وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
فالأمر كما جاء ذكره في كلام الأخ أبي سلمى حفظه الله، وإن كنت مضيفا شيئا في هذا المقام فأقول:
إنّ المقرّر أنّ ما يقوله أو يفعله الصّحابة رضي الله عنهم زمن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يُنقل إنكاره لذلك، فدلّ على أنّه صواب.
وعليه، فإنّ قول أنس بن النّضر: ( إنّي لأجد ريح الجنّة قبل أحد ) حقّ، لإقرار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لكلامه، وعلمنا من ذلك أنّ الله قد يُكرم عبده بأن يشمّ ريح الجنّة.
بل يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (( كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ })).
أمّا غيره، فلا يمكنه أن يجزم بذلك، لأنّ الوحي الّذي يُقرّه على ذلك المعنى قد انقطع.
فالمسلم إذا وجد مثل ذلك وهو يقرأ القرآن مثلا، أو ما يجده النّاس من الشّهيد، يحملونه على التّفصيل الوارد في خوارق العادات:
أ) فإن كان من حدث له ذلك، من أهل الخير والاستقامة، فهي بُشرى وكرامة.
ب) ومن كان مسرفا على نفسِه، فهي له استدراج وندامة.
فأسأل الله أن يثبتنا وإيّاك على الخير وقراءة القرآن، وعلى وجوه البرّ والإحسان.