبر ومجاهدة النّفس: قال العلماء:
يؤجر المسلم على الصّبر بمقدار قوّة الدّاعي إلى الفتنة وسهولتها على العبد، فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمران كان الصّبر عنه أشقّ شيء على الصّابر، وإن فقدا معا سهل الصّبر عنه، وإن وجد أحدهما وفقد الآخر سهل الصّبر من وجه وصعب من وجه، ولهذا جاء في " المسند " وغيره عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ ))، والصّبوة: الميل إلى الشّهوة والعشق وغير ذلك. واستحقّ السّبعة المذكورون في الحديث الّذين يظلّهم الله في ظلّ عرشه لكمال صبرهم ومشقّته. [انظر " عدّة الصّابرين " للإمام ابن القيّم رحمه الله فهو نافع جدّا في هذا الباب].
3- الدّعاء والتضرّع لربّ الأرض والسّماء:
وفي ذلك أدعية ثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأل الله فيها أن يكفّه عن الحرام وما أدّى إليه، منها:
- ما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ في دعائه: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ )).
- ما رواه أبو داود والتّرمذي والنّسائي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ: (( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي-يَعْنِي فَرْجَهُ-)). فأنت إذا استعذت بالله من ذلك عصمك الله من مقدّماته أيضا وأخطرها وأفتكها العشق.
4- تذكّر فضل العفّة: فهي من أسباب سعادة المرء، كما قال بعض السّلف: والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذّنب. وقال الغزالي في " إحياء علوم الدّين " (3/55): " ولا معيشة أهنأ من العفّة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت ".
وقال في موضع آخر: " وأمّا خلق العفّة فيصدر منه السّخاء والحياء والصبر والمسامحة والقناعة والورع واللطافة والمساعدة والظرف وقلةّ الطمع ".
وكلّ ذلك لوعد الله تعالى على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه الإمام أحمد عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكَانَ فِيمَا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قَالَ: (( إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ )).
5- الزّواج إن أمكن ذلك، فقد روى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ )).
فإن استطعت أخي الكريم التقدّم للزّواج فنسأل الله أن يبارك لكما وعليكما ويجمع بينكما في خير، وإلاّ فيجب عليك الصّبِر، وألاّ تحدّث نفسك بأن تكون زوجتك لأنّ ذلك يضرّك بما لا يمكنك تصوّره، فإنّما هي عواطف تختلج الصّدر وتسكن القلب، سرعان ما تتلاشى إذا نضج العقل وقوِي الإيمان، واحذر العواطف فإنّها للإيمان عواصف.
والله الموفّق لا ربّ سواه.

28/04/2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على الموضوع الهام وجزاكم الله كل خير

09/07/2008

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

ثم إن الإختلاط و التبرج من أسباب الفتنة, فلو راعى المسلم هاذين النقطتين لتفادين الكثير من الفتن التي تنجم عادة عن الإختلاط و التبرج.

اللهم استر شباب المسلمين.

بارك الله فيك أبا عبد الله على إثارة هذا الموضوع الحساس جدا.

11/12/2008

"" اذا كان الحياء في الرجل جميل فهو في النساء اجمل فهو التاج الذي يحمي عفتها وتعتز به كل امرأة سوية وفقدانه عدم لكيان اخلاق المرأة ومسخ لفطرتها "".

الحب يكون بعد الزواج لا قبله وما كان قبل الزواج فهو اعجاب يزول بزوال المعجب به صورته كمن قطف زهرة جميلة فقبل قطفها اعجب بجمالها وبعد قطفها ان احبها امسكها و اعتنى بها وان كرهها فسيلقيها في الارض وقد يدوسها برجليه ولا يبالي.

وهذا من القضايا الدخيلة على مجتمعنا واسرنا كالحب قبل الزواج واختلاء الخاطب ومخطوبته او العاشق وعشيقته او غيرها من الظواهر الغير شرعية والتي تكاد تغرق مجتمعنا من كثرة تقليد الغرب الاعمى . . . اومثل الخاتم الذي يحفظ عهدا لخاطبين وهناك امورا اخرى كثيرة تدمي وتدمع من له قلب خاشع.

فإذا علمنا كل هذه الاشياء فالحل بسيط وسهل

وبما انك تدرس في الجامعة انصحك بأخوتك الملتزمين فهم خير معين لما انت فيه من هم وقلق.

واسأل الله لك التوفيق والسداد. . . والله الموفق والهادي الى سواء السبيل. . .

***رد اخوكم المحب في الله بشير -الثابت على العهد- ***

23/01/2009

اقتباس :: (( إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ )).

ماشاء الله ..كم هذا جميل ...

بارك الله فيك وأحسن إليك ..ماشاء الله الموضوع رائع والردود كانت كذلك

26/04/2009

بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع .

15/11/2008

جزاكم الله خيرا جميعا

18/03/2009

بارك الله فيك يا اخي
اللهم استرنا حتى الممات

28/04/2009

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

07/04/2008

بارك الله فيكم على مروركم الطيب

» نصيحة لمن يريد الزّواج ولا يستطيع
» ماذا تنصحوننا ؟_ حول مواصفات حفل الزّواج الإسلامي _
» ولمن يرغب عن سنة نبيه أقول
» من يستطيع قراءة هذه الكلمات دون ان تدمع عينيه
» برنامج فريد من نوعه يستطيع تصحيح تلاوتك

نصيحة لمن يرغب في الزّواج من فتاة ولا يستطيع.

نصيحة لمن يرغب في الزّواج من فتاة ولا يستطيع.

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة