الحمد لله الذي له الخلق والأمر والرّزق والتّدبير , ذي المُلك والملكوت وإليه تُرجع الأمور , من حجب العقول أن تجد طريقا إلى تمثيله بالتّفكير , ومثلُ ذلك في القلوب أن تتوهّمه بالتّصوير , سُبحانه وتعالى جلّ عن الشّبيه والنّظير , والنّدّ والمثيل والصّاحبة والوزير , أمّا بعد :

أخي الزّائر أعاننا الله تعالى وإيّاك على الخير وخيرُ الخير العلم : لا مِرية لدينا ولديك إن شاء الله تعالى أنّ حماية بيضة الإسلام هي غاية كلّ داع في كلّ زمان ومكان وعلى أيّة حال , وسبيلها يختلف باختلاف الأماكن والأزمان والأحوال , إذ لكلٍ من هذه الثلاث خصائص تفرض على من تصدّر للقيام بشرف الدّعوة إلى الله تعالى أن يُساير هذا الاختلاف في حُدود ما سطّره الشّارع في هذا الأمر من توقّف فيما ألزمنا بالتّوقف فيه واسترسال فيما ترك بابه مفتوحا , وإنّنا في هذا الزّمان قد تعدّدت فيه سُبل تحصيل العلم على قدر ما هو حاصل من تغيّر في معيشة الأفراد مُقارنة بما كانوا عليه في الزّمن الأوّل , ومن هذا التّعدّد ما هو مُيسّر للكثيرين منّا الحصول عليه من كُتب أهل العلم المُتقدّمين منهم والمُتأخُرين , ثمّ إنّ الانتفاع بهذه الأخيرة أمر مُوسّع فيه , ومن سبيله الاستماع .


إذا عُلم هذا لديك , فإنّه وعملا بقوله صلّى الله عليه وسلّم (<< بلّغوا عنّي ولو آية >>) يقدّم إليك موقع نور الهدى مجموعة من ــ الكُتب , والرّسائل , والمقالات ــ المسموعة , رغبة منه في تيسير انتفاعك بها كما حصل الانتفاع بأصلها , والله يشهد على أنّه يتحرّى في عمله هذا الدّقة والصّواب ما استطاع إلى ذلك سبيلا , مُحافظة منه على الأمانة العلميّة التي هي من أهمّ مبادئ عمله الدّعوي .

وفي الأخير نسأل الله تعالى لنا في عملنا تّوفيقا وسّدادا , ولك منه غنيمة وانتفاعا , ومنك إلينا لأجله حمدا وشُكرا , وإن لم يكن هذا فلا يُعدم منك مغفرة وعُذرا , وإن أبيت هذا وذاك فنُذكّرك بأنّ الله تعالى وحده هو المُستحقّ للحمد والشّكر على وجه الكمال تعالى سُبحانه وتقدّس وتعاظم . من هنا بارك الله فيكم