الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 خطبة: لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسامة خضر

avatar

عدد الرسائل :
88

تاريخ التسجيل :
27/09/2011


خطبة: لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: خطبة: لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله   خطبة: لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله I_icon_minitimeالسبت 14 يناير 2012 - 7:04

لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة
الحمد لله؛
في كلِّ زمانٍ ومكانٍ نجدُ من الناس من يبحث عن أخلاقٍ يسيرُ عليها، وسلوكياتٍ ينتهجها في حياته الدنيا، ليسيِّرَ شئونه، ويدبِّرَ أمورَه، فمنهم من صدَق في نيته وعمله، فأصابَ الخير، ونالَ ما يصبو إليه، ومن أوائل هؤلاء الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأتباعُهم رضي الله تعالى عنهم.
ومن الناس من كَذب في ذلك، فأصابه من الخيبة والخسران، والذلُّ والهوان ما أصابه؛ فقد اتخذ بعضُ الناسِ الدينَ مطيَّةً لتحقيقِ المآرب، وتقيَّةً للوصول إلى الأهداف الشخصية، والأغراض الفئوية، لأنَّ الدين يدعو إلى أحسنِ الأخلاق، وأفضلِ السلوكيات، وخيرِ المناهجِ، للدنيا والآخرة، فمن هؤلاء؛ المنافقون، الذين تستَّروا بالدين وإظهار الإسلام، فعوملوا معاملة المسلمين، وعاشوا -بإسلامهم- بين المسلمين، وأَمِنوا من ملاحقتهم كمشركين وكافرين، فهم مع المسلمين مسلمون، ومع الكافرين كافرون مشركون، فاتخذوا الدين مطيَّة، ولكن لا يدرون أنها مطيَّةٌ إلى النار وبئس المصير. {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء: 145)
ثم ظهرت الفِرَقُ والطوائفُ التي ترفع رايةَ الدين، وتخرُج على المسلمين، وخلفائهم وأمرائهم، وسلاطينِهم وملوكِهم، فالخوارجُ رفعوا شعار {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} (الأنعام: 57)، فكفَّروا غالب الصحابة، وكلَّ من رضي بالتحكيم، وكفَّروا حكَّام المسلمين وأمراءَهم.
والروافضُ رفعوا شعارَ آل البيت والمطالبة بحقوقهم، وكفَّروا الصحابة ولم ينجُ من تكفيرهم وسبِّهم ولعنهم إلاَّ أقلَّ من عشرين صحابياًّ، وصارت لهم دولةٌ صفويَّة؛ ظاهرُها حبُّ آل البيت، وباطنها القضاءُ على السنةِ وأهلِها، وكذلك القرامطة؛ تلك الحركة الباطنية الهدامة التي [تَنتَسِبُ إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث، ويلقَّب بقَرْمَط؛ لقصر قامته وساقيه، وهو من خوزستان في الأهواز، ثم رحل إلى الكوفة. وقد اعتمدت هذه الحركةُ التنظيمَ السريَّ العسكريَّ، وكان ظاهرُها التشيُّعَ لآل البيت، والانتسابَ إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحقيقتُها الإلحادُ والإباحية، وهدمُ الأخلاق، والقضاءُ على الدولة الإسلامية].
أما النصيرية؛ فهي [حركة باطنية، ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابُها يعدُّون من غلاة الشيعة؛ الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في عليٍّ =رضي الله تعالى عليه= وألَّهُوهُ به، مقصدهم هدمُ الإسلام ونقضُ عراه، وهم مع كل غازٍ لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمارُ الفرنسيُّ لسوريَّا اسمَ العلويين؛ تمويهاً وتغطيةً لحقيقتهم الرافضية والباطنية].
والدروز؛ [فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطميَّ الحاكمَ بأمر الله، أخذت جُلَّ عقائدِها عن الإسماعيليَّة، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي. نشأت في مصر؛ لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام. عقائدُها خليطٌ من عدة أديانٍ وأفكار، كما أنها تؤمن بسرِّيَّةِ أفكارِها، فلا تنشرُها على الناس، ولا تعلِّمُها لأبنائها إلاَّ إذا بلغوا سن الأربعين].
والبابيَّةُ والبهائيَّةُ؛ [حركةٌ نبعتْ من المذهبِ الشيعيِّ الشيخيِّ سنة 1260هـ‍ /1844م، تحت رعايةِ الاستعمارِ الروسيِّ، واليهوديَّةِ العالميَّةِ، والاستعمارِ الإنجليزيِّ، بهدف إفسادِ العقيدةِ الإسلامية، وتفكيكِ وَحدةِ المسلمين، وصرفِهم عن قضاياهم الأساسية].
والقاديانيَّةُ [حركةٌ نشأت سنة 1900م، بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعادِ المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية...
بدأ غلام أحمد نشاطَه كداعيةٍ إسلاميٍّ، حتى يلتفَّ حولَه الأنصار، ثم ادَّعى أنه مجدِّدٌ، وملهَمٌ من الله، ثم تدرَّج خطوةً أخرى؛ فادعى أنه المهديُّ المنتظرُ، والمسيحُ الموعود، ثم ادَّعى النبوةَ، وزعم أنَّ نبوتَه أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم]. انظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة.
واستدلَّ لنبوته بقوله تعالى في سورة الصف: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } (الصف: 6)، فقال: وأنا اسمي أحمد.
وفي العصر الحاضر ظهر الأحباشُ وهي [طائفةٌ ضالَّةٌ تُنسبُ إلى عبد الله الحبشيِّ، ظهرت حديثاً في لبنان، مستغلَّةً ما خلّفته الحروب الأهلية اللبنانية؛ من الجهل والفقر، والدعوةِ إلى إحياء مناهج أهل الكلام، والصوفية والباطنية، بهدف إفسادِ العقيدةِ وتفكيكِ وحدة المسلمين، وصرفهم عن قضاياهم الأساسية...
يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعيِّ في الفقه والاعتقاد، ولكنهم في الحقيقة أبعدُ ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. فهم يُؤولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعيٍّ؛ فيؤوِّلون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.
يُكْثِرُ الحبشيُّ من سبِّ الصحابة وخاصة معاوية بن أبي سفيان، وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعنُ في خالد بن الوليدِ وغيره، ويقول: (إن الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية). ويُكْثِرُ من التحذيرِ من تكفيرِ سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض...]. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 427- 429).
واليوم؛ كثيرٌ ممَّن امتطى صَهْوَةَ الدين، ورفع رايته؛ ليحققَ الرغباتِ والشهوات، ولوَى أعناقَ النصوص ليتخلصَ من أوامرِ الوحيين، ويتهربَ من النواهي والزواجر، فلم يديِّن السياسة، بَل سَيَّسَ الدينَ فَسَوَّسَه، -إن صحَّ التعبير-، وأصل السياسة في اللغة: من [سُسْتُ الرَّعِيَّةَ سِياسَةً: أمرْتُها ونَهَيْتُها]. القاموس المحيط (ص: 551)، [والسِّيَاسَةُ: القِيامُ على الشْيءِ بِمَا يُصْلِحُه]. تاج العروس (16/ 157)، أما السياسة في هذا الزمن، فهي سياسةٌ غيرُ أصيلة، ولا نابعةٍ من معتقداتنا، ولا أعرافِنا وتقاليدِنا، بل مستوردةٌ من غيرِنا، أو بالأحرى أُجبرنا عليها، وفرضت علينا، وهي قائمة على الغِش والكذبِ والتزوير، وخداع الجماهير، والصادقون فيها قليل كثرهم الله تعالى، قال الألباني مبينا [خطر (السياسة) المعاصرة: ولا بدَّ أخيرا من تعريفِ المسلمين بأمر مهمٍّ جدّا في هذا الباب فأقول:
يجب ألا يدفعَنا الرضا بفقهِ الواقعِ بصورتِه الشرعيَّةِ، أو الانشغال به إلى ولوجِ أبواب السياسة المعاصرة، الظالمِ أهلُها، مغترِّين بكلمات الساسة، مردِّدِين لأساليبهم، غارقين بطرائقهم؛ وإنما الواجبُ هو السيرُ على السياسةِ الشرعيَّةِ؛ ألا وهي (رعاية شؤون الأمة)، ولا تكون هذه الرعايةُ إلا في ضوء الكتابِ والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، وبيد أولي الأمر من العلماءِ العاملين، والأمراءِ العادلين، فإنَّ الله يزعُ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. انظر (الدر المنثور) (4/ 99). أما تلك السياسةُ الغربيةُ التي تفتح أبوابَها، وتَغُرُّ أصحابَها؛ فلا دينَ لها، وسائرُ من انساقَ خلفها، أو غرقَ ببحرها؛ أصابَه بأسُها، وضربَه جحيمُها؛ لأنَّه انشغل بالفرعِ قبلَ الأصل، ورحم الله من قال: (من تعجَّل الشيءَ قبل أوانِه: عُوقِب بحرمانه) والله الموفق للسداد]. فقه الواقع للألباني (ص: 29).
[وَالسِّيَاسَةُ: حِيَاطَةُ الرَّعِيَّةِ بِمَا يُصْلِحُهَا لُطْفًا وَعُنْفًا]. طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية (ص: 167)، فعن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ». =وكأنما يشير صلى الله عليه وسلم إلى حال المسلمين الذين يحكمهم الآن أكثر عشرات الحكام، فبادر الصحابة فـ= ـقَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». صحيح البخاري (3455) ومسلم (1842). و[قَوْله: "وَكَانَت بَنو إِسْرَائِيل تسوسهم الأَنْبِيَاء، كلما هلك نَبِي خَلفه نَبِي" يدبر أُمُورهم، والسياسة: الْقيامُ على الشَّيْء، وَالتَّدْبِير لَهُ، .. ] مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 231)
[والسياسة في الاصطلاح: لها تعريفاتٌ عديدةٌ مُختلفة، =نأخذ من هذه التعريفات أنّ= السياسةَ علمٌ وفنٌّ، فهي علمٌ، لما لها من مبادئَ وقوانينَ خاصة، تشكِّلُ في مجموعها: "علم السياسة"، و"بالقول: إن السياسة فنٌّ؛ يراد التأكيد بأنَّها في ممارستها الملموسة لا يمكن أن تنحصر في مجرد تطبيق القوانين النظرية، ولا في الممارسة التجريبية للقوى، بل إنَّها تستلزم براعة معيَّنةً تُكْتسبُ بالتجربة، وبِمعرفة قواعد ملموسة معينة".
أما النظام السياسي: "فهو الهيكلُ الذي ينظِّم العلاقاتِ بين الحاكمين والمحكومين، ويتشكَّلُ من مجموع المؤسسات التي تنظم المجتمع المدنِي، وتلك التي تنظِّمُ السلطة، ويردُ النص على النظام السياسي في دساتير البلاد المختلفة.. وتختلف الأنظمة السياسية بِحسب: مصدر السلطة.. وطريقة تنظيم السلطات... وبنية الدولة".
والسياسة في المنظور الإسلامي: رعايةُ شئون الأمَّة في الداخل والخارج، بِما لا يخالف الشريعةَ الإسلامية.
فالسياسة الشرعية لا تقف على ما نطق به الشرعُ الشريف، وإنَّما يُشتَرطُ أن لا تخالفَ نصوصَ القرآن والسنة، وإجماعَ الأمَّةِ، وقواعدَ الشريعةِ وأصولِها العامة]. فقه السياسة الشرعية.
فالخلفاء الراشدون، وملوكُ المسلمين في السلف الأول كانوا يتولون الحكم بالتعيين، أو بالشورى ثم صار ملكا بالوراثة، ثم نشأ الاستيلاء على الحكم بالغلبة والقهرِ والسيف. وفي العصر الحاضر صار التولي على الحكم بالانتخابات، والناس في كل بلدٍ يختارون من يمثلهم وينوب عنهم في مجلسِ الشورى أو البرلمان، أو مجلسِ الأمةِ أو النواب..، ويختارون رئيسَهم وقائدَهم وزعيمَهم عبر صندوق الاقتراعات.
ونحن في هذا الزمن بين خيارين؛ إما يتولى علينا حكاما ورؤساء بالانقلاب والقهر والغلبة، وإما بالانتخابات. أما الشورى فتكاد تكون معدومة، والموجود منها محارَبٌ مضيَّقٌ عليه، وكذلك التعيينُ والوراثةُ بالملك، فلم يبقَ أمامنا إلا الانتخابات، وهي عادةٌ عالميةٌ غيرُ إسلامية، مفروضةٌ من القوى التي تتحكم في العالم.
فأنا أرى -حتى تكونَ الانتخاباتُ قريبةً من الشورى الشرعية-، أن يختار أصحابُ الحلِّ والعَقد في كل بلد؛ من العلماء والدعاة، وعليةِ القومِ من الأطباءِ والمهندسين والقانونيين، وممَّن يحملون الشهادات العليا، وكذلك زعماءُ العائلاتِ والعشائرِ والقبائلِ، والمخاتيرُ والوجهاءُ، وغيرُهم ممن عندهم الخبرةُ والحكمةُ في شئون الحياة ونحوُهم، كلُّ هؤلاءِ يختارون مَن يرتضون دينَه وخُلُقَه، وكفاءتَه وخبرتَه، وجرأتَه على قول الحقِّ والخير، ويسعى جاهدًا لما فيه الخيرُ للبلادِ والعباد، ويُعلِنُون للناس أنهم اختاروا فلانا، ويَتْبَعُهم الناس على ذلك، فهذا لا إثم فيه ولا حظر، وعلى الناس أن يستفتوا أهل الحل والعقد هؤلاء فيمن يختارونه للرئاسة، أو للنيابة عنهم في المجالس ونحوها.
وعلى ما سبق نقولها بصراحة: (لا لتسييس الدين، ونعم لتديين السياسة)، لأنه إذا تسيَّس الدين ذهب رونقه وبهاؤه، وتعكر صفاؤه ونقاؤه، وخرج عن مقصوده وما بعثه الله من أجله؛ وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وهذا هو مقصود الدين، قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 56 – 58).
أما تسييسُ الدين؛ فهو استخدامه لأغراضٍ شخصية، وأهدافٍ فئوية، ومآربَ حزبيَّة، وأمورٍ شهوانية، فإذا صادفَها ووصل إليها ترك الدين، وتخلَّى عما كان يدعو إليه، كما قال القائل:
صلى وصام لأمر كان يطلبه **** لما قضى الأمر ما صلى ولا صاما
الخطبة الثانية
الحمد لله؛
أما تديين السياسة؛ فمعناه أن تكونَ الأحكامُ والقوانينُ النظمُ التي تسيِّرُ شئونَ العبادِ لا تخالفُ دينَ الله عز وجل، وأن يكون القادةُ والزعماءُ والرؤساء، والملوكُ والساسةُ على خوفٍ من الله جل جلاله، ومراقبةٍ دائمةٍ له سبحانه، لا يفرِّطون في عبادته، ويعملون لصالح الأمَّة، ويتفانون في جلب الخير لها، ودفعِ الشرِّ عنها، ولا يحتجبون عن أصحاب الشكاوى والحاجات، وعليهم أن ينصروا المظلومين، ويرجعوا الحقوق لأصحابها، ويردوا الأمورَ إلى نصابها، ونحو ذلك من واجبات الحكام وأولياء الأمور، فمن فعل ذلك منهم حَظِيَ أن يكونَ ممن يستظلون بعرش الرحمن يوم القيامة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسْجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ". صحيح البخاري (6806). فذكر أول هؤلاء السبعة الإمام والحاكم العادل.
فلا لتسييس الدين، ونعم لتديين السياسة، وسيخرج أناس دجالون يُسَيِّسُون الدين، فيدَّعون النبوة، كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ .. حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ: وَهُوَ القَتْلُ، .." صحيح البخاري (7121).
وفي آخر الزمان سيخرج المسيح الدجال الأعور الأعرج الكذاب، فيسيِّسُ الدين، ويدَّعي الصلاحَ والنبوة، ثم الربوبيةَ والألوهية، لينالَ القيادةَ والزعامةَ، ويمكثُ في الأرض أربعين يومُا، يحاصر المؤمنين ببيت المقدس، تكون نهايته على يدي المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، عند باب لُدٍّ من أرض فلسطين، وتملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، .. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ" -لا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا- "فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ، حَتَّى تَقْبِضَهُ". قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: أَلا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا"، قَالَ: "وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ"، قَالَ: "فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ -أَوْ قَالَ: يُنْزِلُ اللهُ- مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ -نُعْمَانُ الشَّاكُّ- فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ، قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَالَ فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا، وَذَلِكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" صحيح مسلم (2940).

وكتب وخطب في مسجد الزعفران بالمغازي –الوسطى- غزة – فلسطين
19 من صفر الخير 1433 هلالية
وفق 13/ 1/ 2012 شمسية
للتواصل مع الشيخ عبر البريد الالكتروني: zafran57@hotmail.com
أو زوروا الموقع الالكتروني الرسمي للشيخ: www.alzafran.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

خطبة: لا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خطبة في البعد عن الشبهات براءة في الدين والعرض. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: اليمن والشام في آخر الزمان. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة الوداع والاستقبال. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: توحيد الله والعبادة أساس كل خير وسعادة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: الحج إلى بيت الله الحرام (فوائد وفضائل وعبر للأنام). الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-