س 1- ما فائدة معرفة أسباب النّزول ؟ وضّح ذلك بمثال.
- الفائدة ]1 ن] الفهم الصّحيح للآية؛ فالعلم بالسّبب يُورِث العلمَ بالمسبَّب.
- المثال ]3 ن]: قوله تعالى:{إِنّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} ...
قوله تعالى:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}
قوله تعالى:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
س2- اذكر ثلاث فوائد من معرفة المكّي والمدنيّ. [3ن]
أ) معرفة النّاسخ والمنسوخ – إدراك بلاغة القرآن في أعلى مراتبها حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم
ب) الحكمة في الدّعوة، وذلك بمعرفة التدرّج في التّشريع.
ج) الاستعانة بذلك في فهم معاني الآيات - إدراك أحداث السّيرة النّبويّة - وغير ذلك.
س3-اذكر ثلاثة كتبٍ للتّفسير بالمأثور وأسماء مؤلّفيها. ]3 ن]
أ) جــامع البيان في تفسير القرآن: للإمام ابن جرير الطبري.
ب) المحرّر الوجيز لابن عطيّة.
ج) تفسير القرآن العظيم لابن كثير.

علم الحديث [10 نقاط].

س 1-اذكر ثلاثة مصادر لقواعد علوم الحديث قبل كتاب الرّامهرمزي رحمه الله [3 ن].
أ‌) " الرّسالة " للشّافعيّ - مقدّمة الإمام مسلم في كتابه " الصّحيح ".
ب‌) رسالة أبي داود إلى أهل مكة ت‌) " العلل الصّغير " للتّرمذي –
وهناك رسالة الحميدي ذكرها الخطيب برمّتها.
س 2- املأ الفراغ في الجدول الآتي: ]5 ن]

علم أصول الفقه [10 نقاط].

س 1- عرّف كلاّ من فرض العين وفرض الكفاية ؟ ]4 ن]
فرض العين: ...ما طلب الشّارع فعلَه من كلّ مكلّف بعينه، فيُثاب فاعله امتثالا، ويستحقّ تاركه العقاب.
فرض الكفاية: ما طلب الشّارع فعلَه لا من كلّ مكلّف بعينه، فإذا فعله من يكفي سقط عن الباقين، وإلاّ أثِم القادر.
س 2- لماذا سُمّي كتاب الإمام الشّافعيّ في علم الأصول بـ" الرّسالة " [1 ن].
لأنّه أرسل بها إلى عبد الرّحمن بن مهدي.
س 3- من أخطاء الأصوليّين أنّهم يقيسون أحكام الرّواية على الشّهادة، مع أنّ بينهما فروقا كثيرة، اذكر خمسة منها ؟ [5 ن]
- اشتراط العدد في الشّهادة دون الرّواية.
- اشتراط الحرّية في الشّهادة دون الرّواية.
- اشتراط الذّكورة في مواضع، ولا تشترط في الرّواية.
- قبول شهادة التّائبِ من الكذب دون روايته.
- محلّ الشّهادة خاصّ بالخصوم، بخلاف الرّواية عامّة للأمّة.
س 1- الإيمان بالملائكة من أركان الإيمان، اذكر ثلاث فوائد لذلك ؟ ]3 ن]
- إثبات الوحي.
- السّكينة والطّمأنينة والتوكّل إذ جعلهم الله حفظة، ويعينون المؤمنين في الجهاد.
- الاستحياء منهم – التحلّي بما وصفهم الله به من العبادة، وحسن الانتظام.
س 2-النوسّل الجائز ثلاثة أنواع، ما هي، مع مثال باختصار؟ ]6 ن]
أ‌) التوسّل بأسماء الله وصفاته {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا}.
ب‌) التوسّل بالعمل الصّالح:{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
ت‌) التوسّل بدعاء الصّالح، كاستسقاء الصّحابة بدعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واستسقاء عمر بدعاء العبّاس رضي الله عنهما.
س 3- ما معنى الاسم الكريم ( القيّوم ) [في سطر واحد]؟ ]1 ن]
هو القائم بنفسه، المقيم لغيره.

