الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

  رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود أبو عبد البر

avatar

عدد الرسائل :
10

تاريخ التسجيل :
08/05/2011


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالأحد 8 مايو 2011 - 16:45

رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته



الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وبعد:
هذه ملاحظات عامة قد سجلتها على مقالات الكاتب الصادق سلايمية التي كتبها على صفحات جريدة البصائر أعداد شهر نوفمبر وديسمبر2010م ، لم أقصد بها جمع كل ما أنكره مما كتب ولكن أقصد بها التوضيح للقراء أن الكاتب لا يتحلى بالنزاهة العلمية التي تجعله مصدرا موثوقا للمعلومة العامة فضلا عن المعلومة الدينية، وقد كنت كتبت قبل هذا مقالا مطولا في الرد على بعض المزاعم جاء بها في مقالات كتبها في أعداد شهر سبتمبر وأكتوبر من نفس السنة، غير أن القائمين على جريدة البصائر رأوا الصواب في عدم نشرها، بعد أن وعدوا بنشر الرد، وأرجوا أن لا يكون السبب مشايعتهم للكاتب على ما يكتب رغم أن ذلك هو الظاهر في القضية، ورحم الله ابن باديس كيف لو عاش ليرى أن جمعيته صارت رافضية.
ولذلك رأيت أن أجمع لكم بين ما كتبته في المقال السابق مع ما اجتمع عندي من ملاحظة لاحقة بعده، فأقول وبالله التوفيق:

إن معاوية رضي الله عنه ستر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه؛ كما شاهدنا هذا واقعًا من بعض أهل الأهواء؛ حيث ينتقلون من الطعن فيه إلى الطعن في غيره من كبار الصحابة؛ كأبي بكر وعمر وعثمان، وطلحة والزبير وعائشة –رضي الله عنهم- وغيرهم، وصاحبنا الإخواني المتبصر –على حسب تعبير الروافض- سالك في طريق أسلافه، ومصيبة الشيعة المساكين أنه لا يتبصر لهم إلا الحمقى -وسأثبت لك ذلك- وعلى كل المرء لا يمكن أن يكون شيعيا إلا إن كان أحمقا.
الصادق سلايمية يشتكي من ظاهرة التكفير المنتشرة –فيما زعم- في أوساط السلفيين، ثم تراه يكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينسبهم إلى النفاق هم ومن ترضى عليهم.
ويأخذه العجب بعقله وعلمه فيتجرأ على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وتراه يرد ما شاء منه بهواه لأنه بزعمه يخالف صريح القرآن، وهو مع ذلك يخوض في تصحيح الأحاديث وتضعيفها ويرد على العلماء ويشنع عليهم وينسبهم إلى الهوى في تصحيح أحاديث ضعيفة، كل هذا وهو لا يحسن تخريج حديث من صحيح البخاري.
ويحدثك عن المنهج العلمي الرصين، ثم تجده يكذب في النقل عمن يرد عليهم.
قال الكاتب:"وهذا دليل على أن كل من سبه وبخاصة على المنابر طوال 80 سنة بأمر من معاوية وكل من رضي بذلك السب وكل من يترضى عنهم هو من المنافقين حسب الحديث الشريف المذكور". وقال –ردا على معارضه-: "...وهل إجلال أهل البيت وتقديرهم حسب تأويلك لحديث العترة هو لعنهم من على المنابر طوال عصر معاوية ومن جاء بعده الذي أنت تترضى عنه".
فانظر أيها القارئ الكريم كيف يرمي هذا المتعالم صحابة رسول الله بالنفاق والكفر، لأنهم أمروا ورضوا بسب علي رضي الله عنه -على ما زعم- ويسحب حكمه هذا على كل من ترضى عنهم ثم يلبس على الخلق بادعاء التبرم من التكفير الذي نسبه إلى أتباع ابن تيمية حين قال: "وهب أن جمعية العلماء مالكية خالصة ألم يقل هؤلاء المتمسحون بالسلف عن إمام المذهب إنه الإمام الهالك وليس الإمام مالك؟

إن ما يدحض أقوال الدكتور في ما ذهب إليه حول جمعية العلماء هو أن الجمعية فيها الإباضي وهو المذهب الذي يكفره السلفيون ويكفرون كل أبناء المذاهب الأخرى من أشاعرة ومعتزلة وشيعة علما أن أغلبية السنة أشاعرة وقد كفرهم ابن تيمية في كتابه "بيان تلبيس الجهمية""
والجواب؛ أن الكذب يتقنه أي أحد، فمن من العلماء السلفيين وصف مالكا بما ادعى الكاتب؟ وأنّى يكون ذلك وقد قال فيهم الشيخ أبو يعلي الزواوي –رحمه الله وهو من شيوخ جمعية العلماء- في جريدة " الصراط السوي "، العدد 6، 7/ رجب 1352 هـ / أكتوبر 1933 م، ص 7: " وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة ... وزيادة على ذلك -لما أننا مالكيون- فهم فيغاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام -رحمه الله-، وبأنه عالم المدينة وأنغالب حججهم قال مالك،"
وأما نسبة التكفير لابن تيمية فباطل وبهتان وأنّى يكون ذلك وقد قال رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية 5/239: "...وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفر المخطئين فيها، وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع الذين يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم كالخوارج والمعتزلة والجهمية ووقع ذلك في كثير من أتباع الأئمة كبعض أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وقد يسلكون في التكفير ذلك فمنهم من يكفر أهل البدع مطلقا ثم يجعل كل من خرج عما هو عليه من أهل البدع وهذا بعينه قول الخوارج والمعتزلة الجهمية وهذا القول أيضا يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة وليس هو قول الأئمة الأربعة ولا غيرهم وليس فيهم من كفر كل مبتدع بل المنقولات الصريحة عنهم تناقض ذلك ولكن قد ينقل عن أحدهم أنه كفر من قال بعض الأقوال ويكون مقصوده أن هذا القول كفر ليحذر ولا يلزم إذا كان القول كفرا أن يكفر كل من قاله مع الجهل والتأويل فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه وذلك له شروط وموانع كما بسطناه في موضعه "
ثم هب أن نسبة تكفير أهل المقالات ثابتة في حق ابن تيمية فمن أعظم ءَآتكفير هؤلاء أم تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الإمام مالك رحمه الله: " إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون" رسالة في سب الصحابة، عن الصارم المسلول ص580. وقال الإمام أحمد رحمه الله : " إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام ". البداية والنهاية 8/142. وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله: "لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين" . الإمامة لأبي نعيم 376.
وأما اتهام معاوية رضي الله عنه بالأمر بسب علي رضي الله عنه على المنابر فإنه لا يثبت بحال ولبيان ذلك أنقل لكم بتصرف مني، بحثا للشيخ سليمان بن صالح الخراشي "كذبتان سياسيتان على معاوية - رضي الله عنه - (مع تفنيدهما)،
والناظر يجد أن أصل التهمة بنيت على أدلة تنقسم إلى قسمين.
1- أحاديث صحيحة لا تدل على الدعوى.
2- روايات تاريخية تحوي هذه التهمة، لكن دون إسناد!
فأما القسم الأول؛ فهو ثلاثة أدلة :
الأول: ما أخرجه مسلم في صحيحه " باب فضائل علي " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: "أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسُبّهُ، ...الحديث " صحيح مسلم،4/1871.
قال النووي شارحًا هذا الحديث: " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ" شرح صحيح مسلم 15/175.
الثاني: حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال: استُعمل على المدينة رجلٌ من آل مروان، قال: فدعا سهلَ بن سعد فأمره أن يشتم عليًّا، قال : فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت فقل:لعن الله أبا تراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها " أخرجه مسلم 2409.
فيقال عنه : ُيطالب المدعي بإثبات أن الرجل الذي دعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً هو معاوية! ولفظ الأثر: "رجل من آل مروان"، وليس فيه ذكرٌ لمعاوية؛ فلا يليق بمسلم أن يلومه بجريرة غيره؛كما قيل:

غيري جنى وأنا المعذب فيكــمُ *** فــكأنـني سبابــة المتـندم!

الثالث: أثر عبدالرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي، فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأبوبكر في الجنة، وعمر في الجنة ... الحديث" نظر : السنة لابن أبي عاصم، تحقيق الدكتور باسم الجوابرة 2/949 وما بعدها.
ولا أدري ما علاقة هذا بمعاوية – رضي الله عنه - ؟!
قلت (الخراشي): لاينبغي لمسلم أن يؤاخذ بصنيع غيره، وإلا كنا من الظالمين. وقد عُلم – أيضًا– أن السب واللعن ليس بأعظم من القتال الذي جرى، وقد وقع من الطرفين – رضي الله عن الجميع -، فمثل هذا يطوى ولا يروى، أو يُتخذ دينًا أو شماعة للطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الإقرار بأنهم بشر ليسوا بمعصومين، يعتريهم ما يعتري البشر .
وأما القسم الثاني؛
فحكايات وأخبار يتناقلها المؤرخون وأهل الأدب دون خطام ولا زمام. وهؤلاء أغلبهم "حطبة ليل" كما بين العلماء، يقول الشيخ الألوسي – رحمه الله – في كتابه " صب العذاب على من سب الأصحاب "ص 421: " وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف، وأكثرهم حاطب ليل، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا، مما لا يليق بشأن عاقل، فضلا عن فاضل".
فممن نقلوا هذه الأكذوبة الشيعية في مصنفاتهم:
الطبري في تاريخه 5/113 من طريق أبي مخنف بن لوط "الشيعي الساقط" عند ذكر قصة التحكيم المكذوبة، قال ابن كثير بعد ذكرها في "البداية والنهاية" 7/295: "ولا يصح هذا".، والطبري قد أبرأ ذمته يرحمه الله بقوله في مقدمة تاريخه : " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة، ولامعنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبلنا، وإنما أتي من قِبل بعض ناقليه إلينا، وأنّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا" .
قلت (أبو عبد البر): وهذه الحكاية -التي في الطبري- فيها خبر اللعن من الجانبين، وأن البادئ هو علي رضي الله عنه فهي حجة لهم لا عليهم والحمد لله أن أهل السنة يشهدون ببطلان هذه القصة، ويترضون عن الجميع .
وعن الطبري تداول هذه الحكاية بعض المؤرخين الذين صرحوا في مقدمات كتبهم اعتمادهم عليه؛ كالمسعودي ينظر مقدمة تاريخه 1/15، وابن الأثير ينظر مقدمة تاريخه 1/3.
ثم تفنن من بعدهم من مؤرخي الشيعة وغيرهم من الفرق الضالة أعداء الصحابة؛ كالمعتزلة والخوارج في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها، وأنها استمرت يُعمل بها عشرات السنين على منابر المسلمين!! دون أن ينكرها أحد! إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فأبطلها.
انظر على سبيل المثال: "مروج الذهب" للمسعودي 3/41-42، و"شرح نهج البلاغة" للشيعي المعتزلي ابن أبي الحديد 1/778-790، و"الرد على الإمامية" للجاحظ (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) و"الأحداث" للمدائني، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (انظر النصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98)، وغيرهم .
ثم تلقفها من هؤلاء: بعض المؤرخين والكتاب المعاصرين ممن لا يفرق بين الغث والسمين، أو كان ذا نوايا سيئة.
غير أن الذي لا يعلمه الناس أن كثيرا من العلماء والكتّاب ردوا هذه الفرية ومنهم:
الشيخ الألوسي – رحمه الله – في كتابه " صب العذاب على من سب الأصحاب "ص 421، الشيخ محمد العربي التباني في "تحذير العبقري من محاضرات الخضري" 2/198،2/299-300. الشيخ محمود الزعبي في "البينات في الرد على أباطيل المراجعات"ص 35. الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في كتابه "نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات"ص 194. انتهي كلام الشيخ سليمان.
قلت: فهل من العدل والإنصاف والعقل والمنهج العلمي الرصين أن يعاقب الناس بالظنون وقد جاء الشارع بدرء الحدود بالشبهات فضلا أن يكفروا ويحكم عليهم بالخلود في النار بناء على قصص مشبوهة وفهم أعرج.
قال الكاتب: "بل من صنوف هذا النقل المنسوب إلى الرسول الأعظم والرسول منه بريء "أنه هم بإلقاء نفسه من شاهق"، وقد نذرت نفسي أن أحارب بدون هوادة هذا المنهج الضال الذي ينتسب الكثير من مروجيه لأهل العلم والعلم منهم بريء".
ووفاءً بهذا النذر راح الكاتب يخوض في تضعيف حديث "كتاب الله وسنتي"، وانتفخ ورد على ابن عبد البر والحاكم النيسابوري والألباني –رحمهم الله- وراح يتوعدهم بالعذاب يوم القيامة لتصحيحهم أحاديث ضعيفة، ثم ماذا؟ كل هذا العلم الجم وصاحبنا يجهل أن قصة التردي لا يستقيم في المنهج العلمي الرصين –الذي يدعيه- أن تنسب إلى صحيح البخاري لأنها من معلقاته، وهذه المعلقات تكلم فيها علماء الحديث قديما وحديثا، وهي مما يُعرف حكمه عند صغار طلبة الحديث.
وأما قصة التردي فقال فيها الإمام الألباني رحمه الله في كتابه "دفاع عن الحديث النبوي والسيرة" صفحة 40: " قال -يعني البوطي في فقه السيرة 1/ 55- : "وجزع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ذلك جزعا عظيما حتى أنه كان يحاول - كما يروي الإمام البخاري - أن يتردى من شواهق الجبال"
قلت (الألباني): هذا العزو للبخاري خطأ فاحش ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري وليس كذلك".
إلى أن قال: "قلت: وهذا مما غفل عنه الدكتور أو جهله فظن أن كل حرف في صحيح البخاري هو على شرطه في الصحة ولعله لا يفرق بين الحديث المسند فيه والمعلق كما لم يفرق بين الحديث الموصول فيه والحديث المرسل الذي جاء فيه عرضا كحديث عائشة هذا الذي جاءت في آخره هذه الزيادة المرسلة واعلم أن هذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها كما بينته في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 4858 وأشرت إلى ذلك في التعليق على مختصري لصحيح البخاري1/5 يسر الله تمام طبعه .
وإذا عرفت عدم ثبوت هذه الزيادة فلنا الحق أن نقول إنها زيادة منكرة من حيث المعنى لأنه لا يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم المعصوم أن يحاول قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع له على ذلك وهو القائل: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا" أخرجه الشيخان وغيرهما وقد خرجته في تخريج الحلال والحرام برقم 447 ". أهـ.
قلت: فهل يليق بمن لا يعرف مبادئ علم الحديث أن ينتصب لتصحيح الأحاديث وتضعيفها، ورحم الله ابن حجر حين قال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
قال الكاتب: "ويستشهد في منهاج السنة بأحاديث في فضل الخلفاء الراشدين الثلاثة دون ذكر الإمام علي لأنه كما قال في منهاج السنة كان مخذولا أينما اتجه وكان أصحابه يسبونه ويلعنونه ولم يورد ابن تيمية الحديث الشريف الصحيح الذي يقول فيه المصطفى لعلي "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"وهذا دليل على أن كل من سبه وبخاصة على المنابر طوال 80 سنة بأمر من معاوية وكل من رضي بذلك السب وكل من يترضى عنهم هو من المنافقين حسب الحديث الشريف المذكور ". وقال: "وهذا دليل على أنه – يعني الدكتور حمحامي- لم يقرأ لابن تيمية منهاج السنة أصلا ويدافع عنه بمنطق الإمام المعصوم".
قلت: وأما صاحبنا فإما أنه لم يقرأ هو أيضا كتاب منهاج السنة؛ فلم عير صاحبه أنه يدافع عن شيخ الإسلام دون أن يقرأ كتبه؟ وإما أنه قرأ منهاج السنة غير أنه لا يستحي من الكذب على خصومه، وهذا من أمارات المنهج العلمي الرصين عنده.
فالذي نسبه الكاتب لشيخ الإسلام رحمه الله من أنه قال عن علي رضي الله عنه أنه كان مخذولا أينما اتجه وكان أصحابه يسبونه ويلعنونه، محض كذب وافتراء، وما خطته يمين شيخ الإسلام في كتاب منهاج السنة بل هو جزء من نص طويل نقله ابن حجر رحمه الله في الدرر الكامنة عن الأقشهري - هذا إن كان الكاتب نقله عن الدرر الكامنة-، وهو جزء من كلام طويل تضمن مدحاً لابن تيمية، وذماً له، وكذباً عليه. لكن الكاتب اكتفى بنقل الكذب فقط!!، ثم إن ابن حجر لم يذكره على سبيل التقرير، بل هو سرد وحكاية لما تعرض له ابن تيمية من الأذى من خصومه ومعارضيه، من التعصب والكذب والافتراء.
وأما حديث "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" فقد قال فيه الحافظ في الفتح 1/63: "وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين. قال صاحب المفهم : وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم لبعض فذاك من غير هذه الجهة، بل الأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام : للمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد والله أعلم" أهـ. هذا الذي فهمه أهل العلم من الحديث، والكاتب ليس منهم قطعا، فإذا انضاف إلى ذلك أنه قد ظهر مما قلت لك أنه بنا حكمه على واقعة ليست إلا في ذهنه وذهن من شايعهم من الرافضة بان لك بُعد ما بينه وبين الحق والله الموفق.
قلت: ثم إن كتاب منهاج السنة النبوية قد كتبه شيخ الإسلام رحمه الله ردا على ابن المطهر الحلي الذي غلا في آل البيت ونسبهم إلى العصمة ولا أدري لماذا يكون إيراد هذا الحديث من عدمه ميزانا لموقف شيخ الإسلام من آل البيت.
والذي قرأ الكتاب يعلم" أن الذي اختاره شيخ الإسلام في مواجهة أكاذيب الروافض وغلوهم المستطير هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من الخوارج والنواصب، أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف المقابل له، ليخرج من بينهما الرأي الصحيح الوسط .
فكلما قال الرافضي شبهة أو طعناً في أحد الخلفاء الثلاثة – أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب والخوارج في علي رضي الله عنه .
فهذه (حيلة) ذكية من شيخ الإسلام ضرب بها النواصب بالروافض ليسلم من شرهم جميعاً، وهذا منهجه في الرد، فقد أجرى – مثلا- مقارنة بين موسى وعيسى – عليهما السلام – وبين محمد صلى الله عليه وسلم وذلك رداً على اليهود والنصارى الذين يؤمنون بموسى وعيسى – عليهما السلام - ولا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقال: " فما من مطعن من مطاعن أعداء الأنبياء يطعن على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ويمكن توجيه ذلك الطعن وأعظم منه على موسى وعيسى -عليهما السلام-". وهو في ذلك متبع هدي العلماء كما روي عن القاضي أبي بكر بن الطيب لما أرسله المسلمون إلى ملك النصارى بالقسطنطينية فجلس وكلموه أراد بعضهم القدح في المسلمين، فقال لـه: ما قيل في عائشة امرأة نبيكم؟ يريد إظهار قول الإفك الذي يقوله من يقوله من الرافضة أيضاً، فقال القاضي: اثنتان قدح فيهما ورميتا بالزنا إفكا وكذباً: عائشة ومريم، وعائشة لم تأت بولد مع أنه كان لها زوج فأبهت النصارى." سليمان بن صالح الخراشي، ابن تيمية لم يكن ناصبيا، بتصرف.
