ألا أخبركم عن أقوام ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء و الشهداء بمنازلهم من الله عز و جل على منابر من نور يكونون عليها ؟
قالوا من هم؟ قال :
الذين يحببون عباد الله إلى الله و يحببون الله إلى عباده و هم يمشون على الأرض نصحاء
قال: قلنا يحببون الله إلى عباده فكيف يحببون عباد الله إلى الله؟ قال :
يأمرونهم بحب الله و ينهونهم –يعني عما كره الله –فإذا أطاعوهم أحبهم الله
أخرجه البيهقي في ٌ الشعب ٌ (1/367/409) من طريق الليث عن ابن عجلان عن واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال. فذكره
و هذا إسناد ضعيف
يزيد بن أبان الرقاشي وواقد بن سلامة ضعيفان
و أخرجه العقيلي في ٌ الضعفاء ٌ (4/1452) من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث قال حدثني جابر بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عجلان عن واقد النضري عن أنس به.
فأدخل عبد الله بن صالح في إسناده جابر بن يزيد و سعيد بن أبي هلال و أسقط يزيد الرقاشي منه . و هو كاتب الليث و كانت فيه غفلة و كان كثير الغلط
فقد قال البخاري في واقد –ووقع عنده وافد بالفاء-
ٌ روى الليث عن ابن عجلان عن وافد بن سلامة . لم يصح حديثه ٌ
يشير إلى حديث الترجمة بالإسناد الذي ذكرنا سابقا
و قال الذهبي عقبه :
ٌ و روايته –أي واقد- عن أنس منقطعة ٌ
إلا أنه جاء عن ابن عدي في ٌ الكامل ٌ (7/92) من طريق عبد الملك بن شعيب حدثني أبي عن جدي عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عجلان أن واقد البصري أخبره عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .فذكره
و عبد الملك هو ابن شعيب بن الليث و ثلاثتهم ثقات
فهي متابعة قوية لما رواه عبد الله بن صالح و أنه حفظه و لم يغلط فيه.و هذا دليل علمي على أن تتبع الطرق و الروايات هو الطريق الوحيد للحكم على الرواة و معرفة اختلافهم على غيرهم .فهذا كاتب الليث الموصوف بكثرة الغلط و الغفلة قد حفظ هذا الحديث مثلما حفظه غيره من الثقات عن الليث.
و بالتالي فإن المحفوظ عن الليث هذا الطريق و ليس الذي أشار إليه البخاري و إن كان من الصعب جدا تخطئة البخاري في ذلك ؟
على كل حال روايته عن أنس منقطعة كما قال الذهبي
ووقع عند الحافظ في ٌ اللسان ٌ نقلا عن ابن أبي حاتم عن أبيه :
ٌ هو يروي عن يزيد و هو ثقة ٌ
فهذه اللفظة ٌ ثقة ٌ غير موجودة في كتاب ٌ الجرح و التعديل ٌ لابن أبي حاتم بل فيه احتمال وقوع الخطأ من يزيد لا غير . فتنبه
ثم وجدته مرسلا من طريق ضعيف من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال . فذكره
أخرجه أبو الشيخ في ٌ التوبيخ ٌ (رقم 17)
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف
و مختصرا من حديث الحسن عند أبي الشيخ كذلك (رقم14) و ابن أبي الدنيا في ٌ الأولياء ٌ (رقم 36)
و موقوفا على أبي الدرداء عند أحمد في ٌ الزهد ٌ (ص207 رقم 769) و الحاكم في ٌ المستدرك ٌ (1/106/164) مختصرا بألفاظ مقاربة
و لم يهتد إليه مرفوعا محقق كتاب ٌ التوبيخ ٌ و لا مراجعه الشيخ عمرو عبد اللطيف –رحمه الله- فقال في الأول :
ٌ لم أجده لغير أبي الشيخ ٌ و قال في الآخر :
ٌ لم أقف على مصدر آخر له و لم يورده السيوطي في الجامع الكبير ٌ
فإن أراد –رحمه الله- طريقا صحيحا فلا و إن أراد غيره فقد مر .و أما قوله : لم يورده السيوطي .... الخ
فأقول : لقد أورده السيوطي في ٌ الجامع الكبير ٌ (رقم 9079) و عزاه للبيهقي و لأبي سعيد النقاش في ٌ معجمه ٌ و لابن النجار عن أنس رضي الله عنه
ثم زاد في باب ٌ المسانيد ٌ من الجامع (رقم 9537) فقال :
ٌ ووافد و يزيد ضعيفان ٌ
و الله أعلم
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: الأحاديث الضعيفة و الموضوعة مما ليس في سلسلة الألبانيٍٍ(18) 
السبت 16 أكتوبر 2010 - 16:16
