هل الفردوس مذكر أم مؤنث
قال الزجاجي في ( أماليه ) : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، عن أبي حاتم ( 1 ) قال : كنت عند الأخفش سعيد بن مسعدة و عنده التوزي ( 2 ) ، فقال التوزي : ما صنعت في كتاب المذكر و المؤنث يا أبا حاتم ؟
قلت : قد جمعت منه شيئا ، قال : فما تقول في الفردوس ؟ قلت : هو مذكر ، قال : فإن الله تعالى قال : ( الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) المؤمنون : 11 .
قلت : ذهب إلى معنى الجنة فأنثه كما قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله ، عشر امثالها ) الأنعام : 160 ، فأنث و المثل مذكر ، لأنه ذهب إلى معنى الحسنات ، كما قال عمر بن أبي ربيعة : [ الطويل ]
فكان مجني دون من كنت أتقى **** ثلاث شخوص كاعبان و معصر ( 3 )
فأنث و الشخص مذكر ، لأنه ذهب إلى معنى النساء و أبان ذلك بقوله : كاعبان و معصر و كما قال الآخر : [ الطويل ]
و إن كلابا هذه عشر أبطن **** و أنت برئ من قبائلها العشر ( 4 )
فأنث و البطن مذكر ، لأنه ذهب إلى القبيلة فقال لي : يا غافل ، الناس يقولون : نسألك الفردوس الأعلى ، قلت :
يا نائم ، هذه حجتي لأن الأعلى من صفات الذكران لأنه أفعل ، و لو كان مؤنثا لقال : العليا ، كما قال : الأكبر و الكبرى و الأصغر و الصغرى ، فسكت خجلا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السجستاني ، من كبار العلماء باللغة و الشعر ( ت 246 هـ )
( 2 ) عبد الله بن محمد بن هارون ، نحوي من تلاميذ الأصمعي ( ت 223 هـ )
( 3 ) البيت من شواهد سيبويه 2/ 175
( 4 ) قائله : النواح الكلابي ، انظر سيبويه 1 / 174
*****************************
المصدر :
( الأشباه و النظائر في النحو " الجزء الثاني صفحة 97 " للإمام السيوطي رحمه الله تعالى ) .
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: مناظرة بين أبي حاتم و التوزي 
الجمعة 23 أبريل 2010 - 14:38
