مقالة الأخت سليلة الغرباء في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " نُور التوحيد وظلام الشّرك "

30/10/2009

المقــــــــالة [10 نقاط]

اكتب مقالا من إنشائك لا يقلّ عن 30 سطرا ولا يزيد على 60 في بيان أنّ تحقيق التّوحيد هو أهمّ عامل من عوامل النّصر.

إن الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه ، هو الواحد الأحد الفرد الصمد ، لا إله إلا هو تشهد بذلك له كل الخلائق ، ونصلي ونسلم على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله المصطفى المرسل رحمة للمؤمنين ، حامل رسالة الهدي والتوحيد ، ليخرج الناس من ظلمات الشرك لنور لا إله إلا الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين ،،،،،،خلق الله الخلق ثم أمرهم بتوحيده لا يشركون به شيئا هو الواحد الأزلي القديم المتقدم ، لا إله إلا هو ، وجعل في كلمة التوحيد معنى يجتمع عنده الخلائق قلبا وقالبا روحا وعقلا ، حين قال : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة/163 تقول العرب واحد وأحد ووحيد بمعنى منفرد فالله واحد ومنفرد عن جميع الأشكال والأنداد في جميع الأحوال،والتوحيد هو العلم بالله واحدا لا نظير ولا ند له ، فمن عرف الله كذلك كما أراد فهو موحد،أما من لم يعرفه بهذا الوصف فهو مشرك لا محالة ، ومن هذا المعنى العام نصل إلى معنى التوحيد اصطلاحا فهو : إفراد الله تعالى بما يختص به من ألوهية وربوبية وأسماء وصفات وأفعال ، فقد دعا الله في سورة الإخلاص التي تعتبر بمثابة ربع القرآن لأنها أجملت القول بالدعوة للتوحيد جملة وتفصيلا وهو أكثر ما دعا له رب البرية عز وجل فقال :(( قل هو الله أحد ))، وقد توعد الله المشركين ومن يدعون مع الله آله ويجعلون له أندادا بعذاب أليم وبئس المصير كما قال هنا لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )المائدة/73 والأمثلة كثيرة في آيات القرآن .
ونجد في الأحاديث النبوية مشاهد وشواهد تستدعينا لتصحيح عقائدنا ونتجه لإله واحد أحد كما في صحيح مسلم ( 16 ) عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ ) وفي رواية لحديث ابن عمر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " أخرجه مسلم ( 16 )
إن المقصود هو: تحقيق كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، التي تعمل عمل القائد المغذي للروح والمرجع المؤشر الموجه بأن الله واحد ، ومسبب كل ألوان النجاح وعدمه و الحاجة والغنى والفقر وكل شيء بأمره ، لأن من نوحده هو المعبود بذاته القائم على كل شيء وأمر وإن فقهنا معناها حق الفقه كانت كل العقد هينة وكل عسير يسير وكل صعب ذليل وكل حــَزَنِ سهل ، لمَ لا وقد حققنا حق المعرفة التبعية بتوحيد الذي بيده ملكوت كل شيء ، فسعادة البشرية بمعرفة حقيقة التوحيد ومن توحده ، وإطلاق الروح والنفس حرة في الإبحار في ملكوته والتسبيح بأسمائه وطلب الغوث منه وأن لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه ، فلا نتوجه بتخصيص م خص الله به نفسه بالربوبية ولا العبودية ولا الأسماء والصفات والأفعال كلها ملك لله وحده قال تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) ، وهذه بعض المظاهر التي لا يجب أن تتماشى مع التوحيد ، بل يجب أن تمحى من عقول وقلوب العامة ، والتي هي للأسف من مواريث شعوبنا وفيها ابتداع وتجديد حسب كل زمان ومكان وعلم :
ـ تعليق بعض التمائم الشركية ظنا من صاحبها أنها تدفع العين ، والأمثلة كثيرة في مثل هذه التمائم مثل :ـ تعليق الخمسة وهي على شكل يد مفتوحة مبسوطة الأصابع ـ تعليق خرق سوداء خصوصا من طرف سائقي السيارات ، ـ وضع عجلة فوق بيت أو أمامه ـ تعليق حدبة حصان على الأبواب وفي الواجهات ـ تعليق الخرز الزرقاء ـ ظاهرة الأبراج التي تنتشر في المجلات والإذاعات وبعض الوسائل الإعلامية في مجتمعاتنا ،،، واعتقاد صاحبها بأن البرج هو يعلم الغيب الذي ينتظره ويبشره وينفره ، وغير ذلك من غيبيات لا يعلمها إلا الله تعالى،،مع الأسف الشديد ما تزال تلك المظاهر وغيرها من المعتقدات في ضمائر البعض وحتى المثقفين منهم،ولَكُلما تقدم الزمن وكثر العلم تنوعت هي أيضا وتقدمت ، فمثلا كانت منتشرة بين النساء خصوصا ما تسمى بـ((التقازة ))، وهي امرأة تزعم علم الغيب وتبحث عن المفقود،وتأتي بحديث عن السعد وغير ذلك مما يوهم أصحاب العقول الضعيفة والفراغ من وازع الدين بأن كل ما تقوله حقا ويصدقونها ، وتستعمل وسائل تقليدية كالحجارة وخط الرمل والتشبير بالذراع، والقمح مع وضع بعض الرموز داخل القمح كأحجار صغيرة وحبات شعير وغير ذلك ،كما يوجد منجمون ومنهم أيضا ألسحرة المستعينين بالجن والشياطين والعياذ بالله ،،،، واليوم صرنا نراهم على شاشات الفضائيات وفي وسائل الإعلام!!!

ـ عن نشأة وظهور أول شرك بالله في الأرض فهو كما جاء في الأثر في زمن نوح عليه السلام
دليل ذلك ماقاله ابن عباس رضي الله عنه: ( قال كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين)صحيح ،وكلام ابن عباس هذا في تفسير قوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ) أي كانوا على التوحيد فاختلفوا , فبعث الله الرسل لما وقع الشرك في الأرض ليبينوا للناس الحق. كان الناس منذ نزول أبيهم آدم إلى الأرض على الإسلام و التوحيد , دون أن يشوب هذا شائبة الشرك ., و كانت مدة هذا الدين الصافي عشرة قرون أي ألف سنة ، فكانت أول خطوة بتجسيد أصنام بأسماء رجال صالحين يعرفونهم في ذلك الزمان وكانت حجتهم أنهم يقربونهم إلى الله ويذكرونهم به حين ينظرون إليهم ، وقد ذكر الله أسماءهم في القرآن في سورة نوح قال تعالى(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) ،،،وثاني خطوة أتت بعد انقراض الجيل الأول الذي أنشأ تلك الأصنام ، وتطور بهم الحال ، حيث صاروا يعظمون تلك الأصنام بطريقة مالم تكن في الجيل الأول . ثالت خطوة : والتي أتت بعد الجيل الثاني الذي عظم تلك الأصنام ونسوا العلم فعبدت تلك الأصنام من دون الله عز وجل واتخذوها آلهة ،(عن ابن عباس رضي الله عنهما : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ، أما ود : كانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع : كانت لهذيل ، وأما يغوث : فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ ، وأما يعوق : فكانت لهمدان ، وأما نسر : فكانت لحمير ، لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ، وتنسخ العلم عبدت)صحيح .
من كل هذا نستنتج عدة دروس وعبر نقوي بها علاقتنا بالله وحده ولا نتخذ من دونه وليا ولا نصيرا ، ولأن الله بدأ بدين التوحيد من أول خلق خلقه وأن البشرية بدأت بدين التوحيد ، فلم يخلقهم همجا ولا جهالا فعلمهم مالم يعلموا ، وأن في البدعة خطورة نفسية وبالتالي بشرية وعامة على كل شيء وأن بالابتداع شرك وكفر وضياع النصر وأسباب الفلاح ، وفي إتباع خطوات الشيطان هوان وذلة وحقارة لبشر كرمه الله ورفع درجته ، ولا يحصل التوحيد الخالص إلا بالتزام العلم والتعلم والبحث الجدي في كل ما يقربنا من الله وإليه ،والتمسك به ويحقق لنا أسباب النصر ، وسبحان من نزل كل الأديان السماوية وأرسل الرسل والأنبياء برسالة التوحيد ، فلا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون

والله الموفّق لا ربّ سواه

19/05/2009

بارك الله فيكم

07/04/2008

جزاكم الله خيرا

10/03/2011

بارك الله فيكم

18/03/2009

جزاك الله خيرا

» مقالة الأخ محمد عبد العزيز الجزائري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " فضل التوحيد "
» مقالة الأخ أبو حفص العمري السّوري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " التوحيد طريق النّجاة "
» مقالة الأخ المشرف يوسف الجزائري في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " حقيقة التوحيد"
» مقالة الأخت أم هيثم في مسابقة المنتدى العلمية الثانية" تحقيق التّوحيد هو سبيل العزّ والتمكين"
» مقالة الأخت أم أيمن في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " تحقيق التّوحيد هو أهمّ عامل من عوامل النّصر"

مقالة الأخت سليلة الغرباء في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " نُور التوحيد وظلام الشّرك "

مقالة الأخت سليلة الغرباء في مسابقة المنتدى العلمية الثانية " نُور التوحيد وظلام الشّرك "

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة