الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأخضر17

avatar

عدد الرسائل :
9

تاريخ التسجيل :
14/01/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالأربعاء 15 مايو 2013 - 20:26

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاخوة الكرام و المشايخ الافاضل اقترح مايلي دورات في الاخلاق و المعاملة الاخرين حسب اخلاق السلف الصالح موازاتا مع الدورات العليمة فكيرا من الاخوة في هذا المنهج السلفي الطاهر اساؤو له بأخلاقهم التي لاتمت بصلة لهذا المنهج وحملوه ماليس منه مثل ذلك اكل اموال الناس بالباطل و استعمال مظهر التدين ليثق الناس فيه، الكذب و الغش، النظرة القاصر للاخرين كأنهم كفار او مبتدعة و ان لم يظهر منهم اي شئ يدل على ذالك، الشدة في التعامل مع الاخرين و الثقة فقط في منهم بالمظهر السلفي ،عدم التعاون فيما بينهم و مساعدة بعضهم لبعض، البخل و اعتبار الكرم من التبذير عدم الاهتمام بحل مشاكل الاخوة ، الجري وراء جمع المال كالعوام، وصف كل من يرتدي الزي السلفي بالاخ و الاخر بالعامي رغم ان هذا الاخير عقيدته صحيحة و منهجه صافي و معاملته طيبة و اخرا جزاكم الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالخميس 16 مايو 2013 - 12:15

جزاك الله خيرا عل هذا الطرح

جعله الله سبيلا لهدايتنا و من حاد عن الصواب وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا مقتطف فيه فوائد لخدمة الموضوع

محاضرة شرعية بعنوان



الدين حسن المعاملة



للشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان



جامع الراجحي26-10-1927هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى
شرع لنا سنن الهدى وفضلنا بهذا الدين على سائر الورى وأشهد ان لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ،له ما فى السموات وما فى الأرض ليجزى الذين أساءوا
بما عملوا والذين أحسنوا بالحسنى وأشهد ان محمد عبده ورسوله سيد الورى
وأفضل من مس الثرى وأقوم العباد بحقوق الله وحقوق عباده سرا وجهرا صلى الله
وسلم عليه وعلى أله وأصحابه منارات الهدى ومصابيح الدجى ومن سار على نهجهم
واهتدى

أيها الأحبة فى الله سلام الله عليكم
ورحمته وبركاته وأسأل الله عزوجل بأسمائه وصفاته أن يجعل اجتماعنا هذا
اجتماعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما وان لا يجعل فينا ولا منا
شقيا ولا محروما وان يزيننا جميعا بزينة الإيمان وان يجعلنا هداة مهتدين
إنه على ذلك قدير


أيها الأحبة كم أنا سعيد ومغتبط بلقاء
هذه الوجوه المباركة من إخوانى كنت منذ سنين وأنا أتأمل لقائهم وأجيب
دعواتهم المتتابعة للمشاركة فى هذه النشاطات الدعوية المباركة فى هذا
الجامع المبارك واسأل الله عزوجل أن يجمعنا دوما على خير وأن يجعلنا دائما
مباركين أين ما كنا


كان الموضوع الذى إختاره الأحبة هو كما
سمعتم الدين حسن المعاملة إنه موضوع من أهم الموضوعات بل هو عبادة من أجل
العبادات ومصلحة تبلغ الحاجة إليها مبلغ الضرورات وبالقيام بها وممارستها
أيها الأحبة تفلح أحوال الأفراد والمجتمعات وهذاالعنوان الدين حسن المعاملة
قد يظن بعض الناس أنه حديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قد
أشتهر على ألسنة كثير من الناس الدين المعاملة وقد يظنون أنه نص حديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كذلك فى واقع الأمر فهو لم يرد عن رسول
الله عليه الصلاة والسلام فى حديث صحيح مرفوع بل ولا فى حديث ضعيف ولا
موضوع فليس له أصل فى السنة بهذا اللفظ ولكن معناه صحيح وثابت فى نصوص
كثيرة فى الكتاب والسنة إن كان المراد من هذا اللفظ الدين المعاملة أن
الدين هو حسن المعاملة فإن هذا معنى صحيح يدل عليه قول النبى صلى الله عليه
وسلم


(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

وفى رواية

(لأتمم صالح الأخلاق)


وذلك أن حياة الأنسان أيها الأحبة ظاهرة
بين معاملة الحق سبحانه ومعاملة الخلق فإذا أحسن الإنسان فى الحالين فاز
فى الدارين وحقق الغاية التى أبتعث الله عزوجل لها النبيين وجاء ليتممها
ويكملها سيد المرسلين عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم وقد دعانى للحديث
فى هذا الموضوع المهم أيها الأحبة أسباب عديدة أهمها ثلاث أسباب الأول أن
المتأمل فى أحوال كثير من المسلمين اليوم يجد مع الأسف الشديد تناقض ظاهرا
بين ما أوصاهم به الله سبحانه من رعاية حقوقه وحقوق عباده وبين ماهم عليه
من تفريط فى جنب الله وعدم رعاية لحقوق عباد الله بل كثير من المسلمين
اليوم يظن أن التقوى هى القيام بحقوق الله عزوجل دون حقوق عباده وأن الدين
قاصر على معاملة الخالق دون المخلوق فتجد أنهم يهملون حقوق العباد بالكلية
أو يقصرون فيها ولا يعرفون لحسن الخلق مكانة تعتبر ولا يهتمون به إهتماما
يذكر وياليت أن هذا الصنف من الناس يقصر فى القيام بحقوق العباد ومخالقة
الناس بخلق حسن ياليتهم كفوا أذاهم عنهم وطهروا أيديهم وألسنتهم من
الإستطالة عليهم وبخسهم حقوقهم وأشيائهم ولكنهم لسوء حظهم وقلة توفيقهم لا
يتورعون عن ظلمهم والتعدى على مصالحهم ومقتهم حقوقهم فجمعوا بين سيئتين
وارتكبوا جرمين عظيمين ووقعوا فى ظلم العباد من جهتين جهة إدائهم والعدوان
عليهم وجهة التقصير فى حقوقهم والقيام بما يجب لهم ويغفل هؤلاء عما يستوجبه
ذلك من الإثم والشؤم والعقوبات العاجلة والأجلة وماورد فيه من الوعيد
الشديد الذى تقشعر له الجلود المؤمنة وترجفوا له قلوبهم خشية ورهبة



أما السبب الثانى
الذى يدعوا لطرح هذا الموضوع أيها الأحبة والتذكير به وبيان أهميته وعظم
مكانته من الدين هو ان من تأمل النصوص الكثيرة التى وردة فى الحث على حسن
الخلق والإحسان إلى الخلق بكل قول جميل وفعل حميد لا ينقضى والله عجبه من
عظم شأن هذا الأمر وعلو مكانته بل ويدهش لكثرة ما ركب عليه من الثواب
والجزاء وما لصاحبه من المدح والثناء ورفعة المنزلة وحسن العاقبة فى الدنيا
والأخرة ويعجب من غفلة كثير من الناس عن هذا الخير وتفريطهم فيه وحرمانه
إياه مع حرص كثير منهم على نوافل العبادات من قيام الليل وصيام النهار ونحو
ذلك مع ان حسن الخلق إذا صاحبته النية الصالحة أعظم أجرا من هذه النوافل
وهى أيضا لا يكلفهم شيء يذكر وبه يحصلون خير الدنيا والأخرة ينسى كثير من
هؤلاء أو يجهلون أن حسن الخلق عبادة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات
وعمل من أحب الاعمال إلى الله عزوجل وأزكها عنده وأحظها لديه


ومن هنا تظهر الحاجة لتذكير بأهمية حسن
الخلق وعظم حقوق الخلق وان الله عزوجل جعل بعضهم لبعض فتنة فكل إنسان فى أى
موقع كان مبتلآ بمن يقابله ويعامله ويلابسه من عباد الله عزوجل الرجال
والنساء القربين والبعدين والصالحين والفاسقين المسلمين والكافرين مبتلا
ومختبر بهم هل يتقى الله تعالى فيهم وينصح لهم ويحسن إليهم ويقوم بحقوقهم
ويكف أذاه عنهم أم يكونوا على الضد من ذلك فيخسروا محبة الله ومحبة الناس
ويكون منبوذا عند الله عزوجل وعند الخلق



السبب الثالث الذى
يدعوا لطرق هذا الموضوع والتذكير به أيها الأحبة أن مخالقة الناس بخلق حسن
والإحسان إليهم بالقول والفعل من أعظم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل
وتأليف قلوب العباد على التدين والصلاح والإستقامة وترغيب غير المسلمين فى
الإسلام وليس سرآ أيها الأحبة أن أكبر بلد إسلامى فى زماننا اليوم وهو
إندونيسيا إنما دخله الإسلام عن طريق التجار المسلمين لم يدخلوا للإسلام عن
طريق الجهاد ولم يدخله أيضآ عن طريق العلماء الراسخين فى العلم والدعاة
المتفرغين فى الدعوة إنما دخل الإسلام فى بلاد أندونيسيا وماليزيا وغيرها
فى البلاد التى حولها عن طريق التجار المسلمين الموثقين رحمة الله عليهم
أجمعين أولئك التجار الذين حملوا حقيقة هذا الدين وطبقوها عمليا بحسن
أخلاقهم وتعاملهم ووفائهم بالعهود والعقود وغضهم عن الحرمات وأدائهم للحقوق
ومحبتهم الخير للناس لما رأى أولئك القوم ما عند أولئك التجار المسلمين من
حسن الخلق ودماثة المعاشرة وأداء الأمانات وحفظ العهود والوفاء بالعقود
والغض عن الحرمات والمسح والصدق قالوا إن دين يجعل أصحابه هكذا لهو الدين
حق وعدل فأعلنوا إسلامهم نعم أيها الأحبة هذا البلد الذى يعيش فيه أكثر من
مائة مليون مسلم لا يوجد بلد مسلم أكبر من هذا البلد من حيث عدد السكان
وإنما كان سبب دخول هذه الملايين من المسلمين فى الإسلام هو حسن المعاملة
حسن الخلق الإحسان إلى الناس وأداء الأمانات والوفاء بالعهود والعقود والغض
عن الحرمات لأن الإنسان أيها الأحبة بحسن تعامله وخلقه يعبر عن ما يمتلىء
به قلبه من عقيدة صافية وفكر نير وإن المعاملة الطيبة الصافية قد تكون أبلغ
من ألف خطبة أو محاضرة والأفعال هى التى تصدق الأقوال وتكشف معادن النساء
والرجال وتترجم بحق عما يعتنقه أصحابها من عقائد و أفكار


الدين حسن المعاملة نعم أيها الأحبة
حياة الإنسان فى هذه الدنيا دائرة بين معاملة الله عزوجل ومعاملة عباده من
الإنس والجن والبهائم والحيوانات والنباتات والجمادات وغيرها وعلى حسب
معاملته لله عزوجل وخلقه يكون جزاء هذا العبد فى الدنيا والأخرة فإذا أحسن
فى معاملة الله عزوجل بأن أحبه وعظمه وشكرلألائه ونعمه وأتى بأوامره واجتنب
نواهيه ثم أيضا أحسن فى معاملة الناس كما أمره الله فاجتهد فى النصح لهم
والإحسان إليهم والعدل فى معاملتهم وكف الأذى والظلم عنهم وإحتمال الأذى
منهم فأنه يفوز بسعادة الدنيا والأخرة وترتفع منزلته عند الله تعالى وعند
الناس ويطرح له القبول فى الأرض والمحبة فى قلوب الخلق وقد قرن الله عزوجل
حقوق العباد بحقه وأمر بالإحسان إليهم بعد الأمر بعبادته وذلك فى أيات
كثيرة من كتابه وأحاديث كثيرة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يقول
عزوجل فى سورة الإسراء


{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }الإسراء23ثم ماذا ياربنا قال



(َبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً] ثم قال بعدها
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }الإسراء26)
فأمر سبحانه وتعالى بعبادته وحده لا شريك له وبالإحسان إلى الوالدين الذين
هما أمس الناس رحم وأعظمهم حقا وأحقهم بالبر والإحسان وحسن الصحبة ثم أمر
بإيتاء القرابة والمحتاجين حقوقهم وقال عزوجل فى سورة النساء
{وَاعْبُدُواْ
اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36

فأوصى الله سبحانه وتعالى بعبادته
وبالإحسان إلى خلقه من الوالدين والقرابة والجيران والأصحاب والضعفاء
والمساكين وهذه الأيه كما ترون أيها الأحبة عامة فى جميع المذكورين من
القريبين والبعدين والصالحين والفاسقين والمسلمين والكافرين فكلهم يجب
العدل فى معاملتهم ويشرع الإحسان إليهم وإن كان لا شك أن حق المسلم أعظم من
حق الكافر وحق القريب أاكد من حق البعيد ولكن الجميع يشرع لهم من البر
والإحسان بحسب قربه ومنزلته وبحسب ما يناسبه ويصلح لمثله وعلى هذه الحقيقة
العظيمة تواطأت رسالات السماء وأوصت بها جميع الأنبياء كما قال الله عزوجل
فى سورة البقرة



(
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ
اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ
وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ
وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ }البقرة83


أى أن الله عزوجل لما أخذا الميثاق على
بنى إسرائيل على ألسنة أنبيائهم ورسولهم بماذا,, أن يعبدوه ويوحدوه وان
يحسنوا إلى الوالدين والأرحام واليتامى والمساكين بكل قول وفعل جميل ثم أكد
أيضا بمشروعية الإحسان إلى كل الخلق على اختلاف مراتبهم فقال سبحانه
(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) وقولوا للناس حسنى لم يقل للمسلمين أو
القريبين أو ذوى الأرحام بل قال وقولوا لناس حسنى والحسن المؤمور به فى هذه
الأية يشمل أمرين مهمين الأول أن يكون القول حسن لطيف جميل رقيق والثانية
ان يقول قول نافع مفيدآ لا لغوآ ولا هدرا ولا قول باطل وهذا كما تلاحظون
عام فى القريب والبعيد


والبر والفاجر والمسلم والكافر إلا ان
يكون هذا الكافر محاربآ لله ورسوله وللمؤمنين فهذا يعامل بمثل ما يعاملنا
به أما إذا لم يقاتلنا ولم يعن على قتالنا فحكمه كما قال الله عزوجل فى أية
أخرى


{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن
دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8)



والعجب أيها الأحبة فى هذه الأية وهى فى
المنهاج الذى نتعامل به مع المسلمين من الكفار أن الله عزوجل حذف المعمول
فى قوله (أن تبروهم) غيرهم بماذا بالبشاشة بطلاقة الوجه بالصدق بالهدية
بدعوتهم إلى الإسلام بالترقق فى معاملتهم لم يذكر الله عزوجل شيئآ معينآ من
هذا قال أهل التفسير ليعم كل أنواع الإحسان بالقول والفعل فإذا كنا
مأمورين بالإحسان إلى الكفار والبر بهم بكل قول جميل وفعل حميد من أجل
تأليف قلوبهم على الإسلام ودعوتهم إليه فكيف بالمسلمين الحنفاء ولا شك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالخميس 16 مايو 2013 - 12:23

أيها
الأحبة أن القول الحسن اللطيف المفيد يأنس النفوس ويفتح مغاليق القلوب
ويعين على قبول الحق والإنقياد له وهو يورث أيضا المحبة والتقدير لصاحبه
ويدل على سمو نفسه وحسن خلقه وعفة لسانه وهذا ما يجب ان يكون عليه كل مسلم
رجل كان أو إمرأة داعية او غير داعية كل الناس ولهذا قال النبى صلى الله
عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ )




هذا فى كل مسلم ليس المؤمن الحق الذى
يعرف حقيقة الإيمان ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذى وفى
الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت (دخل رهط من اليهود على رسول الله
صلى الله عليه وسلم تأملوا هذه القصة العجيبة المحية والمعبرة من خلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك يا محمد) السام يعنى الموت عليك
يا محمد بأبى وأمى ونفسى عليه الصلاة والسلام ياترى ماذا كانت ردة فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة (ففهمتها فقلت وعليكم السام
واللعنة) ردت السيئة بمثلها وهو جائزة فى الأصل وظنت أن الرسول عليه الصلاة
والسلام لم ينتبه لكلامهم قالت فلفت عليا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فقال مهلآ يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله فقلت يا رسول
الله أولم تسمع ما قالوا قال بلى قد قلت وعليكم )وفى رواية الإمام أحمد
وابن خزيمة بسند صحيح (فنظر إليا وقال مه) وهذه كلمة زجر وردع مه إن الله
يكره الفحش والتفحش قالو قولآ فرددناه عليهم فلم يضرنا شيئا ولزمهم إلى يوم
القيامة سبحان الله العظيم هؤلاء ليسوا بمسلمين بل هم أشد الناس عداوة
للمؤمنين وقد إعتدوا بهذا الدعاء الظالم على أشرف المرسلين وأفضل الخلق
أجمعين عليه الصلاة والسلام وأيضا هو رئيس الدولة التى يعيشون فى ظلها ومع
ذلك لم يبطش بهم ولم يعنفهم ولم يأمر بسجنهم أو ضربهم أو حتى قتلهم ولو
أشار بذلك لأصحابه لفعلوا ذلك بدون تردد أو مأربة بل لما أغلظت لهم عائشة
رضى الله عنها وعاملتهم بالعدل وهو جائز فى الأصل (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عقبتم به) زجرها النبى عليه الصلاة والسلام
وأرشدها إلى ما ينبغى للمسلم وهو أن يأخد بالإحسان والفضل لا بقتضى العدل
ماذا قال لها إلتفت إليها وهم يسمعون مهلا يا عائشة وفى رواية أخرىمه يا
عائشة إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله ويكره الفحش والتفحش حتى مع
الكفار المعتدين الظالمين حتى مع هؤلاء يريد بذلك صلى الله عليه وسلم أن
يتألف قلوبهم على الإسلام ولا شك أيها الأحبة أن الحلم والإناه والترقق
والتلطف والبشاشة وطلاقة الوجه ولين الجانب وحتى المعاملة والصبر واحتمال
الأذى من أبرز الصفات التى تجمع لصاحبها خيرى الدنيا والأخرة وهى مع عظم
نفعها وجميل عائدتها وحسن عواقبها لا تكلف صاحبها شيئآ يذكر ولذلك قال
النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح قال



(إنكم لن تسعوا الناس بإموالكم ولكن يسعه منكم بسط الوجه وحسن الخلق)
لما كان الإنسان لا يمكن ان ينفع الناس بماله ولو كان يملك المليارات
وينفقها كلها فى إستدرار محبة الناس وتقديرهم يعطى عشر أو عشرين أو ألف أو
ألفين حتى من أعطاه من هذا الناس قد لا يرضى يريد المزيد لما كان الإنسان
لا يمكن ان يسعى الناس بماله مهما بلغ ومهما أنفق وأعطى أمر بأمر يقدر به
على الإحسان إلى كل أحد وبه يستجدب محبة كل أحد وتقديره واحترامه ألا وهو
بسط الوجه وحسن الخلق وإذا كان مأمور بحسن الخلق وبسط الوجه وبالقول الحسن
لناس كما قال (وقولوا للناس حسنى ) فأن فى هذه الأية أيضا ما يدل على النهى
عن الكلام القبيح الفاحش والبذئ حتى مع الكفار ولهذا قال الله عزوجل


(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم )
وقال ( إدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن )




والعجب أيها الأحبة انه قال بالتى هى
أحسن لم يقل بالحسنى بل أحسن ما تجده من العبارات الجميلة اللبقة اللائقة
المناسبة المفيدة تستعملها فى الدعوة إلى الله ومجادلة الكفار الذين تريد
تأليف قلوبهم على دين الله ومن أدب الإنسان الذى أدب الله به عباده
المؤمنين أن يكون الإنسان نزيهآ فى أقواله وأفعاله غير فاحش ولا بذئ ولا
شاتم ولا مخاصم بل يكون حسن الخلق واسع الحلم مجاملا لكل أحد صبور على ما
يتناوله من أذى الخلق إمتثالآ لأمر الله ورجاء لتوبته ذكر القرطبى رحمه
الله فى تفسيره عن طلحة إبن عمر قال قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك الناس
ذوى أهواء مختلفة اى من أصحاب البدع من المعتزلة والشيعة وغيرهم وقال أنا
رجل فيّا حدّة فأقول لهم بعض القول الغليض فقال لا تفعل هذا قول عطاء إبن
رباح الصحابى الجليل رحمه الله لا تفعل يقول الله عزوجل (وقولوا لناس حسنى )
فدخل فى هذه الأية اليهود والنصارى فكيف بالحنفى ويؤكد ذلك أيها الأحبة
قوله عزوجل لموسى وهارون (إذهبوا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولآ لينا
لعله يتذكر أو يخشى )



يقول العلماء الداعى إلى الله عزوجل
مهما بلغ فى العلم والفضل لن يكون أفضل من موسى وهارون عليهم الصلاة
والسلام ولمدعوا مهما بلغ من الكفر والضلال لن يكون أكثر من فرعون الطاغية
الذى يقول أنا ربكم الأعلى ما علمت لكم من إله غيرى ومع ذلك قال الله عزوجل
لهما (فقولا له قولا لينا) لماذا ياربنا , لعله يتذكر أو يخشى



أنت أيها المسلم صاحب رسالة وتسعى إلى
إصلاح الناس وهدايتهم وإن من أعظم ما يعينك على هداية الناس و إصلاحهم
وتأليف قلوبهم على الدين والإستقامة هو حسن الخلق والكلام اللطيف الجميل
وقد بين الله عزوجل منهجا لتعامل مع الناس كل الناس على إختلاف طبقاتهم
وتباين عقولهم وفهمومهم و أخلاقهم بين ذلك فى أية جامعة مختصرة قال سبحانه
(خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) الله أكبر ما أعظمها وأبلغها من
أية خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين يقول جعفر الصادق رحمه الله
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق فى هذه الأية وليس فى
القرأن أية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الأية والسبب أنها تضمنت الإحسان
إلى الناس بالرفق فى معاملتهم والتيسير عليهم والنصح لهم ومحبة الخير لهم
وبالعفو والإعراض عن جاهلهم ومنها يؤخد أن المسلم فى تعامله مع الخلق على
إختلاف طبقاتهم وأخلاقهم وعقولهم أنه له فى تعامله معهم ثلاث حالات الحالة
الأولى دل عليه قوله (خذ العفو) أن يأخذ من الناس ما سهل عليهم وطوعة به
نفوسهم وتيسير لهم بذله من أموالهم و أعمالهم و أخلاقهم وان يترك الإستقصاء
عليهم والتفتيش عن بواطنهم ويلمس المعاذير لهم ولا يجهدهم ويشق عليهم
ويحملهم على الشطط والعنث فيؤديهم ويحرجهم يقول عبد الله إبن المبارك رحمه
الله المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يتتبع الزلات وقيل لإمام أحمد رحمه
الله إن فلان يقول العافية عشرة أجزاء تسعة منها فى التغافل




ليس الغبى بسيد فى قومه لكن سيد قومهم متغابى



فماذا قال الإمام أحمد قال بل العافية
عشرة أجزاء كلها فى الغافل ويقول عمر إبن الخطاب رضى الله عنه واسمعوا هذا
المنهج العظيم فى التعامل مع الناس وعدم الإستقصاء عليهم وإسائة الظن بهم
يقول رضى الله عنه إذا سمعت من أخيك ما تكره فحمله على سبعين محمل فى الخير
فأن لم تجد أى بعد السبعين فقل لعل له عذر لا أدريه الله أكبر أي النفوس
هذه النفوس العظيمة الكريمة إذا سمعت كلمة عوراء ا نابية غير لائقة من أخيك
فآذتك وأحرجتك أو رأيت تصرف منه غير مناسب فأياك أن تسئ الظن بأخيك لعله
لم يدرى لعله كان فى أزمة أو مصيبة وصدر منه هذا التصرف من غير قصد ولا
إرادة فى الإساءة لعله أراد خيرآ وانت ضنته شرآ لعله أراد الإحسان فأساء من
حيث لا يدرى إحمله على سبعين محمل فى الخير لعله أراد كذا فأن لم تجد لعله
أراد كذا وبعد السبعين كلها ولا أظن شئ يخرج عن السبعين محملا لا تسئ به
الظن بعد هذه كلها إلا لعل له عذرآ لا أدريه




أين نحن من أناس نجدهم بيننا اليوم مع
الأسف تجد الواحد منهم يسمع الكلمة أو يرى فعلا يحتمل سبعين محملا فى الخير
ومحملا واحدا فى الشر فيطرح السبعين كلها ويقول ما أراد إلا هذا الشر قلوب
مليئة بالحقد والحسد وإساءة الظن لأهل الإيمان والعياذ بالله أما الحال
الثانية فهى قوله وأمر بالعرف فهى ان يأمر الناس كل الناس بالمعروف وينهاهم
عن المنكر لأن عاقبة ذلك صلاح أمره و أمرهم فى الدنيا والأخرة وقد جعل
الله عزوجل القيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والسعى فى إصلاح الناس
والدعوة إلى الله عزوجل جعله من أخص صفات أهل الإيمان بل جعله سبب خيرية
هذه الأمة التى هى خير الأمم والشاهدة على العالمين قال الله عزوجل
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ) و العجب أنه قدم وصفهم بالقيام بشعيرة
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على إقام الصلاة وإتاء الزكاة لأن الصلاة
نفعها مقصور على صاحبها أما الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فأن نفعه
متعدى للأخرين وبه تصلح أحوال الأفراد والمجتمعات

وقال عزوجل


( كنتم خير أمة أخرجت لناس)


يا ترى ما سبب هذه الخيرية ما مؤهلاتها قال


تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )



وكأن الكيف قدم الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر عن الإيمان بالله الذى هو أصل الدين ولا يقبل من أحد عمل صالح
إلا بالإيمان لكنه أراد سبحانه ان يبين ان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
من أعظم شعائر الإيمان وأظهرها وهو من العلامات التى تدل على إيمان
الإنسان وصدقه إن أخلص لله فى ذلك أما الحال الثالثة فهى قوله (وأعرض عن
الجاهلين) فأمر عبده المؤمن أن يعرض عن الجاهلين ويصفح عنهم وأن لا يشغل
نفسه فى مقاولتهم والإنتقام منهم والرد عليهم ومقابلة جهلهم وسفههم بمثله
بل يعفوا ويصفح

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله فلو
أخذوا الناس كلهم بهذه الأية لكفتهم وشفتهم ثم يقول فأي كمال للعبد وراء
هذا وأي معاشرة وسياسة للعالم أحسن من هذه المعاشرة والسياسة فلو فكر الرجل
فى كل شر يلحقه من العالم أعنى الشر الحقيقى الذى لا يوجب له الرفعة
والزلفة من الله وجد سببه الإخلال بهذه الثلاثة أو بعضها هكذا يقول إبن
القيم ثم يقول وإلا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس فهو خير له وإن
كان شرآ فى الظاهر فأنه يتولد من الأمر بالمعروف ولا يتوعد منه إلا خير
وإن ورد فى حالة شر أو أذى إنتهى كلامه رحمه الله



ولو لم يرد أيها الأحبة فى فضل حسن
الخلق و أهميته وعظم شأنه وشدة الحاجة إليه إلا الأية التى فى سورة أل
عمران لكانت كافية شافية ألا هى قوله عزجل




فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فض غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر )


الله أكبر فبما رحمة من الله لنت لهم أى
بسبب رحمة الله لك وتوفيقه إياك صرت رفيقآ رحيمآ فى التعامل معهم مما يدل
أيها الأحبة أن حسن الخلق هو نعمة جلى و منّة كبرى يمن بها الله عزوجل على
عباده وكما قسم الله الأرزاق بين عباده فقد قسم الأخلاق أيضآ بينهم ثم يقول
(فلو كنت فض غليظ القلب لنفضوا من حولك) سبحان الله العضيم إذا كان هذا
يقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذى أوتى كل مقومات المحبة
والقبول بل محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والأهل والمال
والناس أجمعين وهو سيد ولد أدم وأفضل المرسين وخير من مسى الثرى ووطئ الحصى
وحملته المطايا صلى الله عليه وسلم وهو أيضا أرفع الناس نسبا وأكرمهم
مكانة وأجملهم منظرا وجوهرا وأرجحهم رأيا وعقلا وأصدقهم كلاما وأحكمهم
بيانا بل لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحا وهو أيضا أنداهم يدى وأعظمهم
عطاء وأسخاهم نفس وهو إضافة لكل هذا رئيس الدولة وقائدها وقاضيها وهو أيضا
رسول رب العالمين وصفيه ووليه وخليله وصحابته الكرام أفضل هذه الأمة من
بعده وأكمل الناس محبة له ومع ذلك يقال له (ولو كنت فض غليظ القلب لنفضوا
من حولك) فكيف إذا بغيره من البشر وهم دونه بمراحل كثيرة وليس لهم من
مقومات المحبة والقبول ووجب السمع والطاعة ما جعله الله لرسوله صلى الله
عليه وسلم فما أحوجهم إذا وما أحوجنا إلى ترك الفضاضة والغلظة والبعد عن
الجفاء والقسوة بإستعمال الرفق واللين ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يبايع
أصحابه على القيام بحقوق الله وحقوق العباد فلقد قال جرير إبن عبد الله
البجرى رضى الله عنه بايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة
وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو القيام بحق
الله والنصح لكل مسلم و القيام بحقوق العباد



والنصح لا يختصر على مجرد الوعظ بالقول
كما قد يتبادر إلى الذهن بل يعنى إيصال كل ما أمكن من الخير ودفع كل ما
أمكن من الشر بالقول والفعل فجمع عليه الصلاة والسلام فى هذا الحديث بين
الأمر بطاعة الله تعالى والإحسان إلى خلقه ومن الأيات العظيمة الجامعة لهذا
الباب حديث معاذ وأبى ذر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
لمعاذ لما بعثه إلى اليمن قاضيا ومعلما وفقيها قال له وصية عظيمة جليلة
ينبغى ان يضعها المسلم نصب عينيه وبخاصة من يتعامل مع الناس ويتصدى
لتعليمهم أو القضاء بينهم وحل مشاكلهم أو القيام بأعمالهم ومعاملاتهم من
أنواع الموظفين قال له (إتقى الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها
وخالق الناس بخلق حسن) وهذا الحديث تظمن على إجازة ألفاضه وقلة عبارته بيان
واجب العبد تجاه ربه وواجبه تجاه نفسه وواجبه تجاه الخلق أما واجبه تجاه
ربه فهو قوله عليه الصلاة والسلام إتقى الله حيث ما كنت فواجب على كل مسلم
أن يتقى الله تعالى فى السر والعلن والخلوة والجلوة وفى كل زمان ومكان وذلك
بطاعته سبحانه وإجتناب معاصيه وشكر نعمه إن الله كان عليكم رقيبا أما
واجبه تجاه نفسه فهو ان يقسمها على طاعة الله عزوجل وان لا يعرضها لسخطه
ومقته وشئم الذنب وسوء عاقبته فإذا أوطئت منه السيئة أتبعها بالحسنة التى
تزيل أثرها من القلب وتمحوها من ديوان الحفظة فإن الخير يدفع الشر والنور
يزيل الظلمة والمرض يعالج بضده والحسنات يذهبن السيئات وأما واجبه تجاه
الناس هو الذى يهمنا فى هذه الجلسة فهو قوله وخالق الناس بخلق حسن وأن
يعاشرهم بالمعروف فيحن إليهم وينصح لهم ويكف الأذى والظلم عنهم ويتحمل
الأذى منهم وأن يحرص وسعه على إيناسهم وإدخال السرور عليهم وأن يكون طلق
المحيا باسم الثغر لين الجانب ندى اليد سخى النفس كريم الطبع لطيف المعاملة
أليف مألوفا رفيقا عطوفا عفيفا شريفا


ولا شك أن مخالقة الناس بخلق حسن جزء
مهم من التقوى الواجبة بل لا تتم التقوى الواجبة إلا به فلماذا انسب عليه
الصلاة والسلام على حسن الخلق من بين شعائر الإسلام كلها لماذا لم يكتفى
بقول إتقى الله حيث ما كنت ويدخل فيه حسن الخلق والإحسان إلى الخلق كما سكت
عن قيام الليل وصيام النهار والإحسان للوالدين وغير ذلك إنه عليه الصلاة
والسلام أخص حسن الخلق مع كل الناس بالذكر للحاجة إلى بيانه فأن كثير من
الناس يظن ان التقوى هى القيام بحق الله دون حقوق عباده فنص له بإحسان
العشرة لناس فإنه كان قد بعثه إلى اليمن معلما ومفقها وقاضيا ومن كان ذلك
فأنه يحتاج لمخالقة الناس بخلق حسن مالا يحتاجه غيره من لا حاجة لناس به
ولا يخالطهم ثم يقول وهوكلام عجيب وكثيرا ما يغلب على من يعتنى بحقوق الله
والإنعكاف على محبته وخشيته وطاعته ان ألوا حقوق العباد بالكلية أو التقصير
فيها والجمع بين حقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الخمل
من الأنبياء والصديقين نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم أجمعين هدا ما يقول
إبن رجب رحمه الله عن أهل زمانه فما عساه يقول لو رأى زماننا اليوم وإنك
والله لتعجب من أناس واسمحولى على صراحتى فى هذا الأمر لأن هذا داء يجب أن
نعالجه و نتجنبه إن الإنسان ليعجب من أناس يحرصون على أداء الشعائر
التعبودية ويلتزمون بالمظاهر الشرعية ويستفدون فى نوافل العبادات من صلاة
وصيام وذكر وغيرها وهم مأجورون إن شاء الله فى ذلك لكن بعض هؤلاء مع الأسف
لا يلوون جانب معاملة الخلق إهتماما يذكر ولا يرون لحسن الخلق مكانة تعتبر
فتجد عند بعضهم للأسف الشديد من الحقد والحسد والعجب والكبر والظلم والبخس
والبغضاء والشحناء والتهاجم والتدابر والكذب والتدليس والغش والمخادعة
ومخالفة الوعود ونقض العهود والقطيعة والعقوق و مصل الحقوق وأكل أموال
الناس بالباطل وخيانة الأمانة والولوغ فى أراض الناس وهرى لحومهم والسعى
بالنميمة والإفساد بينهم وتتبع العورات والتدخل فيما لا يعنى ما يتنافى
والله وكمال الإيمان ويتناقض ما هم عليه من مظاهر الصلاح والديانة وكأن
معاملة الخلق ليست من الدين وان صاحب الخلق الحسن ليس بمأجور ولا مشكور
وصاحب الخلق السئ ليس بمذموم ولا مأزور وكأن ظلم الناس لا حرج فيه ولا باس
مع إن ظلم العباد أشد من ظلم الإنسان لنفسه فيما بينه وبين ربه لأن حقوق
العباد مبنية على المشاحنة والمقاصة أما حقوق الله تعالى فهى مبنية على
المسامحة والمساهلة


ومن فرط فى جنب الله عزوجل فأنه بأمكانه
أن يتوب إلى الله تعالى ويستعتبه ويسترضيه متى شاء لكنه من ظلم أحد من
عباد الله عزجل فى عرض أو بدن أو مال فلن تتم توبته إلا برد حقه إليه
وإستحلاله من هذا الظلم الذى وقعه عليه ومن يظمن لهذا الإنسان إذا تاب
لرشده ورجع عن غيه و أدرك خطأه وجرمه من يظمن له أنه سيسامحه هذا الذى ظلمه
وأساء إليه وأن يعفو عنه وربما لقي الله غدآ وظهره ينوء بأحنان تعجز عنها
الجبال من مظالم العباد والعياذ بالله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالخميس 16 مايو 2013 - 12:24


ثم
ان الله عزوجل لا يرضى لعباده الظلم وأحب الناس إلى الله أنفعهم لناس
وأرعاهم لحقوقهم وأقومهم بمصالحهم والحقيقة أيها الأحبة أن هؤلاء الذين
يحرصون على الشعائر التعبودية والمظاهر الشرعية ويفرطون فى القيام بحقوق
العباد ويتهاونون فى ظلمهم وإيذائهم ولا يتورعون عن ذلك الحقيقة أنهم
يهدمون ما يبنون ويفسدون ما يعملون ويبددون حسناتهم من حيث يشعرون ولا
يشعورون إنهم يحبطون أجورهم وحالهم كحال من بنى من جانب ويهدم من جانب أخر
فتجد بعض هؤلاء يجتهد فى أداء الفرائض والنوافل نهاره وليله قد يصبح أو
ممسى ليس له حسنة واحدة ربما يجمع بعضهم حسنات كأمثال الجبال من صلاة وصيام
وذكر وصدقة وغير ذلك ثم يذهبونها بأنواع الكبائر المتعلقة بظلم العباد
وسوء معاملتهم والتقصير فى حقوقهم وربما عند المعادلة والمقابلة ما تقوم
أجر صلواتهم بأثم ظلمهم للعباد وتقصيرهم فى حقوقهم وبخسهم أشيائهم وهذه
وربى هى النكسة المردية والخسارة الفادحة والغبن الفاحش والإفلاس الذى ليس
بعده إفلاس


وقد حذر من ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث الذى رواه مسلم
وغيره حيث قال أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا يارسول الله من لا درهم
عنده ولا متاع هذا المفلس فى نظر أهل الدنيا فماذا قال عليه الصلاة والسلام
قال إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج وحسنات
كأمثال الجبال لكن ماذا قال ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأخذ مال هذا ومرد
هذا وسكف دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فنية حسناته قبل
أن يقضى عليه أخذت من سيئاتهم وطرحت عليه فطرح فى النار نسأل الله العافية
فلم ينفعه لا صلاته ولا صومه ولا حجه بسبب ظلمه للعباد فى أراضهم أموالهم
وأبدانهم و

لهذا قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح (وإن سوء الخلق ليفسد العمل
كما يفسد الخل العسل) وفى حديث أبى هريرة وهو حديث عجيب طبقه على حل كثير
من الناس قال قيل يا رسول الله إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل إمرأة
صوامة قوامة لكن ماذا وتؤذى جيرانها وفى رواية تؤذى جيرانها بلسانها فقال
لا خير فيها هى فى النار قيل يا رسول الله فأن فلانة تصلى الصلوات الخمس
وتصوم رمضان وتتصدق بصواع من إقط وهو قطع من إقط وهو البقل المعروف ولا
تؤذى جيرانها قال هى فى الجنة) الله أكبر تأمل حال هذه المرأتين الأولى
تصوم النهار لا تفطر وتقوم الليل لا تفتر أبدا لكنها أبتليت والعياذ بالله
بإذائها لجيرانها بلسانها فحبط أجرها وبطل ثوابها ونفيت عنها الخيرية
واستحقت النار لا خير فيها هى فى النار والثانية لا تصلى إلا الصلوات الخمس
ولا تصوم إلا رمضان تقتصر على الواجبات والأركان وتتصدق بالقليل من الطعام
لكنه وفقت بكف الأذى عن جيرانها فكانت من أهل الجنة فى مقابل هذا الصنف من
الناس الذى ذكرناه من من يهتم بالشعائر التعبودية ويفرط فى حقوق العباد
هناك طائفة أخرى ليس بمنزلتهم بالإلتزام بالمظاهر الشرعية والحرص على أداء
الشعائر التعبودية وبل قد يكون بعضهم مفرطا بالصلاة وغيرها من الواجبات
لكنك تجده حريصاعلى معاملة الناس وبالحسنى ومعاشرتهم بالمعروف لا من أجل
الله وإبتغاء ثوابه ورضاه بل أنه يفعل ذلك من أجل كسب مودة الناس والحضوة
عندهم والفوز بمدحهم وثنائهم وإتقاء شرهم وظلمهم وكلا الطائفتين مخطئة
ومحرومة ينسى هؤلاء وأولئك ويجهلون أن الخلق الحسن عبادة من أجّل العبادات
وقربة من اعظم القربات وعمل من أعظم الأعمال وأحبها إلى الله عزوجل وأحظها
عنده وأزكاها لديه

فكان الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرص ويجتهد بالتخلق بحسن الخلق ويحتسب
الأجر عند الله تعالى وأن يكون فيه نية صالحة ومقصد حسن تجعل خلقه هذا
عبادة ترفع له بها الدرجات وتضاعف الحسنات مع ما يحصله تبع لذلك من محبة
الناس وتقديرهم وثنائهم وإجلالهم فأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها
وبغض من أسئ إليها والخلق الحسن كما يقال مغطى المسالب ويبجل المعالم من
تأمل النصوص الواردة فى الحث على حسن الخلق فإنه لا ينقضى عجبه من عظم شأنه
وعلو مكانته وما رتب عليه من الأجر والثواب وما لصاحبه من المدح والثناء
ورفعة المنزلة وحسن العاقبة فى الدنيا والأخرة وذكر هذه النصوص يطول لكن
أذكر بعضها مما ينبه على بقيتها يقول الله عزوجل (سارعوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها كعرض السموات والأرض إعدت للمتقين ) الله أكبر نسأل الله أن
يكرمنا من فضله نسأل الله ان يجعلنا منهم أجمعين ياترى من هم هؤلاء المتقين
ما هى صفاتهم ما مؤهلاتهم التى أوجبت لهم الجنة عرضها كعرض السموات والأرض
تأمل (الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس
والله يحب المحسينين ) هذه الصفات كلها لو تأملتها وجدتها داخلة فى حسن
الخلق الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل سبحان الله لم يقل عزوجل الذين
يقيمون الليل ويصمون النهار ويكثرون من قرأة القرأن مع عظم شأن هذه
العبادات كما تعلمون ذكر الإسان إلى الناس به يستحق جنة عرضها كعرض السموات
والأرض وقد جمع سبحانه وتعالى فى هذه الأيات بين وصفهم ببذل الندى وإحتمال
الأذى وهذا هو غاية حسن الخلق أيضا قال عزوجل فى سورة المؤمنون مبينآ صفات
هؤلاء الذين يستحقون الفردوس الأعلى من الجنة فقال سبحانه ( قد أفلح
المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون ) هذا فى حق الله القيام بعبادة الله ,
والذين هم عن اللغوى معرضون واللذين هم لزكاة فاعلون , هنا أيضا الإحسان
إلى الناس , (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم
فأنهم غير ملومين فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) وهذا فيه كف عن
الأذى والشر عن الناس وقال (والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون والذين هم على
صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )
لو تأملت هذه الأوصاف الستة التى تستحق تلك المنازل الرفيعة العالية
والفلاح فى الدنيا والأخرة لوحدت أربعة منها تتعلق بمعاملة الخلق والإحسان
إليهم ورعاية حقوقهم وصيانة أعراضهم وحرماتهم


ومما يدل على فضل حسن الخلق وعظم شأنه ان الله تعالى وصف به أفضل خلقه
وأكرم روسله صلى الله عليه وسلم فقال (وأنك لعلى خلق عظيم ) وهذا كما أنه
شهادة جليلة عظيمة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من رب العزة سبحانه
فأنه يدل أيضا على عظم مكانة الخلق الحسن عند الله عزوجل وشدة إحتفائه
بصاحبه ومحبته له وفى الصحيحين عن أنس رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى
لله عليه وسلم أحسن الناس خلقا بل قال فى الحديث أخر ما مست دباج ولا حريرا
ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شمت رائحة قط أطيب من رائحة
رسول الله عليه الصلاة والسلام ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشرة سنين فما قال لى قط أفا وما قال لشئ لم أفعله لما لم تفعل كذا وفى
رواية لأبى داود خدمت النبى صلى الله عليه وسلم عشرة سنين بالمدينة وأنا
غلام ليس كل أمرى كما يشتهى صاحبى ان أكون عليه ما قال لى مرة أفا قط وما
قال لى لما فعلت هذا ولما لم تفعل هذا هذا الحديث حقيقة عجب من العجب يظل
ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة سينين وهو ملازم له ويخدمه وهو
رضى الله عنه بشر من البشر يجرى عليه ما يجرى عليهم من الغفلة والنسيان
والتقصير والخطاء وأيضا كان غلام صغير حديث ليس كل أمره على ما يشتهى صاحبه
أن يكون عليه كما قال ومع ذلك لم يسمع منه طيلت هذه المدة كلمة تأفف أو
تبرم أو كلمة عتاب وتوبيخ أو حتى كلمة إستنكار وتوجيه ولو قارنت هذا بحال
كثير من الناس اليوم مع خدمهم وعمالهم بل حتى مع أزواجهم وأبنائهم ترى
الفرق شاسع والبون عظيم وواسع فالله المستعان وتقول عائشة رضى الله عنها ما
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده لا إمراء ولا خادم إلا ان
يجاهد فى سبيل الله وما نيل منه شئ قط فينتقم من صاحبه إلا إذا إنتهك شئ من
محارم الله فينتقم لله عزوجل وكان عليه الصلاة والسلام يأخد بأيسر الأمور
وأوسعها مالم يكن إثم فلا يكلفهم شطط ولا يبغيهم حرجا ولا يحملهم مشقة
وعنتى كما قالت عائشة رضى الله عنها ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أمرين إلا أختار أيسرهم مالم يكن إثما

والأحاديث فى حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ودماثة معشره وطلاقة وجهه
وإبتسامته وبشاشته وكرمه وسماحته ورأفته ورحمته وحلمه وأناته وتيسيره
وتبشيره وإخلاصه ونصحه ورفقه برعيته وحسن سيرته مع أصحابه وتميز تعامله مع
زوجاته وعدله حتى مع أعدائه وإنصافه من نفسه أمر يطول شرحه ولا غرو فى ذلك
فهو الأسوة الحسنة والقدوة المتبعة عليه الصلاة والسلام لكن كما ضرب صلى
الله عليه وسلم أروع الأمثلة على حسن الخلق بسيرته وأفعاله فأنه حث على ذلك
حثا شديدا بأقواله وبين مكانته من الدين وما رتب على حسن الخلق إذا صاحبته
النية الصالحة من الأجر والثواب وما لصاحبه من كمال المدح والثناء ورفعة
المنزلة عند الله تعالى والأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين
وغيرها كثيرجدا سأذكر بعضها لضيق الوقت فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال
(سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما أكثر ما يدخل الناس الجنة تأملوا
أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق ) أليس حسن الخلق داخل
فى التقوى لكنه أفرده بالذكر ليبين عظيم شأنه وأنه من أكبر أسباب دخول
الجنة وسأل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج وهذا عكس حسن
الخلق بل أمن صلى الله عليه وسلم لمن حسن خلقه ان يكون فى أعلى درجات
الجنان فقال فى الحديث الصحيح أنا زعيم أى ضامن ببيت فى ربض الجنة أى فى
فناء الجنة من داخلها لا من خارجها لمن ياترى قال أنا زعيم ببيت فى ربض
الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ترك الجدال والمماحكة والممارة حفظ لحق
أخيه حتى لا يحرجه ويضيق صدره وإن كان الحق معه وزعيم ببيت فى وسط الجنة
لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وزعيم ببيت فى أعلى الجنة ) لمن ياترى أهو لمن
يقيم الليل ويصوم النهار على عظم شأنها كلا (زعيم ببيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه) سبحان الله لمن حسن خلقه ويقول صلى الله عليه وسلم (حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس)
هذا حرمه الله جسده على النار كل هين لين سهل قريب من الناس وفى رواية ألا
أخبركم بمن يحرم من النار أو بمن تحرم عليه النار على كل قريب لين سهل

ويقول صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وهذه الحقيقة قصة معبرة وموقف
عظيم حيث يدلك على ديدنه صلى الله عليه وسلم فى مناسبات كثيرة الحث على حسن
الخلق والإحسان إلى الناس بالقول والفعل إستمع إلى عبد الله إبن سلام رضى
الله عنه وهو يحكى لنا هذه القصة يقول لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم
للمدينة إنجفل الناس قبله وعبدالله ابن سلام وقتها كان حبرا من أحبار
اليهود وقيل قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس منذ زمن وهم
يخرجون كل صباح متلهفين لرؤياه عليه الصلاة والسلام سليم معافى فعلموا ان
قريش تطرده يقول رضى الله عنه فجأت لأنظر فلما تبينت وجهه عرفة أنه ليس
بوجه كذاب فكان أول شئ سمعته تكلم به ان قال أيها الناس أفشوا السلام
وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا باليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
أنظر البيان الأول البيان رقم واحد وهويدخل المدينة والناس مكتنفوهو عن
يمينه وعن شماله ومن أمامه ومن خلفه وكلهم أذان صاغية وقلوب واعية يريدة ان
يسمعوا توجيهه عليه الصلاة والسلام فى أول يوم فى تأسيس هذه الدولة
المسلمة فكان توجيهه بالإحسان إلى الناس (أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا باليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )

وأعجب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)
سبحان الله وفى رواية للأمام أحمد إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصوام
القوام بحسن الخلق الذى لا يكلفك شئ يذكر تدرك درجة من يصوم النهار لا يفطر
أبدا ويقوم اليل لا يفتر أبدا حسن الخلق إذا صاحبته النية الصالحة لصاحبه
أجر من يصوم لا يفطر ويقوم فلا يفتربل قال صلى الله عليه وسلم مامن شئ أثقل
فى ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش
البذى إن هذا كلام من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام ولايقول كلامآ
جزافآ أو لايحسب له حسابآ كما يفعل كثير من الناس أنه كلام رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول أثقل شئ فى ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق فهو
أثقل الأعمال وأجل العبادات التى توضع فى ميزان العبد المؤمن يوم القيامة
ويقول صلى الله عليه وسلم كما فى حديث عبد الله ابن عمر ابن العاص رضى الله
عنهما ألا أخبركم بأحبكم إليا وأقربكم منى مجلسآ يوم القيامة ثلاث مرات
يقولوها أحب الناس للرسول عليه الصلاةوالسلام وأقربهم منه مجلسآ فى جنة
الفردوس الأعلى من هو يا ترى قالو بلى يا رسول الله قال أحسنكم أخلاقا وعن
أسامة إبن سريك رضى الله عنه قال كنا جلوسآ عندالنبى صلى الله عليه وسلم
كأنما على روؤسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إجلالآ لرسول الله وهيبة له
عليه الصلاة والسلام إذ جائه أناس من الأعراب وكان الصحابة رضى الله عنهم
يفرحون بمجيئ الأعراب إليه عليه الصلاة والسلام لأنهم كانوا أجرأى على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله من أصحابه معه لكن أنظر إلى هذا السؤال
العظيم المهم الذى سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله درهم ما أعظم
همتهم وأكبر إيمانهم فقالوا من أحبوا عباد الله إلى الله كيف تكسب محبة
الله كيف تكون أحب الناس إلى الله من أحب عباد الله إلى الله فماذا قال
النبى صلى الله عليه وسلم قال أحسنهم خلق إذا كنت تريد ان تكون أحب الناس
إلى الله وأقربهم إليه وأحبهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه
مجلسآ يوم القيامة فحسن خلقك واحتسب ذلك عند الله عزوجل قال أحسنهم خلقا
وفى رواية عنه ما خيرما أعطى الأنسان قال خلق حسن وأختم بهذا الحديث اللذى
رواه الأمام الطبرانى وإبن أبى الدنيا وحسنه الألبانى وغيره عن عبد الله
ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس
إلى الله أنفعهم لناس سبحان الله ما قال أحب الناس إلى الله اكثرهم قيامآ
لليل أو قرأة للقرأن على عظم شأنها قال أنفعهم لناس إما بعلمه أو بدعوته
ونصحه أو بجاهه أو بماله أو ببدنه أو بمواساته ومعايشته لألام المسلمين
وأمالهم قال وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم هذا أحب الأعمال
إلى الله بعد الواجبات والفرائض أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله إلى مسلم
أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه دينه أو تطرد عنه جوعآ ولا أن أمشى مع أخ لى
فى حاجة أحب إليا من ان أعتكف فى هذا المسجد مسجد المدينة شهرا سبحان الله
العظيم إذا مشيت مع أخيك فى حاجة سواء قضيت هذه الحاجة على يديك أو لم تقضى
المهم أنك بذلت جهدك وقد لا تستغرق منك سوى لحظات او دقائق معدودات فعملك
هذا وسعيك فى قضاء حاجة أخيك أفضل عند الله وأعظم أجرآ من الإعتكاف شهرآ
كاملآ اين فى مسجد المدينة الذى تضاعف فيه الصلاة إلى ألف صلاة سبحان الله
ثم يقول ومن كفى غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه
ملئ الله قلبه رضى يوم القيامة ومن مشى مع أخيه فى حاجة حتى يثبتها له ثبت
الله قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يهدينا لأحسن
الأعمال والأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا هو وان يصرف عنا سيئ الأخلاق
والأعمال لا يصريف عنا سيئها إلا هو اللهم إهدينا وسددنا أللهم أتى نفوسنا
تقوها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعود بك من علم
لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع اللهم إنا نعيد
بك من منكرات الأعمال والأخلاق والهواء والأدواء اللهم إنا نعود بك من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا اللهم إهدنا ويسر الهدى لنا اللهم زينا بزينة
الإيمان واجعلنا هداة مهتدين وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والحمد
لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه أجمعين



أنتهت المحاضرة











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالخميس 16 مايو 2013 - 13:02

الدين المعاملة

كيفية معاملةالناس من أهم الأشياء
التي توضح سلوك و شخصية الإنسان.. و يحرص ديننا الإسلامي علي السلوك الطيب
بين الأفراد بعضهم البعض لأن سلامة اي مجتمع تتوقف علي المعاملة الحسنة
لكي تسود العادات المحببة بين البشر كالأخلاص في العمل و إيثار الغير و
سيادة الأمن و الأمان بين أفراد الشعب.. و منذ الصغر
و نحن نسمع جملة" الدين المعاملة" و من هنا نجد أن الدين الحسن ليس فقط بإقامة شعائر الإسلام بل أيضا بأن تطيب معاملتك مع الأخرين...


و
في وقتنا الحالي نجد من يقيمون الإسلام خارجيا فقط و ليس ظاهريا اي قد تجد
رجل يظهر علي هيئته الدين كله اإطالة الذقن و تقصير الثوب و الإمساك
بالسبحة و لكن تجده غليظ القلب مع الاخرين فظا مع من يتعامل معهم و ذلك
يعتبر من أسوأ الأشياء حيث أنه بذلك يكره الاخرين فيه و لن ينفعه بغض
الاخرين له و لا ابتعادهم عنه فقد قال تعالي لرسوله الكريم
" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك."


و
سوء معاملة الغير تظهر بأشكال عدة فقد نجد الاخر يلقي بأسوأ الألفاظ علي
الاخرين و اخر لا يبالي بمشاعر الاخرين فيسير لسانه قبل عقله فتخرج منه بعض
السلوكيات التي يبغضها الغير و هناك اخرون لا يعلمون أن عصبيتهم تعتبر من
سوء المعاملة بل أنها من أصعب أشكال سوء المعاملة لأنها توقع الفرد في
الخطأ دائما ... فالحليم شخص محبوب بين البشر لسعة صدره و قدرته علي تحمل
المشاكل بهدوء...


و
بعد زيادة التكنولوجيا و بعد أن أصبح العالم كله كبيت صغير أصبحنا في أمس
الحاجة لتحسين طرق معاملتنا مع أبناء مجتمعنا و المجتمعات الاخري...
فطريقتك في التعامل توضح دينك و ديناا الإسلامي أسمي الأديان السماوية و
لكي ننشره بين العالم يجب أن نحبب الاخرين فيه و لن يزيد حبهم له إلا
بإظهار أهم معالم الدين الإسلامي كالرغبة في نشر السلام و حسن معاملة الغير
و عدم التفريق بين طوائف البشر..


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوخالدالسني

أبوخالدالسني

عدد الرسائل :
69

تاريخ التسجيل :
22/04/2013


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة   من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالجمعة 17 مايو 2013 - 8:46

بارك الله فيكم على هذا الطرح المبسط الهادف الذي يُحبب إلى السنة ويُرغب فيها فالأمم بأخلاقها تَتَمَيَّزُ فَمَا أحوجنا لمن يدرس هذه المعاني في المساجد والملتقيات والجامعات وغيرها ويغرسها في شبابنا. جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم وفقكم الله لما يحب وبرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأخضر17

avatar

عدد الرسائل :
9

تاريخ التسجيل :
14/01/2009


من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة Empty
مُساهمةموضوع: رسالة شكر    من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة I_icon_minitimeالخميس 23 مايو 2013 - 13:31

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم و في اعمالكم ومجهوداتكم وجعلني الله و إياكم وجميع الاخوة ممن يستمع القول فيتبع احسنه لنكون القدوة في العقيدة و العبادات و الاخلاق و المعاملات بتوفيق من الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

من الدورات العلمية إلى الدوات الاخلاقية والمعاملة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الدورات العلمية في الجزائر بين الواقع والمأمول
» تنبيــــه هام حول المســابقة العلمية .
» كلمة بين يدي المسابقات العلمية
» الدورة العلمية الأولى -باتنة -
» مجموعة من الدروس العلمية للشيخ رضا بوشامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: في رحــــاب المنتــدى :: المدارسة و الحوار الهادف-