وإلا فإن شيخ الإسلام قد قال في منهاج السنة4/395: "والحب لعليّ وترك قتاله خير بإجماع أهل السنة من بغضه وقتاله، وهم متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب، ولكن لكل مقام مقال". هذا في كتابه "منهاج السنة " الذي يدعي خصومة أنه تنقصه فيه، وما كان لمثل شيخ الإسلام أن يتناقض قوله لا سيما في كتاب واحد، ولولا خشية الإطالة لنقلت لك نصوصا لا تحصر في رد هذه الفرية الصلعاء على شيخ الإسلام وأنه كان ناصبيا أو من أتباع المنهج الأموي وإن كنت في نفسي أجهل ما هو المنهج الأموي.
قال الكاتب: " كان موقف عبد المؤمن بن علي من هذه الفتوى هو ألا يدفن صاحبها في مقابر المسلمين فهل للدكتور الشجاعة أن يقول لنا أين دفن صاحب العواصم من القواصم حين مات". اهـ
قلت: وكتاب العواصم من القواصم كان الشيخ ابن باديس رحمه الله أول من حققه وطبعه وأخرجه للناس ومما قاله في التعريف بالإمام ابن العربي صاحب الكتاب، "قد كتب هذا الإمام في علوم الإسلام الكتب الممتعة الواسعة وسار فيها كلها على خطة البحث والتحقيق والنظر والاستدلال بعلم صحيح وفكر ثاقب وعارضة واسعة وعبارة راقية في البلاغة وأسلوب حلو جذاب في التعبير. وهذا كتاب ( العواصم من القواصم ) من آخر ما ألف قد سار فيه على تلك الخطة، وجمع فيه على صغر حجمه بين سائر كتبه العلمية فوائد جمة وعلوماً كثيرة،فتعرض فيه لآراء في العلم باطلة، وعقائد في الدين ضالة، وسماها قواصم،وأعقبهابالآراء الصحيحة والعقائد الحقةالمؤيدة بأدلتها النقلية، و براهينها العقلية المزيفة لتلك الآراء والمبطلة لتلك العقائدوسماها عواصم، فانتظم ذالك مناظرة السفسطائيين والطبائعيين والإلهيين، ومناظرة الباطنية والحلولية، وأرباب الإشارات من غلاة الصوفيةوظاهرية العقائد، وظاهرية الإحكام، وغلاة الشيعة والفرقة المتعصبة للأشخاص باسم الإسلام" ابن باديس حياته وآثاره؛ 4/129.
وأما عبد المؤمن الذي كفر ابن العربي فهو عبد المؤمن بن علي الكومي أول سلاطين الموحدين، تلميذ ابن تومرت الخارجي الذي ادعى العصمة والمهدوية وشايعه على ذلك عبد المؤمن هذا، وامتحنَ الناس على القول بعصمة ابن تومرت والإقرار بمهدويته وقتل من خالفه على ذلك، وكفر هو وشيخه عموم المسلمين بدعوى أنهم مجسمة، وقتلوا الآلاف وسبوا نسائهم في الحرب على دولة المرابطين، وكان ممن قتله عبد المؤمن في فتنته القاضي عياض اليحصبي رحمه الله.
ولما كان أمر عبد المؤمن بن علي يخفى على كثير من القراء بينت حاله، وتركت الحرية للقارئ أيأخذ شهادته في ابن العربي –وشهادة الكاتب- أم يأخذ بشاهدة ابن باديس -رحمه الله-.
قال الكاتب: "وإذا تعارض الحديث الشريف مع العقل ومع القرآن فالحكم برده أولى لأن القرآن فوق الجميع والعقل هو الكفة الثانية التي تقابل كفة القرآن في ذلك الميزان". وقال: "فمثلا الشيعة تقول أن الرسول دخل بأم المؤمنين عائشة وعمرها ما بين 14 و17 سنة ومصادر السنة تقول 9 سنين فالمنطق والعقل والصواب مع الرأي الأول، وليتهمني بالتشيع الدكتور الحمحامي ما دمت غير مضطرب في عقلي وغير مرتاب في نقلي". أهـ
قلت: انظر بعد كل الذي نقلت لك إلى جراءته واعتداده بعقله وعلمه الذي بينا من حاله ما سبق ثم انظر إلى قول مالك مع رجاحة عقله وغزارة علمه: "قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تم هذا الأمر واستكمل، فينبغي أن تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يتبع الرأي، فإنه متى اتبع الرأي، جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك، فاتبعته، فكلما غلبه رجل اتبعته، أرى أن هذا بعد لم يتم" الاعتصام للشاطبي ص375.
قال شيخ الإسلام: " وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله، ولا قياسه ولا وَجْدِه"، إلى أن يقول: "فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط: قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلا عن أن يقول: فيجب تقديم العقل، والنقل – يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين- إما أن يفوض، وإما أن يؤول" شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي، 1/156.
وأما من نرد عليه فيصدق فيه قول الشاطبي في وصفه وأمثاله: "وحاصل ما عولوا عليه تحكيم العقول المجردة، فشركوها مع الشرع في التحسين والتقبيح، و قصروا أفعال الله على ما ظهر لهم، ووجهوا عليها أحكام العقل، فقالوا: يجب على الله كذا، ولا يجوز أن يفعل كذا، فجعلوه محكوما عليه كسائر المكلفين، ومنهم من لم يبلغ هذا المقدار، بل استحسن شيئا يفعله، واستقبح آخر، وألحقها بالمشروعات.
ولكن الجميع بقوا على تحكيم العقول، ولو وقفوا هنالك، لكانت الداهية على عظمها أيسر، ولكنهم تجاوزوا هذه الحدود كلها، إلى أن نصبوا المحاربة لله ورسوله، باعتراضهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وادعائهم عليها من التناقض والاختلاف ومنافاة العقول وفساد النظر ما هم له أهل" الاعتصام، ص447. أهـ
وليرحمنا الله عز وجل فنحن لا نملك عقلا كعقل الكاتب، ولذلك فعقلي لا يسعفني أن أجعله في كفة وأجعل القرآن في كفة أخرى، وأرمي بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم –فداه أبي وأمي- عرض الحائط فأصدقه في نقل القرآن ثم أكذبه في كلامه، وهو فوق ذلك لا يسعفني أن أرى أنه من المنطق والعقل والصواب أن أدع نقل العدل الضابط عن العدل الضابط وأستعيض عن ذلك بخبر لقيط لا أدري مصدره، لأنه في نظر من لا عقل له موافق للمنطق والعقل والصواب، وأسأل الله أن يأتي من يحدث الكاتب أن عائشة تزوجت وعمرها 18 سنة حتى يكون ذلك موافقا للمنطق والعقل والصواب والقوانين الدولية.
وميزان الكاتب الذي تحدث عنه عجيب حين يهمل السنة من دون سبب، والذي يعلمه الناس أنها وصلت إلينا سماعا كما وصل إلينا القرآن سماعا، فردها بالعقل يستوجب رد القرآن بالعقل لأنهما وصلا من طريق واحد، وإن قال إن الله تعهد بحفظ القرآن قلنا هذه الآية بلغتنا كذلك بالنقل، وأما رد السنة إن خالفت القرآن –بزعمه- فيستوجب منه رد القرآن إذا خالف بعضه بعضا بادي الرأي لأن العلة واحدة وطريق التلقي واحد، فلا مجال للتفريق، وقد ضرب صاحب الإعتصام 10 أمثلة يظهر للقارئ بادي الرأي أن القرآن يضرب بعضه بعضا فيها ودل على مذهب أهل العلم في التوفيق بينها، ومذهب أهل الزيغ في التخبط فيها.
ولذلك من أمثلة تخبطات عقل الكاتب رده لحديث البخاري "أيما رجل سببته....الحديث" بزعم أن الأنبياء معصومون ولا يجوز عليهم سب الناس –بفهمه هو لمعنى السب- ، وهو بمذهبه هذا يرد بعض القرآن الذي قص علينا رمي موسى للألواح التي كتب فيها التوراة كلام الله، لأن العلة واحدة فهذا نقل وهذا نقل، وهذا نبي معصوم وهذا نبي معصوم، ورمي كلام الله لا يجوز على المعصومين وهذه وتلك تخالف عقله الكبير.
قال الكاتب أن المقدسي كان يلعن معاوية رضي الله عنه.
والجواب: إن قصد بذلك موفق الدين أو عبد الغني رحمهما الله فهذا كذب وافتراء، وعليه أن يتهيأ لخصومتهما يوم العرض على الديان، وإن قصد آخر لا نعرفه، فهذا تدليسمنه لأن لقب المقدسي إذا ذكر مجردا من الإضافة انصرف إلى أحدهما، فإن لم يقصدهما وجب عليه تبيين ذلك بذكر اسمه، وهذا من المنهج العلمي الرصين.
وقال الكاتب أن الشوكاني كان يلعن معاوية رضي الله عنه
والجواب: أما الشوكاني رحمه الله فالذي في الطبعات القديمة لنيل الأوطار ليس من كلامه بل مما أضيف إليه، ومع صدور الطبعةالجديدة من كتاب"نيل الأوطار"بتحقيقمحمد صبحي حلاقتبين أن الأمر بخلاف ذلك! فقدأبطل حلاق هذه التهمة، بالرجوع إلى صور المخطوطات المعتمدة في التحقيق ومنها نسخةكُتبت بخط الشوكاني نفسه، ونسخة أخرى كُتبت بخط أحد تلاميذه – الدلواني- فتبين عدم وجود "اللعن" في هذه النسخ، وهناك طبعة أخرى ليس فيها اللعن وهي طبعةدار الكلم الطيب – دمشق،وتوزيعدار المغني – الرياض، والموجود في الطبعات السابقة لفظة لعنهم الله مضافة إلى معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد بدلا من لعنهما الله دليل على غباء وجهل من أضاف اللعن. وإلا فإن كلام الشوكاني في الترضي على الصحابة ومعاوية رضي الله عنه معروف، وله رسالة بعنوان "الأجوبة الشوكـانية على الأسئلة الحـفظية" دافع فيها عن معاوية رضي الله عنه بل قد صرح بالترضي عنه في كتاب نيل الأوطار نفسه ج7/ص131 الناشر دار الجيل سنة النشر 1973، فهل يعقل أن يناقض الشوكاني رحمه الله نفسه في نفس الكتاب.
وقال الكاتب أن شيخ البخاري كان يلعن معاوية رضي الله عنه وشيخ البخاري ليس رافضيا.
والجواب: شيخ البخاري الذي ذكره الكاتب، لا ندري من يعني به وعدد الذين روى البخاري عنهم في صحيحه هو 289 شيخا، وكان مذهب البخاري قبول رواية المبتدع إذا لم يتهم بالكذب ولم يكن داعيا لبدعته، وانظر تفصيل من رويلهم البخاري من أهل الفرق المختلفة في مقدمة شرح فتح الباري لصحيح البخاريلابن حجر العسقلاني المسماة هداية الساري، الرد علي من عاب علي البخاري ذكر أفرادمتكلم فيهم بخاصة من أهل الفرق الأخرى.
وذكرهم ابن حجر اسما اسماً وبين تهمةكلٍ منهم فكان منهم من رمي بالإرجاء ، ومن رمي برأي جهم ومن رمي بالنصب ومن رمي بالتشيع، ومن رمي بالقدر، ومن رمي بالرفض،ومن رمي بالحرورية من الخوارج، ومن رمي بالتوقف في، ومنرمي بالقَعَدِيَّة من الخوارج، ومجموع هؤلاء 68 شيخا.
والذين روي لهم البخاري واتهموا بالتشيع هم: إسماعيل بنأبان، جرير بن عبد الحميد،خالد بن مخلد القطواني،سعيد بنفيروز البختري، سعيد بن عمرو بن أشوع، سعيد بن كثير بن عفير،عباد بن العوام، عبد الله بن عيسي بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عبد الرزاق بن همام الصنعاني ( شيخ شيوخ الإمام البخاري صاحب المصنف)، عبد الملك بنأعين (قال عنه سفيان بن عيينه: كان رافضيا)، عبد الله بن موسي الأنصاري، عدي بن ثابت الأنصاري،علي بن الجعد، الفضل بن دكين أبونعيم ( صاحب حلية الأولياء)، فطر بن خليفة (ونسبه أحمد إلى الخشبية فرقةمن الشيعة)، محمد بن جحادة الكوفي، محمد بن فضيل بن غزوان،مالك بن إسماعيل أبو غسان، عباد بن يعقوب ( رمي بالرفض).
فمن من هؤلاء يقصد، وأنت ترى أن بعضهم نسب إلى الرفض فضلا عن التشيع، وسب أحدهم لمعاوية ليس دليلا على جواز لعنه، وقوله أن شيخ البخاري ليس رافضيا فيه تدليس وإيهام، ليظن القارئ بصنيعه هذا أن البخاري له شيخ واحد وهو قطعا ليس رافضيا.
وزعم الكاتب أن الوهابية فرقة ضالة ليست من أهل السنة.
والجواب؛ أن هذا لم يكن رأي شيوخ الجمعية الذين يكتب في جريدتهم والتي يدعي القائمون على الجمعية الآن النسبة إليهم، قال الشيخ ابن باديس –رحمه الله- :"قام الشيخ محمد[بن]عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليهاقوم فلقبوا بـ : "الوهابيين" لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه؛ فإن أتباعالنجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين؛ يدرسون الفقه في كتبالحنابلة، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالواإلى الآن سنيين سلفيين؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ماأحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمينإلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين.
لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلةالسبل، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول، وانتشرت في سائر الطوائف وجميعالطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال؛ يشب عليها الصغير، ويشيب عليهاالكبير، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا، وحراسا كبارا منزنادقة منافقين، ومعمَّمين جامدين محرفين، ومتصوفة جاهلين، وخطباء وضَّاعين . فما كانت - وهذا الرسوخ رسوخها، وهذه المنعة منعتها - لتقوى على فعلهاطائفة واحدة كـ " الوهابيين " في مدة قليلة، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة،وارتكبت ما استطاعت من الشدة"، إلى أن قال: "إن الغاية التيرمى إليها ابن عبد الوهاب، وسعى إليها أتباعه، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمةالمجددون، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان" (آثار ابن باديس، 5 / 32 – 33.).
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - وهو يصف حال الشانئين على جمعية العلماء المسلمين الذين كانوا يرمونها بأنها وهابية وبأنها تخرق المرجعية الوطنية وأنها صاحبة فكر دخيل: "...أما نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمناجميع عقدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإننا لا نرد ماصدر منهم إلى ما يعلمون منه ولكننا نرده إلى ما يقصدون به، وما يقصدون بهذهالكلمات إلا تنفير الناس من دعاة الحق، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذاإلا أنهم موتورون لهذا الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقعتحت سلطانها في أرض الله وقد ضج مبتدعة الحجاز فضج هؤلاء لضجيجهم - والبدعة رحمماسة -، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة " وهابي " تقذف في وجه كل داع إلى الحقإلا نواحا مرددا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية، وتحرقا على هذه الوهابيةالتي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا، وما أثقل هذا الاسم علىأسماعهم، ولكن ما أخفه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين، وماأقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم - وهي أعز عزيز لديهم -، ولم ترحمالنفوس الولهانة بحبها ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها" (جريدة " السنة "، العدد 9، 11 صفر 1352 هـ / 5 يونيو 1933 م، ص 3.).
وقال يصف بغض المتصوفة للوهابية "وكيف لايحقدون عن هادمة أنصابهم، وهازمة أحزابهم؟ فتراهم لاضطغانهم عليها يريدون أنيسبوها فيسبوننا بها من غير أن يتبينوا حقيقتها أو حقيقتنا، والقوم جهال ملتخون منالجهل، وحسبهم هذا" (وهذا الكلام نشر - أولا - ضمن " سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، ط قسنطينة، 1935م.).
وقال الشيخ مبارك الميلي –رحمه الله- في مقدمة كتاب رسالة الشركومظاهره "وبعد تمام التأليف، وقبلالشروع في الطبع؛ اتصلت بهدية من جدة، من الأخ في الله السيد محمد نصيف؛ تشتملعلى كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة؛ لخفف علي منعناء ابتكار العناوين وتنسيقها"(رسالة الشركومظاهره ، ط دار الراية، ص 38.).
وقال الشيخ أبو يعلي الزواوي –رحمه الله- : "ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعنفي مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل"(جريدة " الصراط السوي "، العدد 7 ، 11 رجب 1352 هـ / 30 أكتوبر 1933 م ، ص 7.).
وقال الشيخالطيب العقبي - رحمه الله -: " يقولون لي : إن عقائدك هذه هي عقائد الوهابية، فقلت لهم : إذنالوهابية هم الموحدون"(الشيخ الطيب العقبي، مقال ( يقولون وأقول )، جريدة " الشهاب "، العدد 119، 30 ربيع الثاني 1346 هـ / 27 أكتوبر 1927 م ، ص 14).
وقال الشيخ أحمد حماني-رحمه الله -: "أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوعإلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداعومقاومة أصحابه، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبدالوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765)"( الشيخ أحمد حماني - رحمه الله، " صراع بين السنة والبدعة "، 1/ 50-51).
هذا ما أردت تنبيهك إليه أيها القارئ حتى لا يخدعك الكاتب بتلبيسه وتدليسه، بادعائه إتباع المنهج العلمي الرصين وهو في الحقيقة ناقل عن ما يكتبه أسياده الروافض من تراهات على صفحات النت هذا إن أحسنا الظن به، وإلا فالقوم على ما علمنا يدفعون لمن ينصر شبههم في بلاد السنة، ولهذا لا تعجبوا إن وجدتموه في آخر ما كتب قد رقى درجة وتنقص من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، فهذا طريق كل مترفض أحمق والله الموفق.
وقد بانت لي هذه الهفوات في مقالاته مع أنني لست متخصصا في الدراسات الإسلامية ولا كتبت مئات المقالات كما يتبجح بنفسه، ولم أجاوز العشرينات من عمري، فلا يغرنكم بقلمه فإنه حاطب ليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالأحد 8 مايو 2011 - 23:10

بورك فيكم على ما بيّنتم , وكشفتم من أباطيل هذا الدّعي الجهول .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
ام نور

ام نور

عدد الرسائل :
953

العمر :
33

الموقع :
رياض الصالحين

تاريخ التسجيل :
10/03/2011


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالإثنين 9 مايو 2011 - 17:58

رحم الله شيخنا ابن باديس واسكنه فسيح جنانه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو رفيدة البربري

أبو رفيدة البربري

عدد الرسائل :
688

الموقع :
http://nebrasselhaq.com/

تاريخ التسجيل :
17/03/2010


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالثلاثاء 10 مايو 2011 - 2:05

الله المستعان .. جزاكم الله خيراً و وفقكم و سدد خطاكم
لكشف أمثال هذه الشبه و الافتراءات ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود أبو عبد البر

avatar

عدد الرسائل :
10

تاريخ التسجيل :
08/05/2011


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالثلاثاء 10 مايو 2011 - 14:20

وفيكم بارك الله إخوتي، قد يلمس القارئ في المقال بعض الطول وعدم الترابط، ومرد ذلك أن أصله مجموعة مقالات بلغت الأربعة أرسلت بها إلى جريدة البصائر تباعا ردا على كاتبهم الصادق سلايمية ولكنهم رفضوا نشرها، وقد كلمتهم في ذلك مرة أو مرتين فتحججوا بأنهم لا يوافقون على كثير مما يكتبه المردود عليه، وأنهم طالما استعملوا معه مقص الرقيب، وهذا يدفع إلى استنتاج مهم؛ ما داموا يستعملون معه مقص الرقيب فهم موافقون على ما تركوه دون حذف، ثم ما الدافع لهم أن يستكتبوه أصلا في جريدة الجمعية أعقمت أقلام الجزائريين إلا قلمه.
والعجب من القائمين على الجريدة أنهم وعدوني بالنشر ثم أخلفوا ولم يبينوا سبب ذلك، مع أنهم سبق أن نشروا لي مقالا على جريدتهم دون إذن مني نقلوه من جريدة أسبوعية أخرى لما كان فيه دفاع عن الشيخ الشيبان -حفظه الله- ضد الهجمة التي تعرض لها لما عارض استضافة الملحد السوري أدونيس في المكتبة الوطنية.
لذلك أنا أسأل من كان له نوع اتصال بالجمعية أن يناشدهم أن يكفوا قلم هذا الدعي المسمى الصادق السلايمية، فإنه قد يقبل كل شيء إلا أن تصبح جريدة ابن باديس رحمه الله منارا للتشيع في هذا البلد، وجزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


 رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته    رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته I_icon_minitimeالخميس 1 مايو 2014 - 3:26

الله المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

رحم الله الشيخ ابن باديس لو رأى ما يكتب في جريدته

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» كلمة الشيخ العربي التبسي في أخيه الشيخ بن باديس - رحمهما الله -
» الشيخ العربي التبسي يتحدث عن الشيخ إبن باديس - رحمهما الله -
» من قصائدالعلامة الشيخ (ابن باديس)رحمه الله
» نبدة عن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله 2
» من نوادر الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: أقسام متنوعة :: بيان المنهج الوسطي-