حقيقة النصرة

27/03/2011

حقيقة النصرة

بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .

ما أجمل أن يرفع المسلمون شعار إلا رسول الله ، أو عذرا رسول الله ، أو فداك أبي وأمي يا رسول الله ، وكل هذا طيب وجميل ، وذلك لأن رسول الله هو نبي الله وخليله وسيد ولد آدم على الإطلاق ، ومن آذاه فقد آذى الله ومن آذى الله فقد استحق من الله اللعنة والعذاب الأليم .

ولكن قبل أن نرفع مثل هذه الشعارات واللوحات ، ونكتب مثل العبارات ، هل نحن قد جسدنا ذلك في حياتنا والتزمنا بهدي نبينا في عقيدتنا وعبادتنا وأخلاقنا وجميع حياتنا ؟ هذا ما نحتاج إليه بداية قبل أن نرفع مثل هذه الشعارات لأن أثر الفعل أكبر وأقوى من أثر القول .

وإذا أردنا حقا نصرة نبينا والدفاع عنه علينا أن نسلك الخطوات التالية :

1ـ معرفة حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، وتكون بما يلي :

_ الإيمان المفصل بنبوته ورسالته ، ومقتضى ذلك : تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .

قال تعالى : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (الأعراف : 158)

_ وجوب الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح للأمة ، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه ، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه . قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (المائدة : 3) .

_ محبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق قال تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (التوبة : 24) . فقرن الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته عز وجل وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله توعدهم بقوله : { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } .

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) صحيح البخاري برقم (15) ، ومسلم برقم (44)

_ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله ، قال تعالى : { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } (الفتح : 9) وتعظيمه صلى الله عليه وسلم واجب بعد موته كتعظيمه في حياته . قال القاضي عياض : " واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ، وتوقيره وتعظيمه ، لازم كما كان حال حياته ، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، وذكر حديثه وسنته ، وسماع اسمه وسيرته ، ومعاملة آله وعترته ، وتعظيم أهل بيته وصحابته .

_ كثرة الصلاة والسلام عليه ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (الأحزاب : 56) ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا )) رواه مسلم برقم (384)

_ تجنب الغلو فيه والحذر من ذلك فإن في ذلك أعظم الأذية له صلى الله عليه وسلم . قال تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الأمة بقوله : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } الكهف : 110

_ محبة أصحابه وأهل بيته وأزواجه وموالاتهم جميعًا والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم بشيء فإن الله قد أوجب على هذه الأمة موالاة أصحاب نبيه وندب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم وسؤال الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحيم }الحشر/10

2_ محبته صلى الله عليه وسلم وقد تقدم أنها من حقوقه علينا ، وإنما الذي ينبغي أن يُعلم هو أن محبته أمر واجب لا خيار فيه ، والمطلوب هو المحبة الحقيقية الصادقة لا المحبة المزيفة الكاذبة ، وفصل ما بينهما تحقيق المتابعة للمحبوب، وقديماً زعم أقوام محبة الله ورسوله؛ فأنزل الله مطالبتهم بصدق برهانهم في دعوى المحبة بقوله سبحانه: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } آل عمران:31.

فالمحبة الصادقة تقتضي اتباع سنته، ولزوم منهجه، والتأسي به ظاهراً وباطناً، قولاً وفعلاً واعتقاداً، ومنهجاً وسلوكاً وأخلاقاً؛ لقوله سبحانه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب:21

وأما المحبة المزيفة فهي القائمة على الألفاظ دون المعاني، والمظاهر دون الحقائق، والادعاء دون العمل والمتابعة، والذكريات والمناسبات في أيام وليال معلومات.

3_ الإلمام بسيرته العطرة وخصاله الجميلة ومعجزاته الخارقة الدالة على صدق نبوته ورسالته ، وذلك لأنَّ السيرة النبوية هي الصورة المثلى لتطبيق الإسلام في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالت : كان خلقه القرآن ، ولا بد أن ندرك أن حاجتنا للسيرة النبوية في هذا الزمان الذي اشتدت فيه الفتن على هذه الأمة وأثيرت حولها الشبهات والشهوات وواجهت فيه ألواناً من التحديات الكبيرة ،والإساءات السافرة .

