الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي Empty
مُساهمةموضوع: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي   بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي I_icon_minitimeالخميس 24 ديسمبر 2009 - 17:30



الوصف

- قال تعالى:" و الزيتون و الرّمّان مُشْتَبِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ. انظروُا إلى ثمَرِهِ إذا أثمَر و يَنْعِهِ. إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يُؤمنون" (الأنعام:99)

- و قال:" و الزّيتونَ و الرُّمَّان مُتَشَابِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ" (الأنعام:141)

فقد قالَ في الآيةِ الأولى: " مُشْتَبِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ" ، و قال في الآية الثانية:" مُتَشَابِهاً و غيرَ مُتَشـَابِهٍ" فما سِرُّ ذلك؟ و لم قال في الموضعَين: " و غَيْرَ مُتَـشَـابِـهٍ" ، فنفى التشابه دون الاشتباه؟

لقد ذكرَ المفسِّرون أنّ (اشْتبَه) و (تشابَهَ) بمعنى واحد، كاختصمَ و تَخَاصم ، واشترَك و تشاركَ و اسْتَوى و تسَاوى، و نحوها مما اشترك فيه باب الافتعال و التفاعل.(1)

و الذي يبدو لنا أنهما ليسا بمعنى واحدٍ، و أنّ كل لفظة اختصَّت بالموطن المناسب لها .

و إليك كلاًّ من الآيتَين :

قال تعالى :"وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".99

و قال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ".141

و بالنظر في سياق كل من الآيتَين يتّضح الفرقُ بين التعبيرَين.

إنّ سياق الآية الأولى في بيان قدرة الله و آياته الباهرة في خلقه (ارجِع إلى الآيات من 95 إلى 99).

و أما سياق الآية الأخرى، ففي بيان الأطعمة و ما يُحلِّلُه و يُحرّمُه أهل الكفرة افتراءًعلى الله و بيان عقائدهم الباطلة .(ارجع الى الآيات من 136 إلى 141). فاتّضحَ الفرقُ بين السياقَين .

و قد اتّسمتِ الآيتان كلتاهما بسِمات السياق الذي وردت فيه كلُّ آية منهما. فالآية الأولى في بيان قدرة الله و آياته، و الأخرى في بيان ما يُؤكَل من الفواكه و الزرع. و إليك ايضاحُ ذلك :

1- قال تعالى في الآية الأولى:(و هو الذي أنزلَ من السماء ماءً) فبدَأَ بمرحلة ما قبل الإنبات، و بيَّنَ أنه تعالى هو الذي أنزل الماءَ من السماء.

و لم يذكر ذلك في الآية الثانية .

2- ذكرَ في الآية الأولى أنه أخرجَ به نباتَ كل شيء على وجه العموم و لم يُخصِّصه بنوعٍ معين من أنواع النبات، و هو مما يدلّ على القدرة الباهرة .

و لم يذكر ذلك في الآية الثانية .

3- و ذكَرَ في الآية الأولى أنه أخرج منه خَضِراً مشيراً إلى تسلسل عملية النّمو و الإنبات .

و لم يذكر ذلك في الآية الثانية .

4- ذكر في الآية الأولى أنه أخرجَ منه حبّاً متراكباً .

و لم يُشِر إلى الحبوب في الآية الثانية.

5- إنّ القصدَ الأول في الآية الأولى بيانُ قدرة الله البالغة- كما ذكرنا- فقال( و من النّخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ). فذكرَ طلعَها و قِنْوانَها، في حين كان المقصدُ الأوّلُ في الآية الثانية ذكرَ المطعومات فقال(و النّخل و الزرع مختلفا أُكُلُه) فذكَرَ ما يُؤكَل من ثمار الزرع و اختلافِ أنواعه و طعومه،و لم يُشر إلى الطلع و القنوان .

6- قال في الآية الأولى: (اُنْظُرُوا إلى ثَمَرِهِ و يَنْعِهِ) و هو نر تدبّر و تأمّل، في حين قال في الآية الثانية:( كُلُـوا من ثمره إذا أثمر)، فأنت ترى أنّ كل تعبيرٍ مناسبٌ لسِياقِه .

و انظُر من ناحية أخرى إلى تناسب قوله مُختلفاً أُكُـلُهُ) في الآية الأولى مع، قوله:( كُلُـوا من ثمره إذا أثمر).

7-قال في الآية الأولى إنّ في ذلكم لآياتٍ لقومٍ يؤمنون) و هي الآيات الدّالة على قدرته و بديع صنعِه.
و قال في الآية الأخرى و لا تُسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين ).
فاتّضح الفرقُ بين السياقَين و الآيتين .

و نعودُ الآن إلى أصلِ المسألة و هو أنّه لماذا قال في الآية الأولى(مُشْتَبِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ)، و قال في الآية الثانية:( مُتَشَابِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ) ؟

إنّ الفعل (اشْـتَـبَـهَ) أكثرُ ما يُفيد الالتبـاس و الإشكال.

و إنّ (تَـشَـابَـهَ) أكثرُ ما يفيد معنى التشابُه بين الشيئَين أو الأشياء و المشاركة بينها في معنىً من المعاني سواء أدّى ذلك إلى الالتباس أم لم يُؤدِّ .

جاء في "القاموس المحيط": ( تشَـابـَهَـا و اشْـتَـبَـهَا: أشْـبَـهَ كلٌّ منهما الآخَرَ حتى الْتَـبـَسا ... و أمورٌ مُـشْـتَـبِـهَـةٌ و مُشَـبَّـهَـةٌ كمُـعَـظَّمـة :مُـشْـكِـلَـةٌ).

و جاء في "تاج العروس" أمورٌ مُـشْـتَـبِـهَـةٌ و مُشَـبَّـهَـةٌ كمعظَّمـة ،أي: مُـشْـكِـلَـةٌ مُـلْـتَـبِـسَـةٌ يُـشْـبِـهُ بعضُـها بعضاً ).

و جاء في "لسان العرب": (اشْـتَـبَـهَ عليَّ و تَـشَـابَـهَ الشيئانِ و اشْـتَـبَـهَا: أشْـبَـهَ كلُّ واحدٍ منها صاحبَِه. و في التنزيل:( مُشْتَبِهاً و غيرَ مُتَشَابِهٍ).. و أمورٌ مُشْـتَـبِـهَة و مُشَـبَّـهَـةٌ : مشكِلةٌ يثشبه بعضُها بعضاً .

و شَـبَّـهَ عليه : خَـلَّـطَ عليه الأمرَ حتى اشْـتَـبَـهَ بغيرِه ...

(و أُتوا به مُـتَـشَـابِـهاً) البقرة، فإنّ أهل اللغة قالوا: معنى (مُـتَـشَـابِـهاً):يُـشْـبِـهُ بعضُه بعضاً في الجودة و الحُسْنِ .و قال المفسذرون: يُشْبِـهُ بعضُـه بعضاً في الصورة، و يختلف في الطعم .

قال الليث : المُشـتبِـهات من الأمور :المُـشـكِـلات..

و اشْـتَـبَـهَ الأمرُ : "إذا اختلَطَ ، و اشْـتَـبَهَ عليَّ الشيءُ" (2)

و جاء في "المصباح المنير": اشْـتَـبَـهَـتِ الأمورُ و تَـشَـابَـهَـتْ :الْـتَـبَـسَـتْ، فلم تتَميَّـز و لم تظهرْ. و منه: اشتبهت القبلةُ و نحوها... و تشَـابَهـتِ الآياتُ :تسَاوَتْ أيضا.. فالمُشابَهة :المشاركة في معنىً من المعاني، و الاشتباه: الالتباس".

فاتّضح مما ذكَرناه أنّ (اشْتَـبَهَ)أكثر ما يفيدُ الالتباس و الإشكال كقولهم(اشتبهت عليّ القبلة،و اشْتبه عليّ الأمرُ).

و أنّ (تَـشَـابَه) أكثر ما يفيد المشاركةَ في معنىً من المعاني سواء أدّى إلى الالتباس أم لم يؤدِّ.

و معلومٌ أنّ الذي يستطيع أنْ يُشَـبِّـهَ الأمورَ حتى تلتبِـسَ على الناظر أو المتأمِّل فلا يُـميّـزُ بينها، أقدرُ من الذي يقدرُ على أن يجعلَ مجرَّدَ تشـابُهٍ بين شيئين. و أنّ الأمور المُـشَـبَّـهَـة كلما دقَّـتْ كانت أدلَّ على الـقدرة و البراعة .

هذا من ناحية،و من ناحية أخرى، إنّ الأمور المُـشْـتَـبِـهَـة تحتاجُ إلى زيادةِ نظر و تأمّل لإدراكِ حقيقة أمرِها. فوضعَ سبحانه (مُـشْـتَـبِـهاً) في السياق الدّال على قدرته و آياته، و في موضع الأمر بالنّظر(انظُروا إلى ثمَرِهِ) دون الموضع الآخَر مما ليس في هذا السياق. فكان كلّ تعبير أنسبَ في سياقِه الذي وردَ فيه .

و أمّا الجواب عن السؤال الثاني،و هو أنه : لِمَ قال في الموضعَين:(و غيرَ مُـتَـشَـابِـهٍ)، فنَـفَى التّشابهَ دون الاشتِباه ؟

فذلك، لأنّ نفـيَ التّـشابُه ينـفي الاشتِـباهَ، و نفـيَ الاشْـتـباه لا ينـفي التَّـشـابُهَ !

و ايضاحُ ذلك، أنك إذا قلتَ:( هذانِ الشيئـانِ غيرُ مـتشـابهَـيْن) قد نفيتَ التّـشابُهَ بينهما،و نفيتَ الاشْـتِباهَ من بابٍ أولى، و ذلك لأنّ الاشـتِبَـاهَ إنما يحصُل من شِدّة التّتشابُه بين الشيئين، فإذا نفيتَ التَّـشَابُهَ زالَ الالتبـاس و الاشـتِباه.

أما إذا قلت:(هذان الشيئَـان غيرُ مُـشْـتَـبِـهَـيْنِ) فقد نفيتَ الاشتِـبـَاهَ و عدم التمييز بينهما،و لكنك لم تنفِ التّـشابُـهَ، فقد يكون بينهما تشـابُـهٌ لا يُـوقِعُ في اللَّـبْـس.

فلو قال في الآية الأولى:(مُـشْتـَبِـهاً و غير مُشْتَـبِـه) لكان نَفَي الاشتباه و لم يَنْفِ التّـشابُـهَ. فعلى هذا يمكن أن يكون النوعان متشابهَين في وجهٍ من الوجوه. فارادَ أن ينفٍيَ ذلك فقال(و غيرَ مُـتَـشَابـِهٍ) و هذا أدلُّ على القدرة، فإنّ جعلَ الأشياء بعضها متشـابِهٌ و بعضها مختلف أدلّ على القدرة من جعلها كلها متشـابهةً، أو جعلها كلها مختلفةً . . و الله أعلم .




----------------

(1) انظر البحر المحيط4/191، و الكشاف1/520، روح المعاني7/240.

(2) لسان العرب (شبه) 17/398.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الجبل الأبيض

عاشق الجبل الأبيض

عدد الرسائل :
559

العمر :
44

تاريخ التسجيل :
08/06/2009


بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي   بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي I_icon_minitimeالخميس 24 ديسمبر 2009 - 20:29

بارك الله فيك اخيتي
حقيقة كنت ابحث عن تفير لهاتين الآيتين وتبيان اللمسة البيانية فيهما
وارجو توضيحا اكثر بادراج المثال في قوله صلى الله عليه وسلم
**.....الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات**
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي   بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي I_icon_minitimeالخميس 24 ديسمبر 2009 - 22:27

بارك الله فيكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي   بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي I_icon_minitimeالجمعة 1 يناير 2010 - 0:41

السلام عليكم و رحمة الله
كتب الأخ الفاضل :
وأرجو توضيحا اكثر بإدراج المثال في قوله صلى الله عليه وسلم :
**.....الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات**

قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن و بينهما أمور مُـشْـتَـبِـهَـات لا يعـلمُهُنّ كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشُّبهات، استبرأ لدينه وعرضه.." الحديث


ذكر اللغويون أنّ معنى "مُـشْـتَـبِـهَـة": أي مُـشكِلَـة مُـلتبِـسة يُشبِـه بعضُها بعضاً
و قال الليث: المُـشْـتَـبِـهَـات من الامور :المُتشْـكلات ..
الشُـبْـهَـة : الاسم من الاشتباه . جمعها: شُـبَـه و شُـبُـهَـات
اشْـتَـبَـه عليه الامر : أشكلَ و التبـس فلم يظهر

و معنى الحديث كما ذكر أهلُ العلم، كما في شرح النّووي: أنّ الحلال المُجَمع عليه من مأكولٍ و مشروبٍ و ملبوسٍ, وما يحتاج إليه من أمور الحياة، فهذا بيِّـن لا خفاء فيه، حتى على عامة الناس، وكذلك الحرام المتَّفَق عليه و الذي لدلالة النصوص عليه الصحيحة صريحة لا إشكال فيها، هذا أيضاَ بيِّن، كالزنا, وشرب الخمر, وغير ذلك من الأمور التي جاءت الأدلة بتحريمها صراحةً.

و أنّ بينهما أمور
مشتبهة : المتردّدة بين النوع الأول و النوع الثاني، هذه يخفى أمرُها على كثير من الناس.. و ذكروا سببَ هذا الاشتباه : عدم بلوغ الدليل، و الاختلاف في فهمه...
و أنّ هذا الأمر المشتبه، على المسلم الذي لم يتبيّنْ و لم يتحرر له أنه من النوع الأول أو من النوع الثاني، عليه أن يتَّـقـيه طلباً لبراءة دينه، وعرضه..
----------
فالمؤمن مطالب باتّقاء الشّبهات.
نقول: هذا أمر فيه شبهة حرام، فاحذره و اجتـنبه
فإذا خالط أمرٌ ما شبهةَ حرام، أي كان فيه شَـبَهٌ بالحرام في أي شكل من أشكاله و صوره، وجب اتّقاؤه و اجتنابه تبرئة للدين و العرض.

و لنا مثال على ذلك في حديث النبي صلى الله عليه و سلم، للرجلَين اللذين رأياه مع زوجه صفية خارجا من المسجد، حيث أسرع الرجلان في المشي عندما أبصرا النبي و زوجَه، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: "على رسلكما إنها صفية زوجتي..!!

فقول النبيّ صلى الله عليه و سلم، فيه بيانٌ و توضيح و استجلاء لموقف كان فيه النبي مع امرأة غريبة و أجنبية بالنسبة للرجلَين!، و لا شكّ أنهما لم يشكا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه خاف عليهما وسوسةَ الشيطان، و أن يقذِف في قلبَيهما شيئا من سوء الظن و القدح في عرضه، الناتج عن أمر فيه شَبَـه بالحرام، بحيث شاكله و لابسَه و خالطَه و شابَهَـه في صورة من صوره المتمثلة هنا في الخلوة بامرأة أجنبية، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الظن و ردّ الوسوسة التي قد يقذفها الشيطان في نفسيهما، ببيانه ذلك، و لو لم يكن الأمر فيه شبهة لما احتاج النبي إلى هذا القول.

و الله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أسئلة بيانية في القرآن الكريم ..فاضل صالح السامرائي
» من عجائب اللغة العربية و جمالها و ثرائها..صالح فاضل السامرائي
» مقتطفات من حياة الدكتور " فاضل صالح السمرائي "
» من بلاغة الجملة الاسمية في القرآن الحكيم
» سؤال في اعراب هذه الكلمة ؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: اللّغـــات و علومها :: اللغة العربيــة وعلومهـا-