الواجبات ثمّ الحُقوق

نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الواجبات ثمّ الحُقوق )ـ لمُحرّري جريدة الصّراط السّويّ والذي نشرته الجريدة في عددها السّابع عشر الصّادر يوم الاثنين 22 رمضان 1352 هجريّة المُوافق لـ 8 فيفري 1934 للميلاد :

<< الأمّة العارفة بما لها من الواجبات لا تتوانى في تأديتها على أكمل وجه لتظفر بحقوقها كذلك على أكمل صورة مُمكنة , أمّا مَلءُ الأفواه كلاما أجوف , ورفع العقيرة في المُطالبة بحق مغصوب ــ وما كان ليُغصب لو كان وليد القيام بالواجبات ــ فلا أراه إلاّ هباء منثورا , وإنّما يكون حظّ الأمّة من التّمتّع بحقوقها على نسبة ما تعرف منها وتشعر بمسيس الحاجة إليه فتعمل لتأخذه , ولو قسرا ــ نعم ولو قسرا . . . >> .
من هنا

يوسف بن علي كتب:

الواجبات ثم الحقوق

, وإنّما يكون حظّ الأمّة من التّمتّع بحقوقها على نسبة ما تعرف منها وتشعر بمسيس الحاجة إليه فتعمل لتأخذه , ولو قسرا ــ نعم ولو قسرا . . . >> .

بارك الله فيكم
قرأتُ الفقرة مرارا فلم أستوعبها
لم أستطع الربط بين الفقرة الأولى الواردة في المقال و الفقرة الثانية-المقتبسة أعلاه-..؟؟ هل الفقرة تخدم فكرة: الواجبات ثم الحقوق..؟

و فيكم بارك الله
أي نعم ، الفقرة تخدم مبدأ الواجبات ثم الحقوق....كيف ذاك ؟؟؟
فأقول : أن الأمة التي تقوم بواجباتها **و عندما نقول الأمة يعني الفرد** و بالتالي كل فرد يلعم و يقوم بما عليه على أكمل وجه ، حق له أن يطالب بحقوقه كاملة بعد ذلك  ، لأن الانسان إذا قام بما عليه و ما يستوجبه الوضع ، ينتظر مباشرة حقه المترتب على ذلك ، مثال :
إذا عمل في الشهر 30 يوم ..ينتظر أن يكون أجره على كل يوم عمله ..
إذا عكسنا العملية ، أي إذا أعطى رب العمل الأجر كاملا للعامل ، ينتظر جهدا و عملا منه و هو حقه ..
إذا صلى و صام و زكى و.... فهو يحتسب الأجر على الله و هو حقه ...
..............
فلو أن كل واحد يقوم بما عليه عرف قدر ما سيطالب به ، و بالتالي فإن الحق هو ماعرفه الفرد أنه له ، و أنه يستحقه دون غيره .
و العكس ، فالفرد إذا لم يعرف شيئا لا يمكن أن يطالب به **لا يمكن أن تطلب من غيرك ما لا تعرف **
كما أن الواجب عليك هو خق لغيرك ..و بالتالي حقك هو واجب على غيرك ، و هذا إن دل فإنما يدل على أن الذي يقوم بالواجب يعرف الحقوق من باب أولى .
هذا نظري و حسب علمي و حسب فهمي للفقرة ، و الله تعالى أعلم .

يوسف بن علي كتب:

فلو أن كل واحد يقوم بما عليه عرف قدر ما سيطالب به ،

شكرا لكم، لقد وضحتم الفكرة بشرحكم.
بارك الله فيكم

و فيكم بارك الله تعالى
منكم نستفيد ...لولا ملاحظتكم لما كان هناك شرح مبسط جزاكم الله خيرا
بوركتم