الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أما حكم الحديث من ناحية الإسناد: فتفصيله على النحو الآتي:
- الحديث الذي ذكره السائل, روي من ثلاثة طرق:
الأول: ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير من طريق سعيد بن راشد السماك عن عطاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"...إنما يقيم من أذن" وسنده ضعيف؛ لأنه من طريق سعيد بن راشد، وهو ضعيف، كما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (2/3) وغيره.
الطريق الثاني: ما أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود في سننه والترمذي في سننه وابن ماجة في سننه كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد أنعم الأفريقي عن زياد بن نعيم عن زياد بن الحارث الصدائي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"...ومن أذن فهو يقيم" وسنده ضعيف؛ لأنه من طريق عبد الرحمن الإفريقي وهو ضعيف كما في التقريب لابن حجر. ولذا قال أبو عيسى الترمذي في سننه (199):"وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الأفريقي، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره.
الطريق الثالث: وهو ما أوردته السائلة في سؤالها.
ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أسامة عن الفزاري عن الأوزاعي عن الزهري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما يقيم من أذن ".
وهذا الحديث معلول بعلتين وهما:
1- الإرسال: فالحديث من مراسيل الزهري, يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم, ومراسيل الزهري عند المحققين ضعيفة.
2- رواية الأوزاعي عن الزهري ضعفها أكثر أهل العلم، قال ابن معين : "الأوزاعي في الزهري ليس بذاك" ، وقال يعقوب بن شيبة : "والأوزاعي ثقة ثبت ، وفي روايته عن الزهري خاصةً شيء" .
والخلاصة أن الحديث ضعيف, لا ترقى الشواهد على تحسينه, والله تعالى أعلم.
أما من ناحية المتن:
الحديث وإن كان ضعيفاً من ناحية الإسناد, ولكن جرى العمل به عند أكثر أهل العلم.
قال الترمذي في سننه:"والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم".
قلت: وهذا فيما إذا كان المؤذن متطوعاً، لا سيما إذا كانت إقامة الغير سبباً في ضغينة أو إثارة فرقة.
أما إذا كان المؤذن راتباً (رسمياً) فهو الأولى بها، لأنه وُضع من قبل الإمام للتأذين والإقامة، فإذا فات أحدهما بقي حقه في الآخر.
والله تعالى أعلم.
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: ماصحة حديث الزهري ( إنما يقيم من أذن ) ؟ 
الجمعة 30 مارس 2012 - 19:19
