"زعزعة الأساسيات" هو عنوان مثير للانتباه تجعل القارئ يطرح الكثير من التساؤلات حول فحوى هذا الكتاب الذي يحتوي على 158 صفحة و ما الغرض من عرضه مع باقي الكتب المعروضة خلال معرض الكتاب الذي نظمته دار التنوير للنشر و التوزيع الكائن مقرها بالجزائر العاصمة بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بحيث عرض هذا الكتاب بطريقة غير ظاهرة للعيان بشكل جيّد و كأنه مخصص لفئة معينة من القراء الذين في الفكر التنويري.زعزعة الأساسيات قام بترجمته مجاهد عبد المنعم مجاهد طبعة أولى 1995 بدار النشر و التوزيع بيروت، وهو ترجمة عربية كاملة لكتاب the shaking of the fondation، لصاحبه بول تيليش (1886/1965) و هو فيلسوف ألماني المولد ، أمريكي المواطنة، ولد في إقليم بروسيا، و درس في جامعات برلين، توينجن، وهال، حصل على ، حصل على إجازة اللاهوت عام 1912م ، ورُسِّمَ قِسِّيساً في ذات السنة،و كتاب زعزعة الأساسيات يتحدث عن التنوير ، قام مؤلفه بفعل الاستنارة والتنوير عنده هو ذلك الذي يخلق الجديد، و خلق الجديد عنده هو موت القديم على أنه قديم و أن تتم مشاهدة القديم على أنه قديم، ويقول صاحب الكتاب أن الجديد لا يُخلَقُ من ترقيم القديم أو من أفضل ما في القديم، و على هذا لابد أن يموت القديم في الذاكرة ، ويدعو الكاتب إلى وجود جديد يعلو على العصر ويكون صالحا لكل العصور، ليختتم بول تيليش كتابه زعزعة الأساسيات بحديثه عن الحب (مشيرا في كتابه عن حب المسيح) قائلا : أن الحب هو قوة الجديد في كل إنسان و في كل تاريخ، إنه لا يملك إلا أن يشيخ، إنه يمحو الإثم واللَّعنة ،ما يلفت الإنتباه هو أن جل صفحات الكتاب هي عبارة عن كلمات من الإنجيل جمعها صاحبها من مختلف رُوَاتِهِ الْمُزَيّفِين، فنجد على سبيل المثال في الصفحة 17 ما كتب في إنجيل إرميا الإصحاح الرابع 23-30،، ما جاء في إشعياء الإصحاح 54 : 10،18،20،24..، كما نجد في الصفحة 33 يتحدث صاحب الكتاب عن مفارقات الطوبيات مستدلا بإنجيل لوقا السادس :20،26، والشيء نفسه في باب عنونه الكاتب : خادما يهوه و هو يذكر إنجيل أشعياء 41 في الصفحة 37، كذلك باب بعنوان : "نيُّر الدّين" و هو يتكلم بإنجيل متى 11: 25،30 و ذلك في الصفحة 85، وما يدعو إلى التساؤل هو مالغرض من عرض مثل هذه الكتب أمام الجمهور المتعطش للقراءة و التطلع و البحث لاسيما و أن زوار المعرض كان معظمهم طلبة ثانويين و شباب في سن المراهقة، و لماذا تعرض دار التنوير مثل هذه الكتب، و ماذا تقصد دار التنوير بهذا المفهوم ؟ خاصة و هذا المصطلح أخذ أبعادا أخرى و هي الدعوة إلى تبني الفكر المسيحي، كتاب مثل هذا مكانه في المكتبات الجامعية ليكون في متناول المختصين و الأساتذة الباحثين في مجال مقارنة الأديان ، أي في أيدي النخبة المختصة في المجال و ليس مكانه في معرض يقبل عليه العوام من الناس، فهل هي دعوة إلى التنوير الحقيقي للمسلم أم التنوير المضاد؟ أم ماذا؟ تلك هي المشكلة