بسم الله الرحمان الرحيم
إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
نعم ما خلق الله هدا باطلا فكل شئ يدعوك للتدبر والتامل والتفكر في اسرارالكون وعظمة الخالق فمن حكمته وفضله سبحانه ان جعل في الدار الدنيا شواهد تذكرك بما اعده ليوم القيامة شواهد صادقه جليه ولكنها لاتؤتي أكلها الااذا وجدت اولي الالباب واصحاب القلوب الحيه المتاملين فيها
ولعل من اقوى البراهين واقربها دلالة وتذكر بالاخره ونارها الصيف وحره الشديد
أفرأيتم النار التي تورون )
( أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون
فمن منا لم يؤده حر الصيف ولم يسبب له الارهاق والتعب و يعيقه عن القيام بأعمال كثيرة ومن منا لم يتضايق من شدة الحر وسعى جاهدا بكل الوسائل للاحتماءمنه.ولكن من وقف مع نفسه وتدبر في امر هدا الحروتذكر نار جهنم ومن تسائل عن مصدر هدا الحر قليلون هم من يلتفتون الى هدا ويجمعون هدا بداك

(قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) التوبة 81
بكل تاكيد ان الاغلبيه لايتعدى تفكيرهم في مصدر تلك الحرارة افق الشمس الساطعه متغافلين عن حقيقة اخبرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام في كون

هذا الحرَ الذي نجده في الصيف إنما هو من فيح جهنم، أعاذنا الله وإياكم منها
اخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َقال : ( اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ،فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهْوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِير.
وعن أبي هريرة وابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري ومسلم .

قال الحافظ : قوله من فيح جهنم أي من سعة انتشارها وتنفسها ومنه مكان أفيح أي متسع وهذا كناية عن شدة استعارها وظاهره أن مثار وهج الحر في الأرض من فيح جهنم حقيقة .... فتح الباري ة 17
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال [color=olive]ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا والله إن كانت لكافية قال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها
لهذا قال بعض السلف:عجبا لمن اتقى حر الصيف في الدنيا، كيف لا يتقيه يوم القيامة باجتناب الذنوب

في الدنيا نحتاط للصيف ونعد له العدة من رحلات استجمام ومصايف ومكيفات ومبردات ومثلجات وكل مامن شانه ان يخفف عنا لهيب الشمس ولا ينغص علينا ايامناوراحتنا
تفر من الهجير وتتقيه فهلاً من جهنم قد فررتا
ولستَ تطيقُ أهونُها عذابًا ولو كنتَ الحديـدَ بِها لَذَبْتا
ولا تُنْكِرْ فإنَّ الأمرَ جـدٌّوليس كما حَسَبْتَ ولا ظَنَنْتا
متغافلين عن ماهو اعظم واشد نار جهنم المتأججه وكانه لم يمر بسمعهم قول الله تعالى
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ(26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ(27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ(28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ(29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ

إِذَا أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًاوَهِىَ تَفُورُ تكاد تميز من الغيظ –وقوله -
إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاًوَزَفِيرا
اذا لم تقوى على تحمل الم اصبع من اصابعك احترق بشمعة كيف لك ان تقوى على غيظها وهي في انتظار العصاةوكيف تغفل عنها ولاتحترز من الوقوع فيها وتستهين بالحال غير مدرك لاهوالها المستعره فيا خسرانهم من كانت النار هي ماواهم
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
فأولئك هم التعساء يتقلبون في أنواع العذاب ويعانون في جهنم مالا تطيقه الجبال، وما لا يتصوره عقل انسان
فطعام أهل النار الضريع والزقوم، وشرابهم الحميم والغسلين والغساق، قال - تعالى -: (ليس لهم طعام إلا من ضريع* لا يسمن ولا يغني من جوع) ، والضريع شوك بأرض الحجاز يقال له الشبرق.
وعن ابن عباس:
الشبرق: نبات ذو شوك لاطئ بالأرض، فإذا هاج سمي ضريعاً. وقال قتادة: من أضرع الطعام وأبشعه. وهذا الطعام الذي يأكله أهل النار لا يفيدهم، فلا يجدون لذة، ولا تنتفع به أجسادهم، فأكلهم له نوع من أنواع العذاب.
وقال - تعالى -: ([color=green]إن شجرت الزقوم*طعام الأثيم*كالمهل يغلي في البطون* كغلي الحميم) 6
وقد وصف شجرة الزقوم في آية أخرى فقال تعالى: [color=green]ذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ـ إنا جعلناها فتنة للظالمين ـ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ـ طلعها كأنه رءوس الشياطين ـ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ـ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )
الصافات: 62-68
و في موضع آخر قال تعالى: (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون* لأكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون* فشاربون عليه من الحميم* فشاربون شرب الهيم* هذا نزلهم يوم الدين) [الواقعة: 51-56].
ويؤخذ من هذه الآيات أن هذه الشجرة شجرة خبيثة، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه برؤوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم، ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها، إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفراً من الأكل منها إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي دردي الزيت، فيجدون لذلك الآماً مبرحة، فإذا بلغت الحال بهم هذا المبلغ اندفعوا إلى الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهى حره، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها، وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم قال الله تعالى: (وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم)
هذه هي ضيافتهم في ذلك اليوم العظيم، أعاذنا الله من حال أهل النار بمنه وكرمه
وإذا أكل أهل النار هذا الطعام الخبيث من الضريع والزقوم غصوا به لقبحه وخبثه وفساده يقول الله تعالى:(إن لدينا أنكالاً وجحيماً* وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليما) [المزمل: 12-13
] والطعام ذو الغصة هو الذي يغص به آكله، إذ يقف في حلقه.
وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - شناعة الزقوم وفظاعته، فقال: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا، لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه " رواه الترمذي.
ومن طعام أهل النار الغسلين، قال الله تعالى : (فليس لـه اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون)[الحاقة: 35-37]، وقال الله تعالى: (هذا فليذوقوه حميم وغساق* وآخر من شكله أزواج شرابهم فهو الحميم، قال الله تعالى: ([color=green]وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم) [محمد: 15]، وقال: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) [الكهف
: 29] وقال: ويسقى من ماء صديد* يتجرعه ولا
يكاد يسيغه 17
[color=green]فليذوقوه حميم وغساق) هذه الآيات أربعة أنواع من شراب اهل النارالاول وهو
[color=darkred]الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهى
حره، كما قال الله تعالى
(يطوفون بينهم وبين حميم آن) [الرحمن: 44]،
والـ (آن): هو الذي انتهى حره،وقال الله تعالى: (تسقى من عين آنية) [الغاشية: 5]، وهي التي انتهى حرها فليس بعدها حر.
النوع الثاني: الغساق، وقد مضى الحديث عنه، فإنه يذكر في مأكول أهل النار ومشروبهم.
والنوع الثالث: الصديد، وهو ما يسيل من لحم الكافر وجلده،
وفي . مسلم عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن على الله عهداً لمن شرب المسكرات ليسقيه طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار ".
الرابع: المهل.
وفي حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد والترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
في قوله:" كعكر الزيت، فإذا قرب وجهه سقطت فروة وجهه فيه ".
وقال ابن عباس: في تفسير المهل:
" غليظ كدردي الزيت ".

وهناك من أصحاب الذنوب من يطعمه الله جمر جهنم جزاء وفاقاًكما جاء في قوله
تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً) [النساء: 10].
وقال الله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) أما لباس أهل النار فقد أخبرنا الحق- تبارك وتعالى -أنه يُفصّل لأهل النار حلل من النار،
كما قال الله تعالى : [color=green](فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم) [الحج: 19].
وقال الله تعالى : (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد* سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم: 49].
والقطران: هو النحاس المذاب. وفي . مسلم
كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب
فتأملوا هذا الجزاء المشين، الذي يذهب بالالباب و يرعب النفوس، ويفزع القلوب وانظر إلى هؤلاء البؤساء في مشهدهم هذا، وهم يلعقون الضريع، والقيح، والغسلين، وألوان العذاب فوق رؤوسهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، إنه الخزي والندامة والحسرة والخسارةعلى ما فاتهم وما ضيعوه فى الحياة الدنيا .
فَيَا ساهِيا في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى
صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ
أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ
سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ
وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا
هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ
تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ
وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ
وَدَعْ عنكَ ما قد أحدثَ الناسُ بَعدَها
فمَرْتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ
يتلونون فى العذاب ويتجرعون الالام والويلات جزاءا بما كسبوا ولسان حالهم يقول ياليتى اهل الجنه ينعمون عليهم بما رزقهم الله في الجنه
{أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} الأعراف:50
ويصف الرسول عليه الصلاة والسلام النار واحوالها فيقول
اخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟
قُلْنَا :اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ :هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا
وقال عليه الصلاة والسلام



( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ)
واخرج الإمام مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلاَنِ و شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِى مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِى الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا ،وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا ).
وقوله


)
أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَة)
وهدا ابن الجوزي
يصف النار فيقول( هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد، بُدلت وضاءة وجوههم بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنُهم دائم فلا يفرحون، مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد، توبيخهم أعظم من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد، يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق، يا فضيحتهم بين الخلائق، أين كسبهم للحطام؟ أين سعيهم في اللآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام، ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد )
هده هي نار الاخره نار عظيمة ليست نار الدنيا على شدة حرها واستعارها، وعظيم لهبها وشررها إلا جزءاً يسيراً منها، فمن له الصبر عليها ومن يطيق الخلودا فيها فعجبا لمن يتجنب حر الدنيا ويتافف من عرقها وشعثها ويرمي بنفسه في الهاويه ولا يتدبر في الامر ويقلبه تقليبا في عقله عله يتفطن ويتدكر فتنفعه الدكرى.


من كان حين تصيب الشمس جبهته ... أو الغبار يخاف الشَّين والشعثا

ويألف الظل كي يُبقي بشاشته ... فسـوف يسكن يوماً راغماً جدثا

في ظـل مقفرة غبراء مظلمـة ... يطـيل تحت الثرى في غمها اللبثا

تجهــزي بجهـاز تبلغين به ... يا نفـس قبل الردى لم تُخلقي عبثا
روى الامام مسلم عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده رواه مسلم
فمن عاصمك يومها من حرك و عرقك واي مكيف او ساحل او بلد ينعشك يومها لا عاصم الاالله ولا منجي سواه وعلى قدر عطائك في الدنيا تنال الجزاء

[color=violet]أبصرت عيناك أهل الشقا ... سيقوا إلى النار وقد أحرقوا
شـرابهم المهـل في قعرها ... إذ خالفوا الرسل وما صدقوا
تقـول أخـراهم لأولاهم ... في لُجـج المهل وقد أغرقوا
قـد كنتموا خُوفِتمو حرها ... لكن من النيران لم تفـرقوا
وجـيء بالنيران مذمـومة ... شـرارها من حولها محـدق
وقيـل للنيران أن أحـرقي ... وقيل للخُـزَّان أن أطبقـو
تجمع عليك فى الصيف الحرين حر الفصل وحر جهنم ففي هدا الاخير تكثر المنكرات وينتشر الفساد وتضاع فيه الاوقات وكل يلقي بلائمته على الجو الساخن
فيستبيح الكثير من الناس بعض المعاصي
كالتهاون في الطاعات وتضيع الصلاوات
والسفر الى اماكن الشبهات والشهوات وارتياد الشواطئ التى فيها تكشف العورات وتنتهك الحرمات وايضاكثرة الحفلات والاعراس وما يصاحبها من مزامير الشياطين واختلاط وانتشار التعري وكشف ما ستره الشتاء من محاسن الاجساد
هدا لا يعني انه حرام او ممنوع ان تسعى الى الترويح عن نفسك وطلب الاستجمام بل هو مطلوب ولكن دون التعدي على حدود الله
ولا يوجد ماهو افضل من ان تتقفى اثر الصالحين فلهم تفكير خاص ومنهج رائع مكنهم من عبور جسر النار بسلام وامان فكانوا في الصيف اكثرقربا وخوفا من الله وعدابه وهده
طائفة من اخبارهم واحوالهم لتكون عبرة لمن يعتبر

فقد كان النفر للجهاد في الصيف من الطاعات المحببه للسلف الصالح لانه يعلمهم الصبر على شدة الحر كما قال تعالى عن المنافقين : ([color=green]وقالو لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون ) [التوبة / 81] و ايضا المشي إلى المساجد للجمع والجماعات وشهود الجنائز ونحوها من الطاعات ، والجلوس في الشمس لانتظار ذلك حيث لا يوجد ظل.ومما يدكر من اخبارهم ان يوم الجمعة كان يذكرهم بمشهد يوم العرض العظيم
فكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار ، فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة ، ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ؛ قاله ابن مسعود رضي الله عنه ، وتلا قوله تعالى : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً) [الفرقان / 24]


في الصحيحين: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة. و في رواية: أن ذلك كان في شهر رمضان.



وخرج ذات يوم ابن عمر في سفر معه بعض أصحابه، فوضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعٍ، فدعوه إلى أن يأكل معهم، فقال: إني صائم، فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟! فقال: أُبادر أيامي هذه الخالية
عجب منه ابن عمر، فقال له ابن عمر: هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه، ونعطيك ثمنها، قال: إنها ليست لي إنها لمولاي، قال: فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب؟ فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول: فأين الله؟ فلم يزل ابن عمر يردد كلمته هذه، فلما قدم المدينة بعث إلى سيد الراعي فاشترى منه الراعي والغنم، فأعتق الراعي وهب له الغنم.
قال الحسن: كان عمر توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول: يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر؟
ويمرَّ ابن مسعود بالحدادين وقد أخرجوا حديداً من النار فوقف ينظر إليه ويبكي. وروي عنه أنه مر على الذين ينفخون الكير فسقط.
وكان أويس يقف على الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط. وكذلك الربيع بن خيثم.. وكان كثير من السلف يخرجون إلى الحدادين ينظرون إلى ما يصنعون بالحديد فيبكون ويتعوذون بالله من النار ورأى عطاء السليمي امرأة قد سجرت تنورها فغشي عليه.و كان الأخنف بن قيس يجيء إلى المصباح فيضع إصبعيه فيه ويقول: حس، ثم يعاتب نفسه على ذنوبه.

ويذكر انه خرج رجل من السلف للجمعة فوجد الناس قد سبقوه إلى الظل فقعد في الشمس فناداه رجل من الظل أن يدخل إليه فأبى أن يتخطى الناس لذلك ثم تلا : { ... وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17
و مما يُضاعَف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام؛ لما فيه من ظمأ الهواجر.

وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور
لهذا كان كثير من السلف الصالح يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، فقد روي ذلك عن ابن مسعود وغيره ، وروي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، ووصى عمر -رضي الله عنه- عند موته ابنه عبد الله فقال له: عليك بخصال الإيمان، وسمى أولها: الصوم في شدة الحر في الصيف، قال القاسم بن محمد: كانت عائشه رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد، قيل له: ما حملها على ذلك؟ قال: كانت تبادر الموت.و كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد، تشير الى انها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم. وهذا من علو الهمة.
ونزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة، فدعا الأمير بغدائه ورأى أعرابياً فدعاه إلى الغداء معه، فقال: دعاني من هو خير منك فأجبته، قال ومن هو؟ قال: الله -تعالى- دعاني إلى الصيام فصمت، قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم صمت ليوم أشد منه حراً، قال: فافطر وصم غداً، قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد! قال: ليس ذلك إليَّ، قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه؟!
قال أبو هريرة: "نعم البيتُ الحمام، يدخله المؤمن فيزيل به الدرن، ويستعيذ بالله فيه من النار".
كان السلف يذكرون النار بدخول الحمام فيحدث لهم ذلك عبادة.. دخل ابن وهب الحمام فسمع تالياً يتلو: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} فغشي عليه غافر:47. .

وصب بعض الصالحين على رأسه ماءً من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال: ذكرت قوله -تعالى-: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} الحج:19 ولما مرض معاذ بي جبل مَرَضَ وفاته قال في الليلة التي تُوفي فيها: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت، حبيبًا جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أُحبُّ البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدةِ الليل ومزاحمةِ العلماء بالركب عند حِلَقِ الذكر
قال الحسن: تقول الحوراء لولي الله وهو متكىء معها على نهر الخمر في الجنة تعاطيه الكأس في أنعم عيشه: أتدري أي يوم زوجنيك الله؟ إنه نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك..
وكان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح بالليل ثم يقول : حس، حس, ثم يقول : يا حنيف؛ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟! ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟!( يذكِّر نفسَه بأخطائه وعثراته).

سبحان الله كانت قلوبهم نقيه طاهرة فعرفوا طريق الله
وإن الذي لم يغل صيفًا دماغه وجدّك لا تغلي شتاء قدورهُ
كذلك مقسوم المعايش في الورى بسعي ورعي تستبين أمورهُ




كانو يكثرون من الصيام في الصيف لعظيم أجره وثوابه ولانهم يدركون أن حر الصيف هو نفس من أنفاس جهنم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم ) وانه عندما يشتهي الصائم الماء البارد وهو عطشان يتذكر حال أهل النار عندما ينادون أهل الجنة ( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) فالصيام من الطاعات التي يُضاعَف ثوابها في شدة الحر لما فيه من ظمأ الهواجر. ولهدا كان جزاء الصائمون لله في الحر على العطش والظمأ باباً من أبواب الجنة وهو باب الريان، من دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ بعدها أبداً، فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم.




اولائك هم الفائزون بنعيم الجنه المقربون من الرحمان

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة؛ فيصبغ في النار صبغة. ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط؟ هل مرّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب!. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة؛ فيصبغ صبغة في الجنة. فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يارب! ما مر بي بؤس قط. ولا رأيت شدة قط»." مسلم.
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث يحثّ على مراعاة العواقب، فإن التعب إذا أُعقب بالراحة هان، والراحة إذا أثمرت النّصب فليست راحة، فالعاقل من نظر في المآل لا في عاجل الحال،.".
- عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

وكأن ابن الجوزي يتحدث عن هؤولاء القوم فحقا قد فقهوا هدا المعنى جيدا عرفوا الله فاتقوه وكانت حياتهم بين الخوف الرجاء وبين الزهد والطمع
فاينا السائرون على هدا الدرب واين الخائفون الاملون في جنة عرضها السموات والارض ليعتبروا
فنسأل الله العلي القدير ان يبصر عقولنا لتدبر اياته و أن يجنبنا نار جهنم، وأن يحرِّمهاَ على وجوهنا
اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.