المقامة السمرية

22/04/2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذه مقامة خطها اليراع منذ سنوات مضت ولم يطلع عليها أحد منذ ذالك الوقت، إلى أن سنحت لي الفرصة في هذا المنتدى فأردت أن أعرضها عليكم ،لعلكم تفيدوني بتقييمكم ورأيكم ،وقد سميتها المقامة السمرية .
المقامة السمرية
حدثنا موسى ابن عمار فيما حكاه من الأخبار قال، بينما أنا جالس في ليلة ساطعة الأأقمار، على أكمة علت عما حولها الأشجار، أجول بالأنظار،وأسرح العنان للأفكار،إذ بشيخ يدنو من بعيد،له قد شديد وفي يده عصا من حديد، فدنى من المجلس وقال هل في هذا الليل من مؤنس؟
فقلت أهلا ومرحب، بأخ العرب، فلما استقر به القعود، أطرق إطراق الأسود،وجعل يرمي بالبصر تارة ويعود،فلما رأيت أنه اطمأن، واكتمد الأنفاس وسكن، بادرته بالكلام، وقلت يا أخ الإسلام، إن المسامرة لفن يرام،يدركه ذووا العقول والأفهام، ويقصر عنه سفاء الأحلام،وإني توسمت فيك النباهة والفطنة والبداهة،والبعد عن السفاهة والبلاهة،وإني ما نأى بي المجلس كما ترى إلا لجهل في الناس سرى، فلم أجد منهم من يواسي بالحق ، ويؤانس بالصدق، فهات ما عندك من دقيق الأحكام ، وطيب الكلام، فإني لك مذعن والحكمة ضالة المؤمن،فلاما انتهى كلامي وتم،نظر إلي نظرة ثم ابتسم،وقال خير الناس من تعلم وعلم، وإن ماذكرت من حال الناس لأمر مسلم،وليس ذلك لمن تأمله غريب، ولا لمن أدرك علته عجيب، فإن معرفة السبب تزيل العجب،فإن الناس قد انصرفوا لطلب المعيشة زعموا، فيا ليتهم لأمر المعيشة علموا،فترى أحدهم كثير السفر،طويل السهر، كئيب المنظر، أشعث أغبر، لا يهنأ له بال، إلا بجمع الدراهم والأموال، ولا يطيب له مقال، إلا في هذه الأمثال، ونسوا أن الدنيا لا محال، لابد مصيرها إلى زوال، وأن الناس أرواح وأبدان ، وأن الله إذ خلق الخلائق و الأكوان، نوع فيها لمغزى يدركه من صفى الجنان، ونظر نظرة اللهفان، ليدرك الحق والحق ذو تبيان،ومن خلقه الملائكة والبهائم والإنسان، فالملائكة عباد الرحمن، لا يعصونه أبد الزمان، تراهم بين عابد راكع، وساجد طائع ، ومن لهذا وذلك جامع، والبهائم لا عليهم تكليف، ولا ينالهم إذلال ولا يطالهم تشريف، من العقول جردوا، ولخدمة الإنسان وجدوا، وأما الإنسان فمقامه بين هذا وذاك،إما أن يرقى إلى منازل الأملاك ، أو ينحط إلى درك البهائم فله الهلاك، فمن رعى الروح وصانها، وبعز الطاعة وشرف الحكمة زانها، فهو إلى منازال الأملاك أقرب، بل هو إذ ذاك إلى ربه أرغب، ومن اتبع الشهوات، وتاه في الملذات، ونسي الفناء والممات، فهو مع أبنائها شريك مساهم، وفيها على وجهه هائم، فالإنصاف فيه إلحاقه بصف البهائم، فمنها منبعه، وفيها مرتعه، فعجبت من هذا الكلام وتصفيفه، وحسن تنسيقه وتصنيفه، فأدخل في نفسي الإرتياب ، وأدركت أن الرجل لا من البدو ولا من الأعراب، بل هو عاقل جمع خلاصة الألباب، فقلت من أنت يا صاحب العصا، فأنت والله خير من أوصى، ولا أرى الأعراب لمثل هذا أهل، ولا هو عليهم بالأمر السهل، فهلا أتحفتنا باسمك، وعرفتنا ببلدك، فقال أنا أبو المقداد، عصام ابن عباد والنسبة من بغداد، ثم قام عني وانصرف، وأنا بفضله معترف، وإلى لقائه أتشوف.

07/04/2008

ماشاء الله ....أحسنت وأبدعت

23/04/2010

السلام عليكم
ماشاء الله جيد يا أبا أسامة، لكني لم أقرأها الآن، غدا إن شاء الله تعالى أعطيك رأيي فيها

22/04/2010

جزاكما الله خيرا

09/07/2008

ما شاء الله تبارك الله, مقامة جميلة جدا و الحمد لله أنها رأت النور و أنك آثرت منتدى تبسة بها, فهنيئا لنا هذا القلم .

أحسنت, أحسن الله إليك و إلى والديك.

14/05/2009

ما شاء الله أخي....وفقك الله.....

سأقرأها على تمهل....و أغوص فيها و أتوغل....ثم أوافيك بالجواب الأكمل و الرد الأجمل.....

ابتسامات تبسية !!!

22/04/2010

وأحسن الله إليكما ، ووفقكما لكل خير
إقرأها ياأبا همام وخصها بالإهتمام وسل للنقد الحسام ولا تخش مني الملام
إبتسامة سكيكدية

21/01/2009

ما شاء الله ما أروع ما أتحفتنا به أخي الفاضل

جزاك الله خيرا

22/04/2010

شكرا لكم جميعا وبارك الله فيكم

18/03/2009

يا اخي ماشاء الله و الله أبدعت

» المقامة الحرمية
» مقامات النموشي ** المقامة الوبائية **
» مقامات النموشي ** المقامة الموسوية **
» مقامات النموشي ** المقامة التنصيرية **
» مقامات النموشي ** المقامة البستانية **

المقامة السمرية

المقامة السمرية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة