استفسار حول باب ( كاد وأخواتها )

05/10/2009

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ... فهذه أول مشاركاتي معكم أرجو أن تكون نافعة
ومشاركتي هي عبارة اعن استفسار حول أفعال المقاربة ( كاد وأخواتها ) في سؤالين أرجو من أهل الاختصاص أن يتحفونا بإجابة سديدة
السؤال الاول: بما أن هذه الأفعال تعمل عمل كان، فلماذا لم يدرجوها معها ؟
السؤال الثاني: ذكروا أن هذه الأفعال لا يكون خبرها إلا جملة فعلها مضارع فكيف عرفوا أن خبرها منصوب إذن
وبارك الله فيكم

23/03/2009

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمّا عن السّؤال الأوّل: لماذا لم تُدْرَج هذه الأفعال مع " كان وأخواتها " ؟
والجواب قد أُشِير إليه في سؤالك الثّاني، وهو أنّها لم تُدرج مع " كان وأخواتها " لأنّ كان وأخواتها يكون خبرها مفردا وجملة وشبه جملة، أمّا أفعال المقاربة ( كاد وأخواتها ) فإنّه يشترط في خبرها شرطان:
• الشّرط الأوّل: أن يكون جملةً. فلا يكون مفردا ولا شبه جملة إلاّ شذوذا.
أمّا قوله تعالى:(فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاق)ِ [ص: من الآية33]، فظاهره أنّ الخبر مفرد، ولكنّ التّقدير: فطفق يمسح مسحا، فالخبر محذوف، و( مسحا ) مفعول مطلق للفعل المحذوف.
ومثله حديث أَبِي هُرَيْرَةَ في الصّحيحين عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلّم في قصّة موسى وبني إسرائيل قَالَ: (( وَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا ))، أي: فطفِق يضرب بالحجر ضرباً.
ومنه نُدرِك خطأ من يقول وهو يستعمل أفعال الشّروع: انبرى في العمل ! والصّواب: انبرى يعمل.
• الشّرط الثّاني: أن يكون الفعل في هذه الجملة مضارعا. فلا يأتي ماضيا إلاّ شذوذا أيضا.
ومن أراد التّفصِيل، فإنّ ثمّة شرطين آخرين:
• الشّرط الثّالث: مراعاة أحوال الفعل المضارع مع ( أن ) المصدريّة.
فتجب مع ( حرى واخلولق )، وتستحبّ مع ( عسى، أوشك )، وتمتنع مع " أفعال الشّروع "، ويستحبّ تركها مع ( كاد وكرب ).
قال ابن مالك:
وكـونه بدون ( أن ) بعد ( عسـى )
نـزر، و ( كاد ) الأمـر فيه عُكسـا
وكـ( عسى ) ( حرى ) ولكن جعلا
خبرهـا حتما بـ " أن " متّـصـلا
وألزموا (اخلولق) " أن " مثل (حرى)
وبعد ( أوشك ) انتفـا " أن " نـزرا
ومثل ( كاد ) فـي الأصحّ ( كربا )
وترك " أن " مع (ذي الشّروع) وجبا
• الشّرط الرّابع: [وهو شرطٌ لا ينبغي ذكره للمبتدئين، ولكن بين من تمكّن وهضم الباب جيّدا]، وهو أنّه: يجب أن يكون فاعل الفعل المضارع ضميرا يعود على الاسم، فيقال:" كاد زيدٌ يقع "، ففاعل ( يقع ) ضمير يعود على اسم ( كاد ) نفسه، ولا يصحّ أن يقال:" كاد زيد يقع أخوه ".
إلاّ ( عسى )، فيمكن أن يرفع خبرها المضارع سببيّا، بمعنى: أن يكون فاعل المضارع ضميرا يعود على اسم ( عسى ).
ومنه قول هُدبة بن خشرم العُذريّ:
( عسى الكرب الّذي أمسيت فيه يـكـون وراءه فـرج قريـب )
من أجل هذا التّعقيد والشّروط في خبرها آثر العلماء أن يُفرِدوا هذه الأفعال بباب مستقلّ.
- أمّا السّؤال الثّاني: كيف أدرك العلماء أنّها رفعت اسما ونصبت خبرا والخبر-كما تقولون- يأتي دائما مضارعا ؟
- فالجواب عنه أن يقال:
لقد شاع عند العلماء قولهم ( الشاذّ يُحفظ ولا يقاس عليه )، فلماذا يُحفظ ؟
إنّ حفظ الشّاذ له أهمّيته في علم اللّغة، لأنّ الشّاذ وإن كان لا يُقاس عليه، ولكنّه يشير إلى الأصل في الكلام، وقد جاء في بعض أشعار العرب خبرُ هذه الأفعال مفرداً منصوبا، فدلّ على أنّها تعمل عمل كان، من ذلك قول تأبّط شرّا - واسمه ثابت بن جابر -:
( فأُبتُ إلى فَـهـمٍ وما كدت آيـِباً
وكـم مثلِها فارقتـها وهي تُصـفـرُ )
قال سبويه: " إنّما جاء هذا البيت شاذّا ليدلّ على الأصل، وهو أنّ كاد تعمل عمل كان ".
ومن ذلك قول أحدهم:
( أكثرت في العـذل ملحّـا دائـما لا تكـثرن إنّي عسـيت صـائـمـا )
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم.

05/10/2009

بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك كل حير فهو جواب شاف كاف

09/07/2008

ما شاء الله, هنيئا لك أخيتي إلتفاتة الشيخ أبا جابر لسؤالك, و هذا ما عودنا عليه حلم و تواضع.

لا حرمك ربي أجر هذه الكلمات.

19/05/2009

جزاكم الله خيرا

والله التفاتة طيبة للغتنا الجميلة
ة

» استفسار
» استفسار
» حكم الهدية من مال مصدره حرام
» استفسار حول رسالة إلكترونية
» استفسار حول شرح ألفية ابن مالك

استفسار حول باب ( كاد وأخواتها )

استفسار حول باب ( كاد وأخواتها )

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة