الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع؛ من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة.
قال ابن القيم رحمه الله في (شفاء العليل): "أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء".
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، ومن ذلك ما ورد في سؤال السائل الكريم.
عن اسم (الحنّان):
فقد ورد في بعض الأحاديث أنّ من أسماء الله تعالى (الحنّان) ولكن بالنظر في أسانيدها نجدها كلها ضعيفة معلولة.
منها حديث أبي هريرة المشهور (رغم ضعف إسناده) في تعداد أسماء الله الحسنى؛ فقد رواه الحاكم في مستدركه, وفيه: " لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك .... الحنّان ...".
قال ابن كثير رحمه الله: "والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج".
ووردت روايات كثيرة في اسم الحنّان ولكنها كلها معلولة ضعيفة؛
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: يا سيدى يا سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يا رب يا كريم، وكره أيضاً أن يقول: يا حنان، يا منان . فإنه ليس بمأثور عنه"(مجموع فتاوى 1/224)
ولكن ثبتت صفة الحنان, وهي بمعنى الرحمة في قوله تعالى: (وحنانا من لدنا ) .
قال بكر أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية: " ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنَّان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبد الحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنَان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: (وحنانا من لدنا ) أي رحمة منا.
أما اسم (المنّان):
فهو من أسماء الله الحسنى التي ثبتت في الأحاديث الصحاح؛ منها: ما رواه أحمد وأبو داود وابن حبان عن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان ..." (صححه الألباني في صحيح أبي داود).
أما اسم (الضارّ):
فلم يثبت بدليل صحيح أن الضار من أسماء الله تعالى ، وإنما ورد ذلك في الحديث المشهور الذي فيه تعداد الأسماء الحسنى ، وهو حديث ضعيف, كما تقدّم.
فهو بذلك ليس من أسماء الله تعالى, وإنما هو من باب الإخبار عن الله, بمعنى أنّ الله هو القادر على أن يقدّر الضر ويوصله إلى من شاء من خلقه .
تنبيه:
لما كان الإخبار عن الله تعالى بأنه الضار قد يوهم نقصا، بيّن أهل العلم أنه لا يذكر إلا مقرونا بالإخبار عنه بأنه النافع ، سبحانه وتعالى ، فيقال : الضار النافع, كما قال ابن القيم وغيره.
والله تعالى أعلم.
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: هل هذه الأسماء من أسماء الله الحسنى ؟ 
الخميس 12 أبريل 2012 - 1:27
