الله اكبر

كم كنت أنتظر مثل هذه المبادرات الطيبة ..

بارك الله لك في وقتك وجهدك أستاذتنا الفاضلة وامنا الكريمة

بارك الله فيك أمنا ام سيرين

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع للمقالة :

قـال في مدارج السالكين"1 " في معرض الأخذ بالسنة والعمل بالإخلاص : الناس منقسمون بحسب هذين الأصلين إلى أربعة

أقسام : أ - أحدهما : الإخلاص للمعبود والمتابعة له وهم أهل إياك نعبد حقيقة ، فأعمالهم كلها لله ، وأقوالهم لله ،

وعطاؤهم لله ، وبغضهم لله .

فمعاملتهم ظاهرة وباطنة لوجه الله وحده ، لا يريدون بذلك جزاء من الناس ولا شكورا، ولا ابتغاء الجاه عندهم ،ولا طلب المحمدة

والمنزلة في قلوبهم ، ولا هربا من ذمهم . بل قد عدوا الناس من أصحاب القبور ، لا يملكون لهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة

إلى آخر ما كتبه في هذا الفصل القيم ، وقد أعاده في جزء آخر بعد هذا وبسطه بسطا شافيا كافيا يدعو إخلاص المخلص الجديد رياء

لا يحجبه شيئ. وجملة القول: أن من قرأ ما كتب الاخلاقيون في الإخلاص، يتيقن ألأنّ المخلص الجديد لا يُعدُّ في زمرة المخلضين

الذين يقولون الحق لأنه حق ، ويقومون بالقسط لأنه قسط مأمور به ، ممدوح فاعله عند الله الذي لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا

لوجهه ، وهو أغنى الأغنياء عن الشركاء " 2 " . ولعلمي أني إذا قدمت إلى القراء بعض المواقف التي وقفها المخلص الجديد

في الحوادث التي مرتْ بنا قريبا أكون قد خدمتُ الحقيقة ، ونصرتُ الإخلاص الديني ، بدفع الرياء عن الاختلاط به ، وأكون

أيضا قد خدمت ُ المخلصَ الجديدَ بتعريفه بالواقعِ الذي تسترهُ التموُّهات ، لذلك أقدّمُ ما يلي :

أ - مسألة " الآذان " بين مالكية ميزاب وإباضيتها كتب فيها كتابة لا تجتمع مع الإخلاص في قلب رجلٍ واحدٍ إذْ دعا

فيها إلى الصلحِ والصلْحُ كما هو معلوم ، عبارة عن ترك كل فريق شيئا من حقّهِ . فهو يعلم أنَّ الصُلْحَ لا يدخل الآذان ولا غيره

من العبادات ‘إذْ ليست من حق العباد ، وليس الآذان مما يمكن تجزئته ،وهذه الأمور من ضروريات الفقه في كل المذاهب ، وليس

مخلصنا ممنْ يجهل هذا الحكم الفقهي المتفق عليه عند المسلمين ، ولكنه كتب ظنا منه أنَّ الطائفتين ستتخذانه حكما ترضى حكومته

فإنْ لمْ يكنْ ذلك فلا أقل من أنه أرْضى الفريقين ، ونال حمد الطائفتين ، وتلك أمنية صاحب الإخلاص .

فكيف مع هذا الرياء المكشوف ينخدع أحد إلى دعواه لنفسه الإخلاص ؟ وإني لا أكتمه إذا قلت أنّ هذا هو الرياء ، وإنَّ صاحب


هذه الحادثة هو المرائي

ب - جمعية العلماء المسلمينالتي خرج منها جريا وراء حظ من حظوظه ، وهي الجمعية التي كان فيها لم يتبدل، ورجالها لم يتجددوا

ودعوتهم ومذهبهم وغايتهم اليوم هينفسها التي كانت يوم كان عضوا فيها ولم يطرأ على الجمعية شيئ جديد،وكان المخلص أحد

أعضائها الذين أدمجوا فيهامن غير انتخاب .وأقام عضوا قانونيا بها سنة كاملة .ولم ينقم من عملها شيئا، ولاكتب إلى الأمة حرفا

واحدا يظهر به امتعاضه من بعض أعضائها ، وقضى على هذه الحالة الدالةعلى رضاهعلى الجمعية شرعا وقانونا دورة كاملة


ايعد فيها أحد المسؤولين عنها أمام الله يوم ينصبلكل غادر لواء ، والحال أنه قادر على إذاعة رأيه ، متمكن من نشر ما يراه

خاصة وأن في الجزائر صحيفة تود أن تكتب في العلماء يحق وبباطل ، ومن أسعد أيامها عند نفسها أن تظفر منك بكلمة لتبني

عليها ما شاءت .

فأنتَ أيّها المخلص إنْ كانت جمعية العلماء المسلمين في سنتها الماضية بدعية ، ورضيْتَ ببدعيتها ، وسكت عن ضلالتها ، فإنّك تُعدُّ

غاشا للأمةِ ، مُخادعا لها بعْتَ نصيحتها بلقب عضوٍ.

وإنْ كانت الجمعيةُ سنيّة ، مصلحة ، متفانية في خدمة العلم والسنّة كما هو الواقع ، وخرجت عنها لأنّك وجدت كرسي رئاسة ،


ولقب رئيس، وذلك همك من دنياك ، ورضيت أن تقبل لقبا تعريضيا " 3" بجمعية كنت أحد رجالها ، و طاب لك أنْ تلمز نفسك

، وتعرض بإخوانك بأنّهم أهل بدعة إنْ كان ذلك، فإنّ إخلاصك قد فُهم وغايتك من أعمالكقد نلتها ، وصح فيك المثل السائر:

" من أسر سريرة ألبسه الله رداءها" / "4 "

ج - الطائفة المشاقة للجمعية : لما عزمت على فعلتها وسعت سعيها ، كتب صاحب الإخلاص في الجرائد قائلا : إنّ

الجمعية الثانية "5 " يجب عليها أن توقف عملها ، ولاحق لها في المضي إلى عملها ، والجمعية القديمة "6"يطالبها بتجديد

الانتخاب للمجلس الإداري الجديد ، ويؤخذ من كلامه أن الجمعية شائرة على هدى ، وأنها جمعية سنية ، وإنما ينقم منها طريق

الانتخاب لا غير.


وإلى لقاء آخر إن شاء الله فيما تبقى من المقالة.....

************************

1 - " يعني الإمام محمد بن أبي بكر المشهور بابن قيم الجوزية "691-751
مؤلف : مدارج السالكين قال عنه الزركلي : من أركان الإصلاح الاسلامي
واحد كبار العلماء .الاعلام. ج6ص 280

2 - يشير إلى حديث أبي هريرة ونصه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى :أنا

أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيره تركته وشركه "
صحيح مسلم / م4 ج 8 ص223

3 - هذا المقال كله موجه إلى الشيخ المولود الحافظي الذي كان أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائرين ثم انفصل عنها

وترأس جمعية علماء السنة الجزائرين التي انضم إليها كل المناوئين لجمعية العلماء من الطرقيين وغيرهم ، والتعريض وا


واضح ، بيّن ،وهو ينفي عن جمعية العلماء اتباع السنة وينستها للجمعية الجديدة وحدها

4 -لم اهتد إلى مصدر المثل وما وجدته هو قولهم :من سلمت سريرته سلمت علانيته "
مجمع الامثال / ج2 ص 330

5 - يعني جمعية علماء السنة

6 - يعني جمعية العلماء المسلمين

بارك الله فيك...........وجزاك الله خيرا