الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !)) - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الجزائر

محب الجزائر

عدد الرسائل :
428

تاريخ التسجيل :
05/06/2009


إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !))  - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !)) - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله   إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !))  - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله I_icon_minitimeالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 16:27


]إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !))1


بقلم الأستاذ مُحمَّد السَّعيد الزَّاهري –رحمه الله-
العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين


اعتنى بها وأعدّها للنشر ولأول مرة على الشبكة العنكبوتية
أبو ليلى هشام بن محمد الجزائري
عفا الله عنه


كنا في عربة واحدة من القطار الذي يقلنا إلى (سيدي عابد) وكانوا في الحظيرة وراءنا يتحادثون ويتحاورون ، ولكني لم أكن أسمع ما يدور بينهم في المحاورة والحديث ، فقد كانت عربات القطار ودواليبه تحدث ضجيجا هائلا شديدا يحول بين السامع وبين محدثه الذي يليه .
وقد تضايقوا بهذا الضجيج وضجروا منه إذ منعهم أن يسمع بعضهم بعضا فجعل المتكلمون منهم يرفعون أصواتهم ، ويعيدون الجمل والعبارات ، وجعل السامعون يستعيدونها منهم المرة والمرتين والثلاث مرات ، فاسترعَوْا بذلك أسماع المسافرين الذين يركبون هذه العربة التي نحن نركبها ، فتركوا حظائرهم وأقبلوا على أصحابنا يستمعون لهم ويشتركون معهم في المحاورة والحديث ؛ ووثب رفقائي أيضا إلى هؤلاء فلم أجد بدا من أن أقترب منهم أنا الآخر كي أستمع لما يقولون ، وأطللت عليهم برأسي فإذا فتى فوق الخامسة والعشرين من عمره ولكنه لا يزال دون الثلاثين ، قد نشر على ركبتيه نسخة من جريدة يومية كبرى تصدر بالفرنسوية في مدينة وهران ؛ وهو ينكت بسبابته اليمنى على صورة شمسية فيها لامرأة فانية عجوز ، قد أكل الدهر عليها وشرب ، وكان يقول لهم بصوت فيه شيء كثير من الحزم والقنوط ما معناه : ... أنها لم تكن شيئا مذكورا ؛ فقد كانت خادمة بفندق من فنادق مدينة بوردو (فرنسا) وكان أبوها دركيا بسيطا (عون جندرمة) وهناك في ردهة من ردهات الفندق رآها سيدي ((...)) شيخ الطريقة ((...)) فأعجب بها ووقعت من نفسه موقعا حسنا فتعرف عليها ، ثم رجع بها إلى الجزائر وأراد أن يتزوج بها فلم يوافق الوالي العام للجزائر يومئذ على هذا الزواج .
ولكن الكاردينال لافيجري رأى أن هذا الزواج هو مصلحة دين المسيح ، ومما يجعل مسألة تنصير المسلمين في الجزائر من أسهل الأمور وأيسرها ، ولا سيما في بلاد الصحراء حيث يعظم نفوذ هذه ((الزاوية)) التي ستتزوج هذه الفتاة من رئيسها ؛ ثم عُقد لشيخ الطريقة على هذه الفرنسية عقدة النكاح في الكنيسة الكبرى ، وبارك على العروسين بعد إجراء ما يجب إجراؤه من الطقوس والتقاليد ، وكان ذلك في سنة 1970 ، ولعل هذا الشيخ كان أول عربي مسلم (في الجزائر) تزوج بأجنبية وهي بعد ماكانت خادمة في فندق صارت –بفضل هذا الزوج ويمنه- تدعى ((أميرة الرمال)) .
ولقد قضت منذ زواجها إلى الآن ثلاثا وستين سنة بين العرب والمسلمين يحوطونها بكل تجلة واحترام ،مع ذلك فقد بقيت إلى آخر لحظة من حياتها مسيحية على مذهب الكاثوليك أشد ما تكون تمسكا بدينها ونصرانيتها ، وكانت تعطف العطف كله على المُضَللين المسيحين فمدت لهم يد المساعدة وكتبت باسم زوجها شيخ الطريقة كثيرا من الرسائل إلى (مقاديم) هذه الطريقة وأعيانها توصيهم خيرا بهؤلاء المُضَللين ، وتأمرهم أن يكونوا لهم أعوانا وأنصارا على كل مايريدون ، فاستطاع المضللون –لذلك- أن يشيدوا في كل ناحية من أنحاء هذه البلاد (ولاسيما في الصحراء) كنائس كثيرة ، ومراكز كبرى للتضليل والتنصير ، ولعلك تعجب إذا قلت لك أن أكثر هذه الكنائس والمراكز التي بناها مضللون لتنصير أطفال المسلمين وضعفائهم أنما بناها المسلمون أتباع هذه الطريقة بأموالهم وبعرق جبينهم فقد كانت هذه المرأة تأمر (باسم زوجها) القبيلة الفلانية مثلا بأن تقدم الأب الأبيض الفلاني كذا وكذا من المال يكتبون بها فيما بينهم على المؤسر قدره وعلى المقتر قدره فريضة من الزاوية لا فريضة من الله ، ثم تأمر هذه القبيلة باسم زوجها أيضا بأن ترسل إلى هذا الآب نفسه من شبانها وفتيانها كذا وكذا عاملا يعملون له مايشاء ، وكذا وكذا بغلة أو حمارا لتحويل الحجر ومواد البناء وتشترط على هؤلاء العَملة أن يتزودوا بما يكفيهم من الزاد والقوت ، وبما يكفي دوابهم من العلف حتى يرجعوا إلى أهليهم ، وكثيرا ما تعاون هذه السيدة بمبلغ ضخم من مال الزاوية نفسها .
وإذا طالعت كتابها الذي اسمه : ((أميرة الرمال)) ، هي تعني بهذا اللقب نفسها ، علمت أنها قد استَغلّت لفائدة التضليل والتنصير نفوذ هذه الزاوية إلى أقصى ما يمكن من الاستغلال ، وعَلِمت أنها قد قامت خير قيام بالمهمة التبشيرية الني ناطها بعدتها الكردينال لافيجري مؤسس إرساليات الآباء البيض في هذه البلاد .
ولقد توفي زوج هذه السيدة ومضى إلى رحمة الله ، فخلفه عليها وعلى رئاسة الزاوية أخوه وولي العهد من بعده ، فبقيت هذه المرأة المسيحية مهيمنة على هذه الطريقة الصوفية الكبرى تدير شؤونها ، ومتصرفةً بها تأمر وتنهي ، وتفعل ما تشاء وتختار ؛ ولقد سيطرت فيها حتى الأمور الإسلامية الدينية البحتة ، فهي التي كانت تتسلم كل ما يرد إلى الزاوية في البريد ، ولا تُطلع زوجها رئيس الزاوية من رسائله إلا على ما يبدو لها أن تطلعه عليه .
ولقد اتخذت لنفسها قصرا بديعا يبعد عن الزاوية مقر زوجها بضعة أميال واتخذت لنفسها في هذا القصر كل ما يلزمها ؛ ولها كاتب خاص يقرأ لها ، وتملي هي عليه أجوبة الرسائل التي تستحق في نظرها الرد والجواب ، وهي التي تنصب على أتباع هذه الطريقة ((المقاديم)) ، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ؛ وكم عزلت من مُقدم إما لأنه لا يتعصب للطريقة تعصبا أعمى أو لأنه لا يعاون المُضَلِّلين على حركة التَّضْليل والتَّنصير ، وكم من مريد ومن مقدم قد وصلته رسالة أو ((إجازة)) مختومة بختم الشيخ ، فهو يحتفظ بها احتفاظا شديدا ((ويبخرها)) في كل يوم جمعة بالبخور ويطيبها بالطيب اعتقادا منه أنها جاءته من سيده الشَّيخ ، وماهي من سيده الشيخ ، ولكنها من ((المدام)) ..
وليت شعري ماذا يصنع هؤلاء ((المقاديم)) بالإجازات التي يحملونها ، والمريدون بالرسائل التي يحتفظون بها إذا علموا أنها زائفة ، ولم تجئهم من الشيخ ؟ فهل يستمرون على تطييبها وتبخيرها ؟ أم يبادرون إلى تمزيقها أو تحريقها ، على أني ما أظنهم إلا محتفظين بها كما يحتفظون بالنفائس والأعلاق .
ومنذ بضعة أشهر كان أحد الصحفيين الفرنسيين زار هذه السيدة المسيحية في ((زاويتها)) وجرى بينه وبينها حديث طويل نشره تباعا في هذه الصحيفة نفسها (وأشار إلى الجريدة المنشورة على ركبتيه) ومما قال فيه : ((ولما هَمَمْتُ بالانصراف من عِندها طَلبتُ إليها أن تقف لي لحظة قليلة لكي ألتقط لها صورتها ، فاعتذرت لي بأنها في لباس مُبتذل لا يناسب التَّصوير فقلت يكفي أن تستري رأسك وعنقك بِبُخنق أو بجلباب ، فأساءت فهم كلامي وقالت لي في شيء كثير من الغضب والكبرياء : ((لماذا؟ إنني فرنسية مسيحية قبل كل شيء ولم أكن مسلمة ، ولا عربية في يوم من أيام حياتي ، فكيف تطلب مني أن أسدل ((النقاب)) على وجهي ، وأحتجب كما تحتجب العربيات المسلمات الجاهلات ...))
وأغرب ما في هذا الحديث الذي رواه عنها هذا الصحفي الفرنسي هو قولها له : ((إني لا آسف على شيء واحد فقط وهو أني لم أستطع أن أجعل اللغة الفرنسية هي اللسان الرسمي لهذه الطريقة الصوفية الكبرى فكم تمنيت أن أكتب بالفرنسية كل ما يصدر عن الزاوية من رسائل و ((إجازات التقديم)) .
بل وددت فوق ذلك أن أترجم إلى الفرنسية كل ما يقرؤه أتباع هذه الطريقة من الأدعية والصلوات ومن الأوراد والأذكار ! ))
فكأنها لم تكتف بمطاردة العربية من هذه الزاوية حتى طَمعت أن تترجمها إلى الفرنسية ، وكأنها لم يكفها أن استغلت نفوذ هذه الطريقة لفائدة ((الآب الأبيض)) حتى طمعت أن تحقق هذه الأحلام والأماني ...
قال الفتى : والأمر العجيب هنا هو أن هذه السيدة لما أفضت إلى عملها وانتقلت إلى الدار الباقية في هذا الأسبوع قد أوصت بأن يدفنوها إلى جانب المرحوم زوجها الأول .
فسأله أحد الحاضرين وقال : وهل عَمِلُوا بوصيتها ؟
قال : نعم ، قد دفنوها حيث تريد .
فقال سائل : وإذا جاء أتباع هذه الطريقة يزورونها أيضا ؟ وهي امرأة مسيحية على مذهب الكاثوليك ؟
فقال له : نعم لقد كانوا يستبقون إلى ((زيارتها)) في حياتها ، ويلتمسون منها البركة والخير فماذا يمنعهم اليوم أن يزوروا قبرها بعد مماتها ؟
*************
وانتقلوا إلى الحديث عن ((الوَعْدَةِ)) ، فقال قائل أنها وجبة لا بدة منها ، وقال آخر إنها حرام لما فيها من كثرة التكاليف والنفقات ، وقال ثالث هي لا بأس ، بها وأكثروا الكلام فيها ، ولكن أعجبني ما قاله الفتى في هذا الموضوع ، فقد سمعته يقول لهم :
(( إن الوَعْدَةَ عندنا اليوم هي أن تُخبر العشيرةُ منا العشائرَ الأخرى أن ((وَعْدَتَهَا)) تبتدئ من يوم كذا إلى يوم كذا ، فإذا جاء اليوم الموعود خرجت العشيرة كلها نساءا ورجالا إلى سهل من السهول الفسيحة ، وتلحق بها العشائر الأخرى ، فينصبون الأخبية والخيام في صفين متقابلين بينهما ميدان واسع يُركضون فيه الخيول ، ويلعبون بالبارود ، ترى صاحب ((مِزْمَارْ)) وصاحب ((قَلاَّلْ)) ، هذا ((يزمر)) والآخر يضرب على ((قَلاَّلِه)) كما يضربون على الدفوف وهما يطوفان على أبواب الأخبية والخيام ، من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء ، فينفحهما أهل المروءة بما يطيبون عنه نفسا ، وربما تنافس الناس في بذل العطاء إلى هذين ولكنهم كثيرون جدا في كل ((وَعدة)) ، فلا يكاد ينصرف هذان عن هذا الخباء حتى يقف على بابه هذان الآخران ، وهكذا يجيء آخران وآخران و .....
وإذا جن عليهم الليل اجتمعوا حول الأخبية وتحت القباب المنصوبة جماعات جماعات ، وقد تُصَدِّر كل جماعة أحد المغنيين وهم يُسمونه ((الشيخ)) ، يُشَنِّفُ أسماعهم بألحان بدوية هي غاية في السذاجة والبساطة ، يحاكي بها سير الحمار أو خَبَبَ الجواد ، ولكني أشهد أن هذا الشعر الملحون الذي يتغنى به ((الشيخ)) في هذه الألحان البسيطة هو وإن كان في لغة ملحونة فهو موزون بنفس البحور التي يوزن بها الشعر الفصيح !! .
وكلما جاء وقت الغذاء أو العشاء تقدموا إلى الجموع الغفيرة من الناس بجفان كالجوابي من الكسكسي ، وهم يسمونه ((الطَّعَامْ)) قد علاها طبقة من التَّمر والحلوى ، ومع كل جفنة سلة عنب وقفة لحم وإناء كبير فيه سمن كثير .
وإذا هموا بالانصراف لعبوا ((الرَّحـمة)) وهي نوع من البِراز ، وذلك بأن يتجرد ((الرَّحَاحْبِي)) من ثيابه إلا من فوطة يشدها في وسطه ثم يقول هل من مبارز ؟ ، فإن برز له أحد تجرد هو الآخر من ثيابه ثم يتجولان ساعة من نهار ثم يرْكَلُ أحدهما الآخر برجله فيتركه طريحا على الأرض أو يحجز بينهما المتفرجون ، وهما لا يتبارزان إلا بالأرجل والأقدام .
والغالب أن النساء لا يرقصن في ((الوعدة)) سافرات ، ولا يختلطن فيها بالرجال ماعدا وَعدة وهران ووعدة أخرى يختلط فيها الحابل بالنابل ، ويركب فيها حال على حال .

وقد كثرت (الوَعْدَاتْ) كثرةً فاحشةً ، فلكل عشيرة (وَعْدَة) ولكل حي (وَعْدَة) ولكل ربوة أو جبل (وَعْدَة) ولكل واد (وَعْدَة) ولكل ولي (وَعْدَة) ولشيخ الحلول (وَعْدَة) .

والناس يحترمون هذه (الوَعْدَاتْ) إحتراما كثيرا ، ومنهم من لا يقيمون الصلاة ولا يأتون الزكاة ولا يحرمون ماحرم الله ولكنهم يحرصون على إقامة (الوَعْدَة) كما يحرص المؤمنون المتقون على أركان هذا الدين الحنيف .
وهم إذا أقاموا ((وعدة)) ارتاحت ضمائرهم واطمأنت نفوسهم وظنوا أنهم قد أدوا كل ما هو لله عليهم من الحقوق والواجبات .
وأصل ((الوعدة)) في التاريخ أن فِتيان العرب كانوا إذا خرجوا إلى الصيد جعلوا فيما بينهم موعدا مكانا سوى يجتمعون إليه في يوم معين ، ثم انتشروا يطلبون الصيد في بطون الأودية والشعاب وفي المغاور والكهوف وعلى رؤوس الجبال وفي كل مكان يكون فيه الوحوش والطير فإذا كان اليوم الموعود اجتمعوا في المكان المعين ، ووجدوا أن عشيرتهم كلها نساء ورجالا قد سبقتهم إلى الموعد ، وضربوا القباب ونصبوا الخيام وصنعوا ((الطعام)) وطبخوا من لحوم الصيد ، فأكلوا وشربوا ثم ركبوا الصَّافنات الجياد ، فلعبوا ما شاءوا وأتوا من أعمال الفروسية والشَّهامة ما أرادوا وربما أثاروا غزالا نافرا وأغروا به سلوقيا أو عقابا أو غلاما حديثَ عهدٍ بركوب الخيل حتى إذا قضوا هنالك يوما وليلة أو قضوا ليالي وأياما رجعوا إلى ديارهم .

وتلك هي ((الوعدة)) في الزمن القديم ولكنها تطورت بتطور الزمن وتُنُوسيَ الصيد ، وصارت إلى ما ترون ، وما كانت لتقام باسم ((الولي)) الفلاني أو تقربا إليه ، كما تقام كثير من (الوعدات) في هذا العهد الأخير ، ولكن ربما مات أحد الصيادين أو الفرسان في اليوم الموعود فدفنوه حيث مات ، ثم بنوا عليه ((قبرا)) يزار ، ثم صاروا يقيمون ((الوعدة)) باسمه وتقربا إليه .
وماانتهى من حديثه إلى هنا حتى استولى على سائر الحاضرين الإعجاب الشديد بهذا الفتى ، وبما وهبه الله من الرَّأْيِ الصَّائب ، والقول السديد

فاتني أن أسمع أول الكلام ، ولكنني سمعته يقول لهم :
وكان الشيخ البرعي رحمه الله يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما وهو حينما خاطبه صلى الله عليه وسلم بقوله : ((... فامدد يمينك كي تحظى بها شفعتي )) أخرج صلى الله عليه وسلم من القبر يده الشريفة ، وناوله إياها ، فتهافت البرعي عليها لثما وتقبيلا ، كل ذلك والحجاج ينظرون .

والشيخ البوصيري رحمه الله كان عزم ذات يوم أن ((يزور)) القبر النبوي الشريف ، فجاءه الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وقال له : يا حبيبي يا بوصيري أترك عنك ((زيارتي)) فإنك إن جئتني ((زائرا)) لم يسعني أن أخرج من قبري جهارا نهارا لاستقبالك والترحيب بقدومك ، ويومئذ تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ...

قال فعدل الشيخ البوصيري عن ((زيارة)) القبر الشريف أخذا بخاطره عليه الصلاة والسلام .
وسيدي فلان قال : -وقوله الحق- : لو فارقني حبيبي رسول الله طَرفة عين لما عدد نفسي مؤمنا .
وقال : كنت في شبابي وكهولتي قد أقمت بين أهلي في الشلالة فكان حبيبي رسول الله ((يزورني)) فيها المرة بعد المرة (ويختلف) إلي من حين إلى حين ، وقد بلغ من عنايته عليه الصلاة والسلام بسيدي فلان (وذكر اسم أحد الأشياخ الصوفية المشهورين) أنه كان كلما جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وناوله بيده الشريفة الماء و ((القبقاب)) !!..

وهنا انبرى له أحد من الحاضرين رجل على وجهه علامات العلم والدِّين ، فقال له – وهو يكاد يتميز من الغيظ- : يا هذا ، أليس فيك بقية من الخجل والحياء ؟..

إنك تزعم أن الحُجَّاج قد شاهدوا عيانا أنه صلى الله عليه وسلم قد مد يده الشريفة من القبر إلى الشيخ البرعي الذي تهافت عليها –وحده- يلثمها ويقبلها ، وهم (الحُجَّاج) ينظرون دون أن يتسابقوا هم أيضا إلى لثمها وتقبيلها ، كان هؤلاء الحجاج الذين جاءوا من أقاصي البلاد ((يزورون)) قبر المصطفى ليس عندهم من الحب لرسول الله والوجد به ، وكأنهم لا يحملون بين جوانبهم من الشوق إليه مثل ما هو عند الشيخ البرعي حتى لا يزاحموه على ((اليد)) الكريمة يلثمونها ويقبلونها .
ثم زعمت لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ((نهى)) الشيخ البوصيري يقظة لا مناما عن زيارته وكيف تظن أنه صلى الله عليه وسلم ينهى أحدا أن يزور قبره الشريف ؟
ثم زعمت لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور سيدي فلانا في الشلالة المرة بعد المرة ، فجعلت أن رسول الله هو الزائر وأن سيدي فلانا هو المزور .
ولو عكست لأصبت شاكلة الصواب .

وبعد هذا كله جئتنا بداهية الدواهي فزعمت أن سيد ولد آدم –بطمه وطميمه- كان يقوم بخدمة سيدي فلان ويناوله بيده الشريفة الماء والقباب كلما أراد أن يتوضأ أو هم بدخول الحمام فلم تزد على أن جعلت منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة ((متشو)) من متشوات الحمام !!!
ويحك يا هذا الرجل !
هل تدري ما تقول !
وهل هذا هو كل ما عندك من المكانة والمنزلة لخاتم النبيين ، ولسيد هذا الوجود ؟؟
لك أن تعظم الأولياء والصالحين بما يبدو لك من أوجه التعظيم ولكن بشرط أن لا تؤذي الله ، وأن لا توذي الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا تجعل الأولياء شركاء مع الله ولا تجعل لواحد من الأولياء مقاما أو منزلة فوق منازل الأنبياء والمرسلين .


إن كان صحيح ما يقال من أن فريقا من الأولياء والصالحين قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبصارهم يقظة لا مناما فلا بد أن يكون ذلك على ضرب من التأويل فيقال أنهم تعلقوا برسول الله ، ومُلئت قلوبهم حُبًّا له وأفئتدهم وَجْدا به ، وجوانحهم شوقا إليه فلا يزالون يستحضرونه في أذهانهم ومخيلاتهم ، ولا تزال ألسنتهم تلهج باسمه الكريم ، فربما ذَهِل الواحد منهم عن نفسه ذهولا عميقا ، وربما غشيته غيبوبة لا يعي معها مما حوله شيئا ، وهنالك قد يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يخيل إليه أنه يراه حتى إذا انجلت عنه غيبوبته ، وسكت عنه ذهوله ، ورجع إلى نفسه وثاب إليه وعيه ، ظن أنه رأى بعينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة لا في المنام ، وقام ذلك في نفسه حتى لا تستطيع أن تناقشه فيه .
إن المسألة ليست من الحقيقة في شيء ولكنها كلها خيال في خيال .

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثرهم به إيمانا وتصديقا ، ومع ذلك فلم يؤثر عن أحدهم أنه كان يرى في يقظته رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيدتنا فاطمة الزهراء البتول كانت لوعتها وفجعتها بوفاة أبيها أشد مصابا وأعظم رزءا مما يصف الواصفون ، ولقد أقامت على تربيته الطيبة الزكية ستة أشهر كاملة وهي تبكي وتقول :


مـاذا على من شـم تربة أحـمد*** أن لا يشم مـدى الزمان غواليا


صـبت عـلي مصائب لـو أنـها*** صـبت على الأيام عدن لياليا


ومع هذا كله فليس في الناس من أحد يزعم أنها كانت –رضي الله تعالى عنها- ترى أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يقظتها لا في منامها .

ويحك يا هذا الرجل! فهل تستطيع أن تحكم أن سيدي فلانا وسيدي فلانا وغيرهما من الأولياء والصالحين هم خير وأفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعظم مهم درجة عند الله ؟
أم تقولون على الله مالا تعلمون ، مالكم كيف تحكمون !!
فغضب الرجل الأول ، وأجابه بلهجة المغيظ المحنق ، وقال : هذه عقيدة الشيخ ابن باديس وإخوانه أعضاء جمعية العلماء المسلمين وأنت فيما أرى قد أخذت عنهم هذا الكلام .
فرد عليه صاحبه وقال : هذا هو الحق ، وقد بينه لنا علماؤنا المسلمون جازاهم الله بأفضل ما يجزي به عباده المتقين ، ولقد احتملوا في بيان الحق كثيرا من المكروه والأذى ومن جملة ذلك ما قلته أنت بحقهم الآن ، وما كان ينبغي لك أن تذكر العلماء إلا بالخير لو أنك كنت من الذين يعقلون وأنت تلومني على الاقتداء بالشيخ بن باديس وإخوانه العلماء العاملين ، وأنا مازال لم يسعدني الحظ لأكون لهم تبعا ، وبهم مقتديا ، ولكن على فرض أنني لا أقتدي بهؤلاء العلماء الصالحين المصلحين ، أفتراني أقتدي بأولئك الجاهلين المخرفين وبأولئك الدجالين النصابين الذي يأكلون أموال الناس بالباطل ويدلون بها إلى الحكام !!

ناشدتك الله أما تراهم في هذه الضائقة الخانقة والأزمة الشديدة لا يفتئون يستخلصون منا الضرائب والنذور ، ولا يفتؤون يسألوننا أن نعطيهم الصدقات والزيارات وهم يقلقون راحتنا ويحلفون في السؤال ؟؟ ثم يحسبون أن لهم أن يسألونا وأن علينا أن نؤدي إليهم ما طلبوا ، فريضة من الله ، بدعوى أنهم متصوفة متدينون، ونحن نعتقد أن التصوف والدين يبرآن إلى الله من مثل هؤلاء المتسولين الشحاتين .

من تصوف فإنما يتصوف لفسه ، وليس واجبا علينا نحن أن نطعم المتصوفين ولا أن نقوم لهم بتسديد ماهم فيه حاجة إليه من أرزاق ونفقات ، وإني أعتقد أن لقمة واحدة أعطيها جائعا خير عند الله وأعظم أجرا من الصدقات التي يتصدق الناس بها على هؤلاء المتصوفين .
وكيف يكونون متصوفين وهم قد أهملوا أهم ركن من أركان التصوف وهو الزهد في حطام الدنيا ؟، وإنك لتراهم في كل ناحية من نواحي هذه البلاد يتكففون ما في أيدي الناس ، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ...
هم يطلبون الناس المال ويتلهفون عليه ، ولكنهم لا يطلبون الرزق الحلال من وجهه الشريف بل ينصبون الأشراك والأحاييل ويأكلون كل ما وقع إليهم فيها سواه كان رزقا حلالا أم كان سحتا حراما .
أما العلماء المصلحون الصالحون فهم يدعوننا إلى الله ويدعوننا إلى الهدى ودين الحق ، ويهدوننا إلى التي هي أقوم ويهدوننا إلى صراط الله المستقيم وهم إنما يعملون ذلك ابتغاء مرضاة الله لا يريدون منا جزاء ولا شكورا .

فقال له الرجل : غير أن هؤلاء العلماء يبخلون علينا بما عندهم من العلم ولا يشتغلون بنشر العلم بين الناس ولو أنهم اقتصروا على هذا الأمر لكان خيرا لهم ولهذا الشعب من هذه الضجة التي أثاروها حول الضالين والمضلين من أصحاب البدع والخرافات .
فقال له صاحبه : إنهم قد فعلوا .
قال : وكيف ذلك ؟
قال : أليس هذا الذي تسميه ضجة حول الضالين المضلين هو من مقاومة المبتدعة ومن محاربة الأمراض الخلقية ومن محاربة آفات الاجتماع ؟
قال : بلى ، صدقت وهو كذلك .
قال : ومقاومة البدع والآفات أليست هي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
قال : بلى ، صدقت هي كذلك .
قال : والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أليس هو من أركان هذا الدين ؟
قال : بلى .
قال : فاشهد إذن أن علماءنا إنما قاموا بواجبهم الديني .
وإني أضرب لك مثلا :
لنفرض أنك تملك قصرا بديعا مؤثثا على أحدث طراز بأفخر أثاث والرياش .
وبينما أنت تتهيأ لكي تبني إلى جانبه قصرا آخرا بديعا وتعد له اللوازم والمعدات إذ شبت النار في قصرك البديع وبدأت تأكله وتأكل ما فيه من رياش وأثاث .
لنفرض أنك كنت في مثل هذه الحال وفي مثل هذه الظروف ، فما هو واجبك ؟
وماذا تصنع ؟ هل تشرع في البناء والتشييد ؟ أم تشرع من فورك في إطفاء الحريق ؟
قال : بل أبادر إلى إطفاء الحريق .
قال : ذلك مثل علمائنا المصلحين قد بادروا إلى إزالة هذه المنكرات والمحدثات التي بدأت تأكل هذا الدين القيم الحنيف وهم بذلك ينشرون العلم الصحيح بين الناس ويدعونهم إلى البينات والهدى ولا تظن أن هذه المهمة العظمى التي يقوم بها علماؤنا هي ليست من باب نشر العلم ، بل هي من باب نشر العلم .

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله على بصيرة ويقاوم الشرك والضلال وينشر العلم والحق ، وكان من طريقته صلى الله عليه وسلم في الإرشاد تسفيه أحلام المشركين وبيان ما هم عليه من الضلالة والغي وهو صلى الله عليه وسلم خير من نشر العلم بين الناس.
ولنشر العلم أساليب كثيرة وطرق شتى ، وإذا كان علماؤنا قد بدأوا بنشر العلم بين الكبار بالخطب والمحاضرات والدروس ، أو بما نشروا في الصحف والمجلات من المقالات والفصول ، فإن لهم في ذلك أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، على أن علماءنا مشتغلون الآن وقبل الآن بنشر العلم على الطريقة التي أنت تريدها ، وإذا أنت قد استهديت هؤلاء المصلحين فما أنت بواجد أحد سواهم ينشر العلم في هذه البلاد .

وهذا الأستاذ الشيخ عبد الحميد ابن باديس مثلا من أبناء الثروة والنعيم ، وفي متناول يده أن يمضي حياته في غاية الرفاهية والعيش الرخيم ، قد زهد في ذلك كله ، وتصدى لنشر المعارف والعلوم في هذه البلاد ، ولقد مضى عليه إثنان وعشرون سنة قضاها كلها في إعلاء كلمة الله وحسبك أنه قد حرم نفسه طائعا مختارا من كل ما تتطلبه الفتوة والشباب من زهرة الحياة الدنيا ، كل ذلك قد تركه لله ، وفي سبيل الله ، وهذه النهضة العلمية التي قد شملت الجزائر كلها إنما يرجع أكبر الفضل إليه ، ثم إلى تلامذته ومريديه .

ثم سرد بعض أسماء المصلحين الذين يشتغلون اليوم بنشر العلم بين الناس في هذه البلاد ، ثم قال : وكثير غير هؤلاء من رجال العلم والإصلاح قد منعتهم الحكومة من التدريس والتعليم ، بسبب وشايات ذميمة ، وسعايات دنيئة قام بها ((الخونة المخذلون)) .

ومن المؤسف حقا أن هؤلاء ((المخذلين)) لا يستطيعون أن يعملوا عملا صالحا ينفع البلاد ، وينافسون به المصلحين ، وإنما هم يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
فقال له الرجل : بقيت لي مسألة واحدة .
قال : وماهي ؟
قال : قد سلمنا للمصلحين ألف حق فيما يدعون إليه وفيما قاموا به من محاربة البدع ومحدثات الأمور ...
ولكن ما بالنا نراهم قد انضم إليهم بعض الذين ((يدخنون)) وبعض الذين يتعاطون الخمور والمسكرات ، وبعض الذين لا عمائم لهم ولا لحى ...

قال له صاحبه وهو يحاوره: بل إن المصلحين أكثر الناس لحى وعمائم وقال : شعارهم يخاطب خصوم العلم والإصلاح :

((سبقناكم علما ودينا وإننا ***لنا السبق حتى في اللحى والعمائم))


واستعرض أسماء كثيرة من المصلحين ، وقال هؤلاء كلهم لهم عمائم وله لحى ، واستعرض أسماء كثير من أعداء العلم والدين ، وقال : هؤلاء كلهم ليس لهم عمائم وليس لهم لحى ، على أن ميزان الرجال هنا إنما هو العلم والعمل الصالح وليس هو العمائم واللحى .
إن كان بعض الذين ((يدخنون ويتعاطون الخمور)) قد انضموا إلى حزب المصلحين وليس معنى هذا أن هؤلاء قد تعلموا (التدخين والسكر) منذ اعتنقوا فكرة الإصلاح ، بل هم كانوا مدمنين على الدخان والخمر فلما انضموا إلى المصلحين تابوا وأصلحوا وحسنت أحوالهم ، على أن (المخذولين) أعداء العلم و الاصلاح هم أكثر عربدة وسكرا .
وهنا تكلم رجل آخر وشهد على نفسه وقال : وأنا شخصيا لم أكن أعرف للخمر مذاقا حتى اتصلت بزاوية سيدي فلان فشربت ، وشربت كثيرا مع أبناء سادتنا ، فلما فرق الدهر ما بيني وبين تلك الزاوية لُذْت بالمتاب وأصلح الله حالي ...
واستمر صاحبنا في الحديث فقال : أردت ذات يوم أن أتناول العشاء في أحد مطاعم الجزائر العاصمة ، فجلسنا إلى مائدة كان قد جلس إلى طرفها أحد المسلمين ، فتعارفنا وجعلنا نتحادث عن الوظائف الدينية الاسلامية ، فاستنكر الرجل كل الاستنكار أن يسمى في وظيف ديني-بغير امتحان- من لا كفاءة فيه ، واستشهد على هذا العبث بالمساجد فقال : في المدينة الفلانية نصبوا في وظيف الافتاء رجلا سكيرا ، وكيف يقتدي المسلمون في أمور دينهم بمن ليس له دين .
وكانت أمامه على المائدة (قرعة) خمر ، فمد يده إليها وملا كاسه فاترعها ، ثم عبها عبا كلها في نفس واحد وملاها مرة ثانية حتى طفحت ، وأدناها من فمه وكأنه تفطن إلى.......يعمل وبين ما يقول ، فنحاها بعيدا عن شفتيه وقال : أما وإن شربت الخمر قليلا فإني لا أطلب من المسلمين أن يصلوا ورائي وما أريد أن أكون لهم (مفتيا) ولا (إماما) ومتى خرجت من هنا توضأت وقضيت ما فاتني من الصلوات وإني متوسل بسيدي فلان ، ثم ضرب بيده في جيبه وأخرج منه (سبحة)!! غليظة فأمسك بقمعتها وأسدلها أمامنا وقال : هذه هي البينة القاطعة على أنني من ((أهل الله الذاكرين))! وكان معي رفيق فتبسم ضاحكا من ((غلظها)) ! .

ثم قال صاحبنا وبيوت الدعارة والخنى هذه بليت بها بلادنا إنما يتجر بالشرف والعفاف فيها أولئك ((المريدات)) اللائي ينتسبن إلى الطرق الصوفية ويعتقدن بصحة ما في هذه الطرق من خرافة وضلال ، وربما أن (أشياخهن) سيغفرون لهن كل ما ارتكبن من الكبائر والخطيئات .

وهذه (الزيارة) التي نحن قادمون عليها ، هل رأيتموها ؟
قال الرجل نعم رأيناها ورأينا ما فيها من انتهاك الاعراض والحرمات ، واقتراف الكبائر والمحرمات
قال باسم من تقام هذه (الزيارة)؟
هل يقيمها علماؤنا المصلحون أم يقيمها الدَّجَاجِلَةُ الذين ينتحلون لأنفسهم (الولاية والصلاح) .
قال فاحمد الله على عمل المصلحين ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !))  - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !)) - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله   إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !))  - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله I_icon_minitimeالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 19:18

بارك الله فيكم و أحسن إليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

إِلَى (( زِيَارَةِ سِيدِي عَـــابَدْ !)) - الأستاذ محمد السعيد الزّاهري رحمه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» [ اعترافات ((طرقي)) قديــم ] للشيخ الأستاذ محمد السعيد الزاهري الجزائري-رحمه الله-
» الأستاذ الإصلاحي الجسور الشيخ أبو يعلى الزواوي - رحمه الله - للشيخ عزٌالدين رمضاني الجزائري - حفظه الله
» شُؤون وشُجون : ـ ـ بقلم الأستاذ الزّاهري العضو الإداري لجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين وليّة الل
» نصيحة من العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله إلى الدعاة في سبيل الله
» إيقاظُ الوَسنانِ مِن زَلاّتِ اللِّسانِ بقلم الأستاذ محمد تبركان وفقه الله - متجدد على شكل حلقات-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: في رحــــاب المنتــدى :: المــــنبـــــــر العــــــــــام-