مقالة الأخ محمد بن براهيم في مسابقة المنتدى العلمية " التوحيد هو طريق النصر والتمكين"

30/10/2009

المقــــــــالة [10 نقاط]

اكتب مقالا من إنشائك لا يقلّ عن 30 سطرا ولا يزيد على 60 في بيان أنّ تحقيق التّوحيد هو أهمّ عامل من عوامل النّصر.
[ملحوظة: يشترط أن يكون حجم الخطّ 14]

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
ان الناظر لحال الامة الاسلامية اليوم يرى العجب العجاب من حالها,فهي قد افترقت شيعا متناثرة , وتشتت هنا وهناك, وكثرت فيها الفتن, وعم فيها الفساد وانتشرت المعاصي وتنوعت,و أصبحت الامة غثاءا كغثاء السيل , وتداعت عليها الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها,وغزيت الامة الاسلامية في عقر دارها , واستذلت واستعبدت وأفسدت أخلاقها الا النادر الاندر والكبريت الاحمر,وأضحى أكثر شبابها يتوقون الى الرقي في غير تعاليم ربهم وبات المسلمون على شيء كبير من الانحطاط والضعف في المشارق والمغارب, ودب دبيب الجهل في أوساط الامة فتاق شبابها الى مدنية الغرب وطمعوا في عيشهم وعكفوا ليلا ونهارا على مشاهدتهم في التلفاز وغيره,وأعجبوا بهم,فاحبطت عزائمهم وملأ الخوف قلوبهم ,وعم الهلع اجسامهم وانضاف اليه اليأس والقنوط فتحجرت قلوبهم وجمدت أحاسيسهم ,فاستسلموا وفقدوا كل ثقة بأنفسهم, وهو داء لا يتسلط على أمة الا وساقها الى الفناء..وبالاجمال فحال المسلمين لا ترضي لا من جهة الدين, ولا من جهة الدنيا, فقد وقعوا في بئر سحيقة مظلمة,وباتوا في ذيل القافلة,وتحقق في النهاية قول نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق(يوشك أن تداعى عليكم الامم كما تداعى الأكلة على قصعتها, قلنا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال:لا!بل أنتم كثيرولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من عدوكم, وليقذفن في قلوبكم الوهن,قلنا:وما الوهن يا رسول الله؟قال:حب الدنيا وكراهية الموت.), وقد أصبح حال الكثيرين كما في الحديث,راكنين الى الدنيا متشبثين بخيوطها,..وفي غمرة هذا الواقع الأليم يتساءل المؤمن عما اذا كان هنالك عود ثقاب صغير يضيء هذا الطريق المظلم;ألسنا مؤمنين مسلمين؟ أليست الغلبة لهذا الدين؟...لاشك أن الناظر في القرآن يجد الآيات تأتي تترى لتبين أن الغلبة لهذا الدين; قال تعالى( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)..وقال عليه الصلاة والسلام ( ان الله زوى لي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض)
أليس قال أيضا( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهارولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام وذلا يذل الله به الكفر)..فاذا علمنا هذا علم يقين ورأيناه رأي العين ألا يحق لنا أن نتساءل عن معالم المنهج الذي سيأخذ بيد المسلمين الى مستقبلهم الزاهر المبين وتقدمهم الباهر المتين!!
لاشك أننا اذا تجولنا في رحاب الآيات نجد آيات كثيرة تبين الطريق لنا قال تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وخذ مثلا قوله تعالى ( ولينصرن الله من ينصره) ,ومعلوم أن نصر الله انما هو بتحقيق التوحيد واتباع ما شرعه الله, بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ونصرة رسله واتباعهم , وقال تعالى ايضا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض ,كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم,وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا, يعبدونني لا يشركون بي شيئا ,ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) وقال تعالى :(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) أي حققوا التوحيد فلم يلبسوه بشرك.. فلابد من اقامة الدين فعلا لا ان نقعد بل نرقد وننتظر نصر ربنا فمثلنا كمثل الأجير الذي يمتنع من عمل ما أجره عليه ثم يطلب الأجرة!
يؤكد المعنى الذي ذكرناه قول نبينا صلى الله عليه وسلم ( اذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم) فعلم يقينا أن الرجوع الى الدين هو رأس الأمر وعموده وذروة سنامه,
..ولكن ذكرنا سابقا أن الأمة قد تفشىفيها الجهل وضرب بجذوره فيها,وأن الخرق قد اتسع على الراقع, فكيف السبيل الذي يعين العلماء الربانيين الى الرجوع بالامة الى دين التوحيد الصحيح, والأمة الان يصدق فيها قول نبينا صلى الله عليه وسلم /(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة...) فكيف السبيل لاصلاح من فسد من المسلمين وكيف يكون التوحيد عاملا من عوامل النصر وهو السؤال الذي تفضلتم به,و بعد هذه المقدمة اقول ان مدار الدين على شهادة ان لا اله الا الله فهي التوحيد الخالص و مداره ايضا على شهادة ان محمدا رسول الله فهي محض الاتباع , فاما الاولى فهي ان لا يعبد الا الله و اما الثانية فهي ان لا نعبده الا بما شرع فالاولى بمعنى الاخلاص و الثانية بمعنى الاتباع وهما الاصلان اللذان اكثر شيخ الاسلام من ذكرهما ففي الاخلاص قال تعالى \فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص\ و قال سبحانه \ وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء\ و قال تعالى \ ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله و هو محسن\ قال ابن كثير رحمه الله **فيصلح ظاهره بالمتابعة و باطنه بالاخلاص** ..اما احاديث النبي صلى الله عليه و سلم فكثيرة قال صلى الله عليه و سلم ** بشر هذه الامة بالسناء و الدين و الرفعة و التمكين في الارض فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب** و قال فيما يرويه عن ربه **انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك فيه غيري فانا منه بريء و هو للذي اشرك **
وفي اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل **ان تطيعوه تهتدوا **وعلق الفلاح على ذلك ** فالذين امنوا به و عزروه و نصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون**فعلم بعدما اسلفناه ان الرجوع الى الدين الحق لا يتم الا بالاخلاص و المتابعة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله..\و هذان الاصلان جماع الدين الا نعبد الا الله و ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع\
لكن واقع الامة يشهد ان الامر ليس سهلا فقد عمت البدع و الخرافات و الضلالات و التبرك بالقبور و غيره مما شاب التوحيد اليوم والاتباع ايضا يشوبه شوائب..فالروايات الضعيفة و الموضوعة شوهت صفاء الاسلام فاقتضى الامر تصفية كل ذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم ** يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تاويل الجاهلين**حتى يتسنى لنا الرجوع الى الحق عن طريق الاصلين السابيقين لابد من غربلة شاملة لكل ما هو غريب عن ديننا, ولا يخفى انني اشير بهذا الكلام لكلام المحدث اسد السنة محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله فقد وفقه الله ان ذكر علاجا لهذه الامة بكل ما تحمله من جهل و بدع و خرافات..فقال العلاج ان نسلك سبيل التصفية و التربية..فكان علاجا اصاب به كبد الداء فالتصفية هي دحض كل ما هو غريب عنه اما ثم تربية الاجيال على هذا الدين المصفى...و لنذكر مثلا جهود جمعية العلماء المسلمين الكبيرة لمحاربة البدع و الخرافات و الطرقية ..سالكة في ذلك منهج التصفية و التربية متجاوزة كل العقبات خاصة و انها كانت تحت الاستعمار و ما ذلك الا ليقين شيوخها ان التوحيد من اهم عوامل النصر بل هو اهمها..فحرصوا على تصفيته و تربية الناس عليه فلن يتاتى لنا النصر الا بهذا المنهج العلمي العملي العادل..فالعودة الى التوحيد تورث النصر و الامن و السعادة في الدنيا و الفوز الاخرة قال تعالى** الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون**
المقصود انني اردت بجمع هذه الكلمات ان ابين ما بينه العلماء من ان سبيل النصر هو الرجوع الى الدين و الرجوع الى الدين يكون بالتوحيد الخالص لله و الاتباع المطلق للرسول صلى الله عليه و سلم فان لنا ان نربي الناس على هذا...راجيا من الله ان يجعل فيما ذكرت الصواب و السداد و الحكمة و الارشاد و الله الموفق لكل خير و الحمد لله اولا و اخرا
سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك.

19/05/2009

بارك الله فيك وسدد قلبك ، مقال نافع ، وكم نحن في حاجة للتوحيد بين القلوب والإجتماع على معالجة ما فسد من أمور وليست المعالجة بالتفريق والمقاطعة خصوصا بين العلماء والتواضع مطلوب أيضا فيما بينهم حتى تجتمع الامة على كلمة واحدة ولا تنشغل بتفرقهم عن بعضهم وهذا يقذف الآخر ويغفل الجميع عن أصل الامور والله المستعان

21/07/2010

ما شاء الله مقال ممتع جدا.

» مقالة الأخ أبو حفص العمري السّوري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " التوحيد طريق النّجاة "
» مقالة الأخ محمد عبد العزيز الجزائري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " فضل التوحيد "
» مقالة الأخ المشرف يوسف الجزائري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " حقيقة التوحيد"
» مقالة الأخت أم هيثم في مسابقة المنتدى العلمية الثانية" تحقيق التّوحيد هو سبيل العزّ والتمكين"
» مقالة الأخت سليلة الغرباء في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " نُور التوحيد وظلام الشّرك "

مقالة الأخ محمد بن براهيم في مسابقة المنتدى العلمية " التوحيد هو طريق النصر والتمكين"

مقالة الأخ محمد بن براهيم في مسابقة المنتدى العلمية " التوحيد هو طريق النصر والتمكين"

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة