الشبهة الرابعة:اتهامهم أهل السنة بأنّهم لا يهتمون بأحوال المسلمين


إن الأهتمام بأحوال المسلمين قد حثت عليه النصوص من الكتاب والسنة
قال تعالى:(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أؤلياء بعض ) التوبة آية71 وقال تعالى:(إنّما المؤمنون إخوة ) الحجرات آية 10

وثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن البشير رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا إشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى واللفظ للبخاري باب: رحمة الناس والبهائم(10\438)
وأخرجا أيضآ من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) مسلم كتاب الأيمان
باب: الدليل على أن من خصال الأيمان أن يحب لأخيه(1\67)
وروى مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) مسلم كتاب البر باب تراحم المؤمنين(4\1999)
وهذا الذي عليه أهل السنة السلفيون تطبيقاً منهم لهذه النصوص وغيرها, فتراهم يسخِرون طاقاتهم
في تعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح من الصحابة
والتابعين وأتباعهم ممن ترسم خطاهم, يعلمونهم العقيدة الصحيحة السالمة من لوثات الشرك
بنوعيه والبدع بأنواعها, يعلمونهم ما يجب اعتقاد في أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به تعالى, يعلمونهم السنة الصحيحة في العبادات والمعاملات والسلوكيات والأخلاق, يحذرونهم من
البدع سواء أكانت قولية اعتقادية أم فعلية عملية, ويحذرونهم من المعاصي كبيرها وصغيرها
أفليس هذا هو عين الأهتمام باحوال المسملين؟
وهذا إن تحقق فسيستتب الأمن والأمان في أرجاء المعمورة مصداقآ لقوله تعالى:"ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )الأعراف الآية96
إن الأهتمام بأحوال المسلمين حقيقة لا يعدُ أهل السنة, أما أهل الأفتراء من أهل البدع فأين
إهتمامهم بالمسلمين؟ وهم إن نعقوا بخطبة او خطبتين من فوق المنابر فما ذ لكم إلا لأغراض
حزبيه أو كما يقال: ذر الرماد في العيون, ليتسنى لهم ابتزاز الأموال من الناس باسم التبرع
للمجاهدين تارة وتارة باسم فقراء الحارة وأخرى باسم كفالة اليتيم ورابعة باسم دعم تحافيظ القرآن الكريم وهكذا, وهذا الكلام وإن كان مرا ولكن كما قيل(الحق قد يكون مرا "فما أكثر ما شوه الإخوان المسلمون جمال الإسلام بباطل القول هذا حتى أصبح
ذلك سمة بارزة على دعاتهم خصوصآ في شهر رمضان وعند النكبات والله المستعان.
وقد جاءت الأحاديث الذامة لعادة التسول فمن تلكم الأحاديث:ما ثبت عند البخاري ومسلم من
حديث ابن عمرـرضي الله عنهماـقال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مايزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم )لفظ البخاري كتاب الزكاة باب من سأل الناس تكثرآ(2\720)

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سن في الاسلام ستة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ )مسلم كتاب الزكاة باب الحث على
الصدقة ولو بشق تمرة(2\705)
أقول: ياليتكم عملتم بهذا الحديث, ولكن يصدق على حالكم معه ماقال القائل: سارت مشرقة وسرت مغربآ.....شتان بين مشرق ومغرب

ولبيان ذلك أقول:

أولآ: إن حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقة لهؤلاء كان لداع ولغرض وانقضى ذلك الأمر ولم يكن
عادة له, بخلاف ما تقومون به من التسول بصورة وباخرى كما تقدم ذكره.
ثانيآ: لم يتضمن حثه صلى الله عليه وسلم على الصدقة مخالفات شرعية كإلصاق الصور التي تحتوي على ذوات
الأرواح, على جدران المساجد بل حتى في داخل بعضها, وفي المحلات العامة والطرقات وما شابه ذلك
وقد جاء النهي عن التصوير بالأضافة إلى الأموال الطائلة التي تصرف فيها إن عاجلآ أو آجلا ستسقط
وتذهب هدرآ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثالثآ: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يبقي شيئآ من أموال الصدقة عنده بل يبادر لإخراجه فقد ثبت عند البخاري
من حديث عقبة قال:صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم العصر فسلم ثم قام مسرعآ فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال (ذكرت شيئآ تبر ـ ذهب لم يصف ولم يضرب ـ عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته ) البخاري
كتاب الأذان باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم(2\337)
بينما أنتم فأين تذهب الأموال التي تؤخذ من الناس؟ وكم تعطى منها للمستحقين؟ وكم من الوقت تقطع المعاملة
لكي تؤخذ؟ وبتزكية من تؤخذ؟وهكذا وغيرها من التساؤلات المبهمة؟ فلهذه الوجوه وغيرها لا يتم لكم الأستدلال
بهذا الحديث على ما تقومون به من التسول.
ثم هم مع هذا يستدلون بحديث لا يثبت ويبنون عليه قصورآ وعلالي وهو((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم كما استدل به عبد المجيد الزنداني في شريطيه((الأنتخابات وإرادة الأمة)
حيث قال:"أين أنت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) انظر السلسة الضعيغة للألباني رحمه الله(1\322ـ323)
إن أمر المسلمين من أهم أمورهم, أهل الشورى اين سسشاورون الحاكم الذين سيقولون له هذا صواب وهذا
خطأ هذا صلاح هذا فساد هذا أهم أمرهم فالأعراض عنه هو بالأهتمام بأمر المسلمين.
قلت: فانظر أخي القارئ إلى هذا, كيف يستدل بالباطل على الباطل منسي أو تناسى أنّ أهم أمور المسلمين العقيدة
والتحذير مما يضادها والدعوة إلى السنة والتحذير من البدع ولكن ماذا عسانا نقول؟ أترك الجوب للقارئ
الكريم, وقد تم بحمد لله مناقشة هذا القول في كتاب (الأدلة الشرعية لكشف تلبيسات الحزبية)ص213ـ214
فليظر
إن الأخوان المسلمين يضيعون أوقاتهم وجهودهم في أشياء تضر أكثرمما تنفع, فتراهم يتتبعون الصحف
والمجلات والجرائد ونشرات الأخبار العربية والأجنبية حتى ما يزيدهم ذلك إلا قساوة في قلوبهم وابتعادا عن
مولاهم فلا يستطيعون أن يميزوا بين الحق والباطل والضار والنافع, كل ذلك اهتماما بأحوال المسلمين زعموا.

بينما أهل السنة السلفيون بحمد لله قد فقهوا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم دينه وشرعه فأخذوا
يصلحون من القاعدة وذلك بنشر العقيدة الصحيحة في ربوع الدنيا حتى انتشر الخير, فهذا هو الشيخ مقبل
الوادعي رحمه الله ـ له قرابة العشرين سنة في اليمن أقام دعوة نقيه تدعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى
الله عليه وسلم, فتوافد إليه الطلبة من الداخل والخارج لينهلوا مما حياه المولى عزوجل من علم وهدى ثم
يعودون إلى أمصارهم مبشرين ومنذرين وداعين إلى الله...أليس هذا من أهم بل أهم الأحوال التي ينبغي
الأهتمام بها الأخوان المسلمين؟!!!
إن أهل السنة لا يألون جهدآ من بذل ما لديهم من نفس ومال ودعاء وعلم لإخوانهم المسلمين, ولكنهم يعلمون
قول الله تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )الرعد آيه11
فيعلمون علم اليقين أن الأمة لن يعود لها مجدها وسؤددها إلا بالرجوع الصادق للكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح على هذه الأمة
قال تعالى:(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنآ يعبدونني لا يشركون بي شيئا )النور آية55
قال الأمام مالك ـرحمه الله ـ:"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها)
وبما تقدم تدحض هذه الشبة ويبطل هذا الأفتراء والحمد لله رب العالمبن.


كتاب ارشاد البرية إلى شرعية الانتساب إلى السلفية ودحض الشبه البدعية