سليلة الغرباء كتب:

في هذا اليت الشعري مثلا
[b]عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِي لَئِيمٌ
كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ

وفي غيره من الكتبات الإملائية هل الأصح نقول: "عم" بحذف اللام و الألف المقصورة في "على"،
وبحذف النون في "عن" فتكتب عم أو عما

ما رأيك ايهما أصح ؟

أرجو أن تقبل الأستاذة أم سيرين مداخلتي و جوابي عن سؤال أختي سليلة، و أن تصوّبني إن أخطأتُ، فإني حقا محتاجة لذلك,
- إذا جُرت (ما) الاستفهامية بحرف (على)، فإنّ اللام تبقى و لا تُحذّف، و تُقلَب الألف المقصورة(ى) ألفًا ممدودة(ا)، فتصير حينئذ(على)= (علامَ). ونفس الشيء مع (إلى) و (حتى)= إلامَ، حتامَ
- بالنسبة لـ(عن) و(من): قلبت النون ميمًا، و أُدغِمت في ميم (ما) الاستفهامية, فتنقلب النون حينئذ ميمًا مشدّدة : عَنْ+ما= عَمْمَا= عمَّ,, مِنْ +ما= مِمْمَا = ممَّ
- أيهما أصحّ: (عمّ) أو (عمّا)؟
قال ابن هشام في كتابه "المغني:"و يجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جُرَّت و إبقاء الفتحة دليلاً عليها، نحو (فيمَ) و(إلامَ) و(علامَ) و(بمَ).. وعلَّة حذف الألفِ: الفرق بين الاستفهام والخبَرِ؛ فلهذا حُذِفتْ في نحو: (فيمَ أنتَ مِن ذِكْرَاهَا)، (فناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المرسَلونَ)، (لِمَ تَقولونَ مَا لا تَفْعَلونَ))، وثبتَتْ فِي: (لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُم فيهِ عَذابٌ عَظيمٌ)، (يُؤمنونَ بِمَا أُنزِلَ إليكَ) ،(ما مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ). وكما لا تُحذَفُ الألفُ في الخبر لا تثبتُ في الاستفهام، وأمَّا قراءة عكرمة وعيسى: (عَمَّا يتَساءلُون)؛ فنادِرٌ.."
فالأشهر والأفصح و الأغلب حذف الألف، و قد قال ابنُ مالك نفسه:
و (ما) في الاِستفهام إنْ جُرَّتْ حُذِفْ ** ألِفُها، وأَوْلِها (الْهَا) إنْ تَقِفْ
فرواية (عما يتساءلون) بثبوت الألف، نادرة, وإذا رجعنا إلى المصحف العثماني وفق الروايات المعتمدة، نجد (ما) في قوله تعال :(عَمَّ يَتَسَآءَلُون) محذوفة الألف.
و تقريرا و تأصيلا لقواعد اللغة و ضبطا للنحو و الإعراب، فإنّ العمل بالقاعدة المشهورة واجب و أولى,,لماذا؟ لأنه لو سمحنا بتطبيق النادر القليل، لنتجَ عنه خلط في فهم المعاني و لبس في ضبط الإعراب،و إلا فما الجدوى من القاعدة؟ وكيف التفريق بين ما الاستفهامية و الخبرية!؟