المشكلة تكمن في أن الكثير يتغافل عن إدراك أهمية هذا الأمر ..
ثم نجد آخرين يتشدقون بإنشائيات عامة عن أهمية التربية من دون معرفة الطرق الصحيحة في التربية ..
لي ملاحظات سريعة أخرى لجعل الناس وخاصة الآباء ومن سيتزوج عن أهمية التربية وخطورة إهمالها ..
# نجد أنه دائما ما نتهم خاصة نحن في الخليج بأننا مرفهون ولانملك حس المسؤولية .. وهو أمر لو أرجعناه قليلا على المحك التربوي في بدايات فترة الطفولة لرأينا أسبابها .. فغالبا ما يتم إهمال غرس حس المسؤولية في نفس الطفل بطريقة بسيطة فلا نجد أي طفل في الغالب يعود على أن يرتب سريره أو يغسل صحنه الذي أكل منه أو شيء من هذه الأمور البسيطة بل بالعكس يكون الطفل غالبا ما ملك الدلع في بيته بحيث تكون كامل المسؤولية على الخادمة وأحيانا الأم.
# من الآثار السلبية على أسلوب التعنيف وفرض الرأي المتبع من الأب غالبا تجاه أطفاله .. هو انعدام ثقة الابن في نفسه وآرائه بحيث قد يكون ضمن مجموعة ويخشى من طرح رأيه الذي يبدو له في داخله سخيفا ولكن ما أن يقوم آخر بطرح رأي مشابه لرأيه حتى ينصدم بأن هذا الرأي لاقى قبولا واستحسانا
كما أن العنف وترهيب الطفل في فرض الرأي يجعل الابن غالبا ما يكون على طبيعته في غياب أبيه ويتبدل حاله إلى عنصر خامل وهادئ جدا في وجود الأب .. وقد يتذمر الابن من أمور كثيرة خلف أبيه ولكنه لا يجرؤ على البوح بأي منها لأبيه ويدعى دائما أن لا فائدة من حتى مجرد إبداء رأي الابن المخالف .. وإذا أخذنا نفس هذا المثال البسيط ووسعنا دائرته إلى الحياة العامة نجد تشابها ملفتا للنظر .. فغالبا ما يتم سلخ عظام الرئيس والأمير والمسؤول وغيره من وراء ظهره وإذا ما وجد لأحد الفرصة في أن يواجه هذا الرئيس أو المسؤول فإنه يرتعد خوفا كما يرتعد أمام أبيه العنيف بل قد لا يقول شيئا مفيدا بل قد يقول اعتراضاته بطريقة تبدو أنها ساذجه وغير مهمة وأن الوضع القائم لازال في أفضل حالاته .. هذا فضلا عن أن الكثير يتكلم كثيرا وفي نفس الوقت يكون مترسخا في قرارة أنفسهم بأنه لا فائدة من مواجهة هذا المسؤول أو الرئيس بالرأي المخالف ! لأن ما تعلموه بطريقة غير مباشرة في أن طريقة التعبير المنطقية في التعبير عن الرأي هي الصراخ في التعبير عن الرأي وفرضه بحيث يبدو وكأن الرأي الآخر هو الضلال المبين !
# الكثير يخاف من الظلام أو الوحدة أو من مجرد الحديث عن الجن والعفاريت إلى غير ذلك , وإذا رجعنا مجددا إلى التربية لوجدنا أن الأم غالبا ما تحذر أطفالها من الخروج من البيت لوحدهم ليلا أو في أي وقت - وهذا المقصد طبيعي جدا - ولكن يتم ذلك باستخدام أسلوب التخويف من العفريت الفلاني والجنية العلانية بحيث تنمو هذه المخاوف كلما كبر ويتغير أثرها من طفل لآخر طبيعا للطفل نفسه بحيث قد تكون هذه المخاوف للبعض شغله الشاغل طول يومه ! بربكم كيف لأمة أن تفكر بأمر عملي وتتطور وتتقدم لو كانت عقولها طوال الوقت تحت أسر مخاوفها من العفاريت وغيرها !!
# من هذا نفهم .. لم نرى الغالبية من الأبناء بالرغم من أنهم يعرفون الخطأ والصواب ويستطيعون التدليل على ذلك بقائمة نظرية طويلة عريضة عند أول مواجهة أو اختبار بين الخطأ والصواب في أنهم غالبا ما يختارون الخطأ .. لأن التربية كانت بأسلوب العنف ومجرد فرض الرأي وبالرغم من معرفة الشخص النظرية بالخطأ إلا أنه يقع فيه .. فهو لم يقتنع ويربى على الأمر بأن هذا خطأ بحيث يتجنبه عن قناعة .. وإنما يتم تربيته بأسلوب مغلوط في تجنب الخطأ مثلا .. بحيث غالبا ما يقع الابن او البنت في الخطأ بسهولة إذا كان بعيدا عن الأب أو عن المجتمع والبيئة التي تفرض رأيها ولا تربي الفرد على إدراك الخطأ وكنهه ..
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: العقوق مسؤولية الابا 
الأحد 30 مايو 2010 - 21:39
