بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا وجعلنا وإياكم من خير من اصطفاهم بمغنم في هذا الشهر وفي هذه الأيام خير مغنم واعتق من النار وبلغ ليلة القدر وجمع له الله من كل خير وغفر لنا وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وكل المسلمين ، آمين

هذا سؤال من أخت أرسلته حتى أطرحه هنا وهي تنتظر الإجابة شاكرة لك

السؤال:ماحكم عدم حضور حفل زفاف أختي حتى لو أعلن والدي أن عدم حضوري
يغضبهم ليوم الدين علما أن عدم حضوري بسبب مخالفات شرعية باطنية كتحدث
أختي بالهاتف مع هذا الرجل الذي سيصبح زوجها بدون أي روابط شرعية ولن أحضر
كي يكون درس لأختي أن هذا حرام وعلما أن لي أخوات صغار لاأريد أن يحذو
حذوها ويعملوا مثلها ولاينبغي أن أفرح معها لأنها عصت الله وسبق وأن
نصحتها ولم تسمع لي ولقد حلفت أنها لو أخذت هذا الرجل لن أحضر لزفافها
.فما الحكم هنا شيخنا؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
وتقبّل الله منّا ومنكم، ومعذرة عن تأخّري في الإجابة عن هذا السّؤال.
فأنصحُك - أختي الكريمة - أن تكفّري عن يمينك، وأن تصِلي أختك؛ لأنّ المفاسد المتيقّنة المترتّبة عن عدم حضورك زفافها أكثر من المصلحة المتوهَّمة.
من جملة المفاسد: قطع العلاقة مع جميع أهلك.
وإغضاب والدك.
وأنّها ستتمادى في منكرات أخرى زيادةً على ما وقعت فيه.
فالهجر ضابطه تحقيق المصلحة المرجوّة، وإلاّ كان غير مستحبّ ولا مشروع.
وإنّ المسئول عن المنكر الّذي وقعت فيه أختك بالحديث مع هذا الرّجل هو والدُك، فهو الّذي بيده منعُها وزجرُها، أمّا أنت فما عليك إلاّ النّصح بالكلكمة الطيّبة والابتسامة الحانِية.
نعم، لو كان هجرُك لها سيُعيدها إلى رشدها، وكان خاليا من المفاسد المذكورة لكان خير علاجٍِ لها، أمّا والحالة أنّ معالم الحقّ والصّلاح غائبة، وألوية الفساد لجنودها جالبة، فلا أنصحك بهجرها.
ولعلّ في وصلك لها ما يُعِينها على التّوبة والاستغفار، وبناء بيتها على طاعة لله تبارك وتعالى.
والله الموفّق.