اللّــغـــة [10 نقاط]

س 1- أعرِبْ: محمدٌ كريمٍ.[2 ن]
محمّد: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره
كريمٍ: الكاف حرف جرّ، و( ريمٍ ) مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر [الرّيم هو الظّبي].
س 2- ما أصل كتاب " مختار الصِّحاح " لمحمّد بن أبي بكر الرّازي رحمه الله ؟ [2 ن]
أصله هو: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للإمام الجوهريّ رحمه الله.
س 3- البلاغة علم يشمل ثلاثة فنون، ما هي ؟ عرّف كلّ فنّ [دون شرح التّعريف].]6 ن / نقطتان عن كلّ نوع]
أ) علم المعاني: هو علم يُعرَف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال.
ب) علم البيان: هو علم يعرف به إيرادُ المعنى الواحد بطرق مختلفة.
ج) علم البديع: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد مطابقته لمقتضى الحال.
س 1- يوم تُوُفّي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اختلف الصّحابة في غَسْله: أيُجرّد من ثوبه أم يغسّل في ثيابه الّتي مات بها ؟ ما الّذي حدث؟]3 ن]
روى أبو داود عن عَائِشَةَ قَالَت: لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالُوا: وَاللهِ مَا نَدْرِي أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَمْ نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ صلّى الله عليه وسلّم ؟! فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: أَنْ اغْسِلُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ !
س 2- قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} من هم ؟ ]2 ن]
ذكر ابن القيّم رحمه الله حِكماً في ترك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إقامة حدّ القذف على من تولّى كبره، فما هي ؟ ]5 ن]
- هم:.رأس النّفاق عبد الله بن أبيّ، وصدّقه: حسّان بن ثابت، ومِسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش.
- الحِكَمُ:
أ) تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام.
ب) الحدود تخفيف عن أهلها وكفّارة، والخبيث ليس أهلا لذلك.
ج) كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويخرجه في قوالب من لا ينسب إليه.
د) الحدّ لا يثبت إلاّ بالإقرار أو البيّنة، وهو لم يُقرّ بالقذف، ولم يشهد به عليه أحد.
هـ) حدّ القذف حقّ الآدمي لا يُستوفَى إلاّ بمطالبته، وعائشة لم تطالب به.

أ‌) تـاريــخ إســلامــي [10 نقاط]

س 1- هل صحيح أنّ عليّ بن أبي طالب لم يُبايع أبا بكر رضي الله عنهما بالخلافة ؟ [1ن] استدلّ لما تقول[3 ن] ؟
- الجواب: ليس صحيحا.
- الدّليل: روى ابن إسحاق والبيهقيّ في "الكبرى" عن أبي سعِيدٍ رضي الله عنه قال: لَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى المِنْبَرِ نَظَرَ في وُجُوهِ
القَوْمِ، فَلَمْ يَرَ عَلِياًّ، فَسَأَلَ عَنْهُ القَوْمَ، فَقَامَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: اِبْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم وَخَتَنَهُ ! أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا المُسْلِمِينَ ؟! فَقَالَ: لاَ تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهَ صلّى الله عليه وسلّم، فَبَايَعَهُ.
س 2-من الّذي قام بنبشِ قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله يومَ دخل بغداد وضمّها إلى دولته؟[1ن]اذكر نبذةً عمّا تعرفه عنه ؟ ]3ن]
- هو: مؤسس الدولة الصفوية إسماعيل شاه.
- تمكن إسماعيل الصفوي وأنصاره من الاستيلاء على إيران، فأنشأ الدولة الصفوية في فارس سنة 906 هـ (1500 م) واتخذ من مدينة (تبريز) عاصمة له، وأعلن أن مذهب دولته: الإمامية الاثني عشرية، وكان أهل إيران على المذهب الشافعي، فقال:" إن تنطق الرعية بحرف واحد فسوف امتشق الحسام ولن أترك أحداً على قيد الحياة".ثم صك عملة للبلاد كاتباً عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله"، ثم كتب اسمه. وأمر الخطباء في المساجد بسب الخلفاء الراشدين الثلاثة، والمبالغة في تقديس الأئمة الاثني عشر. وقد عانى أهل السنة في إيران وأجبروا على اعتناق المذهب الإمامي بعد أن قتل الشاه إسماعيل مليون سنيّ في بضع سنين ! كما دخل بغداد وقتل أهل السنة والصلحاء، وتوجه إلى مقابر أهل السنة ونبش قبور الموتى وأحرق عظامهم. وبدأ يعذب أهل السنة سوء العذاب ثم يقتلهم، وهدم قبر أبي حنيفة وعبد القادر ونكل بقبر أبي حنيفة ونبش قبره. وقتل كل من ينتسب لذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه في بغداد لمجرد أنهم من نسبه وقتلهم قتلة قاسية.
وقد اتسعت دولته فامتدت من الخليج العربي إلى بحر قزوين، وكانت هذه الدولة شيعية ذات عداء مع الدولة العثمانية السنية، وانتهت هذه الدولة سنة 1135 هـ (1722 م) .
س 3-من أعاد الخلافة العبّاسيّة شكليّا إلى مصر بعد سقوط بغداد ؟ [1 ن]؟ ومتى كان ذلك ]1 ن]؟
- هو: الظّاهر بيبرس.
- وكان ذلك: عام 659، واستمرّت الخلافة إلى دخول العثمانيّين عام 923 هـ/1517 م.

ثقـافــة عــامّــة [10 نقاط]

س 1- مهندس حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973) توُفّي منذ بضعة أشهر، من هو ؟ اذكر نُبذة عمّا تعرفه عنه ؟ ]4 ن]
- هو: اللّواء سعد الدّين الشّاذلي.
- نبذة عنه: أصبح قائدا للأركان عام 1971 بعد انقلاب السّادات على بقايا النّظام النّاصريّ، وفي عام 1978 انتقدَ الشّاذلي بشدّة معاهدة كامب ديفيد، وعارضها علانيةً، ممّا جعله يترك منصِبَه ولجأ إلى الجزائر. عاد 1992 إلى مصر، وقُبِض عليه فور وصوله إليها، وصُودِرت منه جميع الأوسمة والنّياشين، وأجبر على قضاء الحكم عليه بالسّجن دون محاكمة، توُفّي 10 فبراير 2011 م.
س 2- ما هو سبب الحرب الّتي قامت بين الصّومال وإثيوبيا ؟ [2ن]
احتلال وسلب إثيوبيا لإقليم أوجادين.
س 3- ما القاسم المشترك بين البلدان الإفريقيّة الآتية: أوجادين، وزنجبار، وتنجانيقا، وجنوب السّودان ؟ ثمّ علّق على ذلك ؟]4 ن]
هذه البلدان مستعمرات بريطانية أغلب سكانها مسلمون، وكلها منحدرة عن بلدان أصلية، فأوجادين أصلها الصّومال، وجنوب السّودان أصله السّودان، وزنجبار أصلها عمّان، وأمّا تنجانيقا فهي مستعمرة بريطانية اتّحدت مع زنجبار لتكون جمهورية تنزانيا وكلها استقلت عن بريطانيا في الستّينات .
التعليق: هذه حدود رسمتها قوات الاستعمار تبعا لمصالحها الاستراتيجية، ولجعلِها منطلقا لتدعيم التّنصير في إفريقيا.

المقــــــــالة [10 نقاط]

اكتب مقالا من إنشائك لا يقلّ عن 30 سطرا ولا يزيد على 60 في بيان أنّ تحقيق التّوحيد هو أهمّ عامل من عوامل النّصر.
[ملحوظة: يشترط أن يكون حجم الخطّ 14]
المقالة:
لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فما أكثرَ ما سمعنا النّاس عن النّصر والتّمكين يتحدّثون ! وما أكثرَ ما رأيناهم يكثرون الكلام عنه ويتشدّقون !
كلّ يُدلي بدلوِه، والجميع يسبح بفكره، فاختلفت مشاربهم، وتنوّعت مذاهبهم، والجميع يتساءل: ما سرّ وقوع أمّة الإسلام بين براثناللّئام ؟!
والحقّ، أنّه ليس ثمّة أيّ سرّ، وإلاّ فكيف يبيّن الله لنا في كتابه، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم في محكم خطابه: آداب قضاء الحاجة، وآداب العشرة، وآداب الطّعام، وبأيّ قدم يُدخل إلى المسجد، وما يُفعل وما يقال في جميع الشّؤون والأحوال، ثمّ لا يبيّن لنا طريق النّصر والغنيمة، والنّجاة من الذلّ والهزيمة ؟!
ألا إنّ الله تعالى قد بيّن لنا كلّ أسباب السّعادة في الدّنيا والآخرة، ومن جهلها فليلحق بالقاطرة، فإنّه سيجد أهل الإيمان يتلون عليه قول الرّحيم الرّحمان:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النّور:55]..
نزلت هذه الآية في الأيّام الأولى من الهجرة النّبويّة، يوم كانت المدينة بين مخالب الخطر، يترصّد بها المشركون من ذئاب البشر، الجميع ممّن هو في المدينة قد ملكه الخوف من غدر المشركين، والأعراب والمنافقين. حتّى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يحمل همّ هذه المدينة الّتي أضحت بين المطرقة والسّندان كما يقال.
وذات ليلة كانت عائشة رضي الله عنها إلى جنبه، ولكنّها رأت شبح السّهر يطارد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلِقت لقلقه، روى البخاري ومسلم - واللّفظ لمسلم - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
أَرِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: (( لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ ! )) قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ - وفي رواية: سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ هَذَا ؟ )) قَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَا رَسُولَ اللهِ ! جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قَالَتْ عَائِشَةُ:" فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ.
ولم يكن المهدّد هو رسول الله وحده، ولكنّه ما من أحد إلاّ وهو يتوقّع سهماً أو رمحاً يصيبه من أيّ جهة، ولهم أسوة في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت المدينة سلاحا صباح مساء.
وتأمّل رجاءهم تلك الأيّام .. روى الحاكم (2/401)، ومن طريقه البيهقيّ في "الدّلائل" (3/6)، والطّبراني في "الأوسط" عن أبيّ ابن كعب رضي الله عنه قال:" لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة، فكانوا لا يبيتون إلاّ بالسّلاح، ولا يُصبحون إلاّ فيه، فقالوا: ترون أنّا نعيش حتّى نبيت مطمئنّين لا نخاف إلاّ الله عزّ وجلّ ؟!".
إنّه سؤال يطرحه أشجع العرب، يُصوّر لنا مدى الخوف الّذي ساد المدينة تلكم الأيّام ..
جموعٌ بخيلها ورجلها ورماحها وسيوفها صُوِّبت نحو مدينة التّوحيد الوحيدة..
وجاء الجواب وحيا من السّماء، ليبشّر الله به عباده الصّادقين، ويُثلج به قلوب المتّقين.. جواب حوّل كلّ شيء ..
يُكمل أبيّ رضي الله عنه قائلا: فنزلت:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النّور:55].
فتلقّى المؤمنون هذه الآية وأخذوها سلاحا لهم باللّيل والنّهار، إذ هي وعدٌ صادق من الواحد القهّار.. ولكنّهم ما حملوا البشرى بلا شروط، ولم ينشغلوا بالموعود عن المطلوب، فقد تحوّل خوفهم أمنا، وضعفهم قوّة لأنّهم آمنوا بالله حقّا، وعملوا الصالحات صدقا ..
الجميع علم أنّه إذا حقّق العبادة والتّوحيد، ضمن الله له الشّرف والتّمجيد.
وازداد يقينهم في ذلك، وهم يستمعون إلى وعد الله تعالى وهو يشترك عليهم الإيمان الصّحيح
الصّريح:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِيٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [غافر51]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7]، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران 139]، {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف 14]، {إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا} [الحجّ 38].
كلّ وعد
مشروط بالإيمان، وهل الإيمان الّذي أمر الله به إلاّ توحيد ربّ البريّة، ونبذ المظاهر الشّركيةّ ؟
وتأمّل قوله تعالى عن الحواريّين:{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 52-53].
فلم يستحقّ الحواريّون وصف الأنصار إلاّ بشرطين:
أ) توحيد العبادة والإخلاص، ويُفهم ذلك من قولههم:{آمَنَّا بِاللهِ}.
ب) توحيد المتابعة: ويُفهم من قولهم:{وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" ... فإنّ الله جلّ وعلا أصلح الأرض برسوله ودينه، وبالأمر بالتّوحيد، ونهى عن فسادها بالشّرك به ومخالفة رسوله، ومن تدبّر أحوالَ العالَم وجد كلّ صلاح في الأرض فسببُه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكلّ شرّ في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدوّ وغير ذلك فسببه مخالفة الرّسول والدعوة إلى غير الله " ["مجموع الفتاوى" (15/25)].
وزاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذا الأصل توكيدا، وهذا الصّرح توطيدا، وهو أنّ الإخلاص أصل أصيل، وشرطٌ في تأييد العليّ الجليل:
قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ )) [رواه أحمد وهو في "صحيح التّرغيب والتّرهيب"(23)].
وعن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إنَّمَا يَنْصُرُ اللهُ هذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا: بِدَعْوَتِهِمْ، وَصَلاَتِهِمْ، وَإخْلاَصِهِمْ )).
ويقابل هذا التّبشير: الإنذار بالتّحقير والتّصغير، فقد روى أحمد عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرٍو رضي الله عنه أنّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقول:
[font

و هذا رابط وورد من 97 إلى 2003


الأجوبة النموذجية

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا استفسار الأخت أمّ عاصم - حفظها الله - فهو وجيه؛ وتعقيبها صحيح؛ ذلك لأنّه كان تمام السّؤال: القروء الثّلاثة، وكانت صيغته قبل تعديله: هذا نصّ عامّ، اذكر خمسة أحوال خُصّت من هذا العموم. فحدث الخلل مع التّعديل.
فأرجو من الجميع قبول المعذرة.
- أمّا سؤالها عن المطلّقة المتوفّى عنها زوجها، فهو أعمّ من أن يكون طلاقه لها عند مرض الموت، فيحتمل أنّه مات من غير مرض، كحادث ونحو ذلك.
حتّى ولو طلّقها في مرض الموت، فإنّها تعتدّ منه بأربعة أشهر وعشر، لنصّ الآية.
وإنّما سمّى العلماء طلاقه بطلاق الفارّ حفظا لحقّها في الميراث، فقالوا: لا يُعتدّ به فلا تمنع به من الميراث.
- أمّا سؤال الأخت المتوكّلة على الله - حفظها الله -، فمن أمثلة أحكام الرّواية ما جاء ذكره في مقابلة الرّواية: كعدم اشتراط العدد، والحرّية، والذّكورة، والتحمّل، وغير ذلك ممّا لم نذكره، وقد أوصلها الإمام السّيوطي رحمه الله في " تدريب الرّاوي " (1/282-284) إلى واحد وعشرين فرقا.
والله الموفّق لا ربّ سواه.