ويجب في هذه الحالة العصيبة أن لا ننظر إلى السيرة على أنها قصص تتلى، وفصول تسرد، دون متابعة واقتداء، فلا تحرك مشاعراً وقلوباً، ولا تحدث تحولا ولا التزاما .

4_ حفظ سنته والعمل بها والاجتهاد في نشرها والدعوة إليها بالقول والفعل والذود عنها ، واعلم أخي أنَّ الاعتصام بالسنة حفظا وعملا دليل الإيمان وسبيل للنجاة ، قال الإمام الزهري: الاعتصام بالسنة نجاة ، لأن السنة كما قال مالك : مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك . مجموع الفتاوى" (22/306)

وقال سعيد بن جبير : لا يُقبَل قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بمتابعة السنة .

وعن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا نَسُكَ أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها .

شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي :(1/57)

قال أبو العالية تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء . نفس المصدر (1/56)

5_ الاعتزاز بالسنة وعدم الخجل والحياء من تطبيقها أمام الناس : وقصدتُ بهذا العنوان أنَّ على المسلم رجلا كان أو امرأة أن يعتز في كونه ينتمي إلى هذا الدين وأنه من المسلمين من أمة خير خلق الله أجمعين ،وهذا من فضل الله تعالى ومنِّه كرمه ، وعليه يجب أن لا يخجل ويستحي في التزامه بالسنة وإظهاره لها في أقواله وأفعاله ومظهره وهذا في ذاته من النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي ينادي به كثير من المسلمين ممن ليسوا على هديه سيرته في كثير من شؤون حياته ، فنحتاج أن نعيد النظر في هذا الأمر الذي هو سرُّ عزتنا وسعادتنا .

6_ تنشئة الأبناء على حبِّ النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه والتمسك بسنته : إن من النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم أن نربي أولادنا على حب الله ورسوله والالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أحسن الهدي وهدي أصحابه من بعده فقد كانوا خير من اقتدى به وبسنته .

ومن تأمل واقع المسلمين وأحوالهم وأمعن النظر في تنشئة أبنائهم لوجد عجب العجاب ، إذ لا تكاد ترى من مظاهر السنة والاقتداء شيء ، بل الغالب عليهم التشبه بالكفار في كل شيء في اللباس و قصات الشعر وطريقة الكلام وحتى التفكير فإنهم يفكرون كما يفكر الغر ب ، وأما النساء فحدث ولا حرج ، فبربكم كيف يتم لنا النصر والتمكين وقيادة العالم والمسلمون لم يأخذوا بأسباب النصر والتمكين واقرءوا إن شئتم قوله تعالى :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}النور/55

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يقيم هدي النبي في شخصه وفي أولاده من بنين وبنات امتثالا لأمر الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم/6

قال الإمام السعدي رحمه الله : وذلك بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل [والأولاد]، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.

جعلني الله وإياكم ممن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم واهتدى بهديه ونصر سنته بنشرها والدفاع عنها .

كتبه أبو هاني / قطر

24/09/2012

السلام عليكم ورحمة الله وتعالى أنا محتاج الى مواضيع لشهادة البكالوريا حفظكم الله

المرفقات

ezee.jpg: لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.; (33 Ko) عدد مرات التنزيل 2

19/05/2009

وهذا هو المطلوب ليست نصرته صلى الله عليه وسلم بالإعتصام أمام السفارات ونسيان تأدية الصلاة والفرائض

هل هذا نسميه نصرة إن لم ننصره باتباعنا لما دعى له

ما زلنا نعاني الجهل والحماقة وما زلنا أمة تضحك من جهلها الأمم

» فيديو ندوة النصرة للشيخين الفاضلين عبد الحليم توميات و يوسف بن عاطي حفظهما الله
» حقيقة التصوف
» حقيقة الصراع .. !!
» حقيقة دين الروافض
» حقيقة العولمة

حقيقة النصرة

حقيقة النصرة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة