إنّ التأجيل لفعل الطّاعات، وإضاعة الوقت في الغفلات، وتأخير التّوبة و
الإقلاع عن السّيئات، وإنظار طلب العلم والحفظ ليوم الفرح والغنى والرّاحة والفراغ
من المسؤوليّات وحصول الأجواء اللّطيفات،
وحلول فصل الّربيع بوروده البهيّات، ونسماته الطّيّبات؛ لهو العطب بعينه والموت
بنفسه، والضّّياع بذاته، وسيمضي العمر في هذه الأمنيّات دون تحقيق شيء منها؛ فاحذر
هذا السّبيل، وإيّاك أن تقع في هذا الشّراك الذّي نصبه إبليس، وانتبه من الوقوع في
هذا الفخّ الّذي وضعه اللّعين، فما أخطره وما أمتنه! وما أكثر ضحاياه! فقد وقع فيه
خلق كثير، واصطاد به عددا هائلا من البشر؛ فضاعوا وأضاعوا، وضلّوا وأضلّوا، وكلّما
حاول واحد منهم الرّجوع إلى الحقّ؛ ألقى عليه جيشا جبّارا وسيلا جرّارا من كتائب
سوف، فتنوء بدفعها العصبة من الرّجال أولي القوّة، فتتداعى كلّها صرعى أمامها إلاّ
من رحم الله ، وقليل ما هم، وتخرّ العزائم بين يديها هدّا إلاّ من حفظه الله، إيـــــه
لقد أهلك الخبيث بسوف جبلّا كثيرا من النّاس، ووأد بها عزائم كالجبال، وأجهض بها
همما تهدّ ثهلان، والمخرج من ذلك كلّه
وإنّه على من يسّره الله عليه ليسير غير عسير، سهل غير حزن، ذلول غير صعب؛ اقتل
سوف وسـ وأبعدهما من حياتك، وشمّر عن ساعد الجدّ، واستنهض الهمّة، واشحذ العزيمة،
وابذل مهج النّفس في ذلك، واصبر وصابر ورابط واتّق الله وافعل الخير؛ فإذا فرغت من
عمل صالح فانصب نفسك لآخر، واطو السّاعات في طلب العلم، واعمل به، والزم غرزه، واسق
غرسه، واثبت تنبت، وواصل تصل، واجتهد تجد، وابذر تجن، وازرع تحصد، فالزم هذا
السّبيل، واحذر من التّعطيل، فنعم الحصن هو، فرابط على ثغوره؛ واستمسك به تنج،
وعضّ عليه بالنّواجذ تسلم، فما أشرقت شمس كبير ولاسطع نجم عظيم إلاّ وكان
الصّبر سلاحه، والاصطبار لأمته، والمصابرة
ترسه، فإذا فقد واحدة من هذه أصابته سوف برماحها ونبلها، وصار جريحا وأضحى طريدة
لكلّ ذي ناب من السّباع وكلّ ذي مخلب من الطّير، ثمّ يصبح جيفة قذرة تنهشها غربان
البين، أي أخيّ قد أخلصت لك النّصح وربّ الكعبةأم أنّك لاتحبّ النّاصحين؟! فعند
ذلك لاآسى عليك إن كنت من المصطادين، فإن ضاق صدرك بما قلت، ولم تستطع طولا أن
تلازم الصّبر؛ ولا طاقة لك بالاصطبار للعلم؛ فأقول لك: ليس هذا عشّك فادرج، فابحث
لك عن شيء آخر غير العلم، وسبيل غير هذا السّبيل؛ فلست له، وليس لك.

قيل لبعض السّلف: أوص. قال: احذروا سوف؛ فإنّ سوف جند من جنود إبليس. ولا
تكن ذوّاقا في الطّلب لما يلائم طبعك ويوافق سجيّتك، وما يساير هواك وراحتك؛ فإنّ
من طلب الرّاحة فاتته الرّاحة، ولا ينال العلم باستراحة الجسد، بل لا بدّ من
المشقّة والجهد والتّعب، وقديما قيل: من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة،
وأصعب الأمور بدايتها، فاصبر على البدايات تفلح في النّهايات، ولاتكن فصوليّا،
واستحضر قول ابن فارس-رحمه الله- واعمل به تبلغ مبلغ النّجم والثّريا، وتتبوّأ
ذروة العلياء وتجلس على قبّة الجوزاء، وتنظم في سلسلة أئمّة الهدى ومنارات الدّجى
.
إذا كان يؤذيك حرّ المصيف
ويبس الخريف وبرد الشّتا
ويلهيك حسن زمان الرّبيع
فأخذك للعلم قل لي: متى؟!

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي، لكن الخط عندي صغير جدا لو كبرته قليلا.

جزاك الله خيرا أخي على هذه النصيحة القيمة ، فو الله كلنا ذاك الرجل ، وقد لعبت بنا (سوف) لعبها والله المستعان
ننتظر المزيد

جزاك الله خيرا

تم تكبير حجم الخط بعد اذنكم

يوسف الجزائري كتب:

جزاك الله خيرا أخي

وإيّاكم .. وبارك الله فيكم على المرور الطيب .

أبوهمام الجزائري كتب:

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي، لكن الخط عندي صغير جدا لو كبرته قليلا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيبكم بارك الله أخي الحبيب

وجزاكم الله خيرا على التنبيه

أبوأسامة سكيكدة كتب:

جزاك الله خيرا أخي على هذه النصيحة القيمة ، فو الله كلنا ذاك الرجل ، وقد لعبت بنا (سوف) لعبها والله المستعان
ننتظر المزيد

وإياكم أخي العزيز

ونسأل الله لنا ولكم أن يرزقنا سبل الرشاد

almuraqib al3aam كتب:

جزاك الله خيرا

تم تكبير حجم الخط بعد اذنكم

وإيّاكم

وأثابكم الله خيرا على المرور وجزاكم خيرا على التعديل

عذرا رسول الله كتب:

نسأل الله أن يبارك لنا ولكم في أوقاتنا
وأن يوفقنا واياكم الى محبته ورضاه

آمين وجزاكم الله خيرا .