السلام عليكم ورحمة الله

اختي الكريمة اسماء والله انها لمصادفة ان يقع نظري في مقالك على كلام من نقلت عنه في جريدة البصائر المهندس الذي قال"و قد ذكّرني كلام تلك المرأة في مقدمة هذا الموضوع، بآخر قرأتُه منذ عامين في جريدة البصائر، في مقال بعنوان: "ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا" لقارئ (مهندس)، رادا على كاتب تهجّم على الشيخ شيبان، حيث كتب المهندس:"و أنا بدوري أتساءَل: ماذا قدّمَ هذا الكاتب و زمرتُه؟ ..و هم أنفسُهم لا علاقة لهم بالعلم و لا بأهلِه، فهم في أحسنِ الأحوال خرّيجُو معاهدِ العلوم الإنسانية و الفنون الجميلة التي مع احترامنا لهم لا نرى أنّ الأمة في حاجة لها!"

فوالله ما رددت على مقالك الا كون كاتب هذا المقال هو اخي الذي يكبرني سنا وهو مهندس في البيولوجيا

فكي ادلي بدلوي في موضوعك علي ان اشرح كلام اخي الذي انا ساعدته في صياغته او على الاقل قولى كنت مطلعا وحاظرا ومساعدا اثناء كتابته

فاخي واسمه محمود اراد ان يقول ان من يتسمون اليوم بالعلمانني الذين كل يوم يطلون علينا بنظرية تارة الحداثة وتارة ما بعد الحداثة
ويصفون الاسلاميين بان عقولهم جامدة ومتخلفون وان الغرب صعد الى الفضاء ونحن مازلنا بزعمه عن الحلال والحرام والحرام
فقال له بطريقة غير مباشرة يامن تتكلم عن التطور والتكنولوجيا ها انذا الاسلامي المتمسك بديني مهندس
وانت خريج جامعة ادبية لا علاقة لها بما ذكرت

هذا من حيث البيان
اما بشأن العلوم الانسانية وانا الان اتكلم عن بلادنا
فان هذا الاسم حق اريد به باطل فقد ادرجت تحت هذا الاسم تخصصات حقا لا تنفع مجتمعما الاسلامي خاصة وانها تدرس على المنهج الغربي
لا تخرج -اقصد هذه التخصصات-الا اناسا يحملون ضحالة فكرية في رؤوسهم لا تكتب اقلامهم الا ما رد عليه اخي في تلك المقالة
يعتقدون انهم اطلوا على كنز خفي على المسلمين وجدوه عند اسيادهم في الغرب
فمن قائل لا نصلح الا ان نقلد الغرب في كل ماهو عليه سواء في اخلاقه او في طرقة عيشه او في انسلاخه عن دينه
ببساطة تخرج لنا العلمانيين

لكن لا احد ينكر ان العلوم الانسانية في مجملها تهتم بالانسان بتنميته روحيا وعقائديا وفكريا فالانسان المادي اجوف لا لب له


وللاشارة ايضا فاني طالب علوم تقنية-الكترونيك- واعذروني كوني تكلمت في غير فني لذلك وجتموه يتسم ببعض السطحية

ابو عبد الله السلفي كتب:

فقال له بطريقة غير مباشرة يا من تتكلم عن التطور والتكنولوجيا ها انذا الاسلامي المتمسك بديني مهندس ، وانت خريج جامعة ادبية لا علاقة لها بما ذكرت

لكن لا احد ينكر ان العلوم الانسانية في مجملها تهتم بالانسان بتنميته روحيا وعقائديا وفكريا فالانسان المادي اجوف لا لب له

الأخ الفاضل،
شرحك للجملة أعلاه يحمل وجهةَ نظر مقبولة: "ها انذا الاسلامي المتمسك بديني مهندس ، وانت خريج جامعة ادبية لا علاقة لها بما ذكرت". و بارك الله فيكم على الشرح و البيان.
أما عن قولكم أنّ العلوم الإنسانية في مجملها تهتم بالإنسان روحيا و عقائديا...فإنها أكبر من ذلك، فإنّ ضرورتها فوق كل ضرورة، و حاجة المسلم إليها ماسة: علوم الشريعة و علوم اللغة و علم التاريخ..أما عن العلوم الأخرى فإنها عندي تخدم الإنسان في دنياه، و تُيسّر له معاشه و هي عونٌ له بلا شك على طاعة ربه، لكن الأولى في نظري هو الاهتمام بالعلوم الإنسانية. لماذا؟ لأنّ محورها الإنسان!!!!! و انظر إلى البلاد المتقدمة في العلوم البحتة، كيف أنها تهتم بعلوم تراثها و عقيدتها و لغتها..و كذا إلى بلاد المشرق، كيف أنّ "الأدب" يحظى فيها بمكانة و اهتمام كبيرَين مع أنها تهتم أيضا لشأن العلوم التجريبية..لكن الحال عندنا في الجزائر غريب حقا!!

سليلة الغرباء كتب:

صحيح أختي أسماء شعبة العلوم الانسانية والآداب محتقرة في بلدنا خصوصا للأسباب التي طرحتها بارك الله فيك
فنظرة المجتمع المادية والتطلعات الإقتصاجية جعلت من شعبة الآداب شعبة محتقرة بالرغم من فائدتها على الألسن وتكوين الشخصية والنفس
عندنا كذلك هذا المعنى أن شعبة الآداب لا يختارها إلا المغلوب على أمره والذي اختارها ليس له مستقبل في وظيفة كباقي الشعب حتى في كجال التقنيات والإلكترونيات له تكوين محدود ليس كمجالات تكوين العلمي ويعرقل أيما تعرقل .... ومن رسم هذا إلا قوانيننا !

أحسن اللهُ إليك يا سليلة
حقا "ما رسم هذا إلا قوانيننا!"
و الذي يحزّ في النفس ايضا، كون اختيار الشعبة من أجل الوظيفة و الراتب(التعليم مثلا),,و لهذا بقيت هذه الشعبة حبيسة الكتب
فشتان ثم شتان بين من يدرس اللغة العربية مثلا حبا فيها و رغبة في امتلاكها و تفقّها في دين الله، و بين من يتخصص فيها من أجل الوظيفة ليكون استاذا...ثم يتوقف بحثه في اللغة لأنه حصل على الوظيفة!
و الحديث ذو شجون يا سليلة
بارك الله فيك ايتها الفاضلة

بوركتم على الموضوع الطيب .