إدارة المنتدى.
عدد الرسائل : 139
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
 |  موضوع: مقالة الأخ محمد عبد العزيز الجزائري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " فضل التوحيد "  السبت 7 أبريل 2012 - 1:15 | |
| المقــــــــالة [10 نقاط]
اكتب مقالا من إنشائك لا يقلّ عن 30 سطرا ولا يزيد على 60 في بيان أنّ تحقيق التّوحيد هو أهمّ عامل من عوامل النّصر.
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))
أمَّا بعد: فقد انتشر الظُّلم في أرجاء المعمورة بشتَّى صُوَرِه، حتَّى أصبح المسلم الذي كان بالأمس عزيزًا ويُحسَب له ألف حساب منزوعَ المهابة، ويسمع ما يجري للمسلمين ولا يستطيع أنْ يُحرِّك ساكنًا أو يُسكِّن متحرِّكًا، فيريد أنْ ينتصر على مَنْ ظلمه بطُرُق غير مشروعة، وقد تكون وسائل شركيَّة كالاستغاثة بغير الله، أو طلب المدد ممَّن يزعم أنَّهم أولياء صالحون، قال تعالى: ((قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً))، وقد يعلِّق ودعة أو نابًا ليردَّ عنه الضُّرّ، وقد قال نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من تعلَّق بشيء وُكِلَ إليه))، ويريد توحيد الصَّفِّ لدفع الصَّائل المعتدي، ولا يُلقي بالاً إلى من يريد التوحُّد معه حتَّى ولو كان واقعًا في الشِّرك، أو مِن أهل الشِّرك، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّا لا نستعين بمشرك))، وقد يأخذ بالأسباب المادِّيَّة ويعتمد عليها دون الاعتماد على الله، ويحسب أنَّها مؤثِّرة بذاتها، والحقيقة أنَّ النَّاصر هو الله: ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى)) ولا يأخذ بالأسباب الشَّرعيَّة، وقد لا يرفع بها رأسًا كما تفعله بعض الدُّول في البلاد الإسلاميَّة، ولكن هيهات أنْ يدرك مطلبه إذا لم يجعل توحيد الله نصب عينيه، وتكون كلمة الله هي العليا، ويعمل بوفقها ومقتضاها، فالله خلق الخلق ليفردوه بالعبادة وهو أعظم مأمور، قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)) أي يوحِّدونِ، وأعظم ما نهى عنه الشِّرك والَّذي لا يغفره الله، قال لقمان لابنه: ((يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ))، ومِنْ أجل هذا أرسلت الرُّسل، وأنزلت الكتب، ولأجله نصب الشيطان لنا العداء من لدن آدم إلى قيام الساعة، قال تعالى: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ))، فإذا علمنا هذا فعلينا أن نجاهد أنفسنا وننهاها عن الهوى ونجاهد الشَّيطان، فمن غلب على هؤلاء الأعداء الباطنيِّين استطاع أنْ يتغلَّب على الأعداء الظَّاهريِّين وهم أتباع إبليس ((وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ))، وأمَّا إن كان غير مجاهد لنفسه فلا يستطيع الجهاد الآخر، لأنَّه سيجتمع عليه العدوُّ الظَّاهريّ والباطنيّ ثمَّ يولِّي الدُّبر، والله يقول: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ))؛ وعنوان الغلبة والنَّصر والفلاح في الدُّنيا والآخرة هو الإيمان بالله والعمل بما أمر والدَّعوة إلى الله والتَّحلِّي بالصَّبر، قال تعالى: ((والعصر إنَّ الإنسان لفي خُسر إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))، وكلُّ من لم يبنِ النَّصر على هذا فمآل بنيانه إلى انهيار، قال تعالى: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اعلم أنَّ النَّصر مع الصَّبر))، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))، وقال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))؛
وفي كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الكفاية، والحمد لله ربِّ العالمين.
|
|
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
