بسم الله الرحمن الرحيم

41-بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله لك الأجر و ألهمك الصبر و رزقنا و إياك الشكر فإن أنفسنا و أموالنا و أهلينا و أولادنا من مواهب الله عز و جل الهنيئة و عواريه المستودعة متعك به في غبطة و سرور و قبضه منك بأجر كبير الصلاة و الرحمة و الهدى إن احتسبته فاصبر و لا يحبط جزعك أجرك فتندم و اعلم أن الجزع لا يرد شيئا و لا يدفع حزنا و ما هو نازل فكان قد و السلام

موضوع

أخرجه الطبراني في ''الكبير'' (20/155/324) و ''الأوسط'' (1/32/83) و في ''الدعاء'' (رقم 1216) و الحاكم في ''المستدرك'' (3/332/5259-مقبل) و ابن الأعرابي في ''المعجم'' (2/486/946) و أبو نعيم في ''الحلية'' (1/243) و الشجري في ''الأمالي'' (2/299) و ابن عساكر في ''تاريخ دمشق'' (58/449) من طريق عمرو بن بكر السكسكي ثنا مجاشع بن عمرو الأسدي ثنا الليث بن سعد عن عاصم بن عمر بن قتادة بن محمود بن لبيد عن معاذ بن جبل أنه مات له ابن فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم يعزيه عليه .فذكره
قال الطبراني في ''الأوسط'' : ''لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد تفرد به مجاشع''
قلت : أما تفرد مجاشع بهذا الإسناد فهو كما قال و أما قوله ''لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد'' فغير مسلم كما سيأتي
و قد أغرب الحاكم فقال عقبه : ''غريب حسن إلا أن مجاشع بن عمرو ليس من شرط هذا الكتاب''
فتعقبه الذهبي بقوله : ''ذا من وضع مجاشع''
و مجاشع بن عمرو هذا قال يحيى بن معين : ''أحد الكذابين'' و قال البخاري : ''منكر مجهول'' و أورد له الحافظ هذا الحديث في ''اللسان'' و عده من موضوعاته
و قال الهيثمي في ''المجمع'' (1/6) : ''رواه الطبراني في الكبير و الأوسط و فيه مجاشع بن عمرو و هو ضعيف''
و اغتر بكلام الحاكم كلا من الشوكاني و صديق حسن خان كما أشار إليه الألباني في ''أحكام الجنائز'' (ص 208-معارف) فقال :
''و هو –أي حديث الترجمة- موضوع كما قال الذهبي و العسقلاني و غيرهما و ذهل عن ذلك الشوكاني و تبعه صديق حسن خان فحسناه تبعا للحاكم''
و أشار الشيخ إلى أنه قد تكلم عليه في ''التعليقات الجياد'' و هو من كتبه المفقودة التي لم يتمها
و ممن حكم بوضعه كذلك ابن الجوزي في ''الموضوعات'' و أضاف : ''قال ابن حبان : مجاشع يضع الحديث لا يحل ذكره إلا بالقدح''
ثم إنه لم يرد إلا بهذا الإسناد عن معاذ كما أشار إليه الطبراني فيما مر عنه بل روي كذلك من طريق غيره من الصحابة
فأخرجه أبو نعيم في ''الحلية' (1/242) من طريق محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال : ''شهدت معاذ بن جبل رضي اله عنه حين أصيب بولده و اشتد وجده عليه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ...'' فذكره مثله
و هذا إسناد موضوع كذلك لأن محمد بن سعيد هذا هو المصلوب قال ابن الجوزي بعدما أورده في ''الموضوعات'' من طريقه :
''و محمد بن سعيد هو الكذاب الوضاع الذي صلب في الزندقة و قد ذكرت القدح فيه في مواضع''
و أور له السيوطي في ''اللاليء'' (2/355) متابعا من طريق أبي داود النخعي عن مهاجر بن أبي الحسن الشامي عن عبد الرحمن بن غنم .به
أخرجه محمد بن داود الأصبهاني في ''كتاب الزهرة'' (كما في ''اللاليء'') ثم قال السيوطي :
''و أبو داود النخعي كذاب''
و أخرجه الخطيب في ''تاريخ بغداد'' (1/390/303) من طريق اسحاق بن نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال : ''كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى معاذ بن جبل و هو وال باليمن : من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل ...'' فذكره
و إسناده مثل سابقه فإن إسحاق بن نجيح هو الملطي قال ابن الجوزي :
''قال يحيى : اسحاق معروف بالكذب و وضع الحديث''
و قال أبو نعيم في ''الحلية'' :
''و روي من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر نحوه''
ثم قال : ''و كل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بسنين و إنما كتب إليه بعض الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى الله عليه و سلم''
و إليه مال ابن الجوزي و أضاف أنه : ''مات في الطاعون سنة ثمان عشرة بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبع سنين و إنما كتب إليه بعض الصحابة يعزيه''
و الله أعلم