الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 استقبال رمضان والحث على اغتنامه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوهراني

avatar

عدد الرسائل :
2

تاريخ التسجيل :
28/04/2009


استقبال رمضان والحث على اغتنامه Empty
مُساهمةموضوع: استقبال رمضان والحث على اغتنامه   استقبال رمضان والحث على اغتنامه I_icon_minitimeالخميس 29 يوليو 2010 - 13:21



استقبال رمضان والحث على اغتنامه
منبر وهران






بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم





إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالِناَ، من يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له،
ومَنْ يُضلِل فَلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدهُ
لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.





و
بعد:





فإنّ الله عز وجلّ جعل للخير والطّاعات مواسمَ يُضاعف فيها
الأجر للمجتهدين، رحمة بعباده المؤمنين. وإنّ من أعظمِ هذه
المواسم فضلا، وأكثرِها بركة وخيرًا؛ شهر رمضان الذي أنزل فيه
القرآن، هذا الشهر الذي قال فيه النبيّ صلى اله عليه وسلّم
مستقبلا له، حاثّا أمّته أن يغتنموا فرصته التي قد لا تعود
أبدا: "أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه"[1].





ولما كان الأمر كذلك ؛فهذه كلمات في الترغيب والحث على اغتنام
هذا الموسم الكريم، في طاعة الرحمان الرحيم، إذ هو فرصة عظيمة
لرفع الدرجات، ونيل الزلفى عند ربّ البريّات.





وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا لصيامه وقيامه
إيماناً واحتساباً، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.



فضل رمضان والحثّ على اغتنامه:







اعلم رعاك الله أنّ بلوغ شهر رمضان، وصيامه نعمة عظيمة على من
أقدره الله عليه، ويدلّ عليه


مارواه ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
أن رجلين قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
إسلامهما جميعا، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا
المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال
طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما،
فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِرَ منهما، ثم خرج فأذن
للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد،
فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون,
فقالوا: يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد،
ودخل هذا الآخِر الجنةَ قبله، فقال رسول الله


- صلى الله عليه وسلم -: (أليس قد مكث هذا بعده سنة.
قالوا: بلى، قال: وأدركرمضان
فصامه
وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة، قالوا: بلى، قال
رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: فما بينهما
أبعد مما بين السماء والأرض).
[2]




و لقد خصّ الله عزّ وجلّ هذا الشّهر بمزايا عظيمة تبيّن فضله
وأنّه شهر خير وبركة حيث أنّ الله أنزل فيه كتابه المجيد هدى
للنّاس، وشفاء للمؤمنين، يهدي للّتي هي أقوم، ويبيّن سبيل
الرشاد، في ليلة القدر من شهر رمضان الخير، قال سبحانه:﴿شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة/185]





و في هذا الشهر المبارك يقلّ الشرّ في الأرض حيث تصفّد
الشياطين، وتغلّق أبواب جهنّم، وتفتح أبواب الجنّة كلّ ذلك
يتمّ في أوّل ليلة من هذا الشهر المبارك لقوله صلى الله عليه
وسلم: "إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان صفّدت الشياطين ومردة
الجنّ، وغلّقت أبواب النّار فلم يفتح منها باب، وفتّحت أبواب
الجنّة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل،
ويا باغي الشرّ أقصر وللّه عتقاء من النّار وذلك كلّ ليلة"[3].





و جاء عن جابر رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم
قال:"إنّ لله في كلّ ليلة عتقاءَ من النّار في شهر رمضان وإنّ
لكلّ مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له"[4]،
وهذا فضل من ربّ العالمين على عباده الصّائمين.





و عن عمرو بن مرّة الجهني رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى
النّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدتُ
ألاّ إله إلاّ الله وأنّك رسول الله وصلّيت الخمس، وأدّيت
الزّكاة، وصمت رمضان وقمته، فممّن أنا؟ قال: من الصدّيقين
والشهداء"[5].





و من فضل الله العظيم في هذا الشهر الكريم أنّه لو كان على
الصّائم ذنوب كزبد البحر غفرت له بسبب هذه العبادة الطّيّبة
المباركة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله
عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم
من ذنبه".[6]





و من هذا كلّه يتبيّن فضل هذا الشهر وعلوّ منزلته، فحقيق بكلّ
عاقل لبيب يريد لنفسه النّجاة أن لا يضيّع فرصته. وأن يجتهد
فيه بالتقرب إلى الله بأنواع القربات والطاعات لكي يحظى بذلك
الأجر العظيم والخير الثرّ الكريم، فيكون من عباد الله
الفائزين.





ومن ضّيع وفرّط في هذا الشّهر فهو حقّا من المغبونين الخاسرين
وصدق من قال: " من رُحم في هذا الشهر فهو المرحوم. ومن حُرم
خيره فهو المحروم. ومن لم يتزوّد فيه لمعاده فهو ملوم."






"فمن كان قد فرّط في جنب الله في الأيّام الماضية فقد أقبلت
أيّام التّجارة الرابحة، فمن لم يربح في هذا الشّهر ففي أيّ
وقت يربح؟! ومن لم يقرُب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح"،
فعمّر أوقاتك


رعاك الله بطاعة الله واجتهد ألاّ تضيّع فيه
وقتا من أوقاتك، بل إن استطعت أن لا تضيّع نفَسا من أنفاسك في
غير طاعة فافعل، فهذه فرصة ثمينة قد لا تعطاها بعد ذلك، فكم
ممّن أمل أن يصوم هذا الشّهر فخانه أملُه وصار قبله إلى ظلمة
القبر.





"كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمِّل
غداً لا يدركه"..





"كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وجيران
وإخوان





أفناهم الموتُ واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب
القاصي من الدانـي "





ولقد كان سلفنا الصّالح من شدة حرصهم أن لا تضيع منهم فرصة
رمضان، يدعون الله ستّة أشهر قبله أن يبلّغهم إيّاه، قال معلّى
بن الفضل: "كانوا يدعون الله تعالى ستّة أشهر أن يبلّغهم
رمضان، ثمّ يدعونه ستّة أشهر أن يتقبّل منهم"، وقال عبدالعزيز
بن مروان:" كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهم قد
أظلنا شهر رمضان، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامه
وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذنا
فيه من الفتن." وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: "اللهم
سلِّمني إلى رمضان وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلا".





"إذا رمضان أتى مقبلا فـأقبل فبالخيـر يُسْـَتقبَل
لعلك تخطئـه قابــلا وتأتي بعـذر فـلا يُقْبَـل"





فاحرص


-أخي المسلم- على استقبال هذا الوافد الكريم، وأحسن
استغلال أيامه ولياليه فيما يقربك من مولاك, وتعرض لنفحات
ربك، قال النبي صلى الله عليه وسلم
:"
افعلوا الخير دهركم، و تعرضوا لنفحات
رحمة الله
، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من
عباده و سلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم"[7],
ولا تكن ممن همّه في استقباله تنويع المأكولات والمشروبات،
وإضاعة الأوقات والصلوات، فسرعان ما تنقضي الأيام والساعات،
وما هي إلا لحظات حتى يقال انتهى رمضان، بعد أن يفوز فيه أقوام
ويخسر آخرون
.




وإليك أخي


أرشدك الله لطاعتهبعضًا من أعمال البر التي ينبغي
أن لا تفوتك في مثل هذا الموسم الكريم حتّى تحظى بخيره وتفوز
بثوابه وأجره:



أولا:


التوبة إلى الله تعالى:







من أعظم نعم الله على عباده أن فتح لهم باب التوبة والإنابة،
وجعل لهم فيه ملاذاً أميناً، وملجأً حصيناً، يَلِجه المذنب،
معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً على فعله، ليجد في قربه
من ربه ما يزيل عنه وحشة الذنب، وينير له ظلام القلب، وتتحول
حياته من شقاء المعصية وشؤمها، إلى نور الطاعة وبركتها.





و
رمضان
من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات، ففي الحديث
الذي رواه مسلم عن أبي هريرة


رضي الله عنه


قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس،
والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا
اجتنبت الكبائر) كيف وقد جعل الله صيامه وقيامه وقيام ليلة
القدر على وجه الخصوص إيماناً واحتساباً مكفراً لما تقدم من
الذنوب؟! والعبد يجد فيه من العون ما لا يجده في غيره، ففرص
الطاعة متوفرة، والقلوب على ربها مقبلة، وأبواب الجنة مفتحة،
وأبواب النار مغلقة، ودواعي الشر مضيقة، والشياطين مصفدة، وكل
ذلك مما يعين المرء على التوبة والرجوع إلى الله. فلذلك كان
المحروم من ضيع هذه الفرصة، وأدرك هذا الشهر ولم يغفر له،
فاستحق الذل والإبعاد بدعاء جبريل عليه السلام وتأمين النبي
صلى الله عليه وسلم،


فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبي


صلى الله عليه وسلم

صعد المنبر فقال: " آمين، آمين، آمين ". قيل يا رسول الله إنّك
صعدت المنبر فقلت آمين، آمين، آمين؟ فقال: " إنّ جبريل عليه
السّلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل
النّار: فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين "[8]
،
وإذا كان الله عز وجلّ قد دعا عباده إلى التوبة الصادقة النصوح
في كل زمان، فإن التوبة في رمضان أولى وآكد، لأنه شهر تسكب فيه
العبرات، وتقال فيه العثرات، وتعتق فيه الرقاب من النار، فمن
لم يتب في رمضان فمتى يتوب؟ !.





وللتوبة شروط ستة لابد من توفرها لكي تكون صحيحة مقبولة:





أولها
:
أن تكون خالصة لله تعالى.





ثانيها:

أن تكون في زمن الإمكان، أي قبل أن تطلع الشمس من مغربها، فإذا
طلعت الشمس من مغربها لم تنفع معها التوبة، قال تعالى:
﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ
رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ
آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾
[الأنعام/158]
، وقبل أن تبلغ الروح الحلقوم، فإن الله
يقبل توبة العبد مالم يغرغر، كما أخبر بذلك المصطفى



- صلى الله عليه وسلم -.





ثالثها:

الإقلاع عن الذنب، فلا يصح أن يدعي العبدُ التوبة وهو مقيم على
المعصية.





رابعها:

الندم على ما كان منه، والندم ركن التوبة الأعظم، فقد صح عنه


- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الندم توبة)[9].





خامسها:

العزم على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل.





سادسها:

رد الحقوق إلى أصحابها والتحلل منهم، إن كان الذنب مما يتعلق
بحقوق المخلوقين.





فحري بنا


- أخي الصائم - ونحن في هذا الشهر الكريم أن نتخفّف
من الأوزار، ونقلع عن المعاصي والآثام، ونتوب إلى الله توبة
صادقة، وأن نجعل من رمضان موسما لتقييم أعمالنا وتصحيح
مسيرتنا، ومحاسبة نفوسنا، فإن وجدنا خيراً حمدنا الله وازددنا
منه، وإن وجدنا غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرنا منه، وأكثرنا
من عمل الصالحات.





نسأل المولى عز وجل أن يمن علينا بالتوبة وأن يعيننا على
الثبات عليها، وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم.



ثانياً:

الحرص على تكبيرة الإحرام:







لو نظرنا لأنفسنا وحرصِنا على الصلاة والتبكير إليها، لوجدنا
التقصير الواضح خاصة ممن يوُسم بالخير والاستقامة، فلِمَ لا
يكون رمضان فرصة عظيمة لمحاولة تصحيح هذا الخطأ؟ وذلك بمعاهدة
النفس ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر، فإذا
نجَحتَ فحاول أن تستمر على ذلك لمدة عشرة أيام بعد رمضان ليكون
العدد أربعين يوماً فتحصل على براءتين: براءةٍ من النار
وبراءةٍ من النفاق، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة
الأولى كُتب له براءتان: براءةٌ من النار وبراءةٌ من النفاق"[10]
ثم حاول أن تحسب كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر
رمضان؟ ولعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ
،
فإن الحرص على صلاة الجماعة والتبكير إليها من أعظم صفات
الصالحين، كما أن التعود على تفويت تكبيرة الإحرام علامة على
نقص الدين، كما قال بعض السلف: "إذا رأيت الرجل تفوته تكبيرة
الإحرام فاغسل يديك من فلاحه".



ثالثا:
الجود والإنفاق وإطعام الطّعام في رمضان:







قال العلاّمة ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: " واعلم أنّ
مضاعفة الأجر بالأعمال تكون بأسباب منها:





1
-
شرف المكان

المعمول فيه ذلك العمل كالحرم. ولذلك تضاعف الصّلاة في مسجدي
مكّة والمدينة، كما ثبت ذلك في الحديث الصّحيح عن النّبي




صلى الله عليه وسلم


قال: " الصّلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من
المساجد إلا المسجد الحرام "[11].





2
-
ومنها شرف الزّمان
،
كشهر رمضان وعشر ذي الحجة، وفي الصّحيحين عن النّبي





صلى الله عليه وسلم


قال: " عمرة في رمضان تعدل حجّة معي."[12]
اﻫ بتصرف.





وكان السلف رحمهم الله يعتنون بعبادتين فاضلتين يخصّون هذا
الشّهر بهما. أولاهما: الإنفاق وإطعام الطّعام، وثانيهما:
تلاوة القرآن. وكان ابن شهاب الزّهري رحمه الله إذا دخل عليه
شهر رمضان يقول: "جاءكم شهر رمضان: شهر تلاوة القرآن وإطعام
الطعام".





فنتكلم



بإذن الله وتوفيقه عن الجود في رمضان والإنفاق
وإطعام الطّعام والإكثار

من ذلك في هذا الشهر المبارك.





[ثبت في الصّحيحين عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: " كان النّبي


صلى الله عليه وسلم


أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل
فيدارسه القرآن وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه
القرآن فلَرسول الله


صلى الله عليه وسلم

حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة "[13].





فهذا الحديث يبين أنّ النّبي


صلى الله عليه وسلم

قد جبله الله على أكمل الأخلاق وأشرفها كما في حديث أبي هريرة
عن النبي


صلى الله عليه وسلم

قال: " إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق".[14]





فكان رسول الله


صلى الله عليه وسلم


أجود النّاس كلّهم.





وكان جوده بجميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل نفسه
لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده، وإيصال النّفع إليهم
بكل الطّرق، من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمّل
أثقالهم.





ولم يزل


صلى الله عليه وسلم

على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ، ولهذا قالت له خديجة في أوّل
مبعثه: "والله لا يخزيك الله أبدا، إنّك لتصل الرحم وتقري
الضّيف وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم. وتعين على نوائب الحقّ"[15].
ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وتضاعفت أضعافا كثيرة.
فقد جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنّه قال:" كان رسول
الله


صلى الله عليه وسلم


أحسن النّاس، وأشجع النّاس، وأجود النّاس"، وفي صحيح مسلم كذلك
عنه أيضا رضي الله عنه قال:" ما سئل رسول الله


صلى الله عليه وسلم

على الإسلام شيئا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين،
فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا فإنّ محمّدا يعطي عطاء من
لا يخشى الفاقة" وفي رواية له: "...



لَيُعْطِى عطاءً، ما يخاف الفقر"، قال أنس رضي الله عنه:"إن
كان الرّجل ليسلم ما يريد إلاّ الدّنيا فما يمسي حتى يكون
الإسلام أحبّ إليه من الدّنيا وما عليها".





وفي صحيح مسلم كذلك: عن صفوان بن أمّية رضي الله عنه قال:" لقد
أعطاني رسول الله


صلى الله عليه وسلم

ما أعطاني وإنّه لأبغض النّاس إليّ، فما برح يعطيني حتّى إنّه
لأحبّ النّاس إلي"، قال ابن شهاب:" أُعطي يوم حنين مائة من
النعم، ثم مائة، ثم مائة "[16].
وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال:" ما سئل رسول الله


صلى الله عليه وسلم

شيئا فقال: لا". وأخرج البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله
عنه أنّ شملةً أُهديت للنبي


صلى الله عليه وسلم

فلبسها وهو محتاج إليها فسأله إيّاها رجل فأعطاه. فلامه الناس،
وقالوا كان محتاجا إليها، وقد علمتَ أنّه
لا يرد سائلا
، فقال إنّما
سألتها لتكون كَفني فكانت كفنه"[17].





وكان جوده


صلى الله عليه وسلم

كلّه لله عزّ وجلّ في ابتغاء مرضاته، فإنّه كان يبذل المال
إمّا لفقير أو محتاج أو ينفقه في سبيل الله، أو يتألّف به على
الإسلام من يقوى الإسلامُ بإسلامه. وكان يُؤثر على نفسه وأهله
وأولاده، فيعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل: كسرى، وقيصر، ويعيش
في نفسه عيش الفقراء فيأتي عليه شهر وشهران لا يوقد في بيته
نار


كما في الصحيحين وغيرهما وكان


صلى الله عليه وسلم

قد أتاه سَبْي مرّةً، فشكت إليه فاطمة رضي الله عنها ما تلقى
من خدمة البيت، وطلبت منه خادما يكفيها مؤونة بيتها، فأمرها أن
تستعين بالتسبيح، والتّكبير والتّحميد عند نومها وقال لها: "لا
أعطيك وأدع أهل الصّفة تطوى بطونهم من الجوع"[18].





وكان


صلى الله عليه وسلم

يتضاعف جوده في شهر رمضان على غيره من الشّهور، كما أنّ جود
ربه يتضاعف فيه أيضا، وللجود في
رمضان فوائد كثيرة
:





- منها

أنّ شهر رمضان يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة
والعتق من النار لاسيما في ليلة القدر. والله تعالى يرحم من
عباده الرحماء كما قال


صلى الله عليه وسلم
:
" إنّما يرحم الله من عباده الرّحماء"[19].





فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاءُ
من جنس العمل.





- ومنها

أنّ الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنّة، كما في حديث
علي رضي الله عنه عن النبي


صلى الله عليه وسلم

قال:"إنّ في الجنة غرفا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من
ظهورها" قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن طيّب الكلام،
وأطعم الطّعام، وأدام الصّيام، وصلى بالليل والناس نيام"[20].
وهذه الخصال كلها تكون في رمضان فيجتمع فيه للمؤمن الصيام،
والقيام، والصدقة، وطيب الكلام فإنه يُنهى فيه الصائم عن اللغو
والرفث.





- والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل
.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي


صلى الله عليه وسلم


أنّه قال:" من أصبح منكم اليوم صائما؟" قال أبو بكر: أنا،
قال:" من تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال:"فمن
أطعم اليوم مسكينا؟" قال أبو بكر: أنا. قال:" من تصدق؟" قال
أبو بكر: أنا. قال:" فمن عاد منكم اليوم مريضا؟" قال أبو بكر
أنا، قال: "ما اجتمعن في امرِئ إلا دخل الجنة".





قال بعض السلف: " الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام
يوصله إلى باب الملِك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملِك ".





-


ومنها:

أن الجمع بين الصدقة والصيام أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء
جهنم والمباعدة عنها وخصوصا إن ضُم إلى ذلك قيام الليل فقد ثبت
عن رسول الله


صلى الله عليه وسلم
:
" الصيام جنة"[21].





وفي حديث معاذ عن النبي


صلى الله عليه وسلم

قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وقيام الرجل
من جوف الليل"[22]،
وفي الحديث الصحيح عنه


صلى الله عليه وسلم

قال: "اتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة "[23].





وكان أبو الدّرداء


رضي الله عنه


يقول:" صلوا في الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا
حرّه ليوم النشور، تصدّقوا بصدقة لشرّ يوم عسير".





- ومنها:

أنّ الصيام لابد أن يقع فيه خلل ونقص، وتكفير الصيام للذنوب
مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه، فالصدقة تجبر ما فيه من
نقص وخلل، ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهارة للصائم
من اللغو والرفث.





- وهناك فوائد أخر:

قال الشافعي رحمه الله تعالى: " أحب للرجل الزيادة بالجود في
شهر رمضان اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام، حاجة الناس فيه
إلى مصالحهم وتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم."[24]
اﻫ





من أجل ذلك حرص السلف


- رحمهم الله - على زيادة البذل والإنفاق في هذا
الشهر الكريم، وخصوصاً تفطير الصائمين، وكان كثير منهم يواسون
الفقراء بإفطارهم، وربما آثروهم به على أنفسهم،

وكان ابن عمر رضي الله عنه يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين،
فإذا منعهم أهلُه عنه، لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل
وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع
وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائما ولم يأكل شيئا،

وكان يتصدق بالسكر ويقول: "سمعت الله يقول:
﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون﴾ (آل عمران 92)
، والله يعلم أني أحب السكر"، وجاء
سائل إلى الإمام أحمد، فدفع إليه الإمام رغيفين كان يُعدّهما
لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً. وكان ابن المبارك يطعم إخوانه في
السفر الألوان من الحلواء وغيرها وهو صائم، وكان الحسن يطعم
إخوانه وهو صائم تطوعا، ويجلس يروِّحهم وهم يأكلون..... فسلام
الله على تلك الأرواح، رحمة الله على تلك الأشباح، لم يبق منهم
إلا أخبار وآثار.





لا تَعرضَنَّ بذكرهم مع ذكرنا ليس الصحيح إذا مشى كالمُقعَد
][25]


فاغتنم


- أخي الصائم - هذه الفرصة، وأنفق ينفق عليك، وتذكر
إخوة لك يَئِنّون تحت وطأة الجوع والفقر والحاجة، واعلم أن من
تمام شكر النعمة الإنفاقَ منها، وأن لله تعالى أقواماً
يختصُّهم بالنعم لمنافع العباد، ويُقرُّها فيهم ما بذلوها،
فإذا منعوها نزعها منهم فحوّلها إلى غيرهم، فقد أعطاك الله
الكثير وطلب منك القليل ﴿مَنْ ذَا
الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ
أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة/245]
. واجتهد في إطعام
الطعام وإفطار الصائم حتى تضاعف أجرك بأخذ أجر من فطّرت زيادة
على أجرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم:



«من فطر صائمًا فله مثلُ أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم
شيءٌ»
[26]،


وابذل ما تملك من مال أو طعام أو علم أو وعظ وإرشاد وغير ذلك
من أنواع الخير والإحسان حتّى تفوز برضى الرحيم الرحمان، وجُد
على عباد الله ممّا أعطاك الله وحباك، حتى يجود الله عليك


بالرحمة والمغفرة والعتق من النار
،


فمن جاد على عباد الله، جاد اللهُ عليه بالعطاء والفضل، والله
تعالى يرحمُ من عباده الرحماءَ، والجزاءُ من جنس العمل.


ولا تحقرن من المعروف شيئا، فإن الله يجازي على القليل الكثيرَ
فإنه شكور رحيم واسع العطاء سبحانه من رب عظيم.




رابعاً:

الإكثار من تلاوة القرآن:







إنَّ من فضائل هذا الشهر العظيمة التي هي من نعم الله الجسيمة
إنزاله لكتابه المجيد هدى للناس وشفاء للمؤمنين يهدي للتي هي
أقوم ويدعو إلى سبيل الرشاد في ليلة مباركة في شهر رمضان الخير
قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
وقال
تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾
وقال سبحانه:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾
،

وثبت في المسند عن واثلة بن الأسقع عن النبي


صلى الله عليه وسلم

أنه قال:" نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت
التوراة لستٍّ مَضينَ من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين
خلت من رمضان"[27].





ولقد مر بنا حديث ابن عباس رضي الله عنه أن جبريل كان يعارض
رسول الله


صلى الله عليه وسلم

القرآن في رمضان، وهذا فيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة
القرآن في شهر رمضان، ولقد كان النبي


صلى الله عليه وسلم

يطيل القراءة في قيام رمضان أكثر من غيره، وقد صلى معه حذيفة
ليلة من رمضان، قال فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران، لا
يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، قال:" فما صلى الركعتين حتى جاءه
بلال فآذنه بالصلاة "[28].





لذلك كان سلفُ الأمة الصالحُ يعيشون مع القرآن في رمضان، ليس
لهم جليس غيره، يفزعون إليه آناء الليل وآناء النهار، يقيمون
حروفه، ويتدبرون معانيه، يعملون بأحكامه ويقفون عند حدوده، كان
الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان قال:" إنما هو تلاوة القرآن
وإطعام الطعام"، ونقل عبد الرزاق أنه كان إذا دخل رمضان ترك
جميع العبادات غير الواجبة، وأقبل على تلاوة القرآن، وقال ابن
عبد الحكم: " كان مالك إذا دخل رمضان يَفِرُّ من قراءة الحديث
ومجالسةِ أهل العلم, وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف"،
وكانوا إذا قاموا في صلاتهم يجهدون أنفسهم إلى حد اعتمادهم على
العِصي من طول القيام، ففي موطأ مالك بإسناد صحيح عن السّائب
بن يزيد أنه قال:" أمر عمر ابن الخطاب


رضي الله عنه


أبيَّ بن كعب، وتميمًا الداريَّ، أن يقوما بالناسِ بإحدى عشرة
ركعة، فكان القارئ يقرأ بالمئين،
حتى كنا نعتمد على العصي



من



طول



القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر." كل هذا طلبا
للغنيمة وطمعا في الأجر والثواب، وانتهازا للفرص السّوانح.





فاحشر نفسك يا عبد الله الصائم مع القوم المقبلين على كتاب
الله تلاوة وحفظا وسماعا وإنصاتا وتعلّما وتعليما وتذكّرا
وتدبّرا، ولا تكن هاجرا له معرضا عنه فيلحقك الخسران وتُكتب مع
القوم الذين قال فيهم المولى جل وعلى:
﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ
إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا

[الفرقان/30]
.
وأكثر من تلاوته، فإنه من أعظم القربات وأجل الطاعات التي
يُتقرب بها إلى رب البريات في مثل هذا الشهر، قال خبّاب بن
الأرتّ


رضي الله عنه:


"تقرب إلى الله بما استطعت فإنّك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه
من كلامه"[29].
فاحرص رعاك الله على الخي،ر ولا تكن من العاجزين.





ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، وأن الله
عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته
والقلب غافل لاه، قال سبحانه:﴿



كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا
آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [سورة ص: 29]

، وقال: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم
على قلوب أقفالها﴾ (محمد 24)
، وقد وصف الله في كتابه
أمماً سابقة بأنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وهذه
الأمية هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة
وكتابة قال تعالى: ﴿ومنهم أميون
لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون﴾ (البقرة: 78)
،
والأماني هي التلاوة


- كما قال المفسرون-، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من
غير فقه ولا عمل.





وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حين حدث أصحابه
يوماً فقال: (هذا أوان يُختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا
منه على شيء، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد
قرأنا القرآن؟! فوالله لنَقرأنّه ولنُقرئنّه نساءنا وأبناءنا،
فقال: ثكلتك أمك يا زياد، إن كنتُ لأعدُّك من فقهاء أهل
المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني
عنهم)[30].





فليس القصد من تلاوته هذَّه كهذِّ الشعر، بدون تدبر ولا خشوع
ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني، ليصبح همُّ الواحدِ منا
الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء أو آخر المصحف، ومن الخطأ
أيضاً أن يحمل أحدَنا الحماسُ


- عندما يسمع الآثار عن السلف التي تُبَيِّن اجتهادهم في
تلاوة القرآن وختمِه
- فيقرأ القرآن من غير تمعّن ولا
تدبر ولا مراعاة لأحكام التجويد، حرصاً منه على زيادة عدد
الختمات، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن؛ جزءاً أو حزباً أو
سورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن
يَعِيَ منه شيئاً، وقد جاء رجل لابن مسعود


رضي الله عنه


فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال ابن مسعود: "
أهذّاً كهذِّ الشعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز
تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فَرَسَخ فيه نفَع"[31]،
وكان يقول: " إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فأصغ
لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به أو شر تُصْرَف عنه "[32]،
وقال الحسن: " أُنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملاً
"،وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما:" إن من كان قبلكم رأوا
القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبّرونها بالليل، ويتفقدونها
بالنهار"، فينبغي على المرء أن يحرك قلبه بالقرآن بتدبره
وتَفهُّم معانيه، فوالله الذي لا إله إلا هو لا يُصلح القلوبَ
مثل كلام علاّم الغيوب، فهو خير الكلام وأحسن الحديث، وخير
واعظ ومُذكّر، ولو صحت قلوبنا ما شبعت من القرآن،
قال
أحمد بن أبي الحوارى: "إنّي لأقرأ القرآن وأنظر فيه آيةً آية
فيحير عقلي بها، وأعجب من حفّاظ القرآن كيف يهنّيهم النوم
ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله؟، أما
إنّهم لو فهموا ما يتلونه، وعرفوا حقّه، وتلذّذوا به، واستحلوا
المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا"، وأنشد ذو
النون المصري:




منع القرآن بوعده ووعيده مُقَل العيون بليلها لا
تهجـع




فهِموا عن الملك العظيم كلامَه فهماً تذِلُّ له الرقاب
وتخضع





فاجعل لك ورداً يومياً لا تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة
جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً
،
ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيبا من ذلك.





اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء
أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.



خامساً: القيام:







إنّ صلاة التراويح صلاة عظيمة مباركة، سنّها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأحيتها الأمة من بعده، وهي من قيام الليل،
وقيام الليل أفضل صلاة بعد الفريضة كما في صحيح مسلم عن أبي
هريرة(رضي الله عنه
[33]،
وهو شرف المؤمن، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: " أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت،
وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم
أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"
[34]،
وهو دأب الصالحين وسرّ المتقين، الذين تجافَت جُنوبُهم عن
المضاجع يدعون الله تعالى خوفاً وطمعاً، يرجون رحمته ويخافون
عذابه. وقيام ليل رمضان ليس ككل ليل، فقيام ليله شرف على
شرف،إذ له خصوصية عن بقية ليالي العام،لقوله عليه الصلاة
والسلام:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه"،وقيامه إيمانا واحتسابا: هو إحياء لياليه بالعبادة
والقيام، تصديقا ورجاءً للثواب،وإخلاصا في التقرب. فينبغي
للعبد ألاّ يفوت على نفسه هذه الفضيلة العظيمة، وليحرص في
قيامه على أمرين:





·


الأمر الأوّل:

ألا ّينصرف حتى يتم الصلاة مع الإمام، حتى يحظى بأجر قيام ليلة
كاملة، كما أخبر بذلك الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد قام
بأصحابه مرة إلى ثلث الليل، ومرة إلى نصف الليل،لو نفلتنا بقية
ليلتنا؟فقال:" إن الرجل إذا صلّى مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له
بقية ليلته".[35]





وهذه الفضيلة لا تكون إلاّ لمن قام مع الإمام حتى بُتمَّ
قيامه، وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث، فلا ينصرف حتى
ينصرف الإمام.





·


الأمر الثاني:


أن يحرص على الخشوع في صلاته إذ هو روحها، وقد كان النبي صلّى
الله عليه وسلّم في صلاة القيام لا يمر بآية تخويف إلا ّوقف
وتعَوَّذ، ولا بآية رحمة إلاّ وقف وسأل.[36]
ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلاّ التعب والسهر.



سادسا
:الإكثار
من ذكر الله







إنّ مما يُزَيِّن به الصائمُ يومَه وليلَه في هذا الشهر،
ويُعْظِم له المثوبة والأجر، ويرفع منزلته عند ربّه البَرّ؛
كثرة ذكر الله عز وجلّ،إذ "أنّ
أفضل أهل كل عمل أكثرُهم فيه ذكرا لله عز و جل
فأفضل الصُوَّام أكثرُهم ذكرا لله عز و جل في صومهم, وأفضل
المتصدقين أكثرُهم ذكرا لله عز و جل وأفضل الحجاج أكثرُهم ذكرا
لله عز و جل وهكذا سائر الأحوال"[37].





إنّ ذكرَ الله من أجلّ العبادات قدرا، وأعظمِها أجرا، فهو مع
سهولته ويُسره


ويَتَأتَّى للعبد في معظم
[/b:2f67
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


استقبال رمضان والحث على اغتنامه Empty
مُساهمةموضوع: رد: استقبال رمضان والحث على اغتنامه   استقبال رمضان والحث على اغتنامه I_icon_minitimeالأحد 17 أبريل 2011 - 15:17

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


استقبال رمضان والحث على اغتنامه Empty
مُساهمةموضوع: رد: استقبال رمضان والحث على اغتنامه   استقبال رمضان والحث على اغتنامه I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2011 - 14:25

أحسن الله إليك أخي الوهراني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

استقبال رمضان والحث على اغتنامه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» في استقبال رمضان
» (كلمة بمناسبة استقبال شهر رمضان..... الشيخ محمد بن صالح العثيمين ) رحمه الله
» حكم استقبال رمضان والتهاني بقدومه
» نصيحة بمناسبة استقبال شهر رمضان
» نصيحة بمناسبة استقبال شهر رمضان....الشيخ عبد العزيز ابن باز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: الخـــيمة الرّمضانية-