جوامع الكلم.."

[center]

من أبرز دلائل نبوَّة رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه أوتي جوامع الكلم، وهذه خاصية لم يعطها أحدٌ قبله ولا بعده؛ لذلك يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:"أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الْكَلاَمُ اخْتِصَارًا". وقال رسول الله في حديث آخر: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ".

وجوامع الكلم تعني أن الله عز وجل جمع له المعاني الكثيرة في ألفاظٍ قليلة؛ فتجد أن الجملة النبوية تتكون من عدد محدود جدًّا من الكلمات، ومع ذلك فهي تحتوي على كمٍّ هائل من الأحكام والمواعظ والعِبَر والتوجيهات، وهذا لا يكون لغير رسول الله عليه السلام، ولم ينافسه فيه أحد، وهذا ليس في جانب معيَّن من كلامه أو في بعض أحاديثه، إنما هو يشمل كل كلامه وجميع أحاديثه، مما يدخل في باب الإعجاز والتحدي.

وهذه بعض الأمثلة عَلَى جوامع كلمه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك من أحاديثه الشريفة حتى نعرف قدره صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


1.يقول النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل بدعة ضلالة} فما أوجز هذه العبارة، ويدخل فيها كل ما يمكن أن يحدث في الدين، وهذه العبارة قاعدة تشمل آلاف الوقائع.
2. قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا ضرر ولا ضرار ) وهذه العبارة البسيطة لو تأملها الإِنسَان لعجب، فأنت تحتاجها عندما تحكم بين اثنين، أو تصلح في أي قضية، أو تحكم في أي مسألة، وهكذا،
3. قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الدين النصيحة} فبهذه الكلمة نذكر كل ما أمر الله به ورسوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفسر هذه الكلمة فقَالَ: {لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة الْمُسْلِمِينَ وعامتهم}


وعلى نسق هذا المثال تدبر في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي منها ما يلي:

- "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ".

- "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ".

- "تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ".

- "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".

- "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ".

- "الصَّوْمُ جُنَّةٌ".

- "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ".

- "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ".

- "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ".


هذه هي بعض الأمثلة، وهو باب لا نهاية له، وبحر لا ساحل له، وهي إحدى معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الباهرة، ومن أعظم دلائل نبوَّته.

[